Advanced Search

المحرر موضوع: الاستنساخ  (زيارة 994 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 27, 2008, 06:00:31 مساءاً
زيارة 994 مرات

تمارة

  • عضو مبتدى

  • *

  • 4
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستنساخ
« في: مارس 27, 2008, 06:00:31 مساءاً »
الاستنساخ

مقدمة :
 
عرف الاستنساخ فى الحيوانات والنباتات الأولية الدنيئة ذات الخلية الواحدة حيث تنقسم الخلية الى خليتين متماثلتين كما وجد فى الخميرة والاميبا والبكتريا ومع ظهور صور الحياة الارقى قضت حكمة الخالق ان يختار للتكاثر أسلوبا أرقى وهو التزاوج بين الإناث والذكور لتنشأ عنها انساقا متنوعة من النسل فحفلت الحياة بتعددية رائعة الأشكال والأنساق فأختلفت الاخوة فى الأشكال وتحولت الحياة الى متحف بديع ثرى من الأشكال والألوان والأنواع والاصناف فأصبح للعنكبوت مائة الف صنف والخنافس مائتان وسبعون الف صنف واصبحت الحياة ولادة تلقى بالجديد كل لحظة فى غنى وثراء وتناسق وتوازن لتدل على قدرة الخالق العظيم فى الخلق ولقد جاء النسل بتلك الكيفية اكثر قوة وملائمة وجمالا فمن الدجاج خرج الطاووس والكروان والبلبل والنسر والصقر والبوم اصناف فائقة فى الجمال والمواهب .
ومنذ فجر البشرية حيث استخدم الانسان اجزاء نباتية لإكثارها عدديا وتكون نسخ منها اثناء عملية إكثاره للنباتات تم حديثا وعلى نطاق واسع جدا من خلال تقنية زراعة الخلايا والأنسجة والأعضاء النباتية واعتمدت تلك التقنية على القدرة الذاتية للنبات فى الاستنساخ او تكوين نيات كامل من عضو معزول او نسيج او خلية او عدة خلايا , فالنبات لا يفقد قدرته على التشكل وتميز الخلايا الى انسجة والأنسجة الى أعضاء بل ان الخلايا البالغة عادة ما يكون لها القدرة على الرجوع الى حالة الطفولة او تكوين خلايا إنشائية يمكن بدأ التخليق من جديد.

 

اما الخلية الحيوانية فتفقد تلك الخاصية بعد مرورها بالمراحل الجنينية ولكن دأب الانسان على تحسين السلالات الحيوانية بالتهجين تارة لانتاج حيوانات متميزة الى التهجين الصناعى معمليا وزادت رغبته فى زيادة برامج التحسين الى عزل الخلايا الناتجة عن انقسام الجنين الناتج من التلقيح الصناعى وبعد عدة انقسامات ( 8-16 خلية ) واعادة زراعتها منفردة داخل أنابيب للحصول على عدة أجنة ( 8-16 جنين ) تزرع فى عدة أرحام لتنتج حيوانات متطابقة وراثيا وتشبة التوائم المتطابقة ويعد ذلك استنساخا وفى السنوات السابقة قام علماء من جامعة ولاية اويجون الامريكية بتخليق قرود من أجنة مستنسخة وهى المرة الاولى التى اجرى فيها مثل تلك التجارب على الثديات القريبة من الجنس البشرى وحتى هذا التاريخ كان من المستقر فى علم الأحياء ان الطريقة الوحيدة للثديات التى يقف الانسان على قمتها فى التناسل هى التقاء خليتين إحداهما ذكرية والأخرى انثوية تحمل كل منهما العدد النصفى للكروموسومات وبمجرد اندماج الخليتين الجرثومتين ويتكون الزيجوت ويبدأ فى الانقسام يبدأ انقسام الخلايا مبدئيا بدون تميز للخلايا Undifferentiation ثم ما يلبث بعد ذلك التخصص والتميز فى الشكل والوظيفة لتتكون مجموعات من الخلايا المتشابهة لتكون النسيج وتنضم مع غيرها من الأنسجة لتكون الأعضاء وتتصل الأعضاء معا لتكون الاجهزة التى تتألف معا فى سيمفونية الجسد الذى يصب فى هارمونية موسيقية كل الألحان الفردية الموزعة نوتتها المشفرة على مجاميع العازفين المهرة ( الغدد الصماء ) حيث يقود أداءهم المشترك ذلك المايسترو المنضبط الإشارة النافذ الامر والذى يقبع تحت سقف الجمجمة مباشرا ( الغدة النخامية ) .

وهكذا نجد ان الخلايا الجنينية التى استهل الانقسام مسيرته كانت لها القدرة العامة على انتاج الخلايا المتخصصة لتتولد خلايا الجلد والعظام والكبد والقلب والغدد والات الحس والأوعية الدموية والأعصاب التى تضبط حركة الحياة فى الحيوان او الانسان والجدير بالملاحظة هنا ان الخلايا الجنينية بمجرد ان تتحول الى خلايا ناضجة محددة الهوية يتم غلق برنامج حمضها النووى بما يشبة التأمين الذى يغلق بة مغذى الكمبيوتر ملفا ما حتى لا يضيع ما اختزنه فية من معلومات قبل ان يغادر مقعدة ويغلق الشاشة المضيئة , ولهذا لا يتم تعويض ما يتلف من أعضاء اما الاستنساخ الجديد فى الكائنات العليا مثل القردة والنعاج فهو اتاحة ا لفرصة لخلية جسدية بالغة ومحددة الهوية للعودة الى صفاتها الجنينية بمعنى ان نجعل حمضها النووى من ان يفض خاتمها الخاص بالتخصص ومستعيدا ذاكرته القديم مستردا قدرته الاولى فى انتاج جنين جديد متكامل الأعضاء وكأن رجل الكمبيوتر عاد الى مقعدة وفتح البرنامج من جديد بالحروف السرية ويبدأ البرنامج فى تكوين الجنين الجديد ويكون بذلك مشابها لما يحث فى النبات عند اخذ جزء نباتى وتكوين نبات كامل منه.