وهَذا نص الخبـــر
لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة تعاقب سلطنة عمان
اتخذت لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة في شهر يونيو/ حزيران 2007م، 28 قرارا بمعاقبة سلطنة عُمان، بسبب تعديل مساحة محمية "المها" العربية الموجودة لديها، حيث قامت بإزالة اسم المحمية من المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، في إجراء هو الأول من نوعه بتاريخ المنظمة, حسب ما جاء في موقع " سي أن أن" بالعربي.
وأصبحت محمية "المها" العربية في سلطنة عُمان، التي تأوي هذا النوع النادر من الغزلان، أول موقع يزال عن القائمة منذ دخول اتفاقية اليونسكو لعام 1972م بشأن حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، حيز النفاذ. حيث جاء اعتماد هذا القرار من طرف لجنة التراث العالمي, إثر قرار سلطنة عُمان تقليص حجم المحمية بمقدار 90 في المائة، بهدف إجراء أعمال تنقيب عن النفط في المنطقة، الأمر الذي اعتبرته اللجنة تناقضا مع "المبادئ التوجيهية التشغيلية للاتفاقية".
إذ رأت اللجنة في ذلك "تدميرا للقيمة العالمية الاستثنائية للموقع الذي أدرج على قائمة التراث العالمي عام 1994"، حسب ما أوردته الأمم المتحدة عبر موقعها الإلكتروني.
وبعد التشاور المكثف بين لجنة التراث العالمي ومسقط، قالت اللجنة إنها: "شعرت أن من شأن قرار الحد من مساحة المحمية الذي اتخذ من جانب واحد، والمضي في خطط التنقيب عن النفط والغاز، أن يدمرا قيمة ووحدة وسلامة الملكية، التي تأوي أيضا أنواعا مهددة أخرى، بما فيها الغزال العربي وطير الحبارى".
وبلغ عدد رؤوس "المها" العربية الموجودة في الموقع 450 رأسا عام 1996م، لكنه تراجع إلى 65 رأسا منذ ذلك الحين، مع حوالي أربعة أزواج فقط قابلة للتوالد، مما يهدد بقاءها في المستقبل, ويعود هذا التراجع إلى أعمال الصيد غير المشروعة للمها وتدهور شروط موئلها.
وأعربت اللجنة عن أسفها لما قالت إنه "فشل سلطنة عُمان في إتمام واجباتها، فيما يخص صون المحمية، كما تنص عليه اتفاقية التراث العالمي".
وتمتاز المها العربية من الظباء المتوسطة الحجم، بالتكيف مع العيش في الصحراء، حيث تستطيع أن تستغني عن الماء لفترة طويلة من خلال امتصاصها الندى من الأشجار التي تقتات بها، وتنتقي الكلأ الذي ترعاه، فهي تأكل أنواعاً متعددة من الحشائش والأعشاب من خلال قضمها الأعواد الطرية لأشجار السمر والغاف.
وتقضي المها أوقات القيلولة تحت ظلال الأشجار أثناء موسم الحر، ولا تخرج للرعي إلا في أوقات البرودة والليل.
أما في الشتاء، فترعى نهاراً وتحتمي خلف الأشجار حين تهب الرياح.
ويساعد الفرو الأبيض الذي يكسو جسم المها على تمويهها تحت ظلال الأشجار، بامتزاج اللون مع ما يحيط به، أما حين تبحث عن المها الأخرى، أو تود أن تجعل نفسها مرئية، فتصعد إلى قمة تل، وبانعكاس ضوء الشمس على الفرو، يمكن رؤيتها من مسافة كيلومترات.
وتنتقل المها وأفراداً أو في قطعان تتراوح ما بين 12 و25 رأساً، وتستطيع المها الترحال بمسافات طويلة بخطوات ثابتة وتقطع ما بين 4و6 كيلومترات في الساعة، وقد تصل مسافة الترحال إلى 74 كيلومتراً كل 12 ساعة، وتقوم كبيرة الإناث في القطيع بتحديد مسار الرحلة عبر الصحراء بحثا عن كلأ طري.
وتمتاز المها أيضا بقدرة التجاوب مع المعلومات التي تحملها الرياح حول الأمطار، الأمر الذي له أهمية خاصة بالنسبة لبقائها في الصحراء، فهي عادة توسع مدى الرحلة كي تتبع الأمطار، وتقطع مسافات طويلة بحثاً عن أفضل ما يتوفر من الكلأ، وغالباً ما تستقر لعدة شهور في منطقة واحدة.
وتلد أنثى المها أول مواليدها في الشهر الثاني والعشرين من عمرها، وتلد عادة مولوداً واحداً يصل وزنه ما بين 3 و5 كيلوجرامات.
وفي الغالب، تترك المها القطيع قبل أيام من موعد الولادة، ويلتحق بها أحد الذكور، وإذا كانت الأم بحالة صحية جيدة، فإنها يمكن أن تحمل ثانية بعد عشرة أيام من وضع المولود، ولكن جرت العادة أن تحمل ثانية في غضون ثلاثة أشهر، وفي الأحوال الجيدة، يمكنها أن تضع مولوداً مل سنة طيلة حياتها التي تستغرق ما بين 13و19 سنة، كما تستغرق فترة الحمل لدى المها 8.5 شهر.
مِن قناة بيئتِــي