بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الاعزاء .... يسعدني ويشرفني ان انضم اليكم في هذا المنتدى الفريد
ويشهد الله اني فرحت بالعثور عليه ... فرحا لا يقل عن فرحتي باول مرتب استلمته في حياتي
'>
مع شكري للاستاذ البرت ... الذي كان سببا في التحاقي بركبكم الكريم
اسمحوا لي ان تكون فاتحة اللقاء معكم بضعة اسطر حول بنية المعرفة وتطوير النظريات العلمية عموما .. والفيزيايئة خصوصا ..
نلاحظ في الغرب اليوم عند محاولة دراسته ظاهرة كظاهرة الموصلية الفائقة أو السائلية الفائقة أو ظاهرة (تكثف بوس-اينشتاين) إن الجامعات تشرع في حشد مئات الآلاف من الدولارات في مختبر كبير، كما تجند عددا كبيرا من الفيزيائيين بهدف الوصول إلي مرحلة العصف الفكري الذي كثيرا ما أوصل إلي نتائج غاية في الإيجابية.
يا سادة، سيرورة الثورات العلمية لا تتطلب مثل هذا. والثورات العلمية أنجزت غالبا من قبل الدخلاء وألئك البعيدين عن الحظيرة العلمية المهيبة. أن الثورات العلمية لا تتم بترقيع النظريات السابقة وتجميلها، بل بالوقوف الطويل عند فلسفتها واعمق أعماقها. الثورات العلمية لا تضيف تطبيقا إلي بقية التطبيقات، بل تبنى فلسفة موازية لبقية الفلسفات العلمية، فلسفة متكاملة مستقلة بذاتها.
وكما عرفت مؤخرا، فإن كل الجهود العلمية حاليا منصبة في تفسير الظواهر المذكورة سابقا بناءا على نفس النظريات القديمة التي تعتبر مسلمات لا يجوز الخروج عليها، بل أن كثيرا من الأفكار التي تتعارض مع هذه النظريات ترفض قلبا وقالبا وكلما ازداد التشبث بنظرية ما وزاد ترقيعها، زادت الحاجة إلي مراجعة عميقة تصيب الأسس الفلسفية العميقة لهذه النظرية.
يا سادة لكل عصر نظرية، والعلم بطبيعته التراكمية الجدلية، يعطي كل نظرية فرصة كبيرة لتفسير ظواهر الكون المتجددة والكثيرة، يعطيها الفرصة لتفريغ كل ما لديها، ثم تأتي مرحلة ثانية، إنها مرحلة انبثاق التناقضات من صلب هذه النظرية العلمية المهيبة، أن كل النظريات تحمل في أطرافها بذور نقضها، تحملها لتنمو جنينا بنمو حاملتها، ولا بد من أن يأتي يوم الوضع الذي فيه ينفصل الجنين ككيان كامل ومستقل عن كيان واضعته وحاملته، وهذه السيرورة تتكرر منذ الأزل وستبقى متكررة إلي الأبد، لأنها قانون تطور المعرفة المحتوم، فالقديم يحمل في طياته الجديد، الذي ينمو مستقلا عن القديم دون أن يلغيه.
فكما أن ميكانيكا نيوتن حملت في طياتها تناقضات، مثل التأثير عن بعد و إطلاق المكان والزمان، لتأتي نسبية ابتشتاين، وليدا يصحح كل هذه التناقضات، إلا أن نسبية ابتشتاين لم تلغي بأي حال من الأحوال ميكانيكا نيوتن المهيبة، أن النسبية صيغة وفلسفة جديدة لتفسير الظواهر الفيزيائية بشكل اعم من نظرة ميكانيكا نيوتن، رغم أن ميكانيكا نيوتن تشكل إلي الآن مرجعا خصبا للعديد من الفلسفات والتفسيرات.
ما كان لميكانيكا نيوتن أن تظهر أيام ارسطو كما انه ليس لنسبية ابتشتاين أن تظهر في القرن السادس عشر، فكل نظرية وليدة احتياجات عصرها، ولكل عصر احتياجاته.
هكذا بدى لي الامر ..... واترك الكرة في ملعبكم .... لتفيدونا بالمفيد
اخوتي الكرام ... اشكركم من القلب على حسن انتباهكم ...
راجيا ان لا اكون ضيفا ثقيلا عليكم
مع محبتي وتقديري للجميع
اخوكم المعلم
'>