حلب في الإثنين 09 تموز يوليو 2007
الأخت جوانا المحترمة ...
في البداية شكراً على رسالتك اللطيفة التي استلمتها هذا الصباح ، أما عن الصورة التي التقطت على شاطيء السفانية ، تبدو وكأنها حقيقية لكن أن يظهر القسم العلوي على أنه وجه بشري ونصفه الثاني لحيوان الضب أو ما يشبهه من الزواحف ، أمرٌ مثيرٌ للتساؤل لماذا لم تتناوله وسائل الإعلام ، أو يكشف عن حقيقته العلماء ، أما أن يتواجد 3500 نوعاً من أمثال هذه الحيوانات البشرية فهو مبالغ فيه ، ولما كان الإنسان يمر بمرحلة السمكة وهو جنين فمن المؤكد أن الذاكرة الوراثية يمكن لها أن تسمح بتشكل مخلوقات تجمع بين الأصناف الحيوانية ، وأنت يا جوانا تذكرين جيّداً عروس البحر التي تخيّلها الأقدمون على شكل فتاة شقراء جميلة وطويلة الشعر تُسحر الألباب ومن خصرها تنتشر الحراشف لتنتهي بذيل سمكة ، ولا أعرف لماذا لا يكون معكوساً ؟ ، أي أن تنتصب على قدمين ورأسها رأس سمكة وتعيش في البحار ، واليوم بعد إكتشاف الخارطة الوراثية يُمكن للعلماء نقل المورثات تحت الطلب إبتداءً بلون العيون والشعر والجلد وانتهاءً بإعطاب أو تعديل أي مورثة في مراحل الحمل الأولى غير مرغوب فيها تلك التي تحمل مرضاً قد يُهدد حياة الجنين في الكِبَر ، ولا تستغربي إذا استمعت يوماً لفريقٍ من العلماء يؤكدون فيه أنهم توصلوا إلى المورثات الكاملة التي يتشكل منها دماغ ألبيرت أينشتاين يعرضون فيها خدماتهم على الأمهات الحوامل لإنجاب أطفالٍ يحملون المواصفات الدقيقة لدماغ هذا العالم الفذ ليكونوا في المستقبل عباقرة مثله ، ولكن من يضمن أن يفكّر هذا الفرد كما فكر إينشتاين ؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة .
وفي ذات السياق ومنذ أيام قليلة زار ميكرفون القسم العربي في راديو كندا الدولي منطقة غاسبيزي Gaspesie الواقعة على المحيط الأطلسي ، تقول مراسلة الإذاعة ( زينة ضرغام ) أن حوتاً يشبه الثعلب كانت له أقداماً ولم يكن يعيش في الماء ، واليوم إنتقل للعيش في الماء وصار شكله يشبه الفراشة ، وهناك صور مؤكدة تُظهر بوضوح هذا التطور وتفاصيله وتقول زينة : " لقد رأيتُ وآمنتُ " .
ولك أن تتخيلي يا جوانا فرس النهر وكلب البحر وما إليها من حيوانات بحرية شبيهة بالبرية حتى تكوّني فكرة عن تناسخ الأجناس وتمازج المورثات لانتاج أنواعاً متعددة من أشكال الحياة بين اليابسة والماء التي تعرف بالحيوانات البرمائية .
أتمنى أن أكون قد أوفيت الموضوع حقه ، تقبلي مني التحية والدعوات الصادقة بالنجاح لجوانا وصديقاتها وأصدقائها في كلية علم الأحياء ، وللمصادفة الحلوة فإن إبنة أختي ( نغم نبيل ملحم ) هي أيضاً طالبة في السنة الثالثة بكلية العلوم قسم علم الحياة أو الأحياء ، ولك منها ومني أحلى أمنيات السعادة .
أخوك : وانيس بسام يعقوبيان
حلب - سوريا
melyac@scs-net.org