سلام الله عليكم وبركاته ..
أود أن أوضح رؤيتنا الخاصة للأسطورة التي تشكل أرضية استفهام وانكار الكثير .
عندما انتصب ذالك الانسان على قدميه ورفع رأسه الى السماء ماذا رأى ؟؟
رأى نجوما وحركة كواكبها , وادار رأسه فيما حوله ورأى الارض بتضاريسها ونباتها وحيوانها
أرعبته الصواعق , داهمته الاعاصير والزلازل والبراكين , رأى الموت وعاين الحياة
ألم تحيره احلام وألغاز في الخارج واخرى في داخله , غموض يحيط به أينما توجه ولو فر الى النوم
تعلم ذالك الانسان استخدام اليدين وصنع الادوات ..
وفي لحظات الامن وزوال الخوف كان لدى عقله متسع لتأمل ذالك كله .. لماذا نعيش ؟لماذا نمت ؟
من اين تأتي الامراض ؟ والى اخر ما هنالك من اسئلة طرحت نفسها عليه ,
كان العقل صفحة بيضاء لم ينقش عليها شئ , عضلة لم تألف الحركة خارج نطاق الغرائز الطبيعية
وبعد تجاوز حدود رد الفعل كان على ذالك الانسان ان يبدأ مغامرة كبرى مع الكون ,
وقفزته الاولى نحو المعرفة الاساطير كانت تأملاته وحكمه منطقه واسلوبه أداته الاسبق في التفسير
والتعليل . كان ادبه وشعره وفنه . عرفه وقانونه انعكاسا خارجيا لحقائقه النفسيه الداخليه ..
فالاسطورة نظام فكري متكامل استوعب قلق الانسان الوجودي وتوقه الابدي لكشف الغوامض التي
يطرحها محيطه والاحاجي التي يتحداه بها التنظيم الكوني المحكم الذي يتحرك ضمنه .
(انها ايجاد النظام حيث لانظام ) ورسم لوحة متكامله للوجود لنجد مكاننا فيه ودورنا في اقاعات الحياة ( انها الاداة التي تزودنا بمرشد ودليل في الحياة )
انها مجمع الحياة الفكرية والروحية للانسان القديم .والاسطورة حكاية احداثها ليست مصنوعة او متخيلة بل وقائع حصلت في الازمنة القديمه , انها سجل افعال الافعال التي اخرجت الكون من لجة العماء , فالاسطورة حكاية تقليدية بمعنى انها تنتقل من جيل الى جيل بالرواية الشفهيه مما يجعلها في ذاكرة الجميع والكفر بها يعني فقدان القيم التي تشدة الى جماعته وثقافته , فالاسطورة تنقل لنا عبر الاجيال قيمها وحكمتها وتنقلها للاجيال المتعاقبة انها القناة الاولى التي ترسخ ثقافة وجودها واستمرارها عبر الاجيال حتى في فترات شيوع الكتاب .
ذالك ان الالواح الفخارية كانت محفوظة في المعابد وفي مكتبات الملوك للخفاظ عليها من التحريف , هذا ويمتزج تعبير الاسطورة في اذهان الكثيرين بتعبير (الخرافة) رغم البعد الشاسع بين هاذين التعبرين , فالخرافة حكاية بطولية مليئه بالمبالغات والخوارق دون منطق ولا حكمة ...
