(CNN)-- يقول العلماء إن جرماً سماوياً، على بعد ملايين السنوات الضوئية، قد يدمر الأرض بأشعة الموت ذات يوم.
بعكس "نجمة الموت"، التي ورد ذكرها في فيلم "حرب النجوم" التي تحتاج إلى الاقتراب من الكواكب لكي تدمرها، هذا الجرم الشبيه بعجلة النار، وهي ضرب من الألعاب النارية، يستطيع أن يحرق العوالم على بعد آلاف السنين الضوئية.
قال الباحث بيتر توتهيل، عالم الفلك في جامعة سيدني: "كنت أقدر الجرم الحلزوني بسبب شكله الجميل، ولكنني الآن لا أستطيع إلا أن أشعر بوخز (عندما أراه) لأنه، وعلى نحو غير مريح، يشبه من ينظر في فوهة البندقية."
يحتوي الجرم الناري في داخله على نجمين الحارقة المضيئة ارتبطا معاً في مدار واحد وأصبحا يحومان حول بعضهما.
وبينما يدور النجمان حول بعضهما، في حين ترتطم شذرات من الغاز المتدفق المدفوع من سطح النجمين، في الفضاء الموجود بينهما.
كان الجرم السماوي، المسمى WR 104، قد اكتشف قبل ثماني سنوات في برج القوس، وفقاً لما ذكره موقع "سبيس دوت كوم" على الإنترنت.
وأوضح توتهيل إنه يدور في دائرة مكتملة مرة كل ثمانية أشهر، محافظاً على دقة الوقت كالجوهرة في ساعة كونية.
وقال العالم الفلكي إن النجمين سينفجران يوماً ما لينجم عن انفجارهما "نجم عظيم" يعرف باسم "سوبرنوفا."
على أن أحد النجمين، وهو نجم غير متوازن، يعرف باسم "ولف- رايت"، يمر بآخر مرحلة مستقرة في حياة النجوم الكبيرة قبل بلوغ مرحلة "النجم الأعظم."
وأضح توتهيل قائلاً: "يعتبر علماء الفلك نجوم 'ولف-رايت' قنابل موقوتة"، وفتيل هذا النجم "قصير جداً - بالنسبة لعالم الفلك - وقد ينفجر في أي وقت خلال السنوات المائة ألف القادمة."
وقال توتهيل إنه عندما يصبح نجم "ولف-رايت" نجماً عظيماً فإنه "قد يبعث حزمة قوية من أشعة غاما إلى مسار الأرض ومدارها، وأضاف قائلاً إنه إذا حصل انفجار مثل وانبعاث أشعة غاما، "فإننا لا نريد أن تكون الأرض في طريقها."
بما أن الانفجار الأصلي سينتقل بسرعة الضوء، فإنه لن يكون هناك تحذير من وصوله.
ومع أن الجرم السماوي لا يستطيع تدمير الأرض كما فعلت "نجمة الموت" في فيلم حرب النجوم - على الأقل ليس عن بعد 8000 سنة ضوئية - إلا أنه يستطيع التسبب بانقراض بشري كبير أو حتى يهدد الحياة كما نعرفها على كوكبنا.
وانبعاث "أشعة غاما" لن يخترق الغلاف الجوي للأرض بما فيه الكفاية لتحرق الأرض، ولكنها ستغير التركيبة الكيمائية للطبقة الوسطى من الغلاف الجوي - الستراتوسفير.
يقدر الفيزيائي الفلكي آدريان ميلوت، بجامعة كنساس، أنه لو اصطدم بنا جرم WR 104 مع حدوث انفجار لمدة 10 ثوان أو بهذا الحدود، قد تستنفد أشعة غاما 25 في المائة من طبقة الأوزون، التي تحمينا من الإشعاعات فوق البنفسجية الضارة.
وأوضح أنه في المقابل لم تشكل نسبة تقلص طبقة الأوزون الناجم عن نشاطات الإنسان سوى 3 إلى 4 في المائة، وبالتالي يمكن للمرء أن يدرك حجم الضرر الذي سيلحقه تقلص نسبة الأوزون بنسبة 25 في المائة
و لكم جزيل الشكر .....
'>