السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة,
القمر
تدور حول الكواكب أجرام سماوية صغيرة لا تطلق أي ضوء أو حرارة, تدعى الأقمار.
و”القمر” الذي نعرفه هو قمر الأرض الوحيد وهو يدور معها حول الشمس.
وقمرنا المعروف هو التابع الوحيد للأرض، وهو يستعمل أحياناً لتوابع الكواكب الأخرى في النظام الشمسي.
يبلغ قطر القمر حوالي 3,480 كم، أو ربع قطر الأرض تقريباً. كما أن كتلة القمر أقل بـ81 مرة من كتلة الأرض.
وتالياً فإن متوسط كثافة القمر لا يبلغ سوى ثلاثة أخماس متوسط كثافة الأرض.
والجاذبية عند سطح القمر لا تشكل سوى سدس جاذبية الأرض.
لا يحمل القمر أي مياه ساخنة، وليس له فعلياً أي جو، ولكنه مع ذلك ليس جامداً أو هامداً بشكل كامل.
ولقد ورد ذكر ”القمر” في القرآن الكريم 27 مرة، وفي معظمها جاءت مقترنة بلفظة ”الشمس”، وذلك أنهما الجرمان الرئيسيان اللذان نشاهدهما بوضوح من الأرض, وتأثيرهما الضوئي المباشر على الحياة الإنسانية.
فالشمس كوكب مضيء بذاته نتيجة للتفاعلات الذرية في داخلها، وإشعاعات الشمس المنبعثة من هذه التفاعلات تصل إلى الكواكب, ومنها إلى الأرض والقمر وغيرها من الأجرام السماوية غير المضيئة بذاتها، وبالتالي تنيرها، فالقمر يبدو مضيئاً نتيجة النور المرتد من سطحه. وهذه الحقيقة لم تعرف إلا في القرن العشرين بعد نزول أول قدم بشرية على سطح القمر واكتشافه بأنه مجرد كوكب هامد لا أثر للحرارة فيه ولا للضوء، وهو إنما يعكس ضوء الشمس الذي يقع عليه ليعيده إلى الأرض.
ولنقرأ بتدبر قول الله تعالى في سورة نوح: {وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً} (نوح: 16). وللنظر إلى الفرق بين كلمتي نور وسراج. فالسراج هو الذي يبعث النور والحرارة من ذاته، وأما كلمة نور فهي تعني انبعاث الضوء فقط من دون أي حرارة، وهو عاكس فحسب لهذا الضوء الذي يأتيه من مصدر آخر.
إذاً فالشمس هي السراج وفي آية أخرى: {سراجاً وهاجاً} (النبأ: 13) أي مبعث النور والحرارة وهي مصدر ذاتي: أما القمر فهو نور فقط لا حرارة فيه ومن مصدر غير ذاتي.
والعرب قديماً عندما نزلت عليهم هذه الآية الكريمة لم يكونوا على علم بطبيعة أي من الكوكبين, لكنهم كانوا يرون أنهما مضيئان فنزلت هذه الآية الكريمة لتخبرهم بحقيقة هذين الكوكبين, والتي تتوافق تماماً مع آخر ما توصل إليه العلم اليوم في هذا المجال.
أما إذا تأملنا قوله تعالى في سورة يس: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} (يس: 40) فإننا نجد أمراً علمياً جوهرياً وهو وجود مدار لكل من الشمس والقمر، كإشارة إلى جميع الأجرام الأخرى، كما يتضح من قول الإمام الفخر الرازي فإن لفظة ”كل” هي لفظ عام فتحمل على النجوم كلها، كما يشير إلى تنقل هذين الجرمين في الفضاء كل بحركة خاصة، فمدار الشمس حول المجرة، ومدار القمر حول الأرض, وهذا من الحقائق العلمية الحديثة.
بينما كان السائد عند نزول القرآن الكريم أن الأرض هي مركز الكون, وأن الشمس والقمر والكواكب تدور جميعها بحركات مختلفة من المشرق إلى المغرب حول الأرض، وقد ثبت عدم صحتها، إذ أن حركتها جميعاً في القبة السماوية يومياً من الشرق إلى الغرب بحركة ظاهرية خادعة تنشأ بسبب دوران الأرض حول نفسها مرة كل يوم من الغرب إلى الشرق.
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
(تم الموضوع بحمد الله) ,,ارجوا ان ينال استحسانكم
جميع الحقوق محفوظة – لقناة المجد الوثائقية