أطوار القمر
الهلال : وهو أول منزل من أطوار القمر إذ يكون القمر يومها قد ابتعد عن ( نقطة الصعود ) وهو في طريقه إلى سماء نصف الكرة الشمالي فيرى يومها في الأفق الغربي بعد غروب الشمس بقليل وقرب المكان الذي تغرب فيه الشمس على شكل هلال دقيق لامع وخلال فترة قصيرة إذ لا يلبث أن يغيب بعدها تحت الأفق وتختلف هذه الفترة القصيرة من شهر لآخر وتسمى بالمكث ويزاد عرض الهلال يوماً بعد يوم حتى إذا ما انقضت سبعة أيام على بداية الشهر القمري فإن القمر يدخل منزلاً جديداً ويتخذ شكلاً مغايراً يدعى التربيع الأول
التربيع الأول : وفي اليوم السابع من الشهر القمري يلاحظ القمر بعد غروب الشمس بقليل وسط السماء وقد غمر النور نصفه عندها يقال أن القمر في التربيع الأول إذ يكون قد أمضى ربع دورته الانتقالية الشهرية حول الأرض أي بعد 7.3826472 يوم أي 7 أيام و9 ساعات و11 دقيقة وهو أن يبلغ زيادة طول القمر عن طول الشمس بمقدار 90 درجة .
وإذا كان القمر في التربيع الاول يكون :-
في الأفق الشرقي في الساعة الثانية عشر .
في الأفق الجنوبي في الساعة الثامنة عشرة .
في الأفق الغربي الساعة الرابعة والعشرون .
ويكون القمر في التربيع الاول علي شكل قوس مقعر لاتجاه اليسار .
الأحدب الأول : وفي اليوم الثامن من الشهر القمري وما بعده يزداد القسم المنار من سطح القمر كما يرى بعد غروب الشمس وهو أقرب إلى الأفق الشرقي , وبعد مضي 11.07397083 يوم أي 11 يوماً وساعة واحدة و 46 دقيقة و31 ثانية على بدء الشهر القمري ويكون الخط الفاصل بين القسم المنار والقسم المعتم خطاً منحنياً يدعى القمر عندها بالأحدب الأول .
البدر : يبلغ القمر في ليلة النصف من الشهر القمري بعد مضي 14.765294 يوم أي 14 يوماً و18 ساعة و22 دقيقة و1.44 ثانية ( نقطة النزول ) وقد غمر النور كامل وجهه ويتفق إشراقه من الأفق الشرقي مع غياب الشمس في الأفق الغربي , ويقال يومها أن القمر في حالة تقابل أو استقبال مع الشمس إذ يكون هو والشمس وبينهما الأرض على استقامة واحدة ويبلغ زيادة طول القمر عن طول الشمس بمقدار 180 درجة .
وإذا كان القمر بدر يكون :-
في الأفق الشرقي في الساعة الثامنة عشر .
في الأفق الجنوبي في الساعة الرابعة والعشرون .
في الأفق الغربي الساعة السادسة .
ويكون القمر علي شكل دائرة أي مكتمل .
الأحدب الثاني : يتأخر القمر يوماً بعد يوم في الشروق بمقدار 50 دقيقة وسطية كـمـا يأخذ النـــــــور بالانحسار شيئاً فشيئاً حتى إذا ما انقضت 18.4566181 يوم أي 18 يوماً و10 ساعات و57 دقيقة و31 ثانية على بدء الشهر القمري ويكون الخط الفاصل بين القسم المنار والقسم المعتم خطاً منحنياً
التربيع الثاني : عندما يمضي من الشهر القمري 22.14794175 يوم أي 22 يوماً و3 ساعات و33 دقيقة و2.17 ثانية نجد أن النور لم يعد يغطي إلا نصف سطح القمر ويلاحظ أن شروقه يومها يتأخر حوالي 5 ساعات تقريباً بعد غروب الشمس , وكما يرى نهاراً وهو يتحرك شيئاً فشيئاً باتجاه الأفق الغربي حيث يقترب منه ظهيرة ذلك اليوم ويبلغ زيادة طول القمر عن طول الشمس بمقدار 270 درجة .
وإذا كان القمر في التربيع الثاني :-
في الأفق الشرقي في الساعة الرابعة والعشرين .
في الأفق الجنوبي في الساعة السادسة .
في الأفق الغربي الساعة الثانية عشر .
ويكون القمر في التربيع الثاني ( الأخير ) علي شكل قوس مقعر لاتجاه اليمين .
ولتجنب الخطأ في معرفة التربع الاول والأخير؟!
إذا كان القسم المفقود من الدائرة علي يساره فالقمر في التربيع الاول
إذا كان القسم المفقود من الدائرة علي اليمين فالقمر في التربيع الثاني
الهلال الثاني : وفي الأيام الثلاثة التي تلي التربيع الثاني أي بعد مضي 25.83926538 يوم أي 25 يوماً و20 ساعة و8 دقائق و32.53 ثانية من الشهر القمري يلاحظ أن النور لم يعد يغطي إلا قسماً صغيراً من طرفه متخذ شكل هلال يرى في النهار ويكون تحدبه مساءً عند اقترابه من الأفق الغربي .
المحاق : وفي آخر يوم من الشهر القمري يكون القمر قد بلغ ( نقطة الصعود ) وأصبح بين الأرض والشمس على استقامة واحدة وقد غمر الظلام كامل وجهه المتجه نحونا ويبلغ طول النيرين بمقدار درجة واحدة , ويكون قد غاب تحت الأفق مع مغيب الشمس فلا يرى , ويقال لحالته تلك ( حالة الاقتران ) وقد دعي محاقاً لأنه مظلم لا يمكن رؤيته .
اختلاف لون القمر
سبب اختلاف لون القمر لا يتعلق بالقمر أو ضيائه أو غير ذلك بل السبب يكمن في الغلاف الجوي مثلما يحدث بالشمس عند المغيب
وتفسير هذا أن في الجو ذرات غبار والضوء القادم من ( القمر & الشمس ) يحمل أطياف ( ألوان ) بأطوال موحية مختلفة وأطول تلك الموجات هي الأحمر وهو يصل متعب بسبب طول المسافة ( زاوية ورود الضوء ) للأرض لذلك وضعت إشارات المرور للتوقف حمراء لأنه يمكن مشاهدتها من مسافة أطول من الضوء الأخضر إذن ما دخل الغبار هنا ؟
الغبار يعمل عمل ( الزجاج المحجر ) إن صح التعبير فهو يقوم بتكسير الموجات الضوئية وردها إلى الفضـــاء لذلك نرى السماء بالون الأزرق لأن اللون الأزرق هو أضعفها وتنعكس مباشرة للفضاء أما الطول الموجي للون الأحمر فهو يستطيع اختراق الغبار بسهولة لذلك نراه والشمس بالون الأحمر عند المغيب.
كيف يمكن التميز بين القمر في هذه الحالة وهو في حالة الخسوف القمر وقت الشــروق في ليلة اكتماله لا تحجبه كرتنا الأرضية ولذلك يصله ضوء الشمس كاملا وينعكس علينا كاملا ولذلك يظهر القمر بضوئه متناسقا في جميعا أجزائه أما في ليلة الخسوف تغطيه الأرض ولأنها غير كروية غير متماثلة الشكل فان الضوء يصله في الحقيقة من الأرض من غلافها الجوي منعكسا إليه ولذلك يظهر يوم الخسوف قاتما في أماكن معينه منه وفاتحا في أجزاء أخرى ولكن بشكل عام القمر في وقت الخسوف الكلي يوجد به قتامه في احد أطرافه ولاحظ صوره القمر وقت الإشراق يكون اللون متماثل في جميع أنحاء القمر وهذا هو الفرق .
لماذا نري وجه واحد للقمر ؟
نعلم إن القمر يواجه الأرض بوجه واحد وهذا لايعني أن القمر لا يدور حول نفسه ولكن تستغرق دورته الكاملة نفس المدة التي يقضيها في دورته حول الأرض محافظا على نفس الوجه في مقابلة الأرض ولكن في مواجهة الشمس يقع التعاقب أيّ كلّ نقطة من القمر تواجه الشمس لمدّة 14.5 تقريبا وتختفي كذلك 14.5 تقريبا ولولا هذه الدورة ( التعاقب ) لأحترق القمر ولإبتلعتها الشمس .
الكــســـــوف و الخســـــوف
الكسوف :-
تحدث هذه الظاهرة عندما يكون القمر بين الشمس والأرض وتكون مراكز الأجرام الثلاثة علي استقامة واحدة . تحدث ظاهرة كسوف الشمس في بداية أو نهاية الشهر القمري عندما يحجب القمرُ ضوءَ الشمس عن الأرض . بنفس معدل خسوف القمر لأن كل خسوف يرافقه كسوف إما قبله أو بعده بنصف شهر، ولكن كسوف الشمس لا يراه كل من تظهر عندهم الشمس لأن ظل القمر لا يمكنه أن يغطي كل وجه الأرض بسبب حجمه .
أنواع الكسوف :-
كسوف كلي: (Total-Central) –
ويحدث عندما يصل ظل القمر إلى سطح الأرض وفي هذه الحالة ينكسف كامل قرص الشمس ويحدث الكسوف الكلي في مناطق التقاء رأس مخروط ظل القمر بالأرض ويتخذ الكسوف الكلي مساراً محدداً بسبب حركة الأرض والقمر ويحدث عند بداية الكسوف الكلي شكلٌ يشبه الخاتم الماسي ولذلك تسمى هذه المرحلة بمرحلة الخاتم الماسي .
كسوف جزئي -: (Partial)
ويحدث في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض وشبه ظل القمر في هذه الحالة هي المنطقة التي لا يرى كامل قرص الشمس منها أي أن قرص الشمس لن يشاهد كاملاً من هذه المناطق وتزداد نسبة الكسوف الجزئي عند الاقتراب من منطقة ( مسار) الكسوف الكلي وفي هذه الحالة ينكسف جزء من قرص الشمس .
كسوف حلقي -: (Anular)
ويحدث عندما يكون القمر في نقطة بعيدة ما عن الأرض (لأن مسار القمر حول الأرض بيضاوي ) فيكون قرص القمر أصغر من أن يحجب كامل قرص الشمس وفي هذه الحالة لا يصل رأس مخروط ظل القمر إلى سطح الأرض فينـكــسف قرص الشمس من الوســط في المناطق التي تقع أسفل رأس المـــخروط .
ويقل توهج الشمس في حالة الكسوف بحيث يمكن تركيز النظر فيها مباشرة من دون أن تعشي ولكن خطورة النظر المباشر للشمس على العين عموماً والشبكية بالخصوص تبقى حتى في الكسوف الكلي لأن الهالة الشمسية الخارجية (corona) تظل تطلق الأشعة الضارة للعين مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء .
الخسوف :-
تحدث هذه الظاهرة نتيجة لدوران القمر حول الأرض ودوران الاثنين معا حول الشمس وفيها تكون الأرض بين الشمس والقمر وتكون مراكز الأجرام الثلاثة علي استقامة واحدة
أنواع الخسوف :-
خسوف كلي :-
يحدث الخسوف الكلي للقمر عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض. وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر و تكون الشمس والأرض والقمر جميعهم على امتداد واحد وتتوسط الارض بين الشمس والقمر مما يحجب أشعة الشمس عن القمر . والخسوف لا يقع إلا والقمر بدرً.
وفي بداية الخسوف الكلي فإن لون القمر يميل للحمرة بسبب الأشعة الحمراء التي لايمكن امتصاصها من أعلى الغلاف الجوي للأرض .
خسوف جزئي :-
ويحدث عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض وفي هذه الحالة ينخسف جزء من قرص القمر.3
خسوف شبه الظل :-
أو ما يعرف بـ (كاذب) وسبب هذه التسيمة كون إن القمر يعبر داخل منطقة شبه الظل للأرض وليس الظل ذاته
ويحدث عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل فقط وفي هذه الحالة يصبح ضوء القمر باهتاً من دون أن ينخسف
ومنطقة شبه الظل هي المنطقة التي ينحجب فيها جزء من ضوء الشمس عن القمر أي أن المراقب للشمس من على سطح القمر يراها منكسفة جزئيا ً .
إذن لكي يحدث الخسوف الكلي فإنه لابد أن يحدث الخسوفان السابقان. وفي بداية الخسوف الكلي فإن لون القمر يميل للحمرة بسبب الأشعة الحمراء التي لايمكن امتصاصها من أعلى الغلاف الجوي للأرض .
خسوف القمر بأنواعه المختلفة سواء الكلي أو الجزئي أو شبة الظل غير الكسوف للشمس لا يتطلب احتياطات أو تحذيرات أو أجهزة خاصة عند النظر إليه والخسوف قد يظل لمدة ساعة أو ساعتين حيث يتلون سطح القمر تدريجيا باللون الأحمر ثم يعود للونه العادي الطبيعي ثم يبدأ القمر بالخروج من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الكلي ثم يخرج القمر تماماً من منطقة ظل الأرض وينتهي الخسوف الجزئي.عندما يخرج القمر تماماً من منطقة شبه ظل الأرض لينتهي كامل الخسوف .
وأخيرا يمكن تعريف كلا من الكسوف والخسوف بأنه :-
هو تعتيم سماوي يحدث عندما يسقط ظل جرم ما في الفضاء على جرم آخر، أو عندما يتحرك جزء أمام آخر فيجحب ضياءه
تزامن حدوث خسوف القمر وكسوف الشمس :
الكسوف الشمسي والخسوف القمري لا يحدث كل منهما شهريا لان المستوى الذي يدور فيه كل منهما يختلف عن الآخر كسوف الشمس أكثر حدوثا من خسوف القمر مع هذا نجد أن عدد المرات التي يمكن أن نراه فيها اقل من عدد المرات التي نرى فيها خسوف القمر ذلك لان الكسوف لا يظهر إلا ضمن منطقة جغرافية صغيرة جدا بسبب صغر مساحة مقطع مخروط ظل القمر على الأرض .
هل يمكن أن تحدث ظاهرتي الخسوف والكسوف معا في يوم واحد ؟
كلا لا يمكن ذلك لأن الكسوف يحدث عندما يكون القمر حديث الولادة فقط بينما الخسوف يحدث حينما يكون القمر مكتملاً لذلك لحدوث خسوف بعد كسوف لابد من انقضاء أسبوعين على الأقل من الظاهرة الأولى .
لماذا لا يحدث الكسوف والخسوف كل شهر ؟
من المعروف أن مدار القمر يميل 5 درجات عن مدار الارض يعنى لا يمثلا مع بعض خط استواء في المدارات و لذلك لا يحدث كسوف كل شهر و لكنت في بعض الأحيان من السنة تلتقي المدارات و تكون على خط استواء بينها و يتكون الكسوف و الخسوف تكون مرتين في السنة تقريبا وعند حدوث الاقتران يكون القمر إما شمال أو جنوب الشمس وهذا الكلام ينطبق حينما يكون القمر في طور البدر.
وتسمى النقطة التي يمر بها القمر حينما يكون بين الشمس والأرض بالعقدة الهابطة وتسمى النقطة وحينما يكون خلف الارض بالعقدة الصاعد
القمر كان مضيء وانطفأ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا
أولا تعريف الآية :-
الآية في اللغة معناها :- العلامـــــــــــــــــــــة والجمع آي & وآيات
والآية من كتاب الله :- عبارة عن مجموعة من الحروف تكون كلمة أو مجموعة من الكلمات لها مدلول معين
ثانيا أراء المفسرين حول تفسير الآية الكريمة :-
انقسم العلماء إلى ثلاثة أقسام في تفسير هذه الآية الكريمة :-
ذكر بعض المفسرين أن الله تعالي جعل من صفات الليل انه مظلم كما جعل من صفات النهار انه مضيء وربما كان ذلك آيه كل منهما وهذا جعل بعض المفسرين يقولون :-
محــــــــــونا آية اللـــيـل :- أي جعلنا الليل وهو آية من آيات الله مظلم .
جعلنا آية النهار مبصرة :- أي جعلنا النهار وهو آية من آيات الله مضيء .
ولكن قد تكون المقابلة أو الجمع بين محو آيه الليل ، والنهار مبصرة ربما تحمل معاني أخرى
ويقول بعض المفسرين أن :-
آيه الليـل :- القمر
آيه النهار :- الشمس
وهنا يتبادر السؤال بالذهن كيف محيت آيه الليل والقمر مازال ينير كلما ظهر علينا ؟
فقد روي عن عبدالله بن عباس انه قال :-
" كان القمر مضيء كما تضئ الشمس والقمر آيه الليل ، والشمس آيه النهار "
إذن فمحونا آيه الليل :- أي السواد الذي في القمر أي انطفأ .
وتبع ابن عباس قتاده الذي قال :-
كن نحدث ( أي نقول ) أن محو آية الليل سواد القمر الذي فيه ، وجعلنا آيه النهار مبصرة :- أي منيرة وخلق الله الشمس أنور من القمر واعظم .
وهذا الرأي يشير بإحتمال كون القمر في بدء خلقه ملتهبا شديد الحرارة مشتعلا مضيئا بذاته تماما كالشمس ثم انطفأت جذوته وخبت فمحي ضوءه الأصلي ولم يعد له نور إلا مايسقط علي سطحه من أشعــة الشـمـــــــس وهذا الاحتمال لاتدعمه الملاحظات العلمية الدقيقة في صفحه الكون وفي تاريخ الأرض القديم فكتلة القمر المقدرة بحوالي 735 مليون مليون مليون طن البالغة حوالي80 /1 من كتلة الأرض لاتمكنه من أن يكون نجما ملتهبا بذاته فالحد الأدني لكتلة الجرم السماوي كي يكون نجما لاتقل عن 8 % من كتلة الشمس المقدرة بألفي مليون مليون مليون مليون طن أي لايجوز للنجم أن تقل كتلته عن 160 مليون مليون مليون مليون طن وهو أكثر من مائتي ض
عف كتلة القمر ولو افترضنا جدلا إمكانية أن يكون القمر نجما لأحرق لهيبه الأرض لقربه منها ( 380000 كيلومتر في المتوسط) ولأدي إلي خلخلة غلافها الغازي وإلي تبخير مياهها وإلي تركها جرداء قاحلة لا أثر للحياة فيها علي الإطلاق .
ويقول بعض المفسرين أن :-
آية اللــيل :- هي ظلمته
آية النهار:- هي نوره وضيائه
ومن هؤلاء العلماء ابن جريح الذي نقل عن بن كثير قوله :-
" آيتا الليل والنهار هما ظلمة الليل وسرف النهار "
وهنا يتبادر السؤال بالذهن :-
كيف يستقيم هذا الكلام مع قول الحق فمحونا آيه الليل وظلمة الليل باقية مع بقاء نور النهار ؟
فإذا كانت آيه الليل هي ظلمته فكيف محيت تلك الظلمة وهي لاتزال باقية وعلي الرغم من هذا التعارض فقد أيد عدد من المفسرين المعاصرين هذا الفهم ومنهم صاحب الظلال .....
الذي قال :-
ما المحو المقصود هنا وآية الليل باقية كآية النهار ؟
فقال :- يبدو والله اعلم آن المحو المقصود به ظلمة الليل التي تختفي فيها الأشياء وتسكن فيها الحركات والأشباح فكان الليل محو إذا قيس بضوء النهار .
ومن هنا نجد اختلاف المفسرين قديما وحديثا في اجتهادهم في فهم الآية القرآنية الكريمة .
تفسيرات أخري للآية الكريمة :-
التفسير اللغوي:
قال ابن منظور في لسان العرب:
الآية:- العلامة ، وقال ابن حمزة الآية من القرآن كأنها العلامة التي يُفضى منها إلى غيرها.
فهم المفسرين:
لقد استنبط الصحابة الكرام منذ أربعة عشر قرناً أن كوكب القمر كان يشعّ نوراً ثم أذهب الله ضوءه وأزاله وذلك من خلال تفسيرهم لقوله تعالى في سورة الإسراء :-
{وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة} فقد روى الإمام ابن كثير في تفسيره أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال في تأويله للآية :-
" كان القمر يضيء كما تضيء الشمس وهو آية الليل فمحي فالسواد الذي في القمر أثر ذلك المحو "
حقائق علمية:
اكتشف علماء الفلك بعد صعود الإنسان إلى القمر وبواسطة الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية أن كوكب القمر كان في القديم كوكباً مشتعلاً لكنه انطفأ وذهب ضوؤه .
التفسير العلمي:
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى حقيقة علمية لم تظهر إلا في القرن العشرين وهي أن القمر كان في القديم كوكباً مشتعلاً ثم أطفأ الله تعالى نوره ودلالة القرآن على هذا واضحة كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :- " كان القمر يضيء كما تضيء الشمس وهو آية الليل فمحي فالسواد الذي في القمر أثر ذلك المحو "
هذا القول هو لصحابي جليل استنبطه من القرآن الكريم منذ ألف وأربعمائة سنة .
ماذا يقول علماء الفلك في هذا الموضوع؟
لقد كشف علم الفلك أخيراً أن القمر كان مشتعلاً في القديم ثم مُحيَ ضوءه وانطفأ فقد أظهرت المراصد المتطورة والأقمار الاصطناعية الأولى صوراً تفصيلية للقمر وتبيّن من خلالها وجود فوهات لبراكين ومرتفعات وأحواض منخفضة ولم يتيسّر للعلماء معرفة طبيعة هذا القمر تماماً حتى وطئ رائد الفضاء الأميركي نيل آرمسترونغ سطحه عام 1969 م ثم بواسطة وسائل النظر الفلكية الدقيقة والدراسات الجيولوجية على سطحه وبعد أن تم تحليل تربته استطاع علماء الفضاء القول كما جاء في وكالة الفضاء الأميركية Nasa بأن القــمــر قد تشـكــل مـنـذ 4.6 مليون سنة وخلال تشكله تعرض لاصطدامات كبيرة وهائلة مع الشهب والنيازك وبفعل درجات الحرارة الهائلة تم انصهار حاد في طبقاته مما أدى إلى تشكيل الأحواض التي تدعى ماريا Maria وقمم وفوهات تدعى كرايتر Craters والتي قامت بدورها بإطلاق الحمم البركانية الهائلة فملأت أحواضه في تلك الفترة ثم برد القمر فتوقفت براكينه وانطفأت حممه وبذلك انطفأ القمر وطمس بعد أن كان مشتعلاً وإذا عدنا إلى الآية القرآنية فإننا نلاحظ استعمال لفظ " محونا " والمحوُ عند اللغويين هو الطمس والإزالة ، والمعنى أن الله تعالى أزال وطمس ضوء القمر، والمحْوُ المقصود ليس إزالة كوكب القمر فهو لا يزال موجوداً ولكن إزالة نوره وضوئه وهذا واضح من العبارة القرآنية " آية الليل " وهي القمر و" آية النهار" وهي الشمس والطمس يكون للنور ولذلك قال تعالى :- {وجعلنا آية النهار مبصرة}، فجاء بكلمة مبصرة وهي وجه المقارنة لتدل على أن المقارنة هي بين نور آية الليل القمر ونور آية النهار الشمس فالأول انطفأ والأخرى بقيت مضيئة نبصر من خلالها
المراجع العلمية:
ذكرت وكالة الفضاء الأميركية :-
إن القمر حالياً لديه نشاط زلزالي طفيف وتدفق قليل للحرارة مما يوحي أن معظم النشاط الداخلي للقمر قد انقطع منذ زمن بعيد
ومن المعلوم أن القمر منذ بلايين السنين خضع لتوقد شديد نتج عنه تمايز القشرة تبع ذلك خضوعه لتدفقات من الحمم البركانية وما إن تقلص هيجان الحمم في الأحواض العظيمة حتى توقفت بوضوح مصـــــادر الاتقاء عند القمر ومن بلايين السنين القليلة والأخيرة من تاريخه أمضى القمــــر هادئاً وبشكل أساسي غير نشط جيولوجياً باستثناء تتابع انهمار الصدمات عليه من الشهب والنيازك يعتقد العلماء الآن أن القمر هو نتيجةً للتصـــــادم بين الأرض القديمة وبين كوكب أصغر سبقها قدماً منذ 4.6 بليون سنة مضت والتصادم العظيم نشر مواد متبخرة على شكـــــل قرص أخذت تدور حــول الأرض لاحقاً برد هذا البخار وتقلّص إلى قطــرات والتي تخثرت بدورها نحو القمر.
كما ذكرت منذ حوالي 4 بليون سنة سلسلة من الاصطدامات الرئيسية حصلت وكوّنت فجوات ضخمة هذه الفجوات الآن هي أماكن الأحواض التي تدعى ماريـــــــــــا مثل حوض إمبريوم وسيرينيتاتس وفي فترة بين أربعة إلى 2.5 بليون سنة مضت كان النشاط البركاني قد ملأ هذه الأحواض بالحمم البركانية السوداء والتي تدعى بازلت بعد فترة الهيجان البركاني برد القمر وأصبح غير نشط نسبياً باستثناء بعض المناسبات من الضربات النيزكية والمذنبية .
وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو إشارتها إلى أن القمر كان له نور وضوء ثم انمحى وطمس فصار مظلما ً، فقال تعالى :{ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ } أي القمر، وهو ما كشفت عنه صور الأقمار الصناعية والدراســـــــات والتحاليل الجيولوجية لسطح القمر في القرن العشرين .