Advanced Search

المحرر موضوع: مبادرة النانو السعودية.. وبناء مجتمع المعرفة  (زيارة 1630 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مايو 24, 2009, 03:19:49 مساءاً
زيارة 1630 مرات

professional

  • عضو مشارك

  • ***

  • 446
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.al-nabba.net
مبادرة النانو السعودية.. وبناء مجتمع المعرفة
« في: مايو 24, 2009, 03:19:49 مساءاً »


المتابع لاتجاهات العلم والتكنولوجيا الحديثة في الدول المتقدمة، يلاحظ اهتماما وتنافسا وسباقا محموما وتمويلا هائلا في مجال علم النانوتكنولوجي (التقنيات المتناهية في الصغر)Science of Nanotechnology، ذلك لأن من سيحظى بتقنيات النانو سيتحكم في الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين. وقد جاءت «مبادرة النانو» السعودية، كخطوة عربية واعية ومهمة للاهتمام بهذا العلم الحديث والواعد، متمثلة في تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من «حسابه الشخصي» بمبلغ 12 مليون ريال (3.2 مليون دولار)، لدعم تقنيات النانو، وكذلك في إنشاء المركز الوطني لبحوث تقنيات النانو بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ليؤكد ذلك على حرص المملكة على مواكبة المستجدات العالمية في كافة العلوم والمعارف الحديثة، وأهمية استثمار تقنيات النانو لخدمة وتلبية احتياجات ومتطلبات التنمية الحالية والمستقبلية في المملكة في مختلف المجالات.

وعلم النانوتكنولوجي يختص بتطوير وإنتاج أدوات وأجهزة متناهية الصغر في الحجم، عن طريق التحكم في ترتيب الذرات والجزيئات داخل المادة. وعبارة «نانو» Nano هي في الأصل كلمة يونانية تعني قزم dwarf، والنانو هو أحد القياسات التي تشير الى قياس قيمته واحد على بليون، فعندما نقول نانومتر، فهذا يعني طولا مقداره واحد على بليون من المتر، ولهذا فمفهوم النانوتكنولوجي يعبر عن فكرة وجود أجهزة قادرة على التعامل في نطاق هذه الوحدات المتناهية في الصغر، وهذه الوحدات غير موجودة في الطبيعة، الا في مستوى جزيئات أو ذرات المادة، وكان تساؤل العلماء في البداية هل يمكن تصميم أجهزة متطورة يمكنها التعامل مع هذه القياسات الدقيقة جدا؟ وقد جاءت الإجابة بنجاح العلماء بالفعل في بناء ميكروسكوبات ضخمة، حيث ظهر المجهر النفقي الماسحScanning Tunneling Microscope (STM) ، الذي يستخدم أساساً لتصوير الذرات والجزيئات، وتحريكها من مواضعها، لبناء تركيبات جديدة للمادة أو لإنتاج مواد جديدة غير معروفة من قبل، أي أن النانوتكنولوجي تركز أساسا على تعديل البناء الذري أو الجزيئي للمادة ، لبناء تراكيب جديدة وبتكلفة اقتصادية منخفضة. فعلى سبيل المثال يمكن من خلال النانوتكنولوجي تحويل الفحم الحجري الى ألماس بسهولة ويسر.

ويشار الى أن النانوتكنولوجي قد تنبأ بها العلماء وكتاب الخيال العلمي، حيث تنبأ بالبدايات الأولى لهذا العلم عالم الفيزياء الأمريكي ريتشارد فينمان Richard Feynman الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965، وذلك في محاضرته الشهيرة عام 1959 في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتاك)، أما المؤسس الفعلي لعلم النانوتكنولوجي فهو عالم الفيزياء الأميركي اريك دريكسلر Eric Drexler ـ مؤسس معهد استشراف النانوتكنولوجيInstitute Foresight في كاليفورنيا، حيث نشر عام 1986، كتابه الشهير «محركات التكوين أو الخلق» Engines of Creation، والذي يعد من الكتب الرائدة في مجال النانوتكنولوجي، فقد بين فيه أفكاره ورؤيته لمستقبل واعد، تكون فيه آلات صغيرة بحجم الجزيئات قادرة على صنع آلات أخرى، وبالتالي التناسخ ذاتيا، كما بين فيه أيضا مخاطر هذه التكنولوجيا متصورا كابوسا من الآلات الدقيقة التي يخرج استنساخها عن نطاق السيطرة منتجة خليطا يستهلك كل شيء.

وتعد النانوتكنولوجي الآن من مجالات البحث النشطة جدا التي يقوم بدراستها العديد من العلماء في كل أنحاء العالم في مختبرات حكومية وتجارية وأكاديمية، وقد ساعدت الاكتشافات والأبحاث فيها ـ التي تفوق حدود الخيال ـ على تقوية صورتها واعتماد ميزانيات ضخمة تصل لمليارات الدولارات سنويا. وتتنبأ مؤسسة العلوم القومية الأميركية بأن سوق خدمات النانوتكنولوجيا ومنتجاتها سيصل الى تريليون دولار عام 2015.

ويرى معظم خبراء الاتجاهات المستقبلية والتغييرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية أن المبتكرات التقنية التي تعد بها النانوتكنولوجي ستؤثر في جميع مجالات حياتنا خلال القرن الحالي بطريقة تفوق بكثير جميع التغييرات التي حدثت خلال القرون الماضية، ويؤكد العديد من العلماء العاملين في مجال النانوتكنولوجي، بأنها سوف تحدث ثورة صناعية في القرن الحالي، كما أن استخدامها في المستقبل سيتجاوز الكمبيوتر، بل سيغير هيكل الصناعات الحالية بشكل جذري، حيث تعد النانوتكنولوجي بتطبيقات هائلة في مجالات الفيزياء، البيولوجيا، الكيمياء، الكمبيوتر، الطب، والفضاء، والعديد من المفاجآت المذهلة في المستقبل، مثل صناعة أجهزة النانوكمبيوتر (الكمبيوتر فائق الصغر) ذات القدرات الهائلة، وأجهزة طبية نانوية بالغة الدقة تدخل أجسامنا لرصد وعلاج الأمراض الخطيرة مثل السرطان، وصناعة سيارات وطائرات بحجم النحلة أو حبة الأرز، وكذلك في صناعة مصاعد فضائية تصل الأرض بالفضاء الخارجي لرحلات المستقبل، الى غير ذلك من آلات وأجهزة الأحلام في المستقبل القريب.

إن مبادرة «النانو» السعودية، تعد خطوة واعدة ومهمة على طريق الاهتمام العربي الفعلي بتقنيات النانو، ودعوة للأثرياء العرب وتحفيزا للقطاع الخاص للاستثمار في مجال تقنيات النانو ودعم المزيد من المشاريع والبحوث العلمية، كما أنها تؤكد على أننا ما زلنا في حاجة ملحة لمبادرة علمية عربية متكاملة في مجال النانوتكنولوجي، توضع في إطار استراتيجية علمية عربية موحدة للبحث العلمي، يتم من خلالها تنسيق وتنظيم الجهود والبحوث، خاصة أن لدينا القواعد والمتطلبات الأولية لعلم النانوتكنولوجي من ثروات طبيعية وبشرية تؤهلنا للدخول لعصر النانو، يصاحب ذلك وعي علمي عربي بتقنيات النانو، يتمثل في تبسيط هذا العلم للمعنيين من الطلاب والباحثين وعامة الناس، وبخاصة في ما يتعلق بتطبيقات النانوتكنولوجي في الحياة اليومية، وأهمية فهمها ومواكبتها والتفاعل معها.

ويبقى أن نؤكد أخيرا على أن مواكبة الثورات العلمية لا تعني مجرد استيراد واقتناء أحدث التقنيات، وهو ما يعني الاستهلاك السلبي للتكنولوجيا، وإنما المواكبة تعني المشاركة الفعلية في ابتكار وإنتاج التكنولوجيا، أي توليد التكنولوجيا من خلال الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية والبشرية، وبما يحقق قدرا من الاكتفاء الذاتي، ولا شك في أن النجاح في تحقيق ذلك سينبع من الاهتمام بالبحث والتطوير، حتي يمكننا بناء مجتمع المعرفة.

صفات سلامة

 باحثة مصرية مهتمة بالشؤون العلمية
professional عاشق الفلك

For Visit Site nasa

click here





مجموعة النبع لتقنيات المعلومات والشبكات والحماية والبرمجيات :

شركة النبع