Advanced Search

المحرر موضوع: حينما تتصادم النجوم  (زيارة 1832 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 27, 2009, 07:18:34 مساءاً
زيارة 1832 مرات

ابن القيم

  • عضو مشارك

  • ***

  • 399
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
حينما تتصادم النجوم
« في: مارس 27, 2009, 07:18:34 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هذا هو الجزء الاول
حينما تتصادم النجوم
قزم أبيض يصدم عملاقا أحمر:
يستغرق قزم أبيض شهرا لاختراق العملاق الأحمر المنتفخ ويخرج القزم دون أن يصاب بأذى، ويسلب بعض غاز العملاق لكن العملاق يتحطم مع أن قلبه يبقى سليما ويتحول إلى قزم أبيض آخر
نجم متتالية رئيسية يصدم نجم متتالية رئيسية :
نجمان عاديان لهما كتلتان غير متساويتين تصادما بعيدا عن مركزيهما النجم الصغير أصغر كتلة، لكنه أكثف من الكبير لذا فإنه يبقى سليما مدة أطول وفي خلال ساعة، يكون قد دخل في النجم الكبير، ونتج من ذلك نجم وحيد يدوّم بسرعة. ويضيع قسم من الكتلة في الفضاء السحيق
مشهد ارتطام:
ما الذي يحدث عندما يتواجه نجمان ويصطدمان بشدة؟ كما هي الحال في تصادم سيارتين، تتوقف النتيجة على عدة عوامل: سرعتي الجسمين المتصادمين، وبنيتيهما الداخليتين، وأبعاد الصدم (التي تحدد ما إذا كان الاصطدام يحدث بين مقدمتي السيارتين أو بين جانبيهما). بعض الحوادث لا تسفر إلا عن ليِّ حاجزَيْ الاصطدام أو الرفرفين، وبعضها الآخر يتمخض عن تحطم السيارتين بالكامل، وبعضها يقع بين هذا وذاك والسرعات العالية والاصطدامات التي تحدث بين المقدمتين هي أفضل الطرق لتحويل الطاقة الحركية إلى حرارة وضغط يؤديان إلى تحطيم السيارتين تماما.
ومع أن الفلكيين يعتمدون على الحواسيب الفائقة في دراستهم للتصادمات بالتفصيل، فثمة بضعة مبادئ بسيطة تحكم آثارها الإجمالية أهم شيء هو التباين في الكثافات فالنجم العالي الكثافة سيحل به أذى أقل بكثير من نجم غير كثيف، تماما كما يحدث عندما تخترق قذيفة مدفع قطعه من  الصخر فالقذيفة تبقى على حالها تقريبا في حين تتمزق قطعه الصخر إربا إن التصادم الذي يحدث بين مقدمتي نجمين  أحدهما شبيه بالشمس والآخر أكثف منها بكثير، كأن يكون قزما أبيض فان النجم الشبيه بالشمس يتحطم بينما القزم الأبيضالذي هو أكثف من الشمس بنحو 10 ملايين مرة، يخرج من حادثة التصادم بارتفاع بسيط في حرارة طبقاته الخارجية فقط وباستثناء وجود وفرة سطحية عالية جدا من النتروجين فإن القزم الأبيض سوف يبدو وكأن شيئا لم يتغير فيه.
إن القزم أقل قدرة على إخفاء آثار فِعْلته، عند حدوث اصطدام عابر رفيق .
من الممكن أن يكوّن النجم الممزق الشبيه بالشمس قرصا ضخما يدور في فلك حول القزم .
عندما تكون النجوم المتصادمة من نفس النمط والكثافة والحجم، فإن تتابع الأحداث يختلف تماما.
مع التراكب المتزايد للنجوم ـ الكروية أصلا ـ فإنها تضغط وتشوه بعضها بعضا لتتخذ أشكال أنصاف دوائروفي خلال ساعة يكون النجمان قد اندمجا في نجم واحد.
والأمر الأكثر احتمالا هو أن يتصادم نجمان ليس بمقدمتيهما بالضبط وأن يكون لهما كتلتان مختلفتان قليلا وليستا متطابقتين وهذه الحالة العامة درسها بالتفصيل
إن الجسم الناتج يختلف جوهريا عن نجم منعزل مثل شمسنا فالنجم المنعزل لا يجد طريقة ليعيد تزويد نفسه بحصته الأولية من الوقود، إذ إن مدة بقائه محددة سلفا وكلما ازدادت ضخامة النجم ارتفعت حرارته أكثر وازدادت سرعته في إحراق نفسه ويدل لون نجم على درجة حرارته وبالتالي فإن النماذج الحاسوبية لإنتاج الطاقة يمكن أن تتنبأ بطول عمره بدقة عالية لكن نجما مندمجا لا يتبع نفس القواعد فتمازج طبقات الغاز أثناء التصادم يمكن أن يضيف وقودا من الهيدروجين الطازج إلى القلب ويؤدي ذلك إلى إعادة الشباب للنجم أضف إلى ذلك أن الجسم نظرا لكونه أضخم من أسلاف سيكون أشد سخونة وزرقة وسطوعا وسوف يخطئ الراصدون الذين يوجهون أنظارهم إلى النجم، إذا استندوا إلى لونه وتألقه لاستنتاج عمره
وعلى سبيل المثال، فإن العمر الكلي للشمس يمتد إلى 10 بلايين سنة في حين أن نجمًا كتلته ضعف كتلة الشمس وأسطع منها بعشر مرات، لا يُعِّمر سوى 800مليون سنة لذا إذا اندمج نجمان شبيهان بالشمس في منتصفي عمريهما فإنهما سيكوّنان نجما حارا وحيدا عمره خمسة بلايين سنة في لحظة تكونه لكنه يبدو كما لو كان عمره أقل من 800 مليون سنة إن ما يتبقى من عمر هذا النجم المندمج الضخم يتوقف على كمية وقود الهدروجين الذي قذف إلى مركزه نتيجة التصادم ويكون هذا العمر عادة أقصر بكثير من عمر كل من والديه وحتى عند موت هذا النجم فإنه يفعل ذلك بأسلوب فريد فعندما يموت (وذلك بأن ينتفخ ليغدو عملاقا أحمر، ثم سديما كوكبيا، وأخيرا قزما أبيض)، يصبح أعلى حرارة بكثير من الأقزام البيضاء الأخرى الأكبر سنا منه، والتي لها كتل مماثلة.
اكتشاف النجوم الزرقاء(*******)
في حشد كروي، تتميز النجوم الضخمة المندمجة عن غيرها بجلاء إن جميع عناصر حشد نجمي تُولَد في وقت واحد تقريبا كما أن درجة حرارتها وسطوعها يتطوران معا لكن النجوم المندمجة تشذ عن هذه القاعدة إنها تبدو فتية على نحو غير عادي وتبقى على قيد الحياة حين تكون النجوم الأخرى التي لها نفس السطوع واللون قد ماتت ووجود مثل هذه النجوم في قلوب الحشود النجمية الكثيفة هو أحد أكثر التنبؤات إثارة للاهتمام بنظرية التصادمات النجمية.
وقد حدث مصادفة أن في أوائل الخمسينات من القرن الماضي اكتشف  أن الحشود الكروية تحوي نجوما ساطعة وساخنة على نحو غير عادي تسمى النجوم الزرقاء وعلى مر السنين قدم الباحثون النظريات لتفسير أصل هذه النجوم
في عام 1991 وجد أن مركز الحشد الكروي 47 Tucanae متخم بالنجوم الزرقاء المنتشرة في غير نظام، وهو بالضبط المكان الذي تنبأت نظرية التصادمات بوجوب وجود هذه النجوم بأكبر عدد ممكن فيه. وبعد ست سنوات من ذلك أجري أول قياس مباشر لكتلة واحد من النجوم الزرقاء المنتشرة في غير نظام في حشد كروي ووجدنا أن كتلته تعادل نحو ضعف كتلة أضخم النجوم العادية في نفس الحشد ـ وهذا هو المتوقع إذا كان الاندماج النجمي هو السبب وقد اكتشف أن كتلة نجم من تلك النجوم الزرقاء المنتشرة في غير نظام، تعادل نحو ثلاثة أمثال كتلة أي نجم عادي في حشده ويعرف الفلكيون أنه لا يوجد سبب آخر غير الاندماج التصادمي لتكوين مثل هذا الجرم الثقيل في هذه البيئة.
ونقوم الآن بقياس كتل وسپينات spins عشرات من النجوم الزرقاء المنتشرة من دون نظام. وفي الوقت نفسه، يقوم الراصدون أيضا بالبحث عن آثار أخرى للتصادمات جرى التنبؤ بها ومنها ملاحظه وجود نقص أكيد في العمالقة الحمراء بالقرب من قلوب الحشود الكروية وللعمالقة الحمر مقاطع عرضية أكبر آلاف المرات من المقطع العرضي للشمس ومن ثم فهي أهداف كبيرة كبرا غير عادي ومن الطبيعي أن تُفسَّر ندرتها بالتصادمات التي سوف تنزع عنها طبقاتها الخارجية وتُحوَّلُ تلك النجوم إلى صنف مختلف
ومن دون ريب، فإن جميع هذه الأدلة ظرفية والبرهان القاطع على هذا صعب المنال إن متوسط الزمن الفاصل بين تصادمين في الحشود الكروية التي عددها في درب التبانة 150 يساوي نحو 000 10 سنة وفي سائر مجرتنا يساوي هذا الزمن بلايين السنين وإذا حالفنا الحظ على نحو استثنائي وحدث تصادم مباشر قريب منا بقدر كاف ـ مثلا، على مسافة منا لا تتجاوز بضعة ملايين من السنين الضوئية فإنه سيسمح للفلكيين بمشاهدته باستعمالهم التقنيات المتوافرة حاليا وقد يُكشف أولُ تصادم نجمي في الزمن الحقيقي في مراصد الموجات التثاقلية التي بدأت حاليا برصد هذه التصادمات ولا بد أن تؤدي المواجهات عن كثب بين الأجسام ذات الكتل النجمية إلى تشوهات في المتصل الزمكاني spacetime continuum وهذه إشارة قوية إلى تصادم ثقوب سوداء أو نجوم نيوترونيةوترتبط مثل هذه الأحداث بتحرير الطاقة الهائلة المتصلة بدفقات أشعة جاما.
لقد ثبت أن دور التصادمات حاسم في فهم الحشود الكروية والأجرام السماوية الأخرى وتوحي محاكيات حاسوبية أن تطور هذه الحشود تتحكم فيه بشدة أنظمة ثنائية عنصرا كل منها يرتبط أحدهما بالآخر ارتباطا محكما وهذه الأنظمة تتبادل الطاقة والاندفاع (الزخم الزاوي) مع الحشد بمجمله. ويمكن للحشود أن تتلاشى تماما نتيجة أحداث شبيهة جدا بالتصادمات تقذف بنجومها خارجا الواحد تلو الآخر
إن مصير الكواكب التي تتعرض نجومها التي ولدتها إلى مواجهات عن كثب مع نجوم أخرى تمثل إضافة حديثة إلى موضوع التصادمات النجمية وتبين المحاكيات أن الكواكب غالبا ما تسوء أحوالها فإما أن يلتهمها النجم الذي ولدها أو واحد من إخوتها الكوكبيين وإما أن تسير على غير هدى داخل الحشد النجمي وإما أن تُقذف خارج الحشد وتتسكع عبر الفضاء بين النجمي وتوحي أرصاد حديثة أن النجوم الموجودة في حشد كروي قريب تفتقر في الحقيقة إلى كواكب بحجم المشتري مع أن سبب هذا الافتقار غير معروف يقينا حتى الآن.
وعلى الرغم من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها بعد فإن التقدم في هذا المجال مثير للدهشة لقد كان مجرد التفكير في التصادمات النجمية أمرا سخيفا في وقت من الأوقات؛ أما اليوم، فإن هذا الموضوع يشغل موقعا مركزيا في كثير من مجالات الفيزياء الفلكية إن السكون الظاهري للسماء الليلية يخفي عن العيان كونًا يتصف بطاقة وقوة تدمير لا يمكن تصورهما في هذا الكون يتصادم كل ساعة نحو ألف زوج من النجوم في مكان ما ومن المؤكد أن معلوماتنا عن هذا الموضوع ستتحسن في المستقبل هذا وإن التقانات الجديدة قد تسمح قريبا بالكشف المباشر والروتيني عن هذه الأحداث سنشاهد كيف تموت بعض النجوم موتا عنيفا في حين تعاد ولادة نجوم أخرى أثناء تصادمات نجمية
..........................
والختام السلام



مايو 09, 2009, 02:06:49 صباحاً
رد #1

عاشقة الأقصى

  • عضو خبير

  • *****

  • 11810
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • وَطنٌ  مُفعَمـ بِهِمـ .!
حينما تتصادم النجوم
« رد #1 في: مايو 09, 2009, 02:06:49 صباحاً »
جَزاكـ ربي خَيرًا أخي القَدير ابن القيمـ

عَلى هَذا الموضوع الشائِق والذِي يَتحدث بِطريقــــة سَلِســـة ورائِعــــة


جَعل الله مَا تَقُومـ بِه فِي مَوازِين أعمالكـ



دُمت بنقـــاء
ع ـــاشقة الأقصى






"وما كان الله ليعذبهمـ وأنت فيهمـ وما كان الله معذبهمـ وهمـ يستغفرون"



سبتمبر 24, 2009, 06:13:27 مساءاً
رد #2

ابن القيم

  • عضو مشارك

  • ***

  • 399
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
حينما تتصادم النجوم
« رد #2 في: سبتمبر 24, 2009, 06:13:27 مساءاً »
أسعدني مروك أختي عاشقه الاقصي