لايخفى على الجميع المشاكل الشائكة المتكررة كل عام لإثبات دخول شهر رمضان المبارك , حيث تنقسم الأمة مابين مؤيد لاستخدام الحساب الفلكي والاقتصار عليه أو متمسك بالرؤية الشرعية .
وقد فند أصحاب كل موقف رأيهم وساقوا أدلتهم موسعين في كل مرة دائرة الخلاف ولايكادون يجتمعون على رأي واحد يجمعهم ويوحد أعيادهم .
وقد يقول أحدهم , ولماذا جمع الأمة على عيد واحد طالما أن الأمر فيه سعة شرعية , والأمة منذ بزوغ فجر الإسلام ومطالع أهلة أعيادها مختلفة ؟
نعم كان الأمر كذلك عبر سنين طويلة , ولكن الذي تغير هو التطور التقني مما جعل الأرض قرية صغيرة .
وحيث أننا مسلمون والحمد لله فيجب علينا التمسك بشعائر الإسلام , وقد اقتضت هذه الشعيرة التمسك بالرؤية الشرعية وحسب ؟
وهذا صحيح أيضاً , ولكن هل رفض النبي صلى الله عليه وسلم استخدام الحساب !؟
والجواب لا , ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم أصحابه أننا أمة لانحسب , أي أننا في الحساب تبعاً لغيرنا لذلك يجب علينا الصوم والإفطار برؤيتنا للهلال مباشرة , أو بالإتمام .
والمفهوم اللغوي لكل من له شأن باللغة العربية يفهم الحديث كذلك , ولم يفهم من الحديث على الإطلاق اقتصار اثبات دخول الشهر على الرؤية فحسب , وخصوصاً إذا أصبحنا أمة نحسب , وهذا المفهوم اللغوي من معنى الحديث الشريف .
أي أن الاستعانة بالحساب جائزة إن كان الذي يحسب فرد من الأمة .
ولكي نجمع بين رأينا ورأي المصرين على الأخذ بالرؤية الشرعية وجب التوصل إلى رأي وسط , وهو التالي :
نقبل شهادة الأشخاص الذين رؤيتهم للهلال تطابق دخول الشهر القمري حسابياً , وكان موعد غروب الهلال الوليد بعد الشمس وليس قبله , حتى لو قال الفلكيون أن إمكانية الرؤية تلك الليلة متعذرة ومهما كانت الأسباب .
ونرفض شهادة الأشخاص الذين رؤيتهم للهلال تخالفت الحساب المحدد بأن الهلال في تلك الليلة سيغرب قبل الشمس , ونعتبره متوهماً فيما رأى .
هذا والله أعلم .
أرجو أن أكون قد وفقت في رأي وسط يقتنع به الجميع .
