إبراز التقدم والتحديات في اليوم العالمي للسل للعام 2006
الحلفاء من جميع أنحاء العالم يوحدون صفوفهم لمكافحة هذا المرض الذي يمكن الشفاء منه
من شيريل بليرين، محررة الشؤون العلمية في نشرة واشنطن
واشنطن، 24 آذار/مارس، 2006- في هذا اليوم، ينصب اهتمام العالم على مرض السل الذي يمكن الشفاء منه، وإن كان يقضي على 5 آلاف نسمة يوميا في العالم، بمناسبة اليوم العالمي للسل الذي يسلط الضوء على مدى التقدم الذي تم إحرازه عالمياً في مكافحة هذا العدو القديم للبشرية والتحديات التي ما زالت قائمة في طريق الانتصار في المعركة ضده.
وقد وحد الكثير من الحلفاء، من دول ومنظمات دولية وعلماء ومحسنين وكيانات حكومية وخاصة ومنظمات غير حكومية ومؤسسات أكاديمية وجهات أخرى، جهودهم في هذه المعركة الرامية إلى وضع نهاية لوباء السل العالمي.
ويواجه هؤلاء الحلفاء تحديات صعبة في معركتهم: السل وباء عالمي؛ هناك ألفا مليون نسمة، أي ما يعادل ثلث سكان العام، مصابون بعصية السل، أي الميكروبات التي تسببه.
* التحديات والتقدم
تسعة وعشرون بالمئة من مجمل الإصابات بمرض السل (التدرن الرئوي) في إفريقيا، وتحدث نصف الإصابات الجديدة في ست دول آسيوية هي بنغلادش والصين والهند وإندونيسيا وباكستان والفليبين.
ومرض السل من أهم العوامل المؤدية إلى وفاة المصابين بنقص المناعة المكتسبة الذين يعانون من ضعف أجهزتهم المناعية؛ وهناك 250 ألف وفاة بالسل، معظمها في إفريقيا، ترتبط بمرض نقص المناعة المكتسبة.
وتقع جميع الوفيات الناجمة عن السل تقريباً في دول العالم النامي، ويكون معظم الضحايا من البالغين الشباب الذين هم في أكثر مراحل العمر إنتاجية.
ومن الجهة الأخرى، تم أيضاً تحقيق بعض التقدم. ففي العام 1993، أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامجاً يدعى دوتس (DOTS)، أو العلاج القصير الأمد المراقب مباشرة، لمعالجة أمر الصعوبة التي يجدها المرضى في مواصلة اتباع طرق العلاج طويلة الأمد لمرض السل حتى استكمال العلاج.
وقال ملفن سبيغلمان وستيفن جيلسبي، في مقال نشراه في 17 آذار/مارس في مجلة لانسِت الطبية بعنوان، "عملية تطوير عقار للسل: التقدم والأمل،" إن مراقبة موظفين مدربين مباشرة للمرضى أثناء تناولهم العقاقير تشكل أحد العناصر الخمسة حاسمة الأهمية في أسلوب دوتس في العلاج.
ويعود السبب في ذلك إلى كون السل المقاوم للعقاقير يظهر لدى المرضى الذين لا يتمّون علاجهم بل يتوقفون قبل استكماله. ولا يستجيب هذا النوع من السل لطرق العلاج المألوفة بالعقاقير.
وتتضمن عناصر أسلوب دوتس على الالتزام السياسي مع زيادة التمويل وضمان استمراره، واكتشاف السل من خلال علم جراثيم مضمون النوعية، ووضع معايير علاج يتبعها الجميع مع مراقبة المريض وتقديم الدعم له، وإمدادات عقاقير فعالة، ونظام إدارة ومراقبة وتقييم للبرنامج.
وقد قامت 183 دولة تقريباً بتبني برنامج دوتس منذ العام 1995، رغم أن منظمة الصحة العالمية تقول إن حوالى خمس سكان العالم لا يستطيعون الحصول بعد على خدمات برنامج دوتس، وتمت معالجة أكثر من 22 مليون مريض بالسل وفقاً لبرنامج دوتس.
إلا أنه من الضروري توفير المزيد من التمويل والدعم لهذا البرنامج ولاستراتيجيات الوقاية والعلاج الأخرى. وقد أعلنت "شراكة أوقفوا السل" التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في شهر كانون الثاني/يناير خلال القمة الاقتصادية العالمية في دافوس بسويسرا، استراتيجية جديدة لمكافحة هذا المرض. (أنظر التقرير المتصل بالموضوع ).
* وقف الإصابة بالسل
إن الخطة العالمية لوقف انتشار السل 2006-2015 هي استراتيجية عالمية منسقة بكلفة 56 ألف مليون دولار لوقف انتشار السل من خلال تطبيق رعاية فعالة للمصابين بالسل في شتى أنحاء العالم.
وتعالج الاستراتيجية أيضاً التحديات المتعلقة بكيفية مواصلة زيادة النشاطات الخاصة بالسيطرة على السل مع القيام في نفس الوقت بمعالجة أمر انتشار الإصابة المزدوجة بالسل ونقص المناعة المكتسبة والإصابة بالسل المقاوم لتشكيلة العقاقير المختلفة.
وتعرقل الإصابة المزدوجة بالسل ونقص المناعة المكتسبة، خاصة في إفريقيا، والإصابة بالسل المقاوم لتشكيلة العقاقير، خاصة في أوروبا الشرقية، جهود الضبط العالمية الرامية إلى تقليص عدد الوفيات البالغ 1,7 مليون وفاة يسببها السل سنويا.
ويشكل برنامج دوتس عصب هذه الاستراتيجية.
وقال ماريو رافيغليوني، مدير دائرة "أوقفوا السل" في منظمة الصحة العالمية، في بيان صدر في 17 آذار/مارس: "لا يزال دوتس أساسياًً في السيطرة على مرض السل."
وأضاف أن "استراتيجية أوقفوا السل تهدف إلى ضمان حصول جميع المرضى بالسل على الرعاية الطبية، وإلى تحقيق هدف التنمية الألفية لعام 2015 المتعلق بالسل وتقليص عبء السل في جميع أنحاء العالم."
وكان قد تم التوصل إلى استراتيجية أوقفوا السل، التي نشرت في عدد مجلة لانست الصادر في 17 آذار/مارس، خلال مشاورات شارك فيها شركاء صحة دوليون على امتداد عامين.
وتهدف عناصر هذه الاستراتيجية إلى توسعة وتعزيز برنامج دوتس؛ ومعالجة أمر الإصابة المزدوجة بالسل ونقص المناعة المكتسبة والإصابة بالسل المقاوم لتشكيلة العقاقير وغير ذلك من التحديات؛ وتعزيز الأنظمة الصحية؛ وتحقيق انخراط جميع مقدمي الرعاية الصحية في الاستراتيجية؛ وتمكين المصابين بالسل ومجتمعاتهم المحلية؛ وتمكين الأبحاث والتشجيع عليها.
وتشكل استراتيجة أوقفوا السل الأساس الذي ترتكز إليه الخطة العالمية لوقف السل 2006- 2015. وستعالج الخطة العالمية، إذا ما تم تطبيقها بالكامل، 50 مليون مصاب بالسل، وتقلص إلى النصف معدلات الإصابة والوفيات منقذة 14 مليون نسمة من الموت.
إلا أن نجاح الخطة يتطلب سد ثغرة في التمويل، على امتداد عشر سنوات، تبلغ 31 ألف مليون دولار. وقد تعهدت مؤسسة بيل وملندا غيتس بتقديم مبلغ 900 مليون دولار في الفترة الممتدة من الآن حتى حلول العام 2015.
* اللقاحات والعلاج
كان العالمان الفرنسيان ألبير كالميت وكاميل غيرن، أول من اكتشف واستخدم في العام 1921، المصل المستخدم حالياً للوقاية من السل، وهو اللقاح المعروف باسم عصية كالميت- غيرن (بي سي جي).
وقال مارك دوهرتي وغراهام روك في مقال نُشر في مجلة لانسِت (الطبية) في 17 آذار/مارس، بعنوان "التقدم والعقبات في طريق التوصل إلى لقاح ضد السل"، إن هذا اللقاح هو أكثر اللقاحات استخداماً في العالم اليوم وهو يقلص الوفيات من السل بنسبة حوالى 90 بالمئة بين الأحداث الذين يتم تلقيحهم.
وفي الولايات المتحدة، يعكف حالياً العلماء في المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، التابع لمعاهد الصحة القومية في ولاية ماريلاند، على العمل للتوصل إلى لقاحات وطرق علاج بديلة.
وقال مدير المعهد، آنثوني غوسي وزملاؤه، في بيان في 21 آذار/مارس، إنه "يتوفر الآن ولأول مرة في تاريخ الأبحاث المتعلقة بالسل عدد لا يستهان به من الإجراءات المرشحة للاستخدام كمضادات للمرض، لإجراء التجارب السريرية عليه."
وأضاف أنه تم، على سبيل المثال، بدء التجارب السريرية في شهر حزيران/يونيو، 2005، على عقار جديد للسل يبشر بالنجاح ويعرف باسم PA-824. وكانت الأبحاث السابقة لذلك قد أشارت إلى أن العقار قد يكون فعالاً ضد أنواع البكتيريا الصغيرة جداً المسببة للسل التي تنتشر بسرعة والتي تنمو ببطء.
وتجدر الإشارة إلى أن طرق العلاج الحالية من عصيات السل النشطة تتطلب استخدام تشكيلة من العقاقير في نفس الوقت ولفترات طويلة، وإلى أن عقار PA-824 قد يقلص فترة العلاج اللازمة. ويتم حالياً تقييم أكثر من عشرة عقاقير أخرى مقترحة في مرحلة تسبق التجارب السريرية.
كما تم التوصل إلى عدة لقاحات مبشرة بالنجاح في الوقاية من الإصابة بالسل. ويتم حالياً اختبار لقاحين هما rBCG30 و Mtb72f من خلال تجارب سريرية في الولايات المتحدة، كما ثبتت مأمونية لقاح ثالث وقدرته على توفير المناعة ضد السل في تجارب أجريت في أوروبا.
ويتم حالياً أيضاً إجراء التجارب على حوالى اثني عشر لقاحاً آخر مرشحاً للاستعمال لتقييمها في مرحلة سابقة للتجارب السريرية.
وقد تم التوصل، جزئياً، إلى هذه العقاقير واللقاحات الواعدة من خلال الشراكات الحكومية - الخاصة الناجحة بين بحاثة تمولهم الحكومات والشركات الصناعية والمؤسسات الخيرية وجهات أخرى.
وقال فوسي: "هناك ما يدعو إلى التفاؤل بأن عدداً من النجاحات الأخرى سيؤدي إلى ظهور منتجات جديدة لمعالجة مرضى السل والإصابة المزدوجة بالسل/نقص المناعة المكتسبة في جميع أنحاء العالم، أو أنه سيؤدي على الأقل إلى تعليمنا كيف نعزز وضع استراتيجيات وأساليب أفضل لمكافحة هذا المرض."
ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن مرض السل وطرق علاجه واللقاحات المستخدمة للوقاية منه، على موقع المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية (الأميركي).
كما يمكن الحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية الاطلاع على مزيد من مقالات مجلة لانسِت على موقع المجلة، باللغة الإنجليزية.
تاريخ النشر: 24 آذار/مارس 2006 آخر تحديث: 24 آذار/مارس 2006
http://usinfo.state.gov/ar/Archive/2006/Mar/24-746195.html '>