هل الدنيا في جوهرها كما نراها نحن فعلا؟
قد تتعجبون من السؤال و تؤكدون بأن الإجابة لا يمكن أن تكون إلا بالإيجاب.
حسنا , لعلكم لم تفهمون ما أعني. إنني أعني هل السماء التي نراها زرقاء هي فعلا زرقاء؟ وهل الحقول خضراء والرمال صفراء؟ هل الما سائل والجليد صلب؟ هل الزجاج شفاف كما يبدو لنا؟ وهل وهل......؟
لعل هذه الأسئلة تجعلكم تؤكدون مرة أخرى بأن الإجابة هي نعم.
إن العلماء الذين كانوا يعتقدون بأن هذه الأسئلة قد انتهوا منها أصبحت الآن في حاجة إلى إعادة نظر من جديد في ظل التطورات الحديثة التي تشهدها علم الفيزياء وخاصة نظرية النسبية لإينشتاين.
إننا نعلم بأن السماء زرقاء والحقول خضراء والرمال صفراءوو...... فهل هذا ما نراه و نحسه فعلا؟ لا فالضوء الأبيض نراه كلنا ضوء أبيض و لكنه في الحقيقة مجموعة من الألوان السبعة ( وهذا يتبين لنا إذا مررنا الضوء الأبيض عبر منشور). وحتى الألوان نفسها كالأزرق و الأصفر هي ليست ألوانا كما نشاهدها ولكنها مجموعة من الموجات. وهذه الموجات تختلف في طولها وترددها وهذا ما يجعل الألوان تختلف عن بعضها البعض.
إن أعيننا لا تبصر ( أو بالأصح لا تستطيع أن تبصر) هذه الموجات ولا نستطيع أن نحس بذبذباتها فنراها لون أزرق أو أحمر.......الخ .
وبتفسير أدق فإن الموجات و الترددات للون معين تؤثر تأثير معين في الخلايا العصبية داخل العين فيترجم المخ هذا التأثر الناتج للخلايا العصبية على شكل ألوان , ولكن هذه المؤثرات ليست ألوانا وإنما هي موجات واهتزازات .
ولكن ماذا عن النباتات والحقول لماذا هي خضراء؟
إن كل ما يحدث هو أن أوراق النباتات تمتص كل الموجات الضوئية بكافة أطوالها ما عدا تلك الموجة ذات طول معين و التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها تأثير على العين ونرى لونا أخضر.
و إن شاء الله نكمل الحديث عن هذا الموضوع لاحقا فانتظروا.