Advanced Search

المحرر موضوع: اللغة المحكية واللغة المقروءة  (زيارة 1406 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

سبتمبر 12, 2009, 07:48:39 صباحاً
زيارة 1406 مرات

نبيل حاجي نائف

  • عضو مبتدى

  • *

  • 57
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
اللغة المحكية واللغة المقروءة
« في: سبتمبر 12, 2009, 07:48:39 صباحاً »
إن ما يكتسب نتيجة التواصل الاجتماعي الواسع والمنوع والمعقد , والذي يتم نسخه و توارثه بالمحاكاة والتعلم , أدى لنشوء تواصل إيمائي إشاري متطور, وبالتالي مهد لنشوء لغة محكية  حدث تطور لها , ومن ثم تشكلت اللغة المكتوبة . فمنذ حولي مليوني سنة كان الإنسان يملك قدرات جسمية متواضعة نسبياً , مع وجود بيئة وأوضاع وحوادث متنوعة كثيرة ومعقدة و خيارات كثيرة , ووجود الكثير من التهديدات والأعداء . فكان بحاجة الماسة للتكيف مع الظروف والبقاء , وهذا أدى لتطور قدرات التواصل ,الإيمائية أوالإشارية , ومن ثم الصوتية أو اللغوية مع أفراد بني جنسه بشكل سريع , وهذا ما دفع الدماغ وبالذات اللحاء للنمو والتطور السريع خلال زمن قصير نسبياً . وهذا ما أدى إلى توصل الدماغ لقدرات تمثيل وترميز الواقع بأفكار مناسبة ونشوء اللغة , وكان هذا من أهم عوامل حدوث القفزة التي ميزتنا عن باقي الكائنات الحية , وهي القدرة على التخاطب الفعال بواسطة الأيماءات والإشارات ومن ثم تمثيل الواقع بلغة محكية ثم مكتوبة متطورة . والأهمية الكبرى لللغة والتي كانت العامل الأساسي في تطور الذكاء البشري بشكل جعل تفكيره ومعالجة المعلومات المدخلة لدماغه مختلفة ومميز عن باقي الكائنات الحية , حتى التي دماغها أكبر بكثير من دماغه  هي : أنها سمحت لكافة مركز الاستقبال الحسية أكانت سمعية أم بصرية أم شمية . . الخ  تستطيع الترابط مع بعضها بواسطة اللغة , التي استطاعت تمثيل الكثير من تأثيرات المدخلات الحسية برموز صوتية لغوية , وذلك عن طريق مناطق الارتباط الغوية في الدماغ . وهذه المناطق التي تشكلت واتسعت بشكل كبير هي الأساس الذي حقق لنا الذكاء المتميز عن كافة الكائنات الحية .
فبواسطة اللغة يتم التنسيق المترابط بين المركز البصري والسمعي والمراكز الحسية والحركية . .  لتعبر عن المفاهيم ، وهذا ما يجعل الدماغ يعمل كلاً موحداً . فنحن الوحيدين من بين الكائنات الحية الذين نستطيع تمثيل غالبية الأحاسيس والأفكار بواسطة رموز لغوية فكرية  وهي الكلمات , " ويرى تشومسكي أن الإدراك اللغوي والقدرة اللغوية هي صفات إنسانية أساسية تكمن في النوع البشري فقط . حيث أن لغة الفرد العادية هي عملية إبداعية ، وأن كل كلام هو تجديد في ذاته ، فاللغة ملكة إنسانية , والنحو عند تشومسكي هو مجموعة القواعد التي تُمكِّن الإنسان من توليد مجموعة من الجمل المفهومة ذات البناء الصحيح , وهو يفرق بين القدرة التي هي ملكة معرفة اللغة؛ حيث يمكن للفرد إنتاج وفهم عدد غير محدود من الجمل ، وتحديد الخطأ ، وتلمس الغموض الكامن في الناتج اللغوي , من جهة وبين الأداء الذي هو عملية استخدام هذه القدرة في نسق محدد , من جهة أخرى " .
فاختراع الكلمات وسع حدود العقل والوعي . ولم يبدأ التواصل والربط بين مناطق الأحاسيس المختلفة هذا إلا منذ حولي 150 ألف سنة . وأخذت المعلومات عن مختلف جوانب الحياة تمثل بكلمات يتم التواصل بها بين الأدمغة  . وتطورت طريقة ربط الأفكار وهذا أدى لنمو الذكاء البشري بشكل كبير وسريع وغير مسبوق . فبواسطة اللغة المحكية بدأت القصص والروايات ومن ثم الأساطير بالتشكل والتداول بين أفراد الجماعة , وهذا سمح مع أمور أخرى بنشوء وتكوّن الثقافة  الخاصة بكل جماعة , والتي صار يتم توارثها وتناميها نتيجة الحياة والتواصل الاجتماعي عن طريق هذه اللغة المحكية , وفي هذه المرحلة تم حدوث القفزة الكبيرة للتفكير والذكاء البشري التي ميزته عن باقي الكائنات الحية .
منذ حوالي 300 ألف سنة بدأت اللغة بالتكوّن من الأصوات إلى الكلمات , وتطورت لتصبح كما هي عليه الآن خلال 150 ألف سنة . كانت أهمية اختراع الكلمات في التواصل تتمثل في ابتكار أصوات محددة معينة أوضح وأدق من الإيماءات يتم تعليمها للصغار بسهولة . لقد سهلت اللغة عملية نقل الأفكار المتزايدة التعقيد . كانت اللغة المحكية تستلزم التواصل المباشر بين البشر ليتم تناقل وتوصيل المعارف والأفكار , لذلك عندما تشكلت اللغة المكتوبة , وهذا كان منذ وقت قريب حوالي 6500 سنة وهي بداية التاريخ المكتوب , تمت قفزة أخرى سمحت بتناقل المعلومات والأفكار دون التواصل المباشر , وبالتالي تركمها نتيجة توضعها أو تخزينها خارج الدماغ برموز وإشارات مادية تحفظها لفترات طويلة , وبذلك نشأ التاريخ نتيجة التواصل بين البشر الذي حدث نتيجة اللغة المكتوبة التي سمحت بانتقال الأفكار والمعلومات خلال الأجيال المتعاقبة .
لقد اعتمد المجتمعات الأنسانية اللغة الصوتية المحكية كأساس في التواصل , وكانت الكلمات مؤلفة من وحدات صوتية أو فونيمات وليس من حروف . وكانت هذه الوحدات الصوتية تنقل الأفكار والتوجهات والأوامر بين أفراد الجماعة المتعامل بها . والكلمة المنطوقة لها قوة وفعل , فعند الشعوب البدائية اللغة المحكية هي أسلوب للفعل وليس مجرد علامة مقابلة للفكرة , وهي أساس التواصل بينهم . ولن توجد لغة مكتوبة دون أساس محكي لها , والكتابة لا تستغني أبداً عن الحكي , فاللغة المحكية هي الأساس . وكثير من اللغات لم تتحول إلى كتابة . والتفكير البشري يختلف بشكل واضح عندما يتم التحول من اللغة المحكية ألى لغة مكتوبة .
لقد نشأت أولاً اللغة المكتوبة التصويرية أو الهيلوغروفية ومن ثم اللغة المكتوبة الأبجدية . وكانت القراءة هي تحويل اللغة ( أوالرموز البصرية ) إلى رموز صوتية يجري نطقها , وهذا يستدعي سلامة البصر والسمع والنطق . وكان الترابط الوثيق بين قواعد النحو لللغة , والمضمون الدلالي لها , يحدد تكوين النظم اللغوية الفاعلة في تكوين الرسائل المعرفية ويسهل نقلها , ويجعل الطرائق اللفظية المختلفة للكلمات معاني مصاحبة لنمو الأفكار وصياغتها بما يتوافق مع المضامين لمعانيها الشعورية والدلالية لتحقيق أعلى قدر من الانسجام مع نظام الأفكار , بما ينطبق مع حالة الأفكار المعبرة عن مغزى واحد بطرق مختلفة . فالتوافق المنسجم بين الناحية الشعورية والنحوية والمعنى الدلالي يعطي اللغة مقدرة لتحقيق تواصل اجتماعي فعال .
إن المخ البشري الآن مهيأ لتحليل الوحدات الدنيا للجهاز الصوتي إلى فونيم ، أو وحدة صوتية متميزة ، فعندما يختلف معنى الكلام تحدث اختلافات صوتية تتضمن هذا الاختلاف . فالعلاقة بين الأنظمة الصوتية للحروف وقدرة التجاوب مع لفظها من خلال تأمين أوضاع وحركات فموية تميز أصوات الأحرف وحالة إخراجها , وتطور ذلك وأصبح بالامكان نقل الكثير من الدلالات والمعاني والأحاسيس والأفكار . والدماغ عندها يعمل ضمن التنسيق المترابط بين المركز البصري والسمعي والمراكز الحسية والحركية . . .

هناك فرق كبير بين تعلم اللغة المحكية وتعلم اللغة المكتوبة , ففكرة أن الأطفال يمكنهم تعلم القراءة بالطريقة نفسها التي تعلموا بها الكلام , أظهر الواقع عدم دقتها , فتعلم القراءة ليس بالأمر السهل كتعلم الكلام .
يتذكر معظمنا كيف تعلَّم القراءة ، في الوقت الذي لا نستطيع فيه تذكر أي شيء خاص حول تعلّمنا الكلام . ومع أن هاتين المهارتين متصلتان ، فإن طرق اكتسابهما تختلف اختلافا بيِّن . فتعلم الكلام يتم طبيعياّ بالنسبة إلى جميع الأطفال تقريبا , ولكن تعلم القراءة يحتاج إلى تدريس متقن وجهد واع. أننا نتذكرنا بشيء من معاناة طفولتنا المبكرة ، عندما كان تعلم قراءة مقطعٍ بسيطٍ عملا شاقا .
إن الناطقين بمعظم اللغات يتعلمون العلاقة بين الحروف والأصوات المرتبطة بها (الڤونيمات) أي يُعلَّم الأطفال كيف يستخدمون معرفتهم بالأبجدية ليلفظوا الكلمات . إن الصلة بين الحروف والفونيمات تبدو بسيطة بشكل كاف , ومن الواضح أن نقص المطابقة الكاملة بين الحروف والأصوات هو مصدر للتشويش وعقبة كامنة على طريق القرّاء المبتدئين .
أن العديد من آباء يعتقدون بأن الذكاء الفطري سيحدد مدى إتقان أطفالهم لتعلم القراءة، مهما كان نوع التدريس المستخدم لهذا الغرض ، ولكن الدلائل توحي بغير ذلك.
أن لحاصل الذكاء  بصورة عامة تأثيرًا قليلا في القدرة على القراءة المُبكرة . كما وجد الباحثون مؤخرا أن الأطفال الذين لديهم صعوبة في القراءة، غالبا ما يكون حاصل ذكائهم أعلى من المتوسط .
من الواضح أن تعليم الأطفال وهم في سن مبكرة القراءة الجيدة يساعد على تنمية عادة قيِّمة تستمر مدى الحياة؛ لذا فليس غريبا أن يركز المربون تركيزا كبيرا على إيجاد أفضل طريقة لتعليم هذه المهارة.
مع أن كثيرا من الآباء والأمهات يعتقدون بأن الذكاء الفطري لدى أبنائهم سيتحكم في درجة إتقان هؤلاء تعلم القراءة، فإن الدلائل توحي بغير ذلك . عندما يبدأ وقت تعلم القراءة و الكتابة يجب الانتباه للنقاط التالية :
يجب ان يتقن الطفل الكلام بطلاقة قبل ان تفكر في تعليمه القراءة . ومن البديهي ان يكون الطفل ماهرا في الكلام و التعبير عن نفسه قبل الشروع في تلقينه مبادئ القراءة والكتابة ويجب ان يكون الطفل قادرا على تكوين جمل كاملة.
صحة البصر والسمع , من الأسئلة التي يطرحها طبيب المدرسة عن التلميذ الذي لا يقرأ هو: هل هذا التلميذ يبصر جيدا؟ فالتلميذ الذي تؤلم القراءة عينيه لن يتمتع بالقراءة وسيتجنبها قدر الإمكان . وإذا كان إبصاره ضعيفا بحيث لا يستطيع التمييز بين الحروف فانه لن يتعلم القراءة إلا إذا عولجت عيناه. ويتعين على المعلمين أن ينتبهوا إلى أي أعراض قد تشير إلى ضعف البصر لدى التلاميذ.
إن تعلم القراءة يعتمد أساسا على اتصال الفرد اتصالا مباشرا بالأشياء والناس والأحداث. ولا شك أن القراءة بحد ذاتها خبرة مهمة. فعن طريقها يستطيع الفرد تشكيل صور ومفاهيم جديدة تمكنه من توسيع فهمه للواقع. وهذا يعني أن كل خبرة جديدة في القراءة تفيد في تشكيل أرضية مناسبة لفهم مزيد من النصوص والتمتع بها.
أما الكتابة فهي نشاط عقلي معقد  فمن خلاله تتم معالجة انواع مختلفة من المعلومات والأفكار , واختيار الافكار المناسبة لموضوع ما ، وتنظيمها في فقرات متماسكة وبناء الجملة وانتقاء المفردات والتعابير ومراعاة قواعد اللغة . لتشكيل موضوعاً يوصل الافكار والمشاعر الى القارئ . فالترابط الوثيق بين القواعد الناظمة للغة والمضمون الدلالي لها يحدد تكوين النظم اللغوية الفاعلة في تكوين الرسائل المعرفية , فالتوافق المنسجم بين الناحية الإدراكية والحسية , مع النحوية والمعنى الدلالي يعطي اللغة مقدرة لتحقيق  التواصل الاجتماعي الفعال .

سبتمبر 13, 2009, 05:27:48 صباحاً
رد #1

amona alymona

  • عضو متقدم

  • ****

  • 761
    مشاركة

  • عضوة مجلس الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
اللغة المحكية واللغة المقروءة
« رد #1 في: سبتمبر 13, 2009, 05:27:48 صباحاً »
السلام عليكم ..،

افهم من كلامك أن اللغة نشأت مع مرور الوقت ..

ولكن كيف ذلك والله تعالى قال أنه علم آدم الأسماء كلها ؟

 إذا الإنسان عندما خلق ، نشأت معه اللغة ..

أو كيف تواصل آدم وحواء فيما بينهما ؟

 '<img'>  '<img'>

جزاك الله خيرا أخي ، وسلمت يداك  '<img'>





أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن     فهل سألوا الغواص عن صدفاتي