Advanced Search

المحرر موضوع: سيكولوجيّة النموّ  (زيارة 2378 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أبريل 19, 2008, 06:55:28 مساءاً
زيارة 2378 مرات

psy02

  • عضو مبتدى

  • *

  • 43
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سيكولوجيّة النموّ
« في: أبريل 19, 2008, 06:55:28 مساءاً »
1- مفهوم النموّ:
أ.مختلف تعاريف النموّ: ومن بين هته التّعاريف نجد:

- تعريف القاموس الأساسي لعلم النّفس و المتمثّل في أنّ النموّ هو مجموع التطوّرات المتتابعة، ذات تنزيم واحد محدّد، و الّتي تؤدّي إلى نهاية النّضج.

 - تعريف د.توما جورج خوري: عرّف النموّ بأنّه ذلك التّغيير الّذي يحدث للكائن الحيّ في نظام معيّن و في مدّة زمنيّة معيّنة، و بما أنّ النمو يمرّ في مراحل متعدّدة فإنّ كلّ مرحلة تؤثّر في لاحقتها كما تؤثّر في سابقتها.

  - و يعرّفه "فؤاد البهي السيّد" في كتابه "الأسس النّفسية للنمو" بأنّه سلسلة متتابعة و متماسكة من التغيّرات، و الّتي تهدف إلى غاية واحدة هي اكتمال النّضج و مدى استمراره و بدء انحداره. فالنموّ في منظوره  لا يحدث صدفة، و إنّما يتطوّر خطوة تلوى الأخرى ليصل في النّهاية إلى الكشف عن الصّفات العامّة الّتي تحدّد ميدان أبحاثه.
و تضمّن هذا التعريف مظهران اساسيان للنموّ و هما:
1- النموّ التكويني: و يعني به نموّ الفرد في مظهره الخارجي العامّ، إضافة إلى النموّ الدّاخلي و ذلك تتبّعا لنموّ أعضائه المختلفة.
2- النموّ الوظيفي: و المتمثّل في نموّ الوظائف الجسميّة و العقلية و الإجتماعية و ذلك حسب تطوّر حياة الفرد و اتساع نطاق بيئته.

  من كلّ هته التّعاريف نستنتج أنّ النموّ هو التطوّر و التقدّم المستمرّ للكائن الحيّ من جميع النّوحي، العقلية الجسمية النّفسية و الإجتماعية، و يتمّ هذا التطوّر وفق نظام و مراحل محدّدة و خلال مدّة زمنية معيّنة، حتّى يصل الفرد إلى الإكتمال و النّضج.

ب.الخصائص العامّة للنموّ: من بين اهمّ خصائص النموّ نجد مايلي:    
- النموّ يتضمّن تغيّرات من النّاحية الكميّة، الكيفيّة، العضويّة و الوظيفيّة.
  - النموّ يسير من العامّ إلى الخاصّ، حيث أنّ الطّفل يتأثّر بالمثيرات المختلفة الّتي تحيط به تأثيرا إجماليا كليا عامّا، قبل أن يتاثّر بها تأثّرا خاصّا نوعيّا محدودا، و يستجيب لها استجابات مجملة قبل أن يخصّصها، فالطّفل مثلا يحرّك كلّ جسمه ليصل إلى لعبته و يمسك بها قبل أن يتعلّم كيف يحرّك يده فقط ليمسك بنفس اللّعبة.
  - النموّ ناتج عن النّضج و التعلّم، فكلا هذان العنصران متداخلان و يساعد و يكمّل أحدهما الآخر.
  - النموّ يتّخذ اتّجاها طوليا و آخر مستعرضا، فالنمو في تطوّره العضوي و الوظيفي يتّجه طوليا أي من قمّة الرّأس إلى القدمين، فالطّفل لا يستطيع الوقوف و المشي قبل أن يتمكّن من الجلوس. أمّا في الإتّجاه المستعرض فيسير النموّ من الجذع إلى الأطراف أي أنّ النموّ المتعلّق بأجهزة التنفّس و الهضم يسبق نموّ الأطراف.
  - لكلّ جانب من جوانب النموّ معدّل سرعة خاصّ به.
  - لمختلف جوانب النموّ فروق فردية.
  - الطّفولة هي المرحلة الأساسية للنموّ باعتبارها المرحلة الأساسية في بناء الشّخصية.
  - إنّ النموّ يسير في نظام  وتتابع واحد، و من الممكن مع الملاحظة الدّقيقة و التّشخيص الكامل التنبّؤ بالخطوط العريضة لاتّجاه النموّ و السّلوك.  

2- النموّ الإنفعالي:
  الإنفعال هو سلوك أو استجابة ذات صبغة وجدانية، لها مثيراتها ، مظاهرها و وظائفها الّتي يعمل الإنفعال على تأديتها، و تعتبر التغيّرات الإنفعالية كغيرها من السّلوك المعقّد تنمو عن طريق النّضج والتعلّم، بحيث يقصد بالنموّ الإنفعاليّ نموّ مختلف الإنفعالات و تطوّر ظهورها مثل الحبّ، الكراهية، العدوان....إلخ
  و يكون النموّ الإنفعالي منذ الولادة إلى غاية المراهقة كما يلي:
أ. سنّ المهد (من 0 إلى عامين): يولد الطّفل ولديه من الإنفعالات استعداد عامّ للتهيّج على شكل نشاط يعبّر عنه بالبكاء، ومن هذا الإستعداد تتميّز و تتكامل مختلف الإنفعالات تبعا لتطوّر الطّفل، ففي الشّهر 3 يظهر لديه انفعالان و هما الضّيق و الفرح إلى جانب التهيّج. أمّا في الشّهر 6 فنلاحظ ظهور الغضب، التقزّز و الخوف، في نهاية العام الأوّل يتمايز انفعال الإرتياح إلى الحنان و الّذي بدوره وفي منتصف العام الثّاني يتمايز إلى حنان موجّه نحو الصّغار و آخر للكبار.

ب. مرحلة الطّفولة المبكّرة ( من 2 إلى 6 سنوات): تتميّز انفعالات الطّفل في هذه المرحلة بحدّتها و شدّتها، بحيث تظهر الإنفعالات المتمركزة حول الذّات، مثل الخجل و الإحساس بالذّنب و مشاعر الثّقة بالنّفس و الشّعور بالنّقص، و مختلف الإتّجاهات نحو الذّات.
ج. مرحلة الطّفولة المتأخّرة ( من 6 إلى 12 سنة): يتميّز الطّفل في هذه المرحلة العمرية بقلّة المشكلات و الإنفعالات، و تظهر أهمّ خصائصه من ميل إلى الإكتشاف و المعرفة، والتجوّل و المخاطرة و الإهتمام بالعالم الخارجي.
د. مرحلة المراهقة: تتميّز فترة المراهقة من ناحية النموّ الإنفعالي بخصائص عديدة، نجد منها مايلي:
- العنف و عدم الإستقرار.
- التمركز حول الذّات.
- القلق و مشاعر الذّنب.  

3- النموّ الإجتماعي:
 يقصد بالنموّ الإجتماعي اكتساب الفرد للسّلوك الّذي يسهّل تفاعله و اندماجه مع غيره من الأشخاص،          و بصفة أخرى هو عمليّة التّنشئة الإجتماعية للفرد في المدرسة، المجتمع، جماعة الرّفاق، و ذلك تبعا للمعايير، الأدوار، الإتّجاهات، القيم و التّفاعل الإجتماعي.  

   4- النموّ الفيزيولوجي:  
  يقصد بالنموّ الفيزيولوجي تلك التغيّرات الدّاخلية و الّني لا يمكننا رؤيتها، و لكن باستطاعتنا ملاحظة الآثار الّتي تخلّفها على شكل الجسم و حجمه. و تتّضح مظاهر النموّ الفيزيولوجي في نموّ وظائف أعضاء الجسم المختلفة، مثل نموّ الجهاز العصبي، و ضغط الدّم، و ضربات القلب، و الغدد الصمّاء الّتي تؤثّر إفرازاتها في النموّ

    5- النموّ المعرفي:                  
     النموّ المعرفي هو نموّ مختلف الوظائف العقلية كالإدراك، التذكّر، الإنتباه، التخيّل و التّفكير، و كلّ هته المستويات العقليّة المعرفيّة تتقارب من بعضها في مرحلتي: سنّ المهد و الطّفولة المبكّرة و هذا راجع لتقارب مظاهر النموّ خلالهما، و لهذا تتصل جميعا اتّصالا وثيقا بمستوى الذّكاء العامّ الذي يعلوها و يقع في ذروتها     و يهيمن عليها، أمّا فترة المراهقة فتشهد عمليّات إعادة تنظيم تفكير الفرد و الّتي يترتّب عليها ظهور مستوى جديد من النّشاط العقلي وهو التّفكير المنطقي المجرّد.
 
6- النّضج:
  يقصد بالنّضج التغيّرات الدّاخلية في الكائن الحيّ أو الفرد و الّتي ترجع إلى تكوينه الفيزيولوجي و العضوي   و خاصّة الجهاز العصبي، و لا علاقة للعوامل الخارجية في خلق هذه التغيّرات. و يرى "أحمد زكي" أنّ النّضج هو: "درجة نموّ معيّنة في بعض الأجهزة الدّاخليّة في الكائن الحيّ، حيث تعتبر هذه الأجهزة مسؤولة عن سلوك استجابي معيّن".
  أمّا "مركيز" فيقول: "إنّ النضج هو تعديل النموّ العضوي استجابة لمثيرات توجد في الوسط الخلوي، ويتمّ هذا التّعديل مستقلا عن أيّ تأثير خارجي".
  و للنّضج توعان أساسيان هما:
أ. النّضج الجسمي: و هو اكتمال نموّ أعضاء الجسم، و يعتبر شرط أساسي من شروط التعلّم.
ب. النضج العقلي: و يعني نموّ الوظائف العقلية عند الكائن حتّى يتمكّن من إدراك المواقف الخارجية.
  إضافة إلى أنّه يوجد مستويات عديدة من النموّ إذا استطاع الفرد الوصول إليها اعتبر ناضجا، فمثلا الطّفل الّذي لا يستطيع المشي بعد سنتين يعتبر غير ناضج. إلاّ أنّه ليس كلّ الأفراد يصلون إلى مستوى النّضج المناسب في مختلف المراحل العمرية، و هذا راجع إلى ما يسمّى بالفروق الفردية.  

7- الفروق الفردية:
    لابدّ من وجود اختلافات و فروق بين الأفراد، حيث أنّ هته الإختلافات تعتبر ظاهرة طبيعيّة أمّا التّشابه التّام فهو غير طبيعي و بصفة أخرى هو شذوذ
  و يقصد بالفروق الفردية أنّ حاجات و ميول، و قدرات، و اتّجاهات و استعدادات الأفراد ليست متساوية فيما بينهم، بل تختلف من شخص لآخر
  أمّا فيما يخصّ النموّ، فالفروق الفردية تعتبر مبدأ ينطبق على مختلف مظاهر النموّ، و تتحدّد بالعوامل الوراثية و البيئية الّتي تحيط بالطّفل، و هذا هو الشّيء الّذي يؤكّد أنّ لكلّ فرد منّا طابعه الخاصّ بحيث أنّه يستحال أن يكون لفردين عوامل بيئيّة و وراثية متماثلة

 8- سلّم النموّ:
  سلّم النموّ هو سلّم يدرس التغيّرات الّتي تطرأ على الفرد تبعا لمراحل النموّ في إطار مجال نموّ معيّن ( نفسي، معرفي، حركي، ...) و خلال مدّة زمنيّة معيّنة.

9- الدّراسة التتبعيّة:
  و هي دراسة تتعلّق بالزّمن، ندرس و نتتبّع من خلالها نموّ فرد أو مجموعة من الأفراد بطريقة متتالية  وفق مختلف المراحل العمرية، و هي نوعان طولية و عرضية.
 
10- الدّراسة التتبعيّة الطولية:
  يعتمد هذا الأسلوب على تتبّع أحد الأطفال أو عدد قليل منهم، و تسجيل ظواهر النموّ من بداية حياته يوما بعد يوم، وتستمرّ هذه الدّراسة عدّة سنوات حسب الظّاهرة موضوع الدّراسة، و يستخدم الباحث في هذا الأسلوب كافّة الطّرق لجمع البيانات من ملاحظة و قياس و خلق مواقف تجريبية و غيرها
  و من بين العلماء الّذين استعملوا الدّراسة التتبعيّة الطولية نجد بياجي 1896-1980 و الّذي قام بدراسة و ملاحظة دقيقة لمدّة سنتين من نموّ أطفاله الثّلاثة.
  و للدّراسة التتبعية الطولية عيوب عديدة فهي باهظة التّكاليف، و من الصّعب المحافظة على نفس مجموعة الأفراد و دراستهم لمدّة طويلة، إضافة إلى التغيّرات الثقافية الحادثة بين بداية الدّراسة و نهايتها ما يجعل تفسير النّتائج صعب

11- الدّراسة التتبعية العرضية:
  و تشمل هذه الدّراسة القيام بإجراء دراسات متخصّصة تدرس كلّ منها جانبا معيّنا من جوانب الطّفل، ليخرج الباحث بعدها بمميّزات كلّ مرحلة من المراحل العمرية، و يتكرّر هذا حتّى يصل الباحث إلى تمثيل صور متتابعة لشخصية الطّفل. و كاّ هذا باستخدام عيّنات عديدة – ممثّلة تمثيلا إحصائيا – من الأفراد   (الأطفال) كل عيّنة تمثّل مرحلة عمرية زمنية معيّنة، كأن يقوم الباحث بدراسة طفل أو مجموعة من الأطفال من 1 إلى 15 يوم و طفل آخر أو مجموعة أخرى من 15 يوم إلى شهر، و هكذا.
  و من عيوب الطّريقة العرضية أنّها تكشف فقط عن متوسّطات النموّ، و الأنماط العامّة في حين تخفي نمط النموّ الفردي و كيفيّة و سبب حدوثه.  

12- الإثارة:  
  الإثارة هي جعل بنية عصبية في حالة عمل، و ذلك إثر التحوّلات ( التغيّرات) الّتي يتعرّض لها وسطها الدّاخلي أو الخارجي.
  و الإثارة أنواع متعدّدة، نستطيع أن نجد منها:
- الإثارة الطّبيعية.
- الإثارة الميكانيكية.
- الإثارة الكيميائية.
- الإثارة الحرارية و الكهربائية.
  و هته الأنوع الثّلاثة الأخيرة من الإثارة تمثّل الإثارة الإصطناعية.

قائمة المراجع المستعملة:
1- د.توما جورج خوري/ سيكولوجية النمو عند الطذفل و المراهق/ ط1، المؤسّسة الجامعية للدّراسات و النشر و التوزيع،            بيروت 2000.    
2- د.سهير كامل أحمد/ سيكولوجية نمو الطفل:دراسات نظرية و تطبيقات عملية/ مركز الإسكندرية للكتاب 1999.
3- الشيخ كامل محمد محمد عويضة/ علم النّفس بين الشخصية و الفكر/ ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1996.
4- H.Bloch et coll / Dictionnaire fondamental de la psychologie / collection LAROUSSE – emprimé en France Septembre 2002.
مختصّة نفسية خريجة الجامعة الجزائرية
                                
            
شغلنا الورى و ملكنا الدّنى بشعر نُرتّله كالصلاة
                                     تسابيحه من حنايا الجزائر