0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
موضوعات ساخنة
(1)
..العلاقات و المصلحة..
عادة ما تسمع ان فلان وصف بأنه "مصلحجي" أو أنه رجل مصلحة بيد أن الحقيقة كل الحقيقة في ان هذا الرجل تمادى في ابراز خصلة موجودة عند كل الناس بما يمكن تسميته مجازيا في لغتنا الدارجة "المصلحة"...لنتعمق قليلا في العلاقات البشرية و علاقتها مع بعضها البعض
فنجد انه اذا وصف رجل او حتى امرأة بهذا الوصف استشاط غضبا و حنقا عليك بيد انه يندر ان تجد علاقة خالية من "المصلحة" فتجد انه لا يوجد شخص يؤدي إليك شيء بدون مقابل.....بلا شك لابد انك تستعرض الآن جميع الخدمات التي أديتها مجانا أو التي أوديت إليك بدون مقابل.....
إنك لو دققت النظر في هذه العلاقات لوجدت ان هناك مقابل ولكنه قد يكون صغيرا جدا بحيث لا تراه او انك تحقره لصغره وتفاهته بالنسبة إليك أو انك قد لا تدفع او تأخذ المقابل مادياً.....
لنأخذ مثالاً غريبا تمارسه يوميا وانت لا تدري انك تقع في مصيدة "المصلحة" إن العلاقة بين العبد وربه قائمة على المصلحة بذاتها فأنت تعبد لأنك تخاف النار وتطمع في الجنة صحيح انك لا تحصل على المقابل ماديا او سريعا ولكنك تعلم ان المقابل شيء عظيمأجره فاق كل الأجور..
ولك ان تقيس على ذلك المثال كل العلاقات التي تعتقد انك بعيد عن "المصلحة" كل البعد بيد انك لا تتحرك حركة إلا وأنت تعلم انها خير لك ولك "مصلحة" فيها
ولقد ورد مثال قرآني يوضح المسألة انظر معي الى سورة الإنسان في قوله تعالى : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا )...فيتبادر لذهنك ان هؤلاء لا يريدون اي مقابل....يا أخي هم لا يريدون مقابلا مادياً او حتى مقابلا من الذين أوديت اليهم الخدمة....دعنا نكمل الآية (إنا نخاف من ربنا يوما عبوساً قمطريرا)....يعني لو انهم لو لم يخافوا لن يطعموا....إنهم يعلمون حتماً أن هناك مقابل من ربهم ( عز وجل ).....وهكذا
يتضح معنا ان الجميع يغرق في كمية هائلة من علاقات تترتب على "المصلحة" فإذاً لم كل هذا الكلام عنها؟؟؟؟ لقد أوردت هذا الكلام لنثبت أن الرجل الذي كان معنا في بداية المقال لم يكن "مصلحجي" او رجل مصلحة كما يقال عنه ولكنه رجل استغل المصلحة بطرق اكثر جراءة في مجتمع اعتاد تصنيف كل شيء على هواه فليس كل المصالح مصلحة وتعتبر بدون مقابل والاخرى تعتبر اختراقا لكل معاني قيم الانسانية ويعتبر صاحبها انتهازي مصلحجي
.................أخوكم ميمو...............