بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ان أبدأ موضوعي
أهديكم كأس ماء لذيذ بنكه الورد من منزلنا ومن تلك الجرة الأثرية

'>

منافع الماء البائت:
ولما كان الماء البائت أنفع من الذي يشرب وقت استقائه قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخل إلى حائط أبي الهيثم بن التيهان هل من ماء بات في شنة ؟ " فأتاه به فشرب منه، رواه البخاري ولفظه: إن كان عندك ماء بات في شنة وإلا كرعنا" .
فإن الأجزاء الترابية والأرضية تفارقه إذا بات، وقد ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له الماء، ويختار البائت منه
وسرعان ماتباذر إلى ذهني التنقية الذاتية لمياه الشرب حيث يحدث ترسيب لحبيبات الطين وما بها من مواد عالقة أو مايمكن أن يكون ملتصق بها من ميكروبات
تنفسه صلى الله عليه وسلم في الشرب ثلاثا:
وفي " صحيح مسلم " من حديث أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثا، ويقول:" إنه أروى وَأَمْرَأُ وأَبْرَأُ " .
وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء
النهي عن الشرب من ثلمة القدح وبيان مفاسده:
وفي " سنن أبي داود " من حديث أبي سعيد الخدري قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب وهذا من الآداب التي تتم بها مصلحة الشارب فإن الشرب من ثلمة القدح فيه عدة مفاسد) معنى ثلمة : كسر)
أحدها : أن ما يكون على وجه الماء من قذى أو غيره يجتمع إلى الثلمة بخلاف الجانب الصحيح .
الثاني : أنه ربما شوش على الشارب ولم يتمكن من حسن الشرب من الثلمة .
الثالث: أن الوسخ والزهومة تجتمع في الثلمة، ولا يصل إليها الغسل، كما يصل إلى الجانب الصحيح .
الرابع: أن الثلمة محل العيب في القدح ، وهي أردأ مكان فيه فينبغي تجنبه، وقصد الجانب الصحيح، فإن الرديء من كل شيء لا خير فيه، ورأى بعض السلف رجلا يشتري حاجة رديئة، فقال لا تفعل أما علمت أن الله نزع البركة من كل رديء .
الخامس: أنه ربما كان في الثلمة شق أو تحديد يجرح فم الشارب، ولغير هذه من المفاسد .
مفاسد النفخ في الشراب :
وأما النفخ في الشراب فإنه يكسبه من فم النافخ رائحة كريهة يعاف لأجلها ولا سيما إن كان متغير الفم . وبالجملة فأنفاس النافخ تخالطه ولهذا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النهي عن التنفس في الإناء والنفخ فيه في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه .
النهي عن الشرب من فم السقاء والآداب المترتبة عليه :
وروى البخاري في " صحيحه " من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من في السقاء .
وفي هذا آداب عديدة منها : أن تردد أنفاس الشارب فيه يكسبه زهومة ورائحة كريهة يعاف لأجلها .
ومنها : أنه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء فتضرر به .
ومنها : أنه ربما كان فيه حيوان لا يشعر به فيؤذيه .
ومنها : أن الماء ربما كان فيه قذاة أو غيرها لا يراها عند الشرب فتلج جوفه .
ومنها : أن الشرب كذلك يملأ البطن من الهواء فيضيق عن أخذ حظه من الماء أو يزاحمه أو يؤذيه ولغير ذلك من الحكم .
تغطية الإناء وإيكاء السقاء:
وقد روى مسلم في " صحيحه " من حديث جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا وقع فيه من ذلك الداء . وهذا مما لا تناله علوم الأطباء ومعارفهم .
وصح عنه أنه أمر بتخمير الإناء ولو أن يعرض عليه عودا . وفي عرض العود عليه من الحكمة أنه لا ينسى تخميره بل يعتاده حتى بالعود وفيه أنه ربما أراد الدبيب أن يسقط فيه فيمر على العود فيكون العود جسرا له يمنعه من السقوط فيه .
وصح عنه أنه أمر عند إيكاء الإناء بذكر اسم الله فإن ذكر اسم الله عند تخمير الإناء يطرد عنه الشيطان وإيكاؤه يطرد عنه الهوام ولذلك أمر بذكر اسم الله في هذين الموضعين لهذين المعنيين
وتأسيسا على ذلك نجد أن أحاديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم هنا تشير إلى الطرق المختلفة التي يمكن للميكرروبات الإنتقال من خلالها وقد جاءت تعاليمه بمثابة حصن لحمايتنا، فنحن نعلم الآن أن الأمراض المعدية هي نتيجة لخروج الميكروب الممرض من الإنسان ( العائل ) ثم مقدرته على الدخول والتكاثر بداخل جسم عائل آخر ثم الخروج منه للانتقال لعائل آخر وهكذا
والآن ماذا عن كأس الماء الذي شربتوه قبل قراءة موضوعي
المصادر:
زاد المعاد في هدي خير العباد
أسس علم البكتيريا الطبي
محاضرات التلوث الميكروبي
ســـــــــــــــــــــــــــــالمونيلا