يبدو أن الأرض قد دخلت حقبة جيولوجية جديدة بسبب التغيرات التي أحدثها الإنسان في مناخ الأرض، وأدت بدورها إلى تأثيرات دراماتيكية طويلة الأجل على الأرض برا وبحرا.
هذا ما خلصت إليه دراسة مناخية جيولوجية جديدة وأورده تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وكان فريق من علماء الجيولوجيا قد انطلق في هذه الدراسة من قناعة بأن البشر قد غيروا عناصر جيولوجية كوكب الأرض تغييرا بالغا منذ قيام الثورة الصناعية حوالي مطلع القرن الـ19.
وقد وصل هذا التغير إلى حد أننا أصبحنا نعيش في حقبة جيولوجية جديدة وغير مسبوقة في الأحقاب الجيولوجية الغابرة، وأطلق هؤلاء العلماء على الحقبة الجديدة اسم "أنثروبوسين"، أي الحقبة الإنسانية الحديثة، وهي قد بدأت عندما اختتمت أو انتهت حقبة الهولوسين (فعليا) حوالي العام 1800م.
وقد اقترح هؤلاء العلماء أن تعترف رسميا بالحقبة الجيولوجية الجديدة الهيئة العالمية المسؤولة عن صياغة وإقرار المصطلحات الجيولوجية.
يقول الدكتور يان زالاسيوتج الأستاذ بجامعة ليستر البريطانية رئيس لجنة علم الطبقات الجيولوجية لدى الجمعية الجيولوجية في لندن، إنه لدى قيامه مع زملائه ببحث واستكشاف الأدلة الجيولوجية العلمية وجدوا أن هناك إمكانات أو تغيرات تبرر استخدام مصطلح حقبة الأنثروبوسين Anthropocene.
"
يعتقد العلماء أن النشاط البشري أحدث اضطرابا في دورة الكربون (المتصلة بغازات الاحتباس الحراري الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري كثاني أكسيد الكربون) ودرجات الحرارة العالمية
"
حقبة التأثيرات البشريةفقد تبين أن العمليات البيئية على سطح الأرض هي بالفعل مختلفة عما كانت عليه قبل بدء عصر الثورة الصناعية، بما يظهر أن جيولوجيا الأرض قد تغيرت بالفعل.
ويعتقد هذا الفريق من علماء الجيولوجيا أن نشاط البشر على سطح الأرض على مدى الـ200 عام الماضية قد أدت إلى تحولات عالمية في أنماط تآكل وترسب الرواسب الأرضية.
كذلك أحدث النشاط البشري اضطرابا في دورة الكربون (المتصلة بغازات الاحتباس الحراري الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري كثاني أكسيد الكربون) ودرجات الحرارة العالمية. وأطلقت عملية انقراض واسعة النطاق للحيوانات والنباتات، كما تسببت في رفع مستويات الأحماض في المحيطات.
ويضيف الدكتور زالاسيوتج أن سيطرة البشر على كوكب الأرض قد أدت إلى تغير فيزيائي واسع للأرض إلى درجة عدم وجود ما يبرر الاعتقاد بأننا لا نزال في حقبة الهولوسين الجيولوجية.
والمعلوم جيولوجيا أن هذه الحقبة قد بدأت لدى ارتفاع درجات حرارة العالم بنهاية آخر عصر جليدي منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وعاش فيها الإنسان "العاقل" منذ ذلك الحين.
يذكر أن تعبير حقبة الأنثروبوسين، ويعني حقبة التأثيرات البشرية على جيولوجية الأرض، قد صاغه في العام 2002 بول كروتزن، الفائز بجائزة نوبل في العلوم
من موقع الجزيرة .نت
