مع أن الساتل إيميج فتح نافذة جديدة على غلاف الأرض المغنطيسي، فإن رؤيتنا لطقس الفضاء مازالت غير مكتملة. وعلى خلاف السحب الأرضية، فإن سحب الپلازما كما يراها إيميج شفافة تماما، إذ لا شيء فيها مختفٍ عن الأنظار؛ لكن إدراك عمقها مازال غير موجود. ومن ثم ستبقى هنالك حاجة إلى السواتل للقيام بالقياسات المحلية للپلازما، وكذلك للحقول وللتيارات المتحكمة في حركتها.
وستستخدم الخطوة التالية في رصد طقس الفضاء مجموعات من السواتل تتجه إلى حيث تجري الأحداث. وتقوم وكالة الفضاء الأوروبية بالإشراف على البعثة الأولى في هذه العملية؛ وأُطلق عليها اسم Cluster II، وقد أطلقت في صيف عام 2000. (دُمِّرت بعثة اسمها Cluster I بانفجار صاروخ، وذلك قبل إقلاعها مباشرة عام 1996). وتتضمن بعثة Cluster II أربع مركبات فضائية متشابهة، مجمعة بعضها قرب بعض، ومصممة لسبر ظاهرة اضطراب الپلازما في غلاف الأرض المغنطيسي وفي الريح الشمسية القريبة منها. وتخطط ناسا أيضا لإرسال بعثة cluster أخرى ستُطلق عام 2006. وستدرس بعثة غلاف الأرض المغنطيسي المتعددة المقاييس Magnetospheric Multiscale mission إعادة الوصل، وتسريع الجسيمات المشحونة، والاضطرابات في الجانب المضيء من الفاصل المغنطيسي، وفي مواقع محددة من الذيل المغنطيسي حيث تستثار العواصف الجزئية.
وتنظر وكالات الفضاء في إيفاد بعثات أكثر طموحا تتضمن كوكبات من السواتل: عشرات من مرْكبات فضائية صغيرة جدا ستراقب مناطق واسعة من الفضاء، تماما كما تقوم شبكات الطقس العالمية حاليا برصد الأحوال الجوية على الأرض. وسترصد الكوكبة الأولى، على الأرجح، الجزء الداخلي من غلاف الأرض المغنطيسي، والجانب المضيء من الفاصل المغنطيسي، حيث تقوم كل مَرْكبة ـ بحجم كعكة حلوى ـ بتسجيل السمات الأساسية للپلازمات وللحقول المغنطيسية.
إن غلاف الأرض المغنطيسي يشكل حماية وخطرا في الوقت نفسه. فالحقل المغنطيسي القوي لهذا الغلاف يشكل درعا للبشر في وجه الإشعاعات التي تخترق الغلاف والتي يمكنها من دونه أن تكون قاتلة. ولكن هذا الحقل ليس قويا بما يكفي لحرف موجات الصدم الأقوى القادمة من الشمس بعيدا عنا. فغلاف الأرض المغنطيسي ـ شأنه شأن حزام الزوابع، أو منطقة الأعاصير المدارية ـ هو موقع لعواصف مفاجئة. ولهذا فإن نظم مراقبة العواصف، مثل الساتل إيميج، هي في غاية الأهمية.
--------------------------------------------------------------------------------
المؤلف:
James L. Burch
نائب رئيس قسم علوم وهندسة الفضاء في معهد بحوث ساوث وست في سان أنطونيو بتكساس، والباحث الرئيسي لبعثة إيميج IMAGE. حصل بيرش على الدكتوراه في علوم الفضاء من جامعة رايس عام 1986. وأبرز اهتماماته البحثية تتعلق بعمليات الشفق القطبي، والوصل المغنطيسي، وتصوير الغلاف المغنطيسي. وبيرش زميل في الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، وهو حاليا رئيس لجنة فيزياء الشمس والفضاء في المجلس القومي للبحوث.
انتهى .
و لكم جزيل الشكر .....
'>