Advanced Search

المحرر موضوع: النقل التأديبي للموظف.......  (زيارة 1206 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 16, 2003, 11:40:23 مساءاً
زيارة 1206 مرات

ali saed

  • عضو مبتدى

  • *

  • 3
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
النقل التأديبي للموظف.......
« في: يناير 16, 2003, 11:40:23 مساءاً »
إذا ما نظرنا إلى مصطلح النقل التأديبي للموظف ،فليسمح لي القارئ أن أسجل رأيي سلفاًفى هذا الاصطلاح بكل صراحة وموضوعية ،فأنا منذ فتره ليست قصيره أو بمعنى أدق منذ بدأت تتردد على أسماعنا تلك العبارة العميقة لا أطيق سماعها ،بل وأمقتها،جملة وتفصيلا .وتجدر الإشارة إلى أن ذلك الانطباع لم يكن عشوائياأو مجرد رؤية مسطحه ،بل ثمة حقائق ومعطيات تسوغ هذا الانطباع ويقيني أنكم ستتفقون معي وتشاطرونني هذا التوجه طبعاًبعد الانتهاء من قراءة المقال .فى المبتدأ يجب أن نعلم أن مصطلح النقل التأديبي ليس له أساس بمعنى أنه غير منطوق تحت أىبند من لائحة العقوبات لأنظمة الخدمه المدنيه ،وبذلك يكون فاقد الشرعية وبمقتضاه يجوز لنا التاكيد أنه ليس أكثر من مجرد مصطلح تعارف عليه البعض ضمنيا((غير رسمي ))داخل أروقة منظومات العمل ،هذا من ناحية كينونة المصطلح ومصدره .ترى ماذا عن مفهوم التأديب كاسلوب إجراء ومدى مطابقته لما اقترفه الموظف المراد نقله نقلا تأديبياً،وهذا بطبيعة الحال يقودنا لتعريف ماهية "التأديب" ((هو توقيع إحدى العقوبات التأديبية المنصوص عليها فى نظام تأديب الموظفين ،وهى الإنذار أو اللوم أوالحسم أوالحرمان من العلاوة الدورية أو الفصل من الخدمه الحكوميه  لاحظ لم يقل "نقل"وذلك بمناسبة ارتكابه إحدى المخالفات الماليه أوالإدارية أوأدانتةفى إحدى القضايا...))انظر مبادى الخدمة المدنية وتطبيقاتها فى السعودية الطبعة الثامنة للمؤلف عبدالله بن راشد السنيدى .
دعونا نفترض جدلا "مع مزيد من حسن الظن "أن النقل التأديبي أسلوب عقابي يراد به إصلاح حال الموظف ،وبموازاة ذلك لزام علينا كأقل تقدير أن نقر بأن العقاب يجب أن يكون من جنس العمل وواقع الحال خلاف ذلك ،فمعلوم لدى الكثيرين أن أغلب المنقولين "تأديبيا"هم إما من فئة كثيرى التغيب أو محدودى الإنتاجيه ،وإجمالا هم المقصرون فى أداء العمل ،وفى ضوء هذه الخلفيه يصبح نقل الموظف التأديبي من ضروب التعسف والتجني وأوشك أن أقول الإهانة،كونه يمس الجانب الإنساني والمعنوي للموظف "ينال من كرامته ويخدش سمعته "وإن كان شفهيا أى لايكتب فى قرار النقل ،بل ياليته يكتب لكان أقل وطاة وأخف إيلاما "لو عرف السبب لبطل العجب "مع إيماننا بعدم نظامية ذلك -كما أسلفنا-عموما ما تقدم يدخل ضمن الإطار النظري لذلك المصطلح وأستتباعا يجدر بنا تناول الجانب العملي أوالبراجماتي أن شئنا الدقة،فالشئ المؤكد أن الموظف المنقول "تأديبيا"يكون محملابالإحساس بالدونيه وخيبة الأمل ،كما أشرنا آنفا،فهو والحالة تلك يكون مرشحاللإصابة بالإحباط قبل حتى أن تطأ قدماه الجهة المنقول إليها ،ولنا أن نتخيل "وهذا الموظف تعرض لنظرة ازدراء من أحد الموظفين أوسمع شائعة تتناقل داخل ردهات المكاتب .بالمناسبة الشائعات تتميز بالسرعة الفائقة فهي تسبق الموظف المنقول بمراحل ،ربما لأنها تجد من يتلقفها وما أكثر من الفضوليين وهواة تأليف الروايات والقصص.ملخص القول إن هذا الموظف "المنقولتأديبيا "لايمكن إن لم أقل مستحيل أن يتقدم خطوة للأمام ،بل يجب أن نتوقع تراجعه خطوات للخلف ،ووفق هذا المنظور بوسعنا القول ودون أدنى شك أوتردد أننا قطعنا الطريق على كل المديرين الذين يتوسلون بهذا النهج أويوهمون أنفسهم بأنه كفيل بإصلاح حال الموظف ،وتحسين أدائه .وعلى الضفه الأخرى ،هناك من المديرين من ينقلون الموظف لمجرد أنه غير منتج بالشكل المرضي أوانه يؤثر بصورة أوأخرى على مستوى إنتاجية الإداره،ويصبح التخلص منه أمرا ضروريا لتحسين مسيرة العمل،وهذا صحيح إذا نظرنا من زاويةضيقة وتحت سقف قصير ،أما إذا أخذنا بعين الاعتبار المصلحة العامة وعجلة الإنتاجية فى إطارها العريض البعيد المدى ،سيتبين لنا بجلاء أن نقل الموظف من هذه الإدارة إلى تلك أوحتى من وزارة إلى أخرى ،لابد أن ينعكس سلبا على الدخلات العامة ،ولا عجب ،فهذا الدائرة وتلك الوزارة ما هىإلا منظومات عمل تنضوىتحت لواء المصلحة العامة ،يبقى أن نهمس لفئة أخرى من المديرين وأحسبهم قليلين أو أمنَى نفسي وإياكم أنهم كذلك ،وهم الذين يلجاوون لنقل الموظف لغاية فى نفس يعقوب .نقول لهم لا تستخدموا صلاحياتكم لتصفية الحسابات ، فهى لم تمنح إلا لخدمة الصالح العام .ورب ساءل يقول ما السبيل إذن لإصلاح الموظف وتقويم أدائه ؟؟وأقول هناك الكثير من أساليب العقاب يمكن استخدامها لهذا الغرض كا لحسم والحرمان من الترقية ،والعلاوة والدورات إلى آخر القائمة التى لايتسع المجال لذكرها .مؤدى القول أنا لست ضد فكرة النقل ،فهناك نقل مفيد كتبادل الكفاءات أو ما يعرف يتدوير الخبرات بغية إثراءءمنظومات العمل وتطوير أدائها،أليس ذلك أجدى من تدوير عديمي العطاء والكفاءة؟
وأخيراً وليس أخر،لا بد من القول إنه ليس من المنطق ولا من استقامة التفكير -حتى لا نقول من العبث - أن نتوقع إصلاح حال الموظف بنقله تأديبياً لبيئة عمل مغايرة وهو الذي لم ينصلح أصلا تحت مظلة مناخ ألفه واعتاد عليه إن على صعيد الزملاء أوطبيعة العمل أوربما قرب مقر العمل لمسكنه ،ولا يفوتني فى نهاية المطاف التذكير بأن إصلاح حال الموظف وتقويم سلوكه من مهام المدير وجزء من مسؤولياتة اليوميه ،أما التخلص منه ولفظه لجهة أخرى ،فهو مؤشر على ضيق أفق المدير وقلةحيلته