في أيامنا هذه لا يكاد يخلو منزل من الأجهزة الالكترونية كشاشات التليفزيون والكمبيوتر فيما يعرف بالفوضي الرقمية, ولا يعلم الكثيرون منا أن كثرة التعامل مع تلك الأجهزة ضار بالصحة خاصة عند تحولها إلي مخلفات وبقايا لأجهزة قديمة وعند تخزينها بالمنزل, حيث تتحول تلك الأجهزة إلي مواد خطيرة علي الصحة لما تحتويه من مكونات سامة.
تلك التحذيرات وتحذيرات أخري عديدة كالإصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوي والأزمات الربوية أطلقتها مجلة' ناشونال جيوجرافيك' في تقرير صدر في عدد فبراير الحالي يصف كثرة انتشار المخلفات بـ'فوضي المخلفات الرقمية'.
وتكمن خطورة تلك الأجهزة كالدوائر الالكترونية وشاشات الحاسبات الآلية والتليفزيون في احتواء مكوناتها الداخلية علي الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبريليوم والكثير من المخلفات السامة التي قد تتسرب للإنسان وللتربة والنباتات في حالة تخزينها بطرق غير علمية.
ويحذر التقرير من أن أنبوبة الأشعة السالبة بشاشات الحاسبات الآلية والتليفزيونات تحتوي علي نحو3.5 كيلوجرام من الرصاص والتي يتم تصنيف المكسور منها علي أنه شديد الخطورة علي الصحة العامة, ويسبب التعرض لها للإصابة بحالات تسمم الأعصاب والإضرار بالكلي والجهاز التناسلي, كما يؤدي التعرض للرصاص بجرعات منخفضة إلي تأخر النمو العقلي للأطفال, ويعد التحول لاستخدام الشاشات الرقمية الحديثة أقل ضررا, إلا أنها أيضا تحتوي علي الزئبق الذي يتسبب في تدمير المخ والكلي ويؤثر في نمو الأجنة, كما ينتقل للرضع من خلال الرضاعة الطبيعية.
ويعرض التقرير إلي مخاطر حرق أسلاك الـ' بي في سي' التي ينتج عنها مواد شديدة السمية, ويعد الباريوم من مسببات اضطرابات الجهاز الهضمي وضعف العضلات وصعوبة التنفس وارتفاع أو انخفاض الضغط, كما يسبب استنشاق الكروم في تدمير الكبد والكلي وزياد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة والأزمات الربوية, ويعد التعرض لـ البريليوم احد مسببات الإصابة بالسرطان وأمراض الرئة, ويسبب التعرض للكادميوم علي فترات طويلة إلي الإصابة بالأمراض السرطانية وتدمير الكلي والعظام.
ويظهر حجم الكارثة التي يواجهها العالم في مواجهة خطر المخلفات الالكترونية الصلبة عندما نعلم أن العالم به50 مليون طن من مخلفات الكمبيوتر والتليفزيون ومكوناتهما ويتم التخلص فقط من1.5 إلي1.9 مليون طن وأن هناك ما لا يقل عن180 مليون تليفزيون وجهاز كمبيوتر ومكونات الكترونية منذ عام2005 لم يتم التخلص منها بالطرق الصحيحة وأن20% فقط تم التخلص منها بطرق المعالجة العلمية, وأن هناك من30 ـ40 مليون جهاز كمبيوتر ستكون عرضة للتخلص منها, وتعد مدينة' أكرا' الغانية من أكثر المدن المستقبلة للمخلفات الالكترونية.
و لكم جزيل الشكر ......
'>