حكاية الكوكب أبوفيس
خالص جلبي - 16/07/1428هـ
kjalabi@hotmail.com نشرت جريدة "الاقتصادية" في عددها 5032 بتاريخ 22 تموز (يوليو) عام 2007م أن الأرض في طريقها للاصطدام بكوكب أبوفيس عام 2036 م، على رواية جمعية الفلك الأردنية، وأن الارتطام سيقود لشتاء نووي، وقد تنتهي حياة البشر كما انقرضت الديناصورات قبل 65 مليون سنة، حين ضرب المكسيك مذنب شارد بقوة 100 مليون قنبلة هيدروجينية!! والحمد لله فما زال في الوقت متسع، والحمد لله أن جاءت من جماعتنا الأردنيين..
ولم تذكر الجريدة المصدر الذي اعتمدت عليه الجمعية الفلكية الأردنية، وهو يذكرني بالمذيع الأمريكي الذي تحدث يوما لأهل نيويورك عن قصة المؤرخ البريطاني (هـ . ج. ويلز) في (حرب العوالم) ففر الناس على وجوههم ذعرا، وقد صدقوا الخبر.
وفي يوم وقع تحت يدي كتاب من سلسلة عالم المعرفة عن (نهاية العالم) فقلبته بسرعة، وأهديت أختا نسخة خاصة فور صدوره، وفي الكتاب عظة للساعة، أن الحياة الإنسانية هشة أكثر مما نتصور، وبالمقابل أعتى بكثير مما يخاف البعض.
وقصة نهاية العالم كتبتها كل الصحف السماوية قبل صحف إبراهيم وموسى، بأن الأرض ستكون كثيبا مهيلا، في يوم يشيب من هوله الولدان..
والحياة متدفقة مستمرة منذ 3.8 مليار سنة، وسوف تتدفق إلى مليارات قادمة، أو على الأقل 550 مليون سنة كما قدر البعض، أو هكذا نتخيل.. ومشاريع احتلال المجرة موجودة في أدراج "البنتاغون" و"ناسا".
والمبدأ الإنساني يقول إنه لا يعقل أن تتطور الحياة الإنسانية إلى هذا القدر فتخطف كما يخطف الطير من كبد السماء، بل لا بد من استمرار في صورة من الصور.
ولكن العقل والمنطق هو في رأسنا، وليس في الواقع البيولوجي، ونحن نرى افتراس الحيوانات بعضها بعضا، ونتمنى ألا يحصل، ولكن القانون البيولوجي يقول إن الكل يأكل الكل، ونحن نأكل لحما طريا من السمك والحاشي والخرفان والعجول المسمنة.
ثم تأكلنا الأرض فتلك الوجوه عليها الدود يقتتل؟
وفي حديث لي مع المفكر جودت سعيد وأنا أذكر له فكرة ترج رجا من المفكر المصري (محمد كامل حسين) صاحب الكتاب الرائع (وحدة المعرفة)؛ والرجل لم يترك خلفه كثيرا ولكن ما ترك رائع يتألق، وكان عظيم الإيمان، إنه العلم غير محدود الحواف والشواطئ، وهذا ليس كفرا وشركا وإلحادا، بل دليل جديد على قدرة الله فينا، وكان تعليق أخي جودت موافقته فيما ذهب إليه، وأضاف أن الجنس البشري عصي على الفناء حتى لو اشتعلت الأرض بحرب نووية، فسوف يبقى من البشر من يتابع رحلة الوجود.
والاستنساخ الإنساني أعلنته جماعة "الرائيون" من كندا ثم تبين كذبهم، ولكن المشاريع الخفية شغالة.
وطموحات البشر وأوهامهم لا حد لها ولا قيد يمسك بها.
وحسب معلوماتي الأنثروبولوجية وعلم الجينات فقد تمت دراسة الميتوكوندريا في خلايا الأجناس البشرية فأرجعوها إلى عنق زجاجة، بمعنى أن كل الجنس البشري يعود إلى أرومة بسيطة، وبمراجعة تاريخ الأرض أمكن اكتشاف أن الجنس البشري كاد أن يفنى قبل 75 ألفا من السنين، عند انفجار بركان هائل في كراكاتاو في إندونيسيا، غشي الأرض بدخان مبين، ولم يبق من البشر إلا بضعة آلاف تابعت رحلة الحياة، فنحن من بقايا سفينة نوح هذه!!
والواقع أن العقل العملي ينفتح على كل الاحتمالات بما فيها بقاء أو فناء الجنس البشري، لأنه كما يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي، إن ما نسميه المنطق والعقل ليس له من وظيفة إلا البقاء، مثل ناب الأفعى ودرع السلحفاة وساق النعامة، وليس كما يتصور المناطقة الحالمون المثاليون ؟!
ولتعلمن نبأه بعد حين.
وفي فيلم "تايكوس" Tycos جرى عرض سيناريو الأرض، كما قالت الجمعية الفلكية الأردنية من فناء الأرض المحتمل عام 2036م؛ فجرى الاحتياط بخطتين: الأولى (الرقصة الأخيرة) بضرب المذنب بصاروخ نووي يحرف مساره عن الأرض، والثانية (عظيم الملائكة) بحفر مدينة تحت الأرض تستقبل عائلات مختارة من الجنس البشري، كيف يخرجون بعد نصف قرن إلى السطح فيتابعون الحياة.
وحسب قناة الديسكفري فإن عشر معشار المذنبات نعرفها والبقية علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
فإذا خبطنا واحد فلنا الويل مما يصفون.
ويسألونك عن الساعة أيان مرساها. (قل) فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها.
صحيفة الاقتصادية الالكترونية