السلام عليكم
في محاولة لتحسين آلية التعلم الأساسية في مخ الإنسان.. نجح عالم أمريكي في تحسين ذكاء فئران عن طريق تعديل الجين المسئول عن تكوين الذاكرة. ويعتقد الدكتور ج.ز. تسيين ـ العالم المتخصص في جهاز الأعصاب بجامعة بريستون والذي قاد فريقًا من الباحثين لإجراء هذه التجربة العلمية ـ أنه بذلك يضع حجر الأساس لتطبيق نفس العملية في النهاية علي الإنسان؛ سواء في مساعدة المرضى الذين يعانون من فقدان الذاكرة أو حتى جعل الأشخاص الأصحاء أكثر ذكاءً.
وبينما يشيد خبراء آخرون بقيمة العمل التقنية.. إلا أنهم يعتقدون أن تطبيقه الأول ينبغي أن يستخدم في علاج المرضي بفقدان الذاكرة وليس في تحسين الذكاء، كما يقولون: إن هناك أسبابًا تدعو إلى الاعتقاد بأن الفئران والبشر متشابهان في هذا الصدد، إلا أن إمكانية تطبيق التجربة على الإنسان لا تزال تحتاج إلى إثبات.
وقد أعدّت الفئران في تجربة استهدفت تقييم كيف تكون الذاكرة أفضل في مخ الحيوان الثديي، وكان أداء الفئران المعدلة أفضل من الفئران العادية في 6 تجارب مختلفة، مما يشير بشكل واضح إلى أن الجين المعدل مسئول عن عملية التعلم وتكوين الذاكرة.
وتبين نتائج البحث أن الفئران الأصغر سنًا أفضل من الفئران كبيرة السن، لأن الجين المعدل هو الجين الذي يعرف أن نشاطه يضعف مع تقادم السن في الفئران والقرود وربما الإنسان أيضاً.
وقد أشاد الدكتور "أريك كانديل" ـ خبير بارز في المخ بجامعة كولومبيا ـ بجودة عمل الدكتور تسيين مؤكدًا إمكان الاعتماد علي بحثه الجديد في تطبيق التجربة على الإنسان. ويعتقد بعض العلماء أن أهمية دراسة الدكتور تسيين تكمن في أنها تقطع طريقًا طويلاً نحو إثبات فكرة قديمة تعرف باسم "قاعدة هيبس" عن كيفية تكوين المخ للتداعيات العصبية التي تعتبر أساس الذاكرة. بينما يعتقد علماء آخرون أن أهمية تجربة تسيين تكمن في تطبيقها الممكن علي الإنسان ورغم أنه لا أحد يعرف حتى الآن ما إذا كانت المعالجة نفسها يمكن أن تجعل الإنسان أكثر ذكاء أم لا.
يقول العالم تسيين المسئول عن التجربة: إن تسلسل الحمض النووي DNA بجين الفأر الذي قام بتعديله مطابقًا بنسبة 98% لنظيره في الإنسان مما يوحي بأن تعديله بواسطة العقاقير أو الهندسة الوراثية يمكن أيضًا أن يجعل الإنسان أكثر ذكاء. وأضاف أنها ليست مسألة نظرية وقد آن الأوان لكي يبدأ الإنسان والرأي العام مناقشة هذه القضايا.