Advanced Search

المحرر موضوع: أهرامات الوهم.. إنهم يبيعون الهواء  (زيارة 1089 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

نوفمبر 17, 2002, 09:52:17 مساءاً
زيارة 1089 مرات

الفيزيائية

  • عضو خبير

  • *****

  • 1214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أهرامات الوهم.. إنهم يبيعون الهواء
« في: نوفمبر 17, 2002, 09:52:17 مساءاً »
لقد وصلني هذا الموضوع عبر البريد الإلكتروني.. ووجدت أن أشارككم قراءته، لما وجدت فيه من فائدة قيمة، ومعلومات تستحق المعرفة....

إليكم الموضوع:
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

أهرامات الوهم ... إنهم يبيعون الهواء
 
القاهرة - وائل غنيم  [مدير التسويق بشركة جواب لتقنيات البريد الإلكتروني - wael@gawab.com]

هاتفني أحد أصدقائي وقد بدا على صوته الاهتمام الشديد . وطلب مني لقاءه في نفس الليلة . فسألته عن السبب .. فقال لدي مشروع سيدر عليّ وعليك دخلا كبيرا .. ولأنني أعمل في التسويق من خلال شبكة الإنترنت لفترة ليست بالقصيرة اعتقدت أنه يعني مشروعا تجاريا أو موقعا خدميا يهدف للربح .. ولكنه رفض إخباري بالسر حتى أتقابل معه ..

"كل ما عليك هو أن تشترك في هذا الموقع برسم اشتراك 550 جنيها لتحصل على برامج لتعليم الكمبيوتر.. وإذا استطعت أن تقنع 9 أفراد بالاشتراك تحتك، فستحصل على مبلغ 225 جنيها ولكن هذا له ضوابط معينة، كما ستحصل على نسبة أيضا إذا ما قاموا هم أيضا بإقناع الآخرين وسيظل ربحك يرتفع ويصل لمئات الآلاف من الجنيهات دون حتى أدنى مجهود منك .. فها هو أحد الذين أعرفهم قد حصل الأسبوع الماضي فقط على شيك بقيمة 700 دولار في أسبوع" .. كانت هذه كلمات صديقي الصيدليّ، الذي برقت عيناه .. وحملته الرغبة في الثراء السريع السهل على التحرك بكل ما يستطيع من قوة لإقناع الجميع بالاشتراك بهذا الموقع .. ولكن هذا الحلم قد أعمى عينه وأعين أكثر من 40 ألف مشترك عن التفكير العميق قبل اتخاذ هذه الخطوة الجريئة. ولعلي في هذا البحث الذي ما كتبته إلا حرصا على أبناء هذه الأمة من الانجراف تحت هذه الشعارات دون أن تتاح لهم فرصة الاستماع للرأي الآخر .. والأمر في النهاية للقارئ يتصرف فيه كيف يشاء. ولعلي أعتذر للقارئ الكريم عن طول صفحات البحث وذلك لشعوري بأهمية هذا الأمر وخطورته.


--------------------------------------------------------------------------------

أولا: نشأة الفكرة وشرح مبسط لكيفية عملها:

من المعروف في مجال التسويق أن التسويق المباشر عبر الجمهور أو ما يسمى بـ Word of Mouth هو من أشهر وسائل التسويق ومن أكثرها فاعلية، حيث أن الفكرة تعتمد على أن قيام العميل بعرض المنتج على صديقه الذي يثق فيه فيتحرك الصديق لشراء المنتج دون أدنى إحساس بالمخاطرة والتي هي عامل هام في إنهاء عمليات الشراء. وقد قام الباحثون في علم التسويق بمحاولة تحويل هذه الطريقة إلى نظام علمي متكامل يدفع العميل للتحرك من أجل نشر المنتجات في مقابل امتيازات يحصل عليها سواء كانت على شكل تخفيضات أو هدايا أو نسبة من المبيعات، وبالفعل نشأ العلم الذي سمي بـ: شبكات التسويق أو Network Marketing الذي كانت بوادره في الأربعينيات على يد "كارل ريهنبرج"، وقد اتخذت هذه الشبكات صورا متعددة وقام بعضها على أساس أن يتمتع المشترك بالفائدة كلما اشترك شخص من خلاله، أو من خلال من اشترك من خلاله، وهكذا تدور الحلقة لتكوّن ما يشكل: هرما في قمته مؤسس الشركة وفي قاعه مجموعة من العملاء الذين انضموا حديثا لهذا النظام على أمل توسيع القاعدة.

ثانيا: شبكات التسويق أم أهرامات الوهم:
فرق أهل الخبرة بين شبكات التسويق التي هي وسيلة مشروعة وتبدو في شكلها منطقية، وبين أهرامات الوهم التي نحن بصدد الحديث عنها، وقد اعتبرت بعض الولايات في أمريكا أهرامات الوهم وسيلة تجارية غير مشروعة يعاقب من يقدم على القيام بها، وتبسيطا للقارئ هذه مجموعة من الفروق التي يمكنك أن تستشف منها الفارق بين الطريقتين:


شبكات التسويق
 أهرامات الوهم
 
- هي فكرة تسويقية نشأت لدعم تسويق منتجات شركة معينة
  - هي أساس عمل الشركة التي تقوم بها
 
- الاشتراك بمبلغ رمزي أو مجاني
  - الاشتراك يكون باهظ الثمن
 
- يتم التمتع بالمميزات في حالة بيع منتجات الشركة
  - أغلبها قائم على فكرة بيع الهواء ويقوم بعضها بالتلاعب على هذا الأمر من خلال بيع منتجات بأضعاف سعرها الحقيقي
 
- توفر للعملاء مجموعة كبيرة من المنتجات وتكون الفائدة بناء على كمية المنتجات المباعة
 - حجم المنتجات التي يمكن شراءها قليل ويكون على شكل مجموعة كاملة، وتكون الفائدة بناء على عدد المشتركين الجدد
 
- تحقق الشركة أرباحها من مكسب بيع المنتجات
  - تحقق الشركة أرباحها من اشتراكات المشتركين
 
- عمر الشركة الزمني يتوفق على نوع نشاطها وقد تمتد لعقود
 - عمر الشركة الزمني أربع سنوات فأقل
 

 


--------------------------------------------------------------------------------

ثانيا: قبل أن تشتري الوهم .. استخدم عقلك:

بعد أن أوضحنا الفارق الجلي بين شبكات التسويق وأهرامات الوهم، وقبل أن ننقل للقارئ العربي الصورة الحقيقية لهذه الشركات والقوانين التي سنّت للحد من نشاطها وتحذير الشعوب منها وكذلك دراسات نشرت في وسائل الإعلام الغربية حولها، دعونا أولا نتناقش بالعقل وبالمنطق كيف أن هذه الفكرة هي فكرة فاشلة بكل تأكيد وجدارة. تقوم هذه الفكرة على منطق أشبه بالقمار، حيث أن الجميع يضع أمواله على الطاولة ثم يجمعها من هو أجدرهم قدرة على الكلام وإقناع الآخرين، وتلعب الأقدمية الدور الهائل في تحقيق الآلاف المؤلفة، حيث أن مؤسس العمل ومن تبعه حتى درجة معينة من درجات الهرم (تختلف بحسب انتشار الشركة ودرجات الهرم) هم من يحققون المكاسب الرهيبة وهم هنا يمثلون دور المقامر الذي يكسب الرهان .. أو يجمع المال، ولا يدخل في مكاسبهم الكبيرة ذكاءهم الشديد فكل ما قاموا به هو إقناع عدة أشخاص وجلسوا جانبا يلاحظون ما سيقوم به أتباعهم وهكذا، ويبقى أن الأول هو الأفضل .. وبما أن الأمر الآن أسهل ما يمكن تصوره .. فالهرم ينقسم لعدة أدوار رئيسية:

أولا: ملوك أهرام الوهم وهم الذين كما ذكرت آنفا سيحققون المكاسب الوهمية بسبب أسبقيتهم ونسبتهم ضئيلة جدا
ثانيا: تجار أهرام الوهم وهم من سيحققون مكاسب لكنها عادية جدا وليست التي بنوا عليها آمالهم ونسبتهم ضئيلة
ثالثا: الناجون من مصيدة أهرامات الوهم وهم الذين لم يكسبوا ولم يخسروا فقد استطاعوا تحقيق المبلغ الذي دفعوه ونسبتهم معقولة
رابعا: ضحايا الوهم وهم أكثر من 80 بالمائة من مستخدمي هذا النظام، وتزيد نسبتهم كلما زادت درجات الهرم

وبهذا ففي كل 10 يشتركون في هذا النظام منهم 8 قد اشتروا الوهم وخسروا المبلغ الذي دفعوه تماما، بينما نجا منهم واحد ليقع تحت التصنيفات الأخرى اعتمادا بالأساس على توقيت دخوله في الهرم وعلى قدرته على إقناع المزيد من الضحايا، كما تقل نسبة القادرين على الاقناع كلما نزل الهرم لدرجات أعمق وهذا يشرح لنا أن تحقيق المكاسب الزائدة لن يكون إلا على أساس اشتراك المزيد من الخاسرين، لأن الشركة بالأساس تربح .. وملوك وتجار الوهم يربحون .. ولا يتبقى في هذه المعادلة الرياضية سوى ضحايا الوهم .. الذين يتبرعون بأموالهم لملوك وتجار الوهم.

ولكن على الرغم من هذا التحليل البسيط، فإن للتسويق فنون، ومن فنون التسويق تعلمنا كيف نبيع للعميل ما يحتاجه ومالا يحتاجه، فكان التركيز في شرح هذا النظام على عامل الثراء السريع ووضع مخططات عرضية ورأسية ورسومات بيانية تؤكد لك أن الطريق إلى الثراء مفروش بالورود، كما أخفت الشركة تماما نسب توزيع فئات المشتركين على تقسيم الهرم الذي ذكرته أعلاه، فكم بالمائة منهم ملوك وتجار وكم منهم نجا من مصيدة أهرامات الوهم وكم منهم من ضحايا الوهم، وبالتأكيد لن تستطيع الشركة إظهار هذه الأرقام لأنها وببساطة ستكون أقوى دليل على إقناع الناس بعدم الاشتراك فيها. ولعل اللعب على باب الأمل يجعل الكثيرين يظنون أنهم سيكونون من النسبة الضئيلة الناجية، ولعل هذا يذكرني بحديث روي في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن تحول نهر الفرات إلى ذهب وأن الناس ستتقاتل عليه وسيقتل من كل مائة، تسعة وتسعين رجلا .. ومع علم الناس بهذه الحقيقة فسيقول بعضهم لعلي سأكون أنا الناجي فيذهب ليقاتل حالما بالذهب مع علمه بأن فرصته في النجاة هي واحد على مائة!!

وزد على هذا، فإن هذه الشركات كما ذكرت آنفا تتميز بقصر عمرها، فعدم القدرة على تحصيل اشتراكات أخرى هو إذن بنهاية الشركة وإغلاقها، ويؤكد المنطق أنه كلما مر عام على هذه الخدمة كلما ضعف انتشارها وذلك ببساطة لزيادة نسبة ضحايا الوهم الغير قادرين على تسويقها مما سيجعلهم يوصلون فكرة سلبية عنها لباقي الجمهور الذي سيعزف عن الاشتراك خوفا من المخاطرة، بعكس من يشترك في بداية الخدمة حيث الجميع يقبل عليها بنهم دون دراسة ولا تفكير.

ناهيك عن أن هذه الشركات غالبا لا يكون لأصحابها مصداقية في عالم التجارة من قبل، وأغلبهم من الشباب الذي أعجبه طريقة تنفيذ الفكرة ونسخها من بلاد الغرب، وهنا يمكن لهذه الشركة أن تعلن إفلاسها بين يوم وليلة وتغلق أبوابها ويذهب صاحبها بالمال بعيدا عن أعين الجميع.



--------------------------------------------------------------------------------

ثالثا: ضحايا أهرامات الوهم:

لم تأت تلك المواقع العربية بجديد حينما طبقت نظام أهرامات الوهم، وإن كانت تأخرت بعقود عن نمو الفكرة في بلاد الغرب، ولأننا يجب أن نتعلم من أخطاء غيرنا فقد حرصت هنا على عرض بعض ما كتب عن الموضوع في مختلف وسائل الإعلام:

- نشر الاتحاد التجاري الفيدرالي التابع للحكومة الأمريكية تحذيرا لعدم الوقوع ضحية لنظام أهرامات الوهم، وقد ذكر فيه عدة نصائح مثل: لا تنخدع بأي نظام يعدك بأرباح نظير قيامك بتجنيد عملاء جدد، انتبه من المشاريع المجهولة التي تطالبك بدفع مبالغ مالية كبيرة، لا تقم بتوقيع أي عقود أو اتفاقات في لحظات التعرض لضغط عصبي ونفسي لقبول الخدمة (1)

- في 5 يناير عام 2000 نشرت إدارة حماية المستهلك بأحد الولايات الأمريكية تحذيرا من ناد اتخذ طريقة بطاقات الاشتراك كوسيلة لنشر أهرامات الوهم، وهي التي تقوم على نفس فكرة المواقع كما ذكرت من قبل، وقد حذرت إدارة الشئون التجارية بالولاية من هذه الأهرامات الوهمية وقد وضعت لها الصفات التالية: أنها تعد بالربح السريع والمؤكد، أنها تظهر للجميع مدى نجاح الفكرة من خلال بعض العملاء الذين اشتركوا فيها، أنها تقوم بلقاءات مباشرة تعمل فيها على ضغطك نفسيا بحيث لا تفكر وتشترك بمجرد انتهاء هذه اللقاءات، وقد أكدت الإدارة أن أهرامات الوهم هي أكذوبة كبرى وأن أقل القليل من المشتركين هم الذين يفوزون فقط (2)

- أضافت الحكومة الكندية في قوانين الجرائم جزءا خاصا بتجريم كل فرد أو مجموعة تمارس نظام أهرامات الوهم، وكانت الحكومة قد وصفت هذا النظام بأنه طريقة تقوم على أساس دفع مبلغ للاشتراك ضمن مجموعة وذلك في مقابل حضور محاضرات أو الحصول على مواد تعليمية حول هذا الموضوع، وبعدها يتم مطالبة الضحية بمحاولة إقناع عدد معين من المستخدمين بالقيام بها. ويوضح موقع الشرطة الكندية أن ملايين الدولارات قد جمعت من المشتركين الذين خسروا أموالهم، بينما فاز عدد قليل جدا بكمية هائلة من الأموال. (3)

- نشر روبرت كارول صاحب كتاب: False Profits أو مكاسب خاطئة، شرحا مبسطا يثبت للجميع أن طريقة أهرامات الوهم ليست سوى عملية نصب على نسبة كبيرة من المشتركين يفوز فيها رؤوس الهرم الذي غالبا ما يتمثل في صاحب الشركة ومن معه من مؤسسين، وأنا أنصح كل من لم يقتنع بالأدلة الموجودة أعلاه أن يقرأ هذه الدراسة حيث تحتوي أمثلة حية وواضحة جدا بهذا الصدد(4)

- في تقرير نشرته وكالة أنباء البي بي سي تحقيقا عن أهرامات الوهم في انجلترا، منذرة بخطرها للطريقة المخدرة التي يصطاد بها أصحاب المشروع الضحايا، فعلى الرغم من الخسائر التي نالها الكثير من الضحايا إلا أن المزيد لا يزال يقع في شراك الخديعة، وقد نصح خبراء التجارة البريطانيين ومسؤولي الحكومة المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه الدعاوي الزائفة. (5)


--------------------------------------------------------------------------------

رابعا: دورنا في هذه القضية:

كان أكثر ما دفعني لكتابة هذا البحث وقضاء وقت طويل في تجهيزه هو بريق الأمل الذي ينبعث من أعين المشتركين والذي سرعان ما سيتحول 90 بالمائة منه إلى دموع حزن ليس على مبلغ بسيط تم دفعه بل على أمل ضاع وسط الآمال العريضة التي يحلم بها شباب أمتنا، وإنني أرى أهمية القيام بالخطوات التالية لحماية المجتمع من ضحايا جدد خاصة أن بعض هذه الشركات قد بدأ أصحابها يتوسعون في الدول العربية وفي تجمعات الشباب ... :
- أن تقوم الحكومات بسن قوانين صارمة بخصوص هذا النوع من التجارة الغير الرابحة على غرار الدول الغربية مثل أمريكا وكندا وانجلترا
- أن يحذر الشباب من وعود الثراء الكاذبة ولا ينساق وراء العواطف حتى ولو كان المبلغ الذي يخاطر به قليلا
- تنبيه الآخرين وحثهم على التفكير كثيرا قبل الاشتراك في مثل هذه المواقع وذلك من خلال نشر هذه الرسالة وسط جميع الأصدقاء والمعارف خاصة من الشباب
- قيام الصحفيين ووسائل الإعلام بالتعرض للقضية بشكل علمي ومتزن ويمكن مراسلتي في حالة الرغبة في الحصول في المزيد من المعلومات أو التقارير
- توضيح الصورة لرجال الدين حيث أن البعض منهم قد أفتى بجواز هذه التجارة دون معرفة أبعادها

وفي النهاية أعتذر عن الاستطالة في هذا البحث، ويمكنكم مراسلتي في حالة وجود أي استفسارات حول ما ذكر فيه.

وائل غنيم (wael@gawab.com)
مدير التسويق بشركة جواب لتقنيات البريد الإلكتروني


--------------------------------------------------------------------------------

مسودة:
(1) Don't Get Burned by a Pyramid Scheme
(2) Gift Clubs Nothing More Than Pyramid Scam
(3)  RCMP Frauds Scams Alerts - Pyramid Schemes
(4) Pyramid Schemes, Chain letters and Ponzi schemes
(5) BBC NEWS: Pyramid investors still

^^^^^^^^^^^^^^^^منقول

أرجو أن يعجبكم.. فأنا شخصيا وجدت فيه ما كنت أتمنى أن أجده عندما سمعت عن هذه الشركات أو أهرامات الوهم.....
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"يعجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره، ينظر إليكم أزلين قنطين، يظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب "

--------------

(.)
النهاية