السلام عليكم :
الأخ الكريم حسام فضل : حياك الله تعالى ..
أشكرك على كلماتك الطيبة
وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه ..
وإليك ما أحفظه وآخذ به في هذه المسألة :
لما علمتُ أن تفسير القرآن العظيم هو : ( علم يبحث عن مراد الله تعالى بقدر الجهد والطاقة )
وعلمتُ أن التفسير يتوقف على عدد من العلوم , منها : ( علم اللغة والنحو والصرف والاشتقاق والمعاني والبديع والبيان والقراءات وأصول الدين وأصول الفقه وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والفقه والسنة والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم ... )
وعلمتُ أن التفسير بالمأثور
هو الذي يعتمد النقل والرواية والأخبار ويشمل , في تفسير كل نص تدرجاً بما ورد فيه , تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن من الصحابة , كتفسير جامع البيان للطبري وتفسير ابن كثير ..
وأن التفسير بالرأي - التفسير المحمود منه -
هو الموافق لكلام العرب ودلالة الألفاظ وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ومعرفة مقاصد الشريعة وبقية الأدوات الآنفة الذكر التي يحتاج إليها المفسر
كتفسير الرازي ( مفاتح الغيب ) وتفسير النسفي ...
( وأما التفسير المذموم فهو الذي يتم بدون الحصول على العلوم المذكورة المطلوبة للتفسير , ويعتمد على الهوى والعصبية والمقاصد الشخصية , والتفسير بالقطع والجزم على مراد الله تعالى من غير دليل .... ) ..
أقول :
لما علمتُ كل هذا , أدركت أنه لا يستقيم التفسير إلا مع السنة المطهرة , سواء أكان التفسير بالمأثور أم التفسير بالرأي ..
وبناء على ذلك ؛ فقد استقر عندي أن تفسير القرآن العظيم لا يمكن أن ينفصل عن السنة المطهرة بحال من الأحوال
وحين يتعرض المفسر لتفسير آية أو آيات كريمة تتحدث عن الأمور الكونية
فهنا يضاف إلى العلوم المشار إليها أولاً , التي ينبغي عليه أن يحصلها , وجوب إلمامه بالعلوم التي يتضمنها النص القرآني المبارك المراد تفسيره
لكي لا يقع في تفسيره تناقض مع نصوص أخرى , ولا مع مفاهيم علمية سائدة ..
ولما كان في هذه النصوص ما هو ليس قطعي الدلالة
وليس له نص آخر قطعي يفسره
وكانت معارف الإنسان تزداد باطراد
يقول العلماء عند تفسير هذا النص : هذا منتهى فهمنا لهذا النص والله أعلم بحقيقة مراده ..
وكلما ازداد الفهم والإدراك لتلك العلوم المتضمنة , ازداد معها التوسع في تفسير تلك الآيات ..
وإذا بلغ تفسير آية أو آيات كونية , وفق تلك الضوابط , في زمن ما , حد الترجيح القوي
من التفسير ومن العلوم الكونية معاً
( وهذا ينطبق على ما في السنة المطهرة من نحو ذلك )
أستطيع أن أعتبرها عندئذ ( إعجازاً علمياً ) لأنها أخبرت عن أشياء ثبت رجحانها بدليل قوي , وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل المتاحة للبشرية في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ولكم تحياتي