Advanced Search

المحرر موضوع: الإدارة الإسلامية .. عالمية النظرة..!  (زيارة 951 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مايو 05, 2003, 03:04:12 مساءاً
زيارة 951 مرات

إداري

  • عضو مشارك

  • ***

  • 292
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإدارة الإسلامية .. عالمية النظرة..!
« في: مايو 05, 2003, 03:04:12 مساءاً »
عن كتاب"الإدارة في الإسلام الفكر والتطبيق
الدكتور عبد الرحمن إبراهيم الضحيان - بتصرف


-         قال تعالى ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضأً سخريا)  سورة الزخرف  آية 32.

-          قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) آل عمران 110.

 

لو تأملت في تعريفات الإدارة أخي القارئ فإنك ستجد عدة أمور لا بد من وجودها ضمن أي مفهوم أو تعريف للإدارة:

1-   للإدارة أعمال وهي المعروفة بالعمليات الإدارية الأربع (التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والرقابة).

2-   للإدارة مدير يوجه الأعمال والعاملين.

3-   للإدارة هدف لا بد من تحقيقه.

4-   للإدارة موظف أو موظفون يقومون بتحقيق الأهداف.

 

وهذه الأمور نجدها جميعاً في كل أنواع الإدارة سواء إدارة عامة (إدارة حكومية) أو إدارة خاصة (شركات ومؤسسات ربحية خاصة) أو إدارة دولية أو إدارة مؤسسات عامة أو مؤسسات خيرية... الخ.

 

    كما أن الأعمال في الإدارة يقوم بها المديرون والمنفذون وهم يساندون بعضهم بعضاً لتحقيق الهدف المنشود لمصلحة الطرفين وبدون هذا الشعور الأخير لا تتحقق كامل الأهداف.

 

-         وظيفة الإدارة:

 

إن وظيفة الإدارة هي: توجيه الطاقات البشرية توجيهاً صحيحاً نحو خدمة بعضها والوصول إلى الهدف الذي يحقق الخير والسعادة لجميع الأفراد عن طريق استخدام الموارد بجميع أنواعها، بشرية أم مادية... وكلما استخدمتِ الإدارةُ الأسلوبَ العلمي المبني على المعلومات والحقائق والإحصائيات الدقيقة فسوف نتوقع نتائج وإنتاجاً أفضل لعملياتها الإدارية وهذا ما يجب أن يكون عليه المدير، في كل مكان وزمان.

 

وأي إدارة أعظم من الإدارة الإسلامية لأنها تجمع في طياتها ثلاثة عناصر:

1-   المنهج العلمي المبني على المنطق والمنهجية في التفكير واعتماد الدليل والبرهان.
2-   المنهج الأخلاقي الذي ينظم حياة البشر وفق قيم أصيلة لا مصالح مؤقتة.

3-   الهدف الأخروي والرقابة الإلهية التي تمنع الإنسان من الظلم والانحراف.

 

الإدارة الإسلامية:

 

تستمد الإدارة الإسلامية أصول فكرها من مصدرين أساسيين هما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. والفكر الإداري الإسلامي كما عرفه د.حمدي عبد الهادي: (الآراء والمبادئ والنظريات التي سادت حقل الإدارة، دراسةً وممارسةً عبر العصور والأزمنة ويعتبر فكراً إسلامياً ما يصدر من هذه الآراء والمبادئ والنظريات وذلك بالاستناد إلى توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة).

 

ويعرفه د.طارق السويدان بأنه:

 

علم الإدارة المتوافق مع الإسلام
 

 

 

هذا الفكر المتميز والمعتمدُ والمستمدةُ أصوله من الأصول الثابتة للفكر الإسلامي، القرآن والسنة، هو الذي يجب أن تعتمد عليه الدول الإسلامية لتنهض وتعود إلى ركب الحضارة الذي تربعت عليه في فترة من التاريخ. وقد قرر الدكتور أبو ركبة والدكتور أبو غنيمة بعد دراستهما لذلك ما يلي : (إننا لنقرر هنا بصدق أن الدولة الإسلامية لن تتمكن من الارتفاع بمستوى الكفاءة في أجهزتها ومؤسساتها إلا إذا وضعت هذا الفكر الإسلامي المتميز بمثله وقيمه الروحية موضع التطبيق.. لأنه نابع من عقيدتها الخالدة وتوجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية، عطاؤها متجدد يواكب كل تطور بشري مهما امتد الزمان).

 

سمات الإدارة الإسلامية:

 للإدارة الإسلامية سمات ومميزات تمتاز بها على جميع الإدارات والحضارات الأخرى ومنها:

 

أولاً: الإدارة الإسلامية عالمية النظرة كالإسلام، فهي تدعو الإنسان للأخذ بالأسباب في الدنيا والعمل الجاد لإسعاد نفسه فيها. ومع  ذلك عليه بالعمل الخالص لمقابلة المصير المحتوم في الآخرة يوم لا ينفع ما ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم عامر بالإيمان الصادق والعمل الخالص بالدنيا. ويترجم هذا المعنى السامي الإمام علي كرم الله وجهه بقوله:

(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)

 

ثانيا: نظرة الإدارة الإسلامية للتنظيم نظرة شاملة لجميع أوجه النشاط البشري فهي بذلك تهتم وترعى كل أنواع النشاط وتقويه وتصلحه وتسخره للناس كافة حتى يستعينوا بذلك لعبادة الله عز وجل ولحياتهم في الدنيا والآخرة ((وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)).

 

ثالثاً: الإدارة الإسلامية ربانية، تطرح وتهزم كل الأطروحات والتنظيمات البشرية الأخرى، شرقية أو غربية، لأنها من لدن عليم خبير بأحوال البشر، يعلم السر وأخفى، أما البشر فهم مجتمعون أو متفرقون أضعف من أن يعرفوا السر وما هو أخفى من السر من أحوالهم أمثالهم من العوالم الأخرى.

 

رابعاً: اهتمام الإدارة الإسلامية بالفرد والجماعة على أساس أنهم جميعاً أساس المجتمع الذي يجب أن ينظم أو يطهر سلوكه الظاهري والباطني وبذلك يتحقق الخير والمنفعة للفرد والجماعة والمجتمع دون تمييز.

 

خامساً: التفكير السليم القويم سمة وميزة للإدارة الإسلامية والإداري المسلم الحق هو الذي يتمعن ويفكر في آيات الله وآلائه. يقول تعالى في كتابه الحكيم في سورة عمران الآية 191 ((... الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)).

 

سادساً: الفكر الإداري الإسلامي طُبق عملياً وأثمر ينعه وجنيت ثماره منذ عهد القدوة الأول صلى الله عليه وسلم، وأن هذا التطبيق المتكامل شمل كافة المؤسسات (الإدارات والدواوين) التي ظهرت في عهده صلى الله عليه وسلم ومن جاء من بعده من الخلفاء الراشدين الكرام. وإن إمكانية تكراره سانحة لأن مصادره باقية، والمطلوب ظهور الأشخاص الذين يقتدون بالسلف الصالح في سيرته ويأخذون بما آتاهم الله من قوة وسلطان وإمكانات هذا الزمان.

 

وعلينا جميعاً أن ننادي مع من نادى، أمة الإسلام خاصة والبشرية عامة بأن الإدارة الحقيقية والعادلة والناجحة هي في "الإسلام" و التي تستمد أصولها من:

-         القرآن الكريم (( الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)).

-         السنة النبوية التي لا ينطق صاحبها عن الهوى ((إن هو إلا وحي يوحى)).

وإن اتباع ذلك فيه هداية وخير عظيم لأمة الإسلام وللبشرية جمعاء.

 

ما هي أهداف الإدارة الإسلامية؟

 

إن أهداف الإدارة الإسلامية هي أهداف ومقاصد الشريعة الإسلامية والتي تسعى الإدارة لتحقيقها وهي ما يعرف بـ(الضروريات الخمس) وهي:

 

1-              حفظ الدين: حفظ دين الله والقيام التام على إقامته من أهم أصول الإدارة في الإسلام وذلك بتنفيذ أوامر الله وتحكيم شرعه على كل المستويات وفي كل الظروف، وعليه فيكون من أهداف المدير المسلم مراعاة الشرع في كل ما يعمل، وتوجيه من حوله للالتزام بالدين من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

2-              حفظ العقل: وهو الحفاظ على عقول الناس مما يسيء أو يؤثر فيها من  أسباب مادية أو معنوية فكرية، وتوجيههم للتفكير المنطقي السليم واتخاذ القرار وفق ذلك المنهج القويم.

 

3-              حفظ النفس: وهو الحفاظ على النفس من القتل بدون سبب ويتم ذلك بتطبيق شرع الله عن طريق القصاص قال تعالى ((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)) سورة البقرة آية 179. فيراعي المدير المسلم ذلك فيحرص على حفظ العاملين معه باتباعه لقوانين الأمن والسلامة، ويحافظ على الأمة من خلال مراعاته لقواعد الصحة والبيئة.

 

4-              حفظ العرض (الشرف): على الإدارة الإسلامية وهي تتبع وتنطلق من مقاصد الشريعة الإسلامية أن تحافظ على شرف وكرامة الأمة بسلوك واتباع أخلاق الإسلام في التعامل في جميع الأحوال والظروف، وتراعي زرع القيم الأخلاقية التي تركز على الأسرة والاهتمام بها حتى في محيط العمل.

 

5-              حفظ المال: من مسؤولية الإدارة الإسلامية رعاية المال العام والمساعدة في الحصول عليه بالطرق الحلال. وصرفه، واستخدامه بالوسائل المشروعة التي أقرها الإسلام، ويأتي هنا دور المدير المسلم بتحري الحلال في كل معاملاته المالية، وإعطاء العاملين معه حقوقهم كاملة وإلا اعتبر غاشاً أو سارقاً.

 

أعظم إدارة:

 

إن أعظم "إدارة" عرفتها البشرية منذ آدم عليه السلام هي "الإدارة الإسلامية" بقيادة قائد البشرية وإمامها إلى الحق، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي حقَّق الله سبحانه وتعالى به جميع الشروط الواجبة للمدير والقيادي الناجح فهو صلى الله عليه وسلم ((لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)) و ((إنك لعلى خلق عظيم)) وهو الذي يأخذُ "أنظمة" و "لوائح إدارته" من المولى سبحانه وتعالى وقد ((علمه شديد القوى)) وقد أعجز الله به الناس فاختاره أمياً، لا يقرأ ولا يكتب، و"الموظفون" هم الصحابة رضوان الله عليهم فأنعم به من "مدير" وأنعم بهم من "موظفين" أطاعوا مديرهم حق الطاعة واقتدوا به حتى أصبحوا "مديرين" ناجحين لتمسكهم بالأنظمة واللوائح والقواعد التي أرساها لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم واكتسبوا الخبرة والتعلم منه ومن سيرته الغراء وسنته التي لا يزيغ عنها إلا هالك.

 

وقد أداروا شؤون الأمة والبلاد الإسلامية بكل جوانبها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية والعلاقات الإنسانية بكل اقتدار، وعبروا بسفينة الإسلام من بحر الضلال والجهل والظلم إلى شاطئ الإيمان والعدل والسلام وأقاموا مجتمعاً إسلامياً ليكون نموذجاً مميزاً، عالمياً،  لكل المجتمعات والدول. وهدفهم الأسمى وغايتهم العظمى هي رضوان الله تعالى وجنته فكانت بحق نعم "الإدارة والمدير والموظفين والهدف". فهم المثل والقدوة التي يجدر بكل مدير أو مسؤول أن يقتدي بهم.

 

ولو نظرت في أي جانب من الإدارة كأمثال التخطيط أو القيادة أو الاتصال والتحفيز أو بناء الولاء أو الرقابة أو التنظيم أو الإبداع وغيرها الكثير الكثير لوجدتها ظاهرة في صورة مثالية وبسيطة وتلقائية في آن واحد في تطبيق المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين الكرام رضي الله عنهم. ولمجلة إبداع وقفات قادمة بإذن الله تعالى مع هذا الموضوع الهام وتدعو المهتمين للمشاركة فيه كخطوة لبلورة نظرية إدارية إسلامية شاملة.
إن الذين يحاولون طعن العمل الوحدوي العربي من أساسه مستدلين بخلافات الانظمة العربية، هؤلاء أصحاب نظرة سطحية للواقع الفعلي لامتنا العربية

مايو 12, 2003, 11:45:43 مساءاً
رد #1

هدف

  • عضو مبتدى

  • *

  • 2
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإدارة الإسلامية .. عالمية النظرة..!
« رد #1 في: مايو 12, 2003, 11:45:43 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا اخي العزيز اداري ..

تحيه لما ذكرت وما سطرت يداك .. الاداره الاسلاميه .. هي ما نطلب وما نريد ..

دائما يبحث اناس كثيرون عن سر يجعلهم ينجزون اعمالهم .. ومن ثم لا يجدون الا

الاداره الاسلاميه .. حتى لو كانوا غيرمسلمين .. فيأتون بتعاليم الاسلام .. ويوجهون بها

ويتعاملون عبر طياتها ..

اخي العزيز ... اداري ..

المشكله التي نقع بها او يقع بها اغلب المسلمين اليوم ليست في تطبيق التعاليم الاسلاميه ..

لكن هي تكمن في المسلمين انفسهم ..

اسال الله ان يعم النفع بما تفضلت به ..

تحياتي