نستكمل إخواني و أخواتي ..
البطاقة الشخصية للفيروس ..
الإسم : فيروس ، ومعناه : السم و مصدر الوارئح الكريهه .
العمر : منذ زمن بعيد و أنا أعيش على هذه الأرض ، ولكن بني الشر لم يكتشفوي سوى من قرونٍ قلية مضت .
الوظيفة : تدمير الخلايا بنوعيها و لكن ضمن شروط محدده أهمها التوافق .
جميل جداً ، عرفنا الآن مهمة الفيروس الأساسية من بطاقته الشخصيه .. الآن دعونا نتعرف أكثر على قبيلة هذا الفيروس .. إلى كم فخذ يتشعب قبيلة الفيروسات ؟
ولكن قبلها ، هناك أمر مهم لابد لنا أن نعرفه ، ماهو شكل الفيروس .. ؟؟
انا تحدتث عن تاريخه ، وقد عرفنا على نفسه ببطاقته الشخصيه ، ولكننا لم نتشرف و نرى صورته الشخصيه ومما يتركب ؟ أو بعبارة أدق .. ما هو الشكل الظاهري للفيروس ؟
دعونا نراه

..

تتباين الفيروسات في أشكالها الخارجيه الظاهره في المجهرة الالكتروني من انابيب صلدة أو مرنة طويله أو قصيرة و إلى أشكال كروية
ذات غلاف أو بدونه قبل أن أشرح تركيب الفيروس المعروضة صورته أعلاه ، لابد ان أُشير إلى نقطة مهمه ..
هناك مصطلح يطلق على الفيروسات وهو (الفيرون Virion ) ، ونعني به جسيمة كامله من الفيروس Virus particle .
وهو الطور المعدي من الفيروس ..
أي اننا نستطيع أن نقول ( كُل فيرون فيروس ، ولكن ليس كل فيروس فيرون ) .
بمعنى أسهل .. إذا دخل الفيروس جسم العائل دون أن يصبه بالضرر فإننا هنا لانطلق عليه مسمى فيرون ، لانه لم يُحدث العدوى ..
أي انه الفيرون بالوضع الطبيعي عبارة عن فيروس لكننا لا نطلق عليه هذا المصطلح إلا في حالة إحداثه للعدوى ..
الآن نعود للفيروس الموجود في الصورة ، و أسوقه لكم على سبيل المثال لا الحصر .. وهو فيروس الأنفلونزا ..
أبدأ بالوصف من الداخل إلى الخارج ، نرى في الداخل المادة الوراثية .. ومن المعروف أن الفيروسات تحتوي على نوع واحد فقط من المادة الوراثيه ..إما DNA أو RNA ، ولا يمكنها أن تجمع بين نوعيها أبداً ..
فيروس الإنفلونزا من الفيروسات المحتوية على الRNA ..
يحيط بالمادة الوراثية غلاف بروتيني يُطلق عليها مسمى كابسيد Capsid أو الغطاء البروتيني Protein coat .. وسُمي بالكابسيد لأن الوحدة البنائية لبروتينه تُسمى الكابسوميرات .
أحياناً يرتبط هذا الغلاف إرتباطاً قوياً بالحامض النووي بحيث يمكن أن تنطمر سلسلة الحامض النووي بين الوحدات البنائية للكابسيد ، وهذا يظهر بوضوح في الفيروسات الأنبوبية الشكل مثل : فيروس موازيك التبغ.
يُطلق على المادة الوراثيه +الغلاف البروتيني الذي يحيط بها معاً ، مسمى النيكلوكابسيد أو النيكلو بروتين (Nucleo capsid or Nucleo protein ) .
بعض أنواع الفيروسات ، مثل فيورس الأنفلونزا الظاهر في الصور أعلاه .. يحيط بها بالإضافة إلى الغلاف البروتني ، شيء نُطلق عليه مسمى الظرف Envelop ، وهذا الظرف يستمد مكوناته من الغلاف البروتيني ، وهو يحمل الزوائد المختلفه عليه .. كما هو ظاهر بالصورة ..
وهذا التركيب يزيد من ضراوة الفيروس ، ويجعل من الصعوبة بمكان أن تتعرف عليه الأجسام المضاده عند غزوه للجسم ، فسبحان من خلقه .
الآن ، ماهي فائدة هذه الزوائد ؟
سواء وُجدت على الظرف او على الغلاف البروتيني .. فهي لها فائدة عظيمه ..
هذه الزوائد تحوي في نهايتها على أشياء نُطلق عليها مسمى (مستقبلات Receptors ) ، وهي مشابه للمستقبلات التي توجد على غشاء الخليه الحيه ..
لقد ذكرلنا الفيروس عندما كان يُعرف عن نفسه ببطاقته الشخصية أنه وظيفته هي تدمير الخلايا ..
ولكن ضمن شروط محدده ..
وهذا ذكاء قد زوده الله سبحانه و تعالى به ، وفي نفس الوقت رحمة بالكائنات الحية ..
هذه الشروط المحدده ، ذكر اهمها وهو التوافق .. فماذا يعين بالتوافق ؟
نحن نعرف ان المستقبلات على غشاء الخليه الحيه تتخذ أشكالاً مختلفه تبعاً للجزيئات التي ترتبط بها ..
و بالمثل المستقبلات التي توجد على الفيروس .. تتخذ مستقبلاته أشكالاً مشابهه لأشكال المستقبلات الموجوده على غشاء الخليه الحيه ..
فعندما يدخل الفيروس إلى جسم العائل .. يصل إلى الخليه الحيه و يحاول أن يرتبط بمستقبلاتها ، والتي بدورها تُسهم بإنتقاله بشكل مباشر إلى داخل الخليه ..
فإذا حدث هناك توافق بين مستقبلاته و مستقبلات غشاء الخليه .. دخل إلى داخل الخيه .
أما إذا لم يحدث .. يبقى خارجها . وتحدث آليات كثيرة نتيجة هذا الرفض.. ولكني لا أود أن أفصل بها الآن .. لأني ساتحدث عنها مرة أخرى بإذن الله في موضوع طرق تكاثر الفيروسات ..
يبقى هنا نقطة أخيره في موضوع الشكل الظاهر للفيروس ، وهو ظاهرة التناظر ..
وتحدث هذه الظاهرة نتيجة الإختلاف في إنتظام الكابسوميرات (الوحدات البنائية للغلاف البروتيني ) و إرتباطها مع بعضها البعض بحيث تحافظ على شكلها و تنتج هيكل ثابت يميز الفيروس ..
بإختصار ، هناك ثلاث أنواع من الإرتباطات أو الأنظمه أو التناظرات :
1- التناظر الحلزوني Helical symmetry :
في هذا النظام تترتب الوحدات الشكليه بشكل حلزوني مكونه أنبوباُ فارغاً في الوسط ، وعادةً تنظ سلسلة الحامض النووي بين حلقات حلزون البروتين ..
مثال ذلك : فيروس موازيك التبغ ، وهو صلب أنبوبي الشكل .. كما هو موضح في الصورة أدناه :

ثانياً : التناظر المكعبي Cubic symmetry :
وهنا تترتب الوحدات الشكلية لبناء الفيروسات الكرويه ذات الأوجه المسطحه و المسماه Icosahedron على أساس التناظر المسمى Icosahedral symmetry وهو نوع من التناظر المكعبي ..
مثال ذلك الريو فيروس Reo Virus و كذلك فيروسات الأنفلونزا .
ثالثاً : النظام الثنائي Binal symmetry :
وهو النظام المعقد ، حيث تمتلك نوعين من التناظرات في التركيب .. مثال ذلك .. أن يكون الرأس ذو تركيب مكعبي بينما الذيل له نظام حلزوني .. وهكذا ..
ومن أشهر الأمثله البكتريو فاج وَ Rhabdo Viruses ..
سأحاول توفير الصور لِكلا النوعين المتبقين بإذ ن الله ..

'>
و نُكمل في المرة القادمة بإذن الله ..