Advanced Search

المحرر موضوع: الموسوعة  (زيارة 39550 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يونيو 18, 2004, 10:00:00 مساءاً
رد #60

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #60 في: يونيو 18, 2004, 10:00:00 مساءاً »
عندما بدأ أينشتاين يعمل في التوحيد , كان علماء الفيزياء يعرفون ثلاث قوى –الثقالة , والقوى  الكهربائية , والمغناطيسية . وكانت القوتان الأخيرتان قد توحدتا من قبل في ستينات القرن التاسع عشر بفضل ماكسويل في القوة الكهرطيسية . على أي حال , فقد كشف النقاب في ثلاثينات القرن العشرين عن قوتين أخريين من قوى الطبيعة .هما القوة النووية الشديدة , والقوة النووية الضعيفة . فأية نظرية تصف الكون بأكمله لا بد أن تتضمن هاتين القوتين . ومع ذلك اختار أينشتاين إهمالهما لأنهما كان يتولى شأنهما الميكانيك الكوانتي الذي كان يمقته . وكان يمكن أن يكون ذلك , فيما يتعلق بأي شخص سواه , انتحارًا علميًا , ولكن أينشتاين استمر في طريقه , ولدى سؤاله ذات مرة حول المعيار الذي سيستخدمه على فراش الموت ليحكم على حياته بالنجاح أو الفشل أجاب "لا على فراش الموت ولا قبل ذلك يمكن أن يسأل هذا السؤال . فالطبيعة ليست مهندسًا ولا متعهدًا وأنا نفسي جزء من هذه الطبيعة " استمر حلم أينشاتين, وحمل جيل جديد من علماء الفيزياء فكرة النظرية الموحدة . وبعد موت أينشتاين بعشرين سنة تحققت الخطوة التالية في البحث عن صورة لقوة كونية

في أواخر أربعينات القرن العشرين وصلت صيغة رائعة من الكهرطيسية, إذ استطاعت هذه الصيغة التي كان من روادها ريتشاد فاينمان وجوليان شفينغر وسين اتيرو توموناغا, والتي تسمى الالكتروديناميك الكمومي, أن تدمج الكهرطيسية التقليدية لماكسويل مع النظرية الكمومية و النسبية الخاصة حجري الزاوية لفيزياء القرن العشرين,تبث رسائل قوة الالكتروديناميك الكمومي ذات المدى الطويل بفضل فوتونات لا كتلة لها تتردد جيئة وذهاباً بين شحنات كهربائية, كانت التنبؤات دقيقة جداً بخطاء لا يتجاوز بضعة أجزاء من المليون

جاء توحيد الكهرضعيفة نتيجة لجسيمات هغر الغريبة التي تكسر تلقائيا تناظر المكان الخالي, فبموجب الفيزياء الكمومية, لا يكون الخلاء خالياً إذ يقول مبدأ الارتياب انه مليء بجسيمات عابرة خفية تظهر وتختفي باستمرار, تعطي جسيمات هغر المكان الخالي نسيجا معروفاً باسم حقل هغر ذا خصائص أشبه بالتغضنات الخفية داخل صحيفة من الورق المقوى إن حاملات القوة الكهرطيسية عديمة الكتلة تسير على امتداد التغضنات الخفية بسهولة أما حاملات القوة الضعيفة تسير على عرض التغضنات   ولهذا فهي تحتاج إلى طاقة زائدة كي تعبرها, و تمتص هذه الطاقة من حقل هغر وهكذا تبدو ثقيلة, و بدون حقل هغر تكون حاملات القوة الهرطيسية وحاملات القوة الضعيفة كلاهما بلا كتلة

في سبعينات القرن العشرين حاول علماء الفيزياء توسيع نطاق توحيد القوى لتشمل القوى الشديدة أيضاً استكمالاً لنجاح نظرية "القوى الكهرضعيفة" حيث يمكننا ضم القوى الشديدة إلى القوى الكهرضعيفة بالطريقة ذاتها التي تم بها ضم القوة الكهرطيسية مع القوى الضعيفة لأن القوتين الكهرضعيفة والشديدة, تشكلان أساساً "لقوى موحدة كبيرة "واحدة ذات التناظر ضمني . ثم كسر هذا التناظر بالية هغر, لكن الطاقات المشمولة هذه المرة, كبيرة جداً بحيث لا يوجد سوى قليل من الأمل لاختبار النظرية في تجارب عالية الطاقة.

ومع ذلك فهناك طريقة غير مباشرة لاختبار "النظريات الموحدة الكبيرة" وكما تدمج هذه النظريات القوى الثلاث فهي تربط معًا الفئتين من الجسيمات الأولية , الكواركات والليبتونات, يمكن للكواركات والليبتونات أن تتبادل الأدوار على صعيد "النظرية الموحدة الكبيرة "وهكذا يمكن للبروتونات أن تتفكك إلى ليبتونات. وهذا افتراض مثير ويشير إلى أن الجسيم الذي يشكل أساس كوننا بالذات غير مستقر.

لحسن الحظ يبلغ عمر البروتون 10 قوة 32 سنة أي بلايين أضعاف عمر الكون, لذا فليس هناك خطر فوري أن ، يتفكك العالم  من حولنا.بيد أ، تفكك البروتون يعد عملية عشوائية, فإذا ما جمع عدد كاف من البروتونات تكون هناك فرصة ضئيلة لرؤية بروتون يموت مولداً دفقه مميزة من إشعاعات غاما.

لقد أجريت تجارب عديدة للكشف عن تفكك البروتون, ولكنها باءت جميعها بالفشل , بيد أ، هذا لا يعني موت "النظرية الموحدة الكبيرة " إذ لا يمكن زيادة أمد التجارب لتجاري حياة البروتون الأطول, وينبغي دفن هذه التجارب في أعماق الأرض لحجب الأشعة الكونية التي تخفي أية إشارة تدل على تفكك البروتون

يمكن توسيع نطاق الأفكار لتشمل الثقالة أيضا وبذلك  سوف يمتلك علم الفيزياء,لأول مرة ,التعامل مع كل القوى الموجودة في الطبيعة.

من موقع الجمعية الكونية السورية

أغسطس 27, 2004, 04:54:36 مساءاً
رد #61

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #61 في: أغسطس 27, 2004, 04:54:36 مساءاً »
نايفة .. فلسطيني يكشف أسرار الذرة
لم تكن في نيته الهجرة؛ فقد دفعته ظروف بلاده المحتلة -مثل كثيرين غيره من أبناء بلده الذين شردتهم يد الاستعمار- دفعا للهجرة إلى الأردن؛ حيث استكمل دراسته الثانوية التي حاز بعدها على منحة دراسية، حصل بموجبها على البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في بيروت.

وعندما أراد أن يعود إلى بلاده رفضت قوات الاحتلال بدعوى أنه يحمل الجنسية الأردنية، فدارت الدنيا به، وأصبح لا يعرف ماذا يفعل؟ فهو لا يملك أي وظيفة، كما أنه أصبح بلا وطن يعود إليه.. إنه العالم الفلسطيني "منير حسن نايفة" أحد أبرز علماء الفيزياء في القرن العشرين، والذي وضع يده على مفاتيح الذرة، فقررت أن تبوح له بأسرارها.

ولد "نايفة" في ديسمبر من عام 1945 بقرية الشويكة ناحية طولكرم الفلسطينية؛ حيث أكمل دراسته الابتدائية قبل أن يغادرها للأردن لاستكمال دراسته الثانوية، ثم إلى لبنان للحصول على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية ببيروت في عام 1968، ثم الماجستير في الفيزياء في عام 1970، نال بعدها منحة أخرى مقدمة من جامعة ستانفورد الأمريكية للحصول على الدكتوراه.

وأثناء عمله بمعامل ستانفورد كاليفورنيا وجهه أستاذه لدراسة ذرة الهيدروجين أبسط العناصر الكيميائية الموجودة في الطبيعة باستخدام أشعة الليزر؛ أملا في الوصول على المزيد من الأسرار التي ما زالت تستعصي على العلم التجريبي بخصوص هذه الذرة. وحصل بالفعل نايفة على درجة الدكتوراه في حقل الفيزياء الذرية وعلوم الليزر.

يعود حب نايفة للعلم إلى فترة الطفولة؛ فما زال يتذكر إلى أي مدى كان شغوفا بصناعة أجهزة الراديو (المذياع)، ويعتبرها هوايته المفضلة، ويقضي كثيرا من الوقت في القراءة عنها، ويذهب إلى السوق ومحلات الأدوات الكهربائية ليشتري الهوائيات لكي يتم عمله الذي طالما أحبه والذي اعتبره هو نفسه بداية الطريق الذي أوصله ليصبح عالما كبيرا.

مازال يتذكر سنوات الدراسة في مرحلة الثانوي، والأستاذين سليمان والعبيدي، وكيف كانت معاملتهما له أشبه بالعلاقة التي تربط بين مجموعة من الأصدقاء، وليست مجرد علاقة بين الأستاذ والتلميذ، وذلك على الرغم من أنه كان ما يزال تلميذا وشابا صغيرا. وفى الجامعة الأمريكية ببيروت كان للدكتور أنطون أصلان -الفلسطيني الأصل- أكبر الأثر في حبه للفيزياء، وهو ما دفعه للتخصص فيها على عكس ما كان سائدا في ذلك الوقت من أن يتوجه الطلبة لدراسة التخصصات التطبيقية كالهندسة والطب.

عمل نايفة في الفترة من عام 1977 وحتى عام 1979 باحثا فيزيائيا بمعامل أوج – رج بجامعة كنتاكي، ثم التحق في نهاية هذه الفترة عام 1979 بجامعة آلينوى. وهو نفس العام الذي شهد حصوله على جائزة البحث التصنيعي في الولايات المتحدة؛ حيث تم تأسيس مؤتمر سنوي يعرض آخر التطورات والتطبيقات في ابتكاره.

نشر نايفة ما يزيد عن 130 مقالا وبحثا علميا، وشارك مع آخرين في إعداد وتأليف العديد من الكتب عن علوم الليزر والكهربية والمغناطيسية. كما وردت الإشارة إلى اسم نايفة في العديد من موسوعات العلماء والمشاهير، وكان من أبرزها موسوعة "بريتنيكا" الشهيرة، وموسوعة "ماجروهيل"، وقائمة رجال ونساء العلم الأمريكيين، وموسوعة " Who’s Who in America"، وقائمة "Who's Who in Technology Today"، وقائمة "Who's Who in Engineering "، وكذلك المعجم الدولي للسيرة الذاتية، وقائمة رجال الإنجازات.

فلسطين في القلب

 
تمكن نايفة من الإجابة على استفهام هام طرحه عالم الفيزياء الشهير "ريتشارد فاينمان" في عام 1959، عندما تساءل: ماذا سيحدث لو استطاع الإنسان التحكم في حركة ومسار الذرة، ونجح في إعادة ترتيب مواضعها داخل المركبات الكيميائية؟.

وفى أقل من 20 عاما قدم نايفة إجابته الفائقة، عندما نجح في تحريك الذرات منفردة ذرة ذرة. وفي التسعينيات تحدثت كبرى المجلات العلمية المتخصصة ووكالات الأنباء العالمية عن العالم العربي الذي رسم صورة لقلب داخله حرف "P" باستخدام الذرات المفردة، في الإشارة إلى فلسطين.

ويرى العلماء أن هذا الكشف من الاكتشافات الثورية التي أتاحت للعلم الدخول إلى منطقة لم يسبق له الدخول فيها من قبل، ويمكن استنتاج تلك القفزة التي سيحققها ذلك العلم من خلال المقارنة بـ"المايكروتكنولوجي" التي أنتجت أجهزة الكمبيوتر والترانزيستور وكل المعدات الإلكترونية الحالية.

وفى هذا الإطار يشير الكتاب السنوي الصادر عن الموسوعة البريطانية "بريتانيكا" إلى أن تقنية نايفة سوف تزيد من كفاءة أداء الآلات ما بين 100 مليون و10 آلاف مليون مرة على الطرق التقليدية.

وكما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" فإنه يؤسس لفرع جديد في علم الكيمياء يدعى "كيمياء الذرة المنفردة" الذي يمهد بدوره لطفرة طبية سوف تسهم في علاج العديد من الأمراض التي وقف العلم عاجزا أمامها سنوات طويلة؛ حيث يتيح هذا الإنجاز بناء أجهزة ومعدات مجهرية لا يزيد حجمها عن عدة ذرات بما يمكنها من الولوج في جسم الإنسان، والسير داخل الشرايين والوصول إلى أعضائه الداخلية.

وتتجاوز تطبيقات هذا الكشف مجالات الطب إلى الهندسة الصناعية والعسكرية وحتى التكنولوجيات النووية؛ حيث يتوقع أن تسهم في تطوير أجهزة رصد جوية لاستكشاف المعادن والألغام الأرضية. ويعلق بعض العلماء الآمال عليها في رصد جسيمات "كوارك" الخفية التي من المفترض أن تسهم في حل بعض ألغاز الكون.

البحث العلمي في العالم العربي

يرى نايفة أن البحث العلمي في العالم العربي والإسلامي ما زال في مرحلة الطفولة، إلا أن الأمر لا يخلو من ومضات مضيئة بسيطة ومحدودة؛ لذا فهو يرى ضرورة الاستفادة من الخبرات العربية الموجودة بالخارج لتقليص الفجوة العلمية والتكنولوجية بين العالم الإسلامي والدول المتقدمة. وفى هذا الإطار يعقد نايفة مقارنة بسيطة تكشف حجم الفجوة التكنولوجية بيننا وبين العالم المتقدم، قائلا: "إن تكلفة ما صرفته الجامعات العربية على البحث العلمي طيلة 50 سنة هو 2.5 مليار دولار، بينما صرفت جامعة آلينوي على البحث العلمي خلال عام واحد 1.5 مليار دولار. وحسبما يرى فإن الاختلاف يأتي في النظرة ذاتها تجاه الموضوع؛ فيبدو أن العرب ما زالوا يتعاملون مع البحث العلمي على أنه نوع من الترف والرفاهية، بينما ينظر العالم المتقدم علميا إليه على أنه المستقبل".

يمد نايفة يد العون للبلدان العربية والإسلامية التي ترغب في الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا؛ ففي أواخر السبعينيات بدأت خطاه الأولى على هذا الطريق؛ حيث نجح في توثيق العلاقة بين جامعة اليرموك والجامعة الأردنية من ناحية، وجامعة آلينوي التي يعمل بها من ناحية أخرى.

وفى هذا الإطار يسهم نايفة ومعه تلميذه زين حسن يماني المبعوث من جامعة الملك فهد السعودية إلى جامعة آلينوي، ومعهما الدكتورة ليلى أبو حسان، والدكتور عبد الجواد أبو الهيجاء من الجامعة الأردنية، والدكتور سامي محمود، والدكتور نهاد يوسف من جامعة اليرموك الأردنية في بحث علمي على خام "الزيوليت" الطبيعي الذي يوجد بوفرة في البيئة العربية، لإنتاج وتطوير أسلاك ومفاتيح ذرية تستخدم في تشغيل آلات القرن الحادي والعشرين.

ومؤخرا وقبيل انقضاء عام 2003 وقع نايفة مدير مختبرات الليزر في جامعة آلينوي مع الدكتور هاني مرتضى وزير التعليم العالي في سوريا مذكرة تفاهم بين المعهد العالي لبحوث الليزر في جامعة دمشق وقسم الفيزياء في جامعة آلينوي، وتتضمن الاتفاقية التي تستمر 5 سنوات تبادل أعضاء هيئة التدريس، وتبادل الطلاب، وفعاليات البحوث المشتركة، إضافة إلى المشاركة في الندوات واللقاءات العلمية، وتبادل المواد الأكاديمية وغيرها من المعلومات، ووضع برامج أكاديمية قصيرة متخصصة.

ويرأس الدكتور نايفة شبكة العلماء والتكنولوجيين العرب في الخارج، وهو أحد التجمعات الشهيرة للعلماء المهاجرين، أنشئت عام 1992 عقب أول اجتماع لها في العاصمة الأردنية عمان، وتقوم الشبكة بدور هام في حصر الكفاءات العربية في المجالات العلمية المختلفة، وفتح المجال أمام حدوث تعاون وتنفيذ برامج ومشاريع علمية، من شأنها أن ترتقي ببلداننا العربية.

نايفة أيضا عضو بمجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وهي مؤسسة تهتم بوضع المشاريع العلمية المشتركة التي تسهم في حل المشكلات التي تعاني منها منطقتنا العربية، بالإضافة إلى التنسيق بين علماء الداخل والخارج، وتعد محاولة لتشكيل قوة ضغط علمية تحث الحكومة العربية على ضرورة دعم البحث العلمي.

عالم مسلم في بلاد الأمريكان

يتحدث العالم الجليل عن ضرورة الاتصال بالجذور كأي مسلم وعربي، فيقول: "زياراتي للمنطقة العربية قاربت المائة، وربما ساعدتني على ذلك ظروف عملي؛ فلم تبقَ دولة عربية إلا وزرتها، ولقد كنت شديد الحرص على أن ترافقني عائلتي في زياراتي إلى المنطقة؛ وهو ما انعكس بشكل إيجابي على علاقتهم وارتباطهم ببلادهم، وتجلى ذلك في حديثهم العربية بطلاقة، على الرغم من أنهم جميعا مولودون بالولايات المتحدة".

وفي إحدى لقاءاته التليفزيونية ذكر نايفة في إجابة له عن سؤال حول اللغة التي يفكر بها عندما يكون في المختبر، فأجاب بأنه يفكر أول ما يفكر بالعربية، وخلال زمن قصير تحدث الترجمة التلقائية في دماغه؛ لذا فإنه قبل ثلاثة أعوام من الآن شارك في مؤتمر عقد في الشارقة يطالب بضرورة تعليم الطفل العلوم بلغته الأم.

ونايفة متزوج من فتاة عربية اسمها هتاف -بنت بلد من طولكرم- كما أن له خمسة أبناء، تزوج الأكبر "حسن" الذي يدرس الدكتوراه في تكنولوجيا "النانو" من فتاة عربية مسلمة من الأردن ويعيشان الآن معا في بوسطن. وكان حسن قد نال زمالة دراسية للدكتوراه بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تبلغ قيمتها ربع مليون دولار. أما التي تليه فهي "مها" وقد تزوجت هي الأخرى من شاب فلسطيني، وبالنسبة لعمار وأسامة فما زالا في مراحل التعليم، ويأتي مسك الختام "منى" التي لا يتجاوز عمرها 15 عاما.

ونايفة هو الأخ الثالث بين أربعة أبناء لتاجر زيت الزيتون حسن نايفة وزوجته خضرة، جميعهم تفوقوا في مجالات العلوم المختلفة، "علي" الابن الأكبر أستاذ للهندسة الميكانيكية بجامعة فرجينيا، و"عدنان" أيضا يعمل أستاذا للهندسة الميكانيكية والطيران في جامعة سينسيناتي بأوهاويو، أما "تيسير" فيعمل أستاذا للهندسة الصناعية في جامعة كليفلاند.

حقا.. إنها رحلة شائقة جدا.. وشاقة جدا.. تلك الخطوات التي خطتها أقدام الشريد الفلسطيني "منير حسن نايفة" من قرية الشويكة إلى قمة العلم في معامل أمريكا والعالم.

أغسطس 27, 2004, 04:55:19 مساءاً
رد #62

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #62 في: أغسطس 27, 2004, 04:55:19 مساءاً »
مصدر الموضوع السابق : موقع اسلام أون لاين

أغسطس 27, 2004, 04:59:22 مساءاً
رد #63

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #63 في: أغسطس 27, 2004, 04:59:22 مساءاً »
عصام حجي .. عاشق المريخ
وكأن العالم الإسلامي يغلي بالأفكار والطاقات الجديدة.. دعوات هنا وهناك ونماذج تتفتح بسخاء تريد الخير لهذه الأمة.. والأهم أنها "تسعى" بجد واجتهاد رغم كل المعوقات.. هذا ما شعرت به بعد انتهائي من الحوار مع "عصام محمد حجي" العالم الجيولوجي المصري في وكالة ناسا للفضاء العامل الآن مع فريق المكوك "سبيريت".. في رحلة اكتشاف المياه على كوكب المريخ. وهو شاب يافع، لم يتجاوز الثلاثين عامًا.. مثقف ووطني ومتدين.. عصام ببساطة شديدة شاب يفرح القلب..

ورد المدارس

حصل عصام على الشهادة الابتدائية من مدارس ليبيا، بعدها سافر الوالد محمد حجي إلى تونس، ومن هناك حصل عصام على الإعدادية.. والد عصام فنان تشكيلي معروف، وكان يعمل بتونس في مشروع ضخم لترميم بعض الآثار الإسلامية هناك.. بينما كان يحلم عصام بترميم الكثير من الأوضاع المقلوبة، ويرى أننا لا نستحق أن نكون حضارة بهذا الضعف والهشاشة والتصدع.

يقول: إن نظام التعليم العربي به العديد من المشاكل، ولكن الأخطر من ذلك هو واقعية الشباب لدرجة البؤس في تعاملهم مع مشاريعهم وأحلامهم.. لماذا لا نحلم؟!

ويضيف أنه تعامل مع النظام التعليمي العربي في 3 دول هي: ليبيا وتونس ومصر، ولم يدرس في مدرسة خاصة، ولم يدفع نقودًا للذهاب إلى جامعة مميزة.. كان يجلس على نفس الأدراج المهشمة في مدارسنا، ويذهب بنفس المواصلات، ويفهم من نفس الأساتذة الذين نعرفهم ونحملهم مسئولية فشلنا وقلة حيلتنا...
عودة الابن الضال

يقول عصام: في أوربا وأمريكا المئات من العلماء ذوي الأصول العربية الإسلامية.. الرجل لا يخون أحدا، ولكن يشعر -كما نشعر- بتخاذل البعض، وأحيانًا رعونتهم في رد الجميل والدَّين الذي في أعناقهم.

"نحن أمة مشغولة جدًّا بصورة الآخرين عنها وغير مشغولة تمامًا بصورتها عن نفسها"، هكذا يرى مشكلتنا، ويرى الحل في العمل بجدية وحماس، وثقة في أن تاريخنا مشرف، وبه الكثير من النقاط المضيئة التي يجب أن نبدأ منها وننطلق لنتجاوز عنق الزجاجة الحضاري الذي ننحشر فيه الآن.

إذا طالبنا بتطوير التعليم فهذا لا يعني أن نقبل بتعليم أمريكي أو فرنسي أو ألماني أو... أو...، ولكن يجب أن نبدأ من أنفسنا.. لماذا ترفع الحكومات العربية شعار الاستثمار في كل شيء ولم ترفع شعار الاستثمار في مجال التعليم؟ عصام حجي يرى أن هذه هي الثروة الحقيقية التي يجب تنميتها وإنضاجها لكي نعالج من خلالها الخلل الحضاري ونعدل به ميزان القوة لصالحنا..
صراع على المريخ!
سألته عن الصراع العلمي الخفي بين أوربا وأمريكا في الوصول إلى المريخ، وما هو شعوره وهو بمفرده وسط هذه الدول الكبرى والمؤسسات الضخمة التي تتسابق للوصول إلى المريخ وتحقيق السبق قبل غيرها؟ فقال: البحث العلمي لا يتدخل في شكل الحياة في المستقبل ولا الماضي، كل ما يعني العلم هو اللحظة الحاضرة.. لماذا صار المريخ بلا حياة الآن رغم وجود المياه؟! هذه هي الأسئلة التي يبحث عنها العلم بغض النظر عن طموحات السياسيين في احتلال المريخ وفرض السيطرة عليه من قبل الدول الأخرى المتنافسة..  .

البيت

والد عصام -كما قلنا- فنان موهوب، والأهم من ذلك أنه فنان أصيل حتى في رسوماته، ينهل من البيئة الشعبية والتراث القديم.. وبالطبع أب بهذا الشكل يريد من ابنه أن يصير نموذجًا مشرفاً لوطنه.. والرجل أعد لابنه عصام –له ابن آخر هو أسامة متخصص في علوم الحاسب الآلي– كل ما هو متاح ليتفوق في عمله، والأهم أن يكون صاحب حلم من البداية.. لذلك إذا دخلت منزلهم تشعر أنك عبرت إلى زمن آخر وإلى حضارة كنت أعتقد أنها أثر ولّى بغير رجعة.

بيت جميل مصنوع بعناية ورقة.. لوحات هنا وهناك.. مكتبة ضخمة.. تطريزات عربية وتشكيلات إسلامية.. تشعر أن هناك من يشكل المحيط الذي يعيش فيه بوعي؛ ليكون معبرًا بشكل أصيل عن ثقافته وتاريخه وحضارته.. كل هذا بدون تدخل في توجيه أبنائه إلى مسارات يراها هو الأفضل، أو مسارات مشابهة لمساراته الشخصية.. رغم أن الرجل يتحدث "بلطف" عن أنه كان يتمنى أن يصبح أحد أبنائه رسامًا مثله..

بقايا كوب الشاي

هكذا تعلمت أن الجزء "السخي" من الحوار يأتي بعد إغلاق أجهزة التسجيل والكاميرا.. يخف توتر الضيف وتوترك وتشعر أن العمل أنجز.. لكن عصام حجي يفاجئك دائمًا.. بعد التسجيل –يا للحسرة بعد التسجيل– قال: إنه مطلوب للتحقيق في جامعة القاهرة بسبب عدم حضوره امتحانات الفصل الدراسي الأول.. لقد كان مع فريق متابعة المكوك سبيريت.. بينما إدارة الجامعة لا تعرف سبيريت ولا يحزنون(!!) كل ما تعرفه أن يأتي هذا "العقل" ليمارس دوره الأهم -في نظرهم- من تفتيش ومراقبة الطلاب أثناء الامتحان حتى لا يخرج أحدهم ورقة بها إجابات أو ينقل آخر من زميله بطرف عينه معلومة نسيها أو لم يذاكرها من الأساس.

هذا كله لم يغضب عصام، ولكن غضبه الحقيقي كان عندما تدخل أهل الخير لحل المشكلة وإلغاء التحقيق مع عصام.. هؤلاء نصحوه بالكذب وتقديم شهادة طبية تفيد بأنه كان مريضًا في هذا الوقت(!!)

ويتحدث والحيرة تأكله: هل شهادة مرضية كاذبة أفضل عند الجامعة من المشاركة في رحلة علمية بهذا الشكل وبهذه الأهمية التي تحدثت عنها كل وسائل الإعلام؟؟!!.. منطق غريب..

قبل كتابة هذا الموضوع أرسلعصام بريدًا إلكترونيًّا  لكاتب الموضوع يخبره فيه أنه استقال من جامعة القاهرة.. هنأه وهو يذوب من الحسرة.

أغسطس 27, 2004, 05:04:01 مساءاً
رد #64

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #64 في: أغسطس 27, 2004, 05:04:01 مساءاً »
شادية حبال .. عربية تغزو الشمس
تخصصت في دراسة فيزياء الشمس، وهي الآن واحدة من أشهر العلماء المتخصصين في هذا المجال. وتصف مجلة "ساينس" الأمريكية الشهيرة التي تعد من كبريات المجلات المتخصصة بحوث د. شادية وزملائها بأنها بمثابة "القنابل المتفجرة"؛ فقد أحدثت هذه الأبحاث ردود أفعال متباينة لدى العلماء، حتى إن البعض اعتبرها نوعا من الهرطقة العلمية، في حين وصفها آخرون بأنها ثورية، وأنها تمثل خطوة عملاقة إلى الأمام.

بدأ حب شادية للعلم منذ الطفولة، عندما جذبها أسلوب شرح مدرستها لمادة العلوم وقت أن كانت في الصف التاسع، وكانت هذه المدرسة تحرص على تناول القضايا العلمية بأسلوب فيه من المتعة والحيوية ما يجذب التلاميذ إليه.

وقد دفعها حبها للفيزياء إلى اختيارها كتخصص أساسي في الجامعة، فحصلت على درجة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات من جامعة دمشق، ثم انتقلت إلى بيروت لكي يتسنى لها الحصول على الماجستير في الفيزياء النووية من الجامعة الأمريكية.

وفي عام 1973 قامت بخطواتها الأولى لدراسة فيزياء الفضاء، عندما سافرت إلى ولاية أوهايو الأمريكية لاستكمال دراسة الدكتوراه في جامعة سنسناتى. بعدها التحقت للعمل كباحثة لمدة عام واحد في المركز الوطني للأبحاث الجوية في بولدر، ثم انتقلت لجامعة هارفارد الأمريكية منذ ذلك التاريخ، ولمدة 22 عاما متواصلة.

وفي سبتمبر من عام 2000 عرضت عليها جامعة ويلز البريطانية منصب أستاذ كرسي في علوم الفضاء، وذلك مع الاحتفاظ بمنصبها في جامعة هارفارد، وبالفعل وافقت، وظلت في ذات الوقت حريصة على الذهاب إلى هارفارد كل عام في فصل الصيف لكي تباشر مع زملائها هناك الأبحاث الخاصة بمجال تخصصها.

وبالإضافة إلى ذلك تترأس د. شادية تحرير المجلة الدولية الخاصة بأبحاث فيزياء الفضاء، ويشاركها في ذلك عالمان، أحدهما صيني الجنسية والآخر يحمل الجنسية الأمريكية.

عربية مثابرة

 
تقدم قصة حياة شادية حبال البرهان على قدرة المرأة العربية على تحقيق المستحيل إذا ما توافرت لها الظروف المواتية. وعلى عكس ما يعتقد البعض من أن الغرب دائما ينصف المرأة، فقد عانت د. شادية كثيرا من التفرقة بين المرأة والرجل، حيث كانت تتقاضى راتبا أقل من زملائها الرجال الذين يعملون في نفس التخصص ويقومون بنفس العمل، حتى عندما كانت تعد رسالة الماجستير في الجامعة الأمريكية ببيروت، وكانت حاملا، فكان أستاذها الأمريكي المشرف على الرسالة دائما يوجه إليها سؤاله قائلا، كيف ستكملين أطروحتك للدكتوراة؟! ورغم الحمل أكملتها وسلمتها في الميعاد المحدد.

وعن مشوارها الصعب تقول د. شادية: "لقد عانيت من الوحدة كثيرا، فنسبة وجود النساء في مجال الفيزياء لا تزيد على 20%، وعلى الرغم من كل ذلك فينبغي للمرأة المثابرة أن تثق بقدراتها. وإذا ما أرادت المرأة العاملة أن تكون أما فينبغي عليها التضحية، فأنا كنت شديدة الحرص على تنظيم وقتي باستمرار حتى لا أقصر تجاه أولادي، وبرغم كل أعبائي فقد كنت أتابع لهم دروسهم خطوة بخطوة".

جمعت د. شادية بين متطلبات الأمومة -فهي أم لطفلين- وقيادة حركة أكاديمية لنساء العلم تعرف باسم "النساء المغامرات"، والعمل الأكاديمي، وقيادة الفرق العلمية في مختلف أرجاء الأرض سعيا وراء التقاط ولو صورة واحدة للشمس تساعد على حل ألغازها التي مازالت تستعصي على بني البشر الذين يعيشون على الأرض.

دراسات وأبحاث ثورية

أحدثت اكتشافات د. شادية حول الرياح الشمسية ضجة عندما قالت بأن الرياح الشمسية التي تشد الكرة الأرضية هي ملاءة جبارة تحمى الحياة من الأشعة الكونية المهلكة. فقد تركزت هذه الأبحاث على استكشاف مصدر الرياح الشمسية، والتوفيق بين الدراسات النظرية ومجموعة واسعة من عمليات المراقبة التي أجرتها المركبات الفضائية وأجهزة الرصد الأرضية.

وكانت النظرة السائدة عن الرياح الشمسية هي أنها تنقسم إلى نوعين، سريعة وبطيئة، الأولى تنطلق من الشمس بسرعة 800 كم في الثانية، والأخرى ثقيلة الحركة تأتي من المنطقة الاستوائية للشمس.

وقد أطاحت أبحاث د. شادية وزملائها بهذه الافتراضات؛ حيث أماطت اللثام عن حقائق تفيد أن الرياح الشمسية تأتي من كل مكان على سطح الشمس، وأن سرعتها تعتمد على الطبيعة المغناطيسية للمناطق القادمة منها. وجاءت النتائج التي توصلت إليها ثلاث مركبات فضائية تولت رصد الشمس -وهى "سوهو" و"جاليليو" و "يوليسيس"- لتؤكد ما كشفته أبحاث د. شادية.

فقد أوقفت د. شادية جانبا كبيرا من أبحاثها لدراسة الطبيعة الديناميكية للانبعاثات الشمسية في مناطق الطيف الراديوية، والضوء المرئي، والمنطقة القريبة من أمواج الطيف تحت الحمراء، وفوق البنفسجية، وما يليها. كما قامت بدراسة الرياح الشمسية لتحديد العوامل الفيزيائية المسئولة عن خواصها، وركزت بشكل مكثف على دراسة سطح الشمس، وثورته التي تمتد إلى ما بين كواكب مجموعتنا الشمسية.

وعن هذا الإنجاز، تقول د. شادية: إن الفريق العلمي الذي تم تشكيله تحت قيادتها في جامعة ويلز تمكن خلال السنوات الماضية من تطوير واحدة من أعقد الشفرات أحادية البعد للرياح الشمسية. كما أنها من خلال التعاون مع عدد من الجامعات الأمريكية العاملة في نفس المجال استطاعت الحصول على برنامج مستمر يتضمن كافة الملاحظات العلمية عن كل ظواهر الكسوف الشمسية، وهو ما ساعدها هي وفريقها على بلورة نتائجها حول أصل الرياح الشمسية.

أول مركبة تصل إلى الشمس

 

تشارك د. شادية فريقا من علماء الفضاء المتخصصين في الإعداد لأول رحلة فضائية تصل إلى الشمس، وبالتحديد لطبقة الهالة الشمسية التي تمثل الجزء الخارجي من الغلاف الشمسي، ولا يمكن للبشر رؤية هذه المنطقة إلا أثناء كسوف الشمس، حيث تشاهد كلؤلؤة بيضاء محيطة بالشمس.

وقد لعبت د. شادية دورا أساسياَ في تصميم المركبة المنوط بها القيام بهذه المهمة. ويتمثل المشروع الذي بدأ منذ عام 1995 في تصنيع وتصميم "روبوتات" للاستكشافات الفضائية ومركبة فضائية يمكنها الدوران حول الشمس، حيث تحاول هذه المركبة الدوران حول الشمس من الشمال إلى الجنوب لأخذ صور دقيقة لها.

وتخطط وكالة ناسا لإرسال المركبة إلى أقرب نقطة يمكن الوصول إليها من الشمس، حيث من المفترض أن يكون الدوران على بعد يتراوح بين 2 إلى 10 أقطار شمسية من سطحها. وعلى الرغم من تأجيل المشروع أكثر من مرة فقد تقرر القيام بالرحلة المنتظرة عام 2007.

الجهد الوفير شعارها

وتمتاز د. شادية بالجهد العلمي الوفير، فقد تقدمت بحوالي 60 ورقة بحث لمجلات التحكيم العلمية، وشاركت بثلاثين بحثا في المؤتمرات العلمية، كما أنها عضوة في العديد من الجمعيات العلمية مثل: الجمعية الفلكية الأمريكية، والجمعية الأمريكية للفيزياء الأرضية، وجمعية الفيزيائيين الأمريكيين، وجمعية النساء العالمات، والجمعية الأوروبية للجيوفيزياء، والاتحاد الدولي للفلكيين، وتتمتع الدكتورة شادية بدرجة الزمالة في الجمعية الملكية للفلكيين، كما أنها تترأس لجنة جائزة هالي التابعة لقسم الفيزياء الشمسية في الجمعية الفلكية الأمريكية. وقد تم تكريمها مؤخرا بمنحها درجة أستاذة زائرة في جامعة العلوم والتقنية في الصين.

 المصدر : موقع اسلام أون لاين

أغسطس 27, 2004, 05:07:42 مساءاً
رد #65

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #65 في: أغسطس 27, 2004, 05:07:42 مساءاً »
شاهين عربي يعتلي قمة ناسا

عندما بدأت في صياغة أفكاري لكتابة هذا الموضوع اجتمعت على ذهني ذكريات قديمة، تتعلق بسلسلة روايات بوليسية كنت أتداولها مع مجموعة من أصدقائي، تدور أحداثها حول شخص يقوم بأعمال بطولية خارقة، ولم أستطع مقاومة هذه الذكريات؛ حيث إن الشخصية التي سيدور عنها الموضوع لعالم من ذلك الطراز البطولي الفريد. فعالمنا الجليل الذي بدأ رحلته مع الحياة عام 1935 عربي الأصل قطع آلاف الأميال من أم النبع في بيروت ليصل لولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث وكالة ناسا الفضائية.. أكبر مركز لدراسات الفضاء في العالم.

وعلى الرغم من طول ومشقة السفر انطلق إلى آفاق شاسعة في كوننا الفسيح ربما تعجز عقولنا عن احتوائها. ومع ذلك أيضًا لم ينس الأرض التي نما عليها، فراح يشخص أمراضها من خلال أكبر مشروع عالمي لرصد بيئتها من الفضاء.

إنجازاته تفوق سنوات عمره

يعد شاهين من العلماء المجهولين في عصر الفضاء، وذلك على الرغم من أنه أحد أهم الشخصيات العلمية التي أسهمت بجهدها البحثي والفكري والإداري في إعادة كتابة علوم الفلك، وتحقيق انقلاب كامل في معرفتنا بالأرض والكون.

حصل "شاهين" على درجة الدكتوراة في فيزياء الموائع عام 1960 من جامعة بيركلي التي تعتبر من أهم الجامعات الأمريكية، حيث كان يناهز من العمر 25 سنة، وقد التحق بعدها مباشرة بمختبر الدفع النفاث JPL  بوكالة ناسا.

ومن المعروف أن عصر الفضاء الأمريكي ولد عام 1958، عندما أطلق هذا المختبر -الذي يعتبر الأكبر بين مختبراتها العديدة- أول قمر صناعي أمريكي أطلق عليه اسم "إكسبلورر"، ويعني بالعربية المستكشف.
 
قضى شاهين فترة الـ 15 سنة الأولى من عمله في القسم التقني للمختبر، حيث جرى تصميم معظم الرحلات الفضائية الآلية غير المأهولة بالبشر، والتي تضم قائمة المركبات والمسابر الفضائية التي صممت آنذاك، وقد انخرط شاهين بشكل مباشر ومكثف في نظريات وتجارب الاستشعار عن بُعد داخل المختبر، حيث كان باختصار صاحب الدور الرئيسي كباحث ومصمم ومطور ومحلل في كل تجارب الاستشعار عن بُعد التابعة لوكالة ناسا.

وطور طريقة فيزيائية يطلق عليها  the Physical Relaxation Method وهي تقنية مسئولة عن قياس حرارة وتركيب مناخ الكواكب، ثم قام بعد ذلك بصياغة مفهوم "مضاهاة الطيف المتعدد" باستخدام أجهزة الاستشعار عن بُعد، حيث توضع بالسحب وتعمل بالأشعة تحت الحمراء، معتمدًا على بيانات الأشعة تحت الحمراء وأشعة الميكروويف.

وتعد هاتان التقنيتان من أحدث وسائل قراءة أحوال المناخ والطقس باستخدام بيانات الأقمار الصناعية. وقد طبقت تقنيات التحليل المعلوماتي هذه بنجاح منذ عام 1990 لإنتاج التوزيع العالمي الأول لدرجة حرارة سطح الأرض، باستخدام بيانات أجهزة الاستشعار عن بُعد HIRS / MSU .

اشترك شاهين في وضع أسس عمل جهاز الإسبكتروميتر "AIR" الحالي وهو جهاز حساس يمكنه قياس حرارة الأرض من الفضاء بدقة كبيرة جدًّا؛ وهو ما يسمح بتوقعات دقيقة للمناخ. ويمتلك الجهاز القدرة على الفصل الضوئي الذي يضمن بيان جو الأرض من سطحها حتى ارتفاع 30 ميلاً، ويشرف شاهين الآن على المركبة التي أرسلتها وكالة ناسا مؤخرًا إلى كوكب المريخ لانتقاء عينات من سطح الكوكب وجلبها للأرض لتحليلها.

شاهين.. ووسام القيادي البارز

قلدت ناسا شاهين وسام القيادي البارز في عام 1984 تتويجًا له على جهوده في القيادة والتي استمرت لقرابة 30 عامًا متواصلة. فقد ترأس شاهين في الفترة ما بين 1975 و1978 الدائرة الخاصة بدراسة الأحوال الجوية للكواكب، تلا ذلك تأسيسه "قسم علوم الأرض والفضاء" في مختبر الدفع النفاث، والذي لعب دورًا مهمًا في أحداث فضائية كبرى. وقد تولى في الفترة من عام 1978 وحتى عام 1986 رئاسة هذا القسم، حيث كان المسئول عن تأسيسه وإدارة الأنشطة المختلفة لباحثيه الذين قدر عددهم بـ 400 باحث.

وخلال 17 عاما تقريبًا تولي شاهين منصب رئيس العلماء بمختبر الدفع النفاث الذي يعد أهم مؤسسة فضائية للبحث والتطوير في العالم، وواصل القيادة العلمية في سنوات التسعينيات الصعبة التي تم فيها تقليص موازنات الفضاء، وعلى الرغم من ذلك شهدت هذه الفترة تحقق منجزات فضائية فريدة، كإطلاق المرصد الفضائي "هابل" ومرصد "أشعة جاما" اللذين يعتبرهما العلماء علامة فاصلة في تاريخ استكشاف الفضاء.
 
وترأس شاهين خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي أعلى هيئة علمية لدراسة دورة الماء والطاقة في الطبيعة "جيوكس GEWEX"، وهي هيئة مسئولة عن تحليل البيانات الخاصة بالأقمار الصناعية التي ترصد الإشعاع الشمسي وحركة الرياح والغيوم ومستويات البحار والمحيطات وتركيب جو الأرض، وكذلك رصد النشاطات البشرية التي تؤثر على كل ذلك، بالإضافة إلى مشروع "أكوا" .. وهو قمر صناعي مصمم لمراقبة النظام المناخي لكوكب الأرض بمستوى لم يسبق لم مثيل من التفصيلات والدقة.

البحث عن الحياة خارج الأرض

يعتقد شاهين بوجود حياة أخرى عاقلة خارج كوكب الأرض، وهو يستند في ذلك إلى عدة مبررات أولها أن كوكبنا بالنسبة للكون بمثابة قطرة في محيط كبير، فليست الأرض سوى عضو في منظومة شمسية تتألف من مجموعة من الكواكب والتوابع التي تدور في فلك نجم واحد هو الشمس، وليست الشمس سوى نجم واحد من مليارات النجوم في مجرة درب التبانة، ومجرة درب التبانة هي الأخرى واحدة من المجرات ضمن مليارات المجرات الموجودة في الكون، وبالتالي فالاعتقاد بأن الأرض وحدها القادرة على توفير ظروف الحياة لهو أمر ينبئ عن مدى غرور سكان هذا الكوكب، حسب رأيه. ويقول في هذا الصدد: لعل وقفة بسيطة عند الحسابات العلمية التي أجريت حول هذا الأمر، والتي تقول بوجود 400 ألف حضارة شبيهة بحضارة الأرض في مجرتنا وحدها فقط لكفيلة بمحو هذه النظرة المغرورة.

وكما ذكر في حديثه مع الأستاذ محمد عارف، والذي تم نشره في مجلة العربي الكويتية في عدد مارس من عام 2000، فإنه إذا كان عمر الأرض قد تجاوز 3 مليارات من السنين، بينما عمر تكنولوجيا الفضاء لم يتخط 100 عام فقط، فليس من المتوقع أن يكون البشر قد تمكنوا من صناعة وسائل اتصال تستطيع أن تصل إلى حضارات أخرى عاقلة في هذا الكون.

وأخيرًا فإن الظروف الضرورية لقيام الحياة على الأرض قد تكون هي نفسها المطلوبة لنشأة الحياة في أي مكان آخر، ومن ثم تطورها إلى الأشكال الموجودة على الأرض في وقتنا الحالي. ويجدر الذكر أن أي رسالة من الأرض تحتاج إلى 500 عام على الأقل لكي تصل إلى أقرب المواقع في الكون التي من المحتمل وجود حضارات أخرى مماثلة للأرض فيها.

في العلم والسياسة

لا شك أن شخصية مثل شاهين يمكنها أن ترى ما لا يراه الآخرون؛ فعلى خلاف التصور السائد عن العلم ومدى تطوره السريع بشكل يصفه البعض بعدم القدرة على ملاحقته، يراه شاهين وهو العالم الكبير.. بطيء الحركة، كثير التردد، براهينه غير قاطعة على الدوام. كما يعتقد أنه على الرغم من أهمية العلم وقدرته على أن يلعب دورًا مهمًا في السياسة، فإن السياسة ما زالت هي الموجه للعلم وليس العكس، ويدلل على ذلك بحظر التدخين، فقد استمر الجدل حول مدى تأثيره على الصحة عقدين كاملين، بينما لم يحسم هذه القضية سوى القرار السياسي. ويتكرر الأمر الآن مع  ، التي تضغط بعض الدول مستخدمة ثقلها السياسي للهروب من أعباء الالتزام بما يمليه العلم للحفاظ على بيئة الأرض والحد من ظاهرة تغير المناخ العالمي.

عودة إلى الجذور

ما زال شاهين حريصًا على قراءة العربية على الرغم من ابتعاده عنها طيلة ما يزيد عن 40 عامًا، وفي هذا يقول: "للعربية جمال خاص، فهي مبنية على أساس أربعة آلاف جذر من الأفعال، وقد انقطعت عنها سنوات طوالا، ربما نشأت خلالها آلاف من الكلمات الجديدة، ومع ذلك أستطيع أن أعرف الكلمة الجديدة عن طريق ردها إلى جذورها بسهولة، هذا يجعلني أتلذذ بالقراءة، لكنني مع ذلك لا أستطيع أن أستخدم الكلمات مباشرة مع أنني أقرأ العربية بشكل جيد، وأقرأ الصحف العربية التي أجدها في أكشاك الجرائد في باسادينا، كما أقرأ الرسائل التي تأتيني بالعربية.. مرتين، الأولى لأعرف محتواها، والثانية لأتذوق العربية".

وشاهين ليس فقط من أصل عربي، وإنما صاحب أسرة عربية؛ فزوجته الدكتورة "مارينا البندق"، بنت بيت لحم في فلسطين، وهي أستاذة للعلوم السياسية، وقد أنجب الزوجان ولدين، هما توفيق (طبيب عيون)، وسليم (محام
 المصدر : موقع اسلام أون لاين

أغسطس 27, 2004, 05:42:01 مساءاً
رد #66

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #66 في: أغسطس 27, 2004, 05:42:01 مساءاً »
سائد عواد .. من الدفاشة إلى القسام 2
لم يخطر ببال الحاجة "أم حسين" وهي تزجر حفيدها "سائد" ذا الأعوام الست عن العبث بالأجهزة المنزلية، فهو لا يلبث أن يفكك قطع الراديو ويعطله حتى يتوجه صوب الترانس "المحول الكهربي" فيأتي عليه عن آخره، وإن سلم منه هذا وذاك تجده يعبث بمجموعة ألعابه المفضلة "مفكات، وشاكوش، وزردية، وبعض الأدوات الميكانيكية..."، أمام هذا كله لم يخطر ببال أم حسين أن هذا الولد اللعوب ما هو إلا نواة للبطل القادم، وأن هذا العبث و"الشقاوة" ما هي إلا بداية الابتكار، وأن هذا الصغير الذي غادرها منذ سنوات هو اليوم صانع "القسَّام 2" أول صاروخ فلسطيني الصنع والابتكار والإطلاق.

في أزقة "الشابورة"!!

في حواري وأزقة مخيم "الشابورة" للاجئين في رفح على الحدود مع جمهورية مصر العربية، وتحديدًا في السابع والعشرين من آذار/ مارس عام 1977م خطا "سائد حسين عوَّاد" خطواته الأولى، وفي أحضانه عاش مراحل طفولته، وفي أحد بيوته المتواضعة المصنوعة من الأسبستوس، تحدثنا جدته أم حسين ذات السبعين عامًا، وقد ارتسمت على وجهها كل ملامح فلسطين بدءاً بالنكبة والهجرة من بلدتهم الأصلية في فلسطين 48، ومرورًا بالانتفاضة الأولى، وليس انتهاء بالانتفاضة الحالية، سرحت ببصرها بعيدًا قبل أن تبدأ حديثها عن الحفيد الغالي سائد، وقبل أن تفر دمعة من عينها قالت: "لقد كان جميلاً، وشقيًّا، وكان لا يحب الظلم أبدًا، ولا يحب أن يعتدي على أحد، ولا أحد يعتدي عليه، وكان مطيعًا لأهله ووالده منذ صغره"، وتتابع وهي تشير إلى مسجد المخيم القريب، وتقول: "كان رغم صغر سنه يذهب إلى مسجد الفاروق في المخيم مع أبيه وأعمامه، وكان يقضي جميع الإجازات المدرسية في المخيمات الصيفية في المسجد، وكان معروفًا عنه أنه طفل يحب النظام والالتزام".

وترتسم ابتسامة على شفتيها كأنها تذكر مشهدًا جميلاً وتضيف الحاجة أم حسين: "كان سائد يحب أن يكون قائدًا منذ صغره، فكان يلعب مع أصحابه، ويقودهم ويوزع الأدوار عليهم، وكان دائمًا متصدر اللعبة يجمعهم ويفرقهم، ويلتفون حوله، سائد الذي يدعوهم للعبة، وهو الذي ينهيها، وهو الذي يقسمها، ويعطي لكل واحد من أصحابه دوره وموقعه".

ولم يكن هذا هو الهم الأكبر الذي شغل الطفل سائد عوَّاد رغم صغر سنه، فهو وإن كان يلعب مع الأولاد وهو قائدهم، إلا أنه كان متميزًا بألعابه ومقتنياته، حيث يقول عمه عبد الهادي أحمد عوَّاد: "كان سائد نشيطًا ولعوبًا في طفولته الأولى، فقد كان يحب تصليح الأجهزة الكهربية القديمة كالراديو والمحول الكهربي "الترنس"، وكانت لعبته المفضلة منذ صغره المفكات والأدوات الميكانيكية (كالشاكوش، والزردية) وما شابه، وكان مما يشغل باله وهو طفل لم يتجاوز السنوات الست قبل رحيله مع أسرته إلى الضفة الغربية عام 1983م تقريبًا، هو فك وتركيب وتجميع الأجهزة والأسلاك الكهربية"، ويتابع عم الشهيد سائد وهو يتذكر طفولته "أذكر أنه تعرض للزجر من والده أكثر من مرة؛ لأنه تسبب في عطل بعض الأجهزة كالراديو، والساعة المنبه، وما شابه".

الدفاشة: أولى الابتكارات!!

وإن كان الشهيد سائد كثير العبث في كل ما يقع تحت يده من أدوات وأجهزة، إلا أن هذا العبث لم يكن فارغًا أو بلا نتائج، فرغم طفولته إلا أن عقله كان منذ البداية ينبئ عن مبتكر مبدع، حيث يحدث عمه عبد الهادي عن هذه الابتكارات في هذه السن المبكرة، فيضيف "لقد كان سائد يتفنن في تصنيع لعبة الأطفال التي تطلق النار بصوت عال، والمعروفة في قطاع غزة باسم "إستاكوزا"، وهو أول من نقلها إلى الضفة الغربية، وتعرف عندهم باسم "الدفاشة"، وهي عبارة عن آلة يدوية كان في بدايتها يضع مسمارًا في مفتاح يتم تعبئته بالثقاب ويضربها بقوة، فتحدث صوتًا عاليًا مرتفعًا مزلزلاً كالألعاب النارية، ولم يتوقف الشهيد سائد عند ذلك فقد عمد إلى تطوير هذه الآلة، حيث جاء بماسورة طويلة وثبتها على خشبة مستوية، وجعل لها ضاغطًا عبارة عن قضيب من الحديد موصول بزنبرك "زمبلك"، بحيث يتمكن بها من إطلاق رصاصة واحدة في كل ضربة.

قائد أشبال "حماس"

هذه الملامح والشقاوة التي ميَّزت سائد في مراحل حياته الأولى في مخيم "الشابورة" في رفح انتقلت معه إلى مخيم طولكرم في الضفة الغربية، حيث أنهى المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث في المخيم، ثم اضطر لترك الدراسة مبكرًا -كحال الآلاف من الفلسطينيين هنا؛ ليتفرغ لمساعدة والده في تحصيل الرزق.

ومع اندلاع الانتفاضة الأولى كان سائد في مقدمة الصفوف رغم صغر سنه آنذاك وكان له دور متميز، حيث اعتقل على خلفية فعاليات الانتفاضة وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، وأخضع للتحقيق ولم يكن منه إلا الصمود وعدم الاعتراف، وخرج من السجن منتصرًا رافعًا الرأس.

وبرزت ملامح شخصيته القيادية أكثر في مطلع التسعينيات، حيث قاد مجموعة من الأشبال في العام 1991م في حركة حماس، في مخيم طولكرم، وعملوا معًا في إلقاء الزجاجات الحارقة وإطلاق النار على نقاط الجيش المتمركزة فوق أسطح المنازل، مستخدمين ما يصنعه من "دفاشات"، وهو ما أدى إلى إصابته ذات مرة بعيار ناري في قدمه، لكن هذا لم يثنه عن مواصلة نضاله وجهاده ومقاومته للاحتلال، ولكن بأساليب أقوى ووسائل أنجح.

من سجون الاحتلال إلى سجن جنيد

هذه الأساليب وتلك الوسائل وجدها عوَّاد سائدة في صفوف الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فانخرط في صفوفها، مقاتلاً شرسًا، لكنه لم يلبث أن اعتقل في العام 1994م لمدة أربع سنوات على خلفية تزعمه لخلية من كتائب "عزّ الدِّين القسَّام" في منطقة طولكرم، وفي السجن كان أيضًا مثالاً للصابر المحتسب عند الله رغم شدة الأساليب والوسائل التي استخدمتها أجهزة المخابرات لانتزاع اعتراف منه، وأحبه كل من سجن معه، ولم ينسوا ذلك الشاب الرقيق الرفيق حتى بعد أن تركهم وخرج من السجن.

ولم يكد سائد يخرج من سجون الاحتلال في العام 1998م، حتى يعتقل مرة أخرى لدى أجهزة السلطة الفلسطينية ليحقق معه مرة أخرى بكل ما تحمله القسوة والبشاعة من معنى، حيث أعيد بعد ذلك إلى سجن جنيد في نابلس؛ ليلقى أحبة له الآن هم إخوانه في الشهادة، بل سبقوه إليها، إنهم الشيخان والقائدان الشيخ جمال منصور، والشيخ يوسف السركجي، وصديقه الشهيد البطل محمد ريحان.

وهناك أحس سائد باقتراب موعده الذي طالما انتظره، حيث ينقل عنه أحد إخوانه تلك المقولة التي كان يرددها دائمًا حينما يسأل عن اعتقاله لدى السلطة في جنيد فيقول: "من دخل سجن جنيد وخرج منه فليستعد للشهادة، فالتنسيق الأمني لا يرحم".

وصدقت مقولة سائد، حيث إن أكثر من 70% ممن كانوا معه في سجن جنيد أصبحوا إما مطاردين أو سجناء لدى اليهود، أو لقوا الله شهداء جراء تعرضهم للاغتيال بعد خروجهم من هذا السجن المشؤوم خلال هذه الانتفاضة.

مع القسَّام "2"!!

بعد خروج سائد من سجون السلطة بعد اعتقال دام 13 شهرًا، تزوج مع مطلع عام 2001م، ورزق بطفل سمَّاه (حمزة)، لكن هذا الزواج لم يشكل عائقًا أمام استمرار سائد في النضال والجهاد خلال هذه الانتفاضة، فلقد تعرض للإصابة مرة أخرى بعيار ناري وهو يدافع عن مدينة طولكرم مع بدء الانتفاضة في عام 2001م.

لكن رجم الحجارة والسير في المسيرات الاحتجاجية لم يقنع أبا حمزة، فلقد كان فكره مشغولاً باستمرار كما كان منذ صغره، يفكر في كل طريقة ووسيلة تساهم في خلع هذا المحتل من أرضه الطاهرة إلى أن هُدِي لتطوير وتصنيع وتصميم صواريخ القسام 2 المتطورة عن صواريخ قسَّام 1 التي أرقت الكيان الصهيوني وأقضت مضاجعه في غزة وفي مدن الضفة الشماء لتصل بمداها إلى قلب الكيان المنبوذ، وهو ما جعلهم يهددون بالعمل على إيجاد حزام أمني على طول حدود الأراضي الفلسطينية، بل التهديد بالرد بقسوة في حال إطلاق أي من هذه الصواريخ.

أهم المواصفات
 القسَّام 1
 القسَّام 2
 
طول الصاروخ
 70 سم
 180 سم
 
مدى الإطلاق
 2 إلى 3 كم
 7 إلى 9 كم
 
حمولة الرأس من مادةTNT المتفجرة
 600 جم
 5 إلى 6 كجم
 
قطر الصاروخ
 8 سم
 12 سم
 

وكما في صاروخ القسَّام 1 فإن القسَّام 2 لم يُجر تطويرا أو تغييرا على طريقة الإطلاق، إلا ملاءمة القاذف ليكون مناسبًا للحجم، ولا يمكن التحكم فيه أو في توجيهه بعد إطلاقه.

وكانت المصادر الأمنية الإسرائيلية قد ذكرت لصحيفة يديعوت أحرونوت أن صواريخ من طراز "القسَّام 2" تتم صناعتها في ورش في مدينة نابلس، وحسب تحليلهم للمواد التي صنعت منها الشحنة التي ألقي القبض عليها فإن صناعتها تمت بأنابيب فولاذية، ثبت في أحد طرفيها جناحا الصاروخ، أما من الطرف الآخر فقد ثبت فيها رأس مدبب فولاذي يغطي الرأس الحامل للمتفجرات. ويحمل هذا الصاروخ في داخل أنبوبه مواد متفجرة تصل إلى خمسة كيلو جرامات، وأما في جزء الأنبوب السفلي فقد ثبت خليط من المواد المتفجرة لإحداث قوة دفع تلقي بالصاروخ إلى مسافة عشرة كيلو مترات.

بينما قال قائد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية الجنرال "جرشون يتسحاك" عقب ضبط شاحنة الصواريخ بين مدينتي نابلس وجنين، خلافًا للتقديرات المسبقة التي أشارت إلى مدى ثمانية كيلومترات، فإن مدى الصواريخ يقدر الآن بحوالي عشرة إلى اثني عشرة كيلومترًا، وذلك حسب كمية المادة المتفجرة وشكل الصاروخ.

وكان يعلم سائد يقينًا أنه ولا بد ملاحق من قبل قوات الاحتلال في كل مكان، فعليه أن يكون أسرع منهم إلى نشر هذه التقنية لدى أكبر عدد ممكن لئلا تنتهي باستشهاده أو موته، فلجأ إلى طريقة مبتدعة، حيث كان ينتقي عناصره الفعَّالة في كل مدن الضفة ويعلمهم كيفية التصنيع والإطلاق مبتدئًا بمخيم بلاطة في نابلس، ومن ثَم إلى جنين القسَّام، ومن ثَم إلى طولكرم، ومنها إلى طوباس وغيرها من المدن والقرى، حيث أودع سر القسَّام 2 عند كثير ممن علمهم، الأمر الذي أكدته بيانات كتائب القسَّام فيما بعد.

ذهب سائد وبقي القسَّام 2!!

 
صواريخ القسام 2
 
انضم سائد لصفوف مقاتلي القسَّام يصارع المحتل في مخيم بلاطة في الاقتحام الأول موقعًا فيهم الإصابات، ولم ينسحب من المخيم إلى أن انسحبوا دون النيل منه ومن إخوانه المجاهدين في كتائب القسَّام، وبعدها انتقل إلى جنين ليتمترس هناك، ويبقى بصحبة مهندس عمليات القسَّام هناك في جنين القائد "قيس عدوان أبو جبل" المطلوب لدى جيش الاحتلال.

واقترب يوم اللقاء برب العزَّة حين اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين للمرة الثانية بعد تلك العملية في مدينة أم خالد "نتانيا"، فواجههم هو وإخوانه ببسالة شهد لها أبناء جنين القسَّام، فأصيب منهم من أصيب، واستشهد منهم من استشهد؛ لينتقل بعدها بصحبة خمسة من إخوانه إلى طوباس -إحدى ضواحي جنين- يتمترسون ويعدون للعدو ما يخشاه.

وفي صبيحة يوم الجمعة، الخامس من إبريل 2002م، وتحديدًا في بيت الشهيد البطل "أشرف دراغمة" في طوباس حاصرتهم القوات الصهيونية الخاصة فأبوا الاستسلام، واشتبكوا مع تلك القوة التي عززت بالدبابات والطائرات ومئات الجنود لأكثر من "5 ساعات"؛ لتغرب شمس ذلك اليوم على ستة أشلاء مزقتها صواريخ الطائرات الأمريكية الصنع، بعد أن سطَّروا أروع ملاحم البطولة، لينتقل مهندس القسَّام "سائد حسين عواد" إلى جوار ربه بصحبة الشهيد قيس عدوان (أبو جبل)، والشهيد مجدي محمد سمير، والشهيد محمد أحمد كميل، والشهيد أشرف حمدي دراغمة، والشهيد منقذ محمد صوافطة. ذهب سائد بلا رجعة، لكنه ترك ما يذكرنا به، وما يذكر الصهاينة ببأسه، ذهب سائد لكنه ترك القسَّام "2".

أغسطس 27, 2004, 05:43:25 مساءاً
رد #67

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #67 في: أغسطس 27, 2004, 05:43:25 مساءاً »
الباز .. من الأهرام إلى القمر
شاب أسمر يحمل على وجهه كل الملامح المصرية الأصيلة، بعد 41 عامًا قضاها مهاجرًا في أمريكا، تلمح بعضًا من اللهجة المصرية الصميمة بين حروفه.. يسمونه "الملك" رغم ما تشعر به في روحه من البساطة.. إنه د. فاروق الباز.. مدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأمريكية.. أبلغ ما قيل عنه كان على لسان "ألفريد وردن" أحد رواد الفضاء في رحلة أبولّلو حينما وصل إلى القمر: "بعد تدريبات الملك.. أشعر أنني جئت هنا من قبل".

كيف كانت البداية؟.. وما هي قفزة التحول؟.. وماذا يحمل د. فاروق في أحلامه؟

البداية

وُلِد د. فاروق في الأول من يناير عام 1938م من أسرة بسيطة الحال في قرية طوخ الأقلام من قرى السنبلاوين في محافظة الدقهلية، شجَّعه الوالدان على التدرج في مراحل التعليم المختلفة، حيث كانا يؤمنان دائمًا بقدراته ونبوغه.. كان والده أول من حصل على التعليم الأزهري في قريته.. وكانت أمه رغم بساطتها عونًا له في اتخاذ قراراته المصيرية؛ حيث كانت تمتلك ذكاء فطريًّا على حد وصف د. فاروق.

كانت أمنيته أن يكون طبيبًا جراحًا للمخ.. ولكن آماله باءت بالفشل حينما لم يسمح له مجموعه الكلِّي بالالتحاق بكلية الطب؛ فاضطر بروح أقل حماسة إلى الالتحاق بكلية العلوم – جامعة عين شمس – واختارها دون كلية طب الأسنان؛ لأنها كانت أقرب إلى مسكنه، ويستغرق المشي إليها ساعة ونصف، وهو ما يساعده على عدم إهدار القروش في الذهاب إليها بالمواصلات العامة.. رغم أنه كان يهوى منذ الصغر الذهاب إلى الرحلات الكشفية وجمع العيِّنات الصخرية، فلم يسمع عن علم الجيولوجيا - منبع نبوغه - إلا حينما التحق بكلية العلوم.

حصل على شهادة البكالوريوس (كيمياء - جيولوجيا) في عام 1958م، وقام بتدريس مادة الجيولوجيا بجامعة أسيوط حتى عام 1960م، حينما حصل على منحة لاستكمال دراسته بالولايات المتحدة. نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا عام 1961م من معهد علم المعادن بميسوري الأمريكية.. وحصل على عضوية فخرية في إحدى الجمعيات الهامة (Sigma Xi) تقديرًا لجهوده في رسالة الماجستير، نال شهادة الدكتوراة في عام 1964م وتخصَّص في التكنولوجيا الاقتصادية.. واستطاع خلال هذه الفترة زيارة المناجم الهامة، وجمع آلاف العيِّنات من بلاد العالم التي زارها.

عودة إلى مصر

كانت عيون د. فاروق متجهة دائمًا إلى مصر طوال فترة إقامته بأمريكا. جمع عيِّناته وأبحاثه ورجع إلى بلاده، وكلُّه أمل في إنشاء معهد عالٍ للجيولوجيا في بلده الحبيب.. إلا أن المفاجأة كانت في انتظاره.. "عليك استلام عمل كمدرس للكيمياء في المعهد العالي بالسويس"، هكذا بكل بساطة بعد ثمانية أعوام في دراسة الجيولوجيا يدرِّس الكيمياء في معهد لم يسمع عنه من قبل.

رغم صدمته واندهاشه، لم يفقد الأمل.. وانطلق إلى المسؤولين بالوزارة لكي يسمعه أحد، ولكن جهوده باءت بالفشل بعد ثلاثة أشهر من المثابرة.. واضطر إلى الذهاب لاستلام عمله في هذا المعهد الغامض؛ أملاً منه في أن يسمعه أحد بعد استلام وظيفته الجديدة.

ولكنه تقابل هناك قَدَرًا بصديق جعله الله سببًا لتغيير مسار حياته، التقى بأحد زملائه الفيزيائيين، وكان حاصلاً على الهندسة النووية من روسيا، واضطر إلى تدريس مادة الصوت والضوء، حيث نصحه بعدم استلام عمله حتى لا يفقد كل شيء.. فاحتال د. فاروق وسحب أوراقه بعد دقائق من تقديمها إلى إدارة المعهد.

في طريقه إلى الهجرة

"لم أتخيل يومًا أن أهاجر بعيدًا عن بلدي".. قالها د. الباز وهو يحكي قصة هجرته؛ ففي ديسمبر من عام 1966م وبعد سنة من المعاناة، قرَّر أن يسافر سرًّا إلى أمريكا؛ خوفًا من الظروف السياسية الشائكة التي كانت في مصر آنذاك. وهناك بدأ في رحلة شاقة للبحث عن عمل، ونظرًا لوصوله بعد بدء العام الدراسي، فلم تقبله أي جامعة من الجامعات؛ فأخذ يبعث طلبات التحاق إلى الشركات جاوزت المائة في عددها، إلى أن بعثت له "ناسا" التي كانت تطلب جيولوجيين متخصصين في القمر الموافقة وسط دهشة د. فاروق.

والعجيب أنه لم يكن يعلم شيئًا عن جيولوجيا القمر، ودخل ناسا وهو لا يعلم أنه سيكون له فيها شأن. وقد وفَّقه الله إلى أحد المؤتمرات الجيولوجية والتي تحدَّث فيها علماء القمر عن فوَّهاته ومنخفضاته وجباله. لم يفهم شيئًا، وهو ما قيل طيلة ثلاثة أيام متواصلة، وحينما سأل أحد الجالسين عن كتاب يجمع هذه التضاريس، أجابه قائلاً: "لا حاجة لنا إلى أي كتاب فنحن نعرف كل شيء عنه".. حرَّكته الإجابة إلى البحث والمعرفة، ودخل المكتبة التي ضجَّت بالصور القمرية التي يعلوها التراب، وعكف على دراسة 4322 صورة طيلة ثلاثة أشهر كاملة، وتوصل إلى معلومات متميزة.

قفزة التحول

اكتشف د. الباز أن هناك ما يقرب من 16 مكانًا يصلح للهبوط فوق القمر، وفي المؤتمر الثاني الذي حضره. كان د. الباز على المنصَّة يعرض ما توصَّل إليه وسط تساؤل الحاضرين عن ماهيته، حتى إن العالِم الذي قال له من قبل نحن نعرف كل شيء عن القمر قام وقال: "اكتشفت الآن أننا كنا لا نعرف شيئًا عن القمر".

دخل الباز تاريخ ناسا، وأوكلت له مهمتين رئيسيتين في أول رحلة لهبوط الإنسان على سطح القمر: الأولى هي اختيار مواقع الهبوط على سطح القمر، والثانية تدريب طاقم روَّاد الفضاء على وصف القمر بطريقة جيولوجية علمية، وجمع العيِّنات المطلوبة، وتصويره بالأجهزة الحديثة المصاحبة.

تقديرًا لأستاذه؛ بعث "نيل آرمسترونج" برسالة إلى الأرض باللغة العربية، واصطحب معه ورقة مكتوب عليها سورة الفاتحة ودعاء من د. فاروق تيمنًا منه بالنجاح والتوفيق.

انطلاقة د. الباز

بانطلاق أبوللو ونجاح مهمته سطع نجم د. فاروق الباز، بعد مشاركته فيه من عام 1967م إلى 1972م، وبدأ اسمه يأخذ مكانًا في الصحافة العلمية والتلفزيون الأمريكي.

بعد انتهاء مهمة أبولُّلو، شارك مع معهد Smithsonian بواشنطن في إقامة وإدارة مركز أبحاث الكون في المتحف الدولي للفضاء.

وفي عام 1973م عمل كرئيس الملاحظة الكونية والتصوير في مشروعApollo- soyuz الذي قام بأول مهمة أمريكية سوفييتية في يوليو 1975م.

وفي عام 1986م انضم إلى جامعة بوسطن، مركز الاستشعار عن بُعد باستخدام تكنولوجيا الفضاء في مجالات الجيولوجيا، الجغرافيا، وقد طوَّر نظام الاستشعار عن بُعْد في اكتشاف بعض الآثار المصرية.

الباز.. رائد الصحراء

توجَّه د. الباز بعد ذلك إلى دراسة الصحراء.. وخلال 25 عامًا قضاها في هذا المجال حتى الآن، اهتم بتصوير المناطق الجافة خاصة في صحراء شمال أفريقيا، وجمع معلوماته من خلال زياراته لكل الصحراء الأساسية حول العالم.. كان أكثرها تميزًا زيارته للصحراء الشمالية الغربية في الصين، بعد تطبيع العلاقات مع أمريكا عام 1979م.. وبسبب أبحاثه انتخب زميلاً للمعهد الأمريكي لتقدم العلوم AAAS.

كان مما يميز د. الباز استخدامه التقنيات الحديثة في دراسة الصحراء؛ حيث استخدمها أولاً في الصحراء الغربية بمصر، ثم صحراء الكويت، قطر، الإمارات، وغيرها.

وقد فنَّدت أبحاثه المعلومات السابقة أن الصحراء كانت من نتائج فعل الإنسان، وأثبت أنها تطور طبيعي للتغيرات المناخية للأرض.

اختاره الرئيس المصري أنور السادات مستشارًا علميًّا لحكومته عام 1978م –1981م، وكلَّفه بمهمة اختيار أماكن صحراوية تصلح لإقامة مشروعات عمرانية جديدة. وقد شرح بطريقة علمية دقيقة كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية لبلده مصر. دعا إلى أهمية دراسة المياه الجوفية، والتي يهدر منها الكثير في البحار والمحيطات دون استخدام، وطبَّق التكنولوجيا الفضائية لدراستها ودراسة مسارات البحيرات الناضبة.

نادى - وما زال ينادي - "بقمر خاص متخصص للصحراء"؛ لأن كل الصور الفضائية المعمول بها إنما تكون لدراسة الغطاء النباتي، ولكوننا أولى الناس بدراسة أراضينا الصحراوية من الغرب الذي لا يمتلك شيئًا منها، وقد عمل على إنشاء مراكز تدرس التصوير الفضائي والاستشعار عن بُعْد في كل من قطر، مصر، السعودية، الإمارات.

حشد الشهادات والميداليات

انتخب د. الباز كعضو، أو مبعوث أو رئيس لما يقرب من 40 من المعاهد والمجالس واللجان.. منها انتخابه مبعوثًا لأكاديمية العالم الثالث للعلوم TWAS في 1985م، وأصبح من مجلسها الاستشاري في 1997م، وعضوًا في مجلس العلوم والتكنولوجيا الفضائية، ورئيسًا لمؤسسة الحفاظ على الآثار المصرية، وعضوًا في المركز الدولي للفيزياء الأكاديمية في اليونسكو، مبعوث الأكاديمية الأفريقية للعلوم، زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم بباكستان، وعضوًا مؤسسًا في الأكاديمية العربية للعلوم بلبنان.. ورئيسًا للجمعية العربية لأبحاث الصحراء.

كتب د. الباز 12 كتابًا، منها أبوللو فوق القمر، الصحراء والأراضي الجافة، حرب الخليج والبيئة، أطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت.. ويشارك في المجلس الاستشاري لعدة مجلات علمية عالمية.

كتب مقالات عديدة، وتمت لقاءات كثيرة عن قصة حياته وصلت إلى الأربعين.. منها "النجوم المصرية في السماء"، "من الأهرام إلى القمر"، "الفتى الفلاح فوق القمر".. وغيرها.

حصل د. الباز على ما يقرب من 31 جائزة، نذكر منها على سبيل المثال: جائزة إنجاز أبوللو، الميدالية المميزة للعلوم، جائزة تدريب فريق العمل من ناسا، جائزة فريق علم القمريات، جائزة فريق العمل في مشروع أبوللو الأمريكي السوفييتي، جائزة ميريت من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات، جائزة الباب الذهبي من المعهد الدولي في بوسطن، الابن المميز من محافظة الدقهلية، وقد سمِّيت مدرسته الابتدائية باسمه.. وهو ضمن مجلس إمناء الجمعية الجيولوجية في أمريكا، المركز المصري للدراسات الاقتصادية، مجلس العلاقات المصرية الأمريكية.

وقد أنشأت الجمعية الجيولوجية في أمريكا جائزة سنوية باسمه أطلق عليها "جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء".

تبلغ أوراق د. الباز العلمية المنشورة إلى ما يقرب من 540 ورقة علمية، سواء قام بها وحيدًا أو بمشاركة آخرين.. ويشرف على العديد من رسائل الدكتوراة.

الرؤية العلمية والحياة الاجتماعية

يتألم د. فاروق حينما يرى أن الحكومات العربية في ذيل البلاد النامية، ويرجع ذلك إلى عدم تقدير العلم في بلادنا العربية، وعدم إفساح المجال للإبداع الإنساني. ويقول: إن الدول المتقدمة تنفق ما لا يقل عن 2% من دخلها القومي على البحث العلمي، ونحن ننفق أقل من ½%، وننفق 98% من هذه الأموال على المرتبات والإداريات.. يتعجب د. الباز من الدول العربية التي لا تعلم إلى أي مدى قد يفيدها العلم في كل النواحي والمجالات الأخرى.

جال د. فاروق العالم شرقًا وغربًا، وحاضر في العديد من المراكز البحثية والجامعات.. أحبَّ الرحلات الكشفية، وجمع العيِّنات الصخرية منذ الصغر.. وهو يجيد العربية والإنجليزية بطلاقة، كما يتحدث بعضًا من الألمانية والفرنسية والأسبانية.. يتَّهمه البعض بأنه شديد الثقة بنفسه، ولكنه دائمًا يقول: "المعرفة تولِّد الثقة، أنا لا أقول شيئًا إلا بعد دراسته جيدًا".. و د. الباز متزوج من أمريكية، وهو أب لبنات أربعة هن: منيرة، ثريا، كريمة، وفيروز.. وجد لثلاثة من الأحفاد.

يقول د. الباز: "أحمد الله سبحانه وتعالى أنني رأيت أشياء لم يرها عشرون مثلي"، هذا هو د. فاروق الباز ببداياته وقفزاته وأحلامه.. وكم من أمثاله الذين نبغوا وأبدعوا ولكن.. خارج ديارهم.

أغسطس 27, 2004, 05:58:18 مساءاً
رد #68

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #68 في: أغسطس 27, 2004, 05:58:18 مساءاً »
طاقة شمسية من القمر!
 
28/06/2004
 د. طارق قابيل **
 

 طاقة شمسية من القمر

من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050م، وهذا العدد الهائل من البشر سيصل احتياجه من الطاقة إلى 5 أضعاف الطاقة التي يتم توليدها حاليا. لهذا ظهرت الحاجة للحصول على العديد من المصادر الطبيعية التي لا تنضب بخلاف المستخدمة الآن لاستغلالها استغلالا أمثل في إنتاج الطاقة مستقبلا.

ومن أطرف المشاريع المستقبلية في هذا المجال مشروع جديد يعتمد على القمر في توليد الكهرباء. ويرتكز هذا المشروع على أنظمة "الطاقة الشمسية القمرية" The Lunar Solar Power لبناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية على سطح القمر، تتكون من ألواح عريضة من الخلايا الكهروضوئية. وتقوم هذه الألواح بتلقي واستقبال أشعة الشمس الساقطة على القمر وعكسها في صورة أخرى إلى الأرض حيث تستقبلها أجهزة استقبال وتحولها إلى طاقة كهربائية.

وقد يبدو الحديث عن كهرباء من القمر أشبه بالخيال العلمي الآن، لكن عرض مشروع جديد لأول مرة في أكبر مؤتمر دولي لأبحاث وتقنية الفضاء المعروف بـ"كونجرس الفضاء العالمي" (انعقد في هيوستن في الولايات المتحدة في الفترة من 10-19  أكتوبر 2002)، أظهر أن هناك تخطيطا تفصيليا لهذه التقنية يظهر كيفية الاستفادة من طاقة الشمس على القمر، وتحويلها إلى كهرباء ترسل إلى الأرض لسد الاحتياجات المتزايدة لسكان الأرض.

لماذا القمر؟
 
ولكن لماذا يذهب العلماء إلى القمر للحصول على الطاقة الشمسية بالرغم من وجود مواقع كثيرة زاخرة بأشعة الشمس على مدار العام على الكرة الأرضية! وعلى الرغم من أن مقدار الإشعاعات الشمسية التي تصل إلى الأرض كل 20 دقيقة يعادل طاقة الوقود الأحفوري التي تستعملها البلدان الرئيسية المستهلكة للطاقة سنة كاملة؟!

للإجابة على هذه التساؤلات ينبغي النظر في البداية إلى هذا المشروع؛ باعتباره حلقة مهمة في سلسلة الآمال المعلقة على الطاقة الشمسية لحل مشاكل نقص الطاقة في المستقبل، ويؤكد "دافيد كريسويل" مدير معهد عمليات علم الفضاء بجامعة هيوستون الأمريكية أن هذه العملية يمكن أن تمد الأرض بجميع احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2050. ومن المتوقع أن تحدث طفرة مستقبلا في هذا المجال مع التقدم التقني في علوم الفيزياء والفضاء لجعل هذه الطاقة اقتصادية وسهلة الاستخدام وتتناسب مع كل أفراد المجتمع.

والبروفيسور "كريسويل" حصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء من جامعة "رايس"، ويعكف على دراسة هذه الفكرة العجيبة منذ 22 عاما، حينما كان مديرا في معهد العلم القمري الذي يعرف حاليا بـ"المعهد القمري والكوكبي"، ويرى أنها ليست فكرة جيدة فحسب، ولكنها حيوية وضرورية في ضوء حاجة الأرض المتزايدة إلى مصادر طاقة متجددة. ويقول في هذا الشأن: "ربما يكون القمر هو البديل الوحيد مستقبلا للحصول على هذا القدر من الطاقة".

ومن المعروف أن القمر لا يعرف العوائق التي تحد من كامل الاستفادة من طاقة الشمس على الأرض؛ فهو يخلو من الغلاف الجوي. ومن الطبيعي انعدام السحب والأمطار والعواصف الجوية والترابية فيه؛ مما يجعله مكانا مثاليا لالتقاط كميات هائلة من أشعة الشمس التي يتم الحصول عليها كاملة بصورة مستمرة؛ لأن أشعة الشمس تسقط على القمر طوال العام، ما عدا ثلاث ساعات فقط أثناء الكسوف القمري الكامل.. ويوضح "كريسويل" أن 1% فقط من الطاقة الشمسية التي يتلقاها القمر من الشمس (التي تقدر بحوالي 13 ألف تيراوات terawatts) كافية للوفاء باحتياجات الأرض من الطاقة، وأن المحطات التي سيتم بناؤها على القمر لن تتعرض لأي مؤثرات خارجية قد تؤثر على عملها في ضوء الانعدام المناخي الذي يتمتع به القمر.

استخلاص الكهرباء من الشمس
 
ومع افتراض البدء بتنفيذ هذا المشروع الآن فإنه من المتوقع الحصول على طاقة من القمر خلال 10 سنوات على الأكثر، ولكن قد ينتظر القائمون على هذا المشروع 5 أو 10 سنوات أخرى لبدء الخطوات التنفيذية، لكي تكون أجهزة استخلاص الكهرباء من الشمس في مستوى يضمن توفير كهرباء بلا حدود من القمر.

ومن المعروف أن تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربية يعتمد على الخلايا الكهروضوئية أو الخلايا الكهروشمسية التي تعرف علميا باسم "فوتوفولتيكس". وقد تم اكتشاف هذه الظاهرة عام 1839م حيث وجد أحد علماء الفيزياء أن الضوء يستطيع تحرير الإلكترونات من بعض المعادن، وقد نال العالم أينشتاين جائزة نوبل في عام 1921م لتفسيره لهذه الظاهرة، واخترع الأمريكي "روسل أوهل" الخلية الشمسية المصنوعة من السليكون في عام 1941م. وتتميز الخلايا الشمسية بأنها لا تستهلك وقودا، ولا تلوث الجو، وحياتها طويلة، ولا تتطلب إلا القليل من الصيانة.

وتقدر عادة كفاءة الخلايا الشمسية بحوالي 20%، وما زال التطور في قدرات وتكاليف هذه الخلايا مستمرا حتى الآن، وتجرى العديد من التجارب لإنتاج خلايا كهروضوئية أشد فاعلية وزهيدة النفقات؛ فكلفة استخراج الكهرباء من الطاقة الشمسية آخذة في التناقص، وتناقصت بنسبة تزيد على 65% خلال السنوات العشر الماضية فقط. حيث يطور العلماء تقنيات جديدة لزيادة القدرة التحويلية للخلايا الشمسية وتخفيض تكلفتها، وتطوير قدراتها.

ومن المنتظر أن تطرح شركة "سفرال سولار" الكندية باكورة إنتاجها من ألواح الخرز الكهروشمسي هذا العام 2004، وهي تقنية جديدة رخيصة الكلفة، وتتميز بالمتانة وقدرتها على التشكل وطواعيتها في الاستخدام لأي غرض.

وفى الشهر الماضي (مايو 2004) ابتكر علماء الهندسة الكهربائية في جامعة برينستون الأمريكية تقنية جديدة تجعل من الخلايا الشمسية مصدرا اقتصاديا مهما للطاقة. وتعتمد هذه التقنية على استخدام مواد عضوية تتألف من جزيئات كربونية بدلا من الأنواع التقليدية المعتمدة على مواد سيليكونية، وتسمح بتوليد الكهرباء بكلفة أقل ولاستعمالات أكثر. وفي الوقت الراهن يجري الباحثون في مركز تكساس للتواصلية الفائقة والمواد المتقدمة Texas Center for Superconductivity and Advanced Materials أبحاثا لتطوير أساليب النانوتكنولوجيا لتحويل التربة القمرية إلى خلايا شمسية. ويؤكد "إليكس فريوندليتش" أستاذ بحوث الفيزياء أن تربة القمر تحتوي على المكونات الضرورية لتصنيع الخلايا الشمسية بطريقة النانوتكنولوجيا، وأنها ستكون ذات قدرة تحويلية أعلى بكثير من 35%.

كيف يتم التخطيط للمشروع؟

يعتمد التخيل المستقبلي لوضع هذه التقنية في حيز الوجود على تقنيات علمية متوفرة حاليا وعلى المواد المتواجدة بالفعل على القمر، وليس هناك حاجة إلى شحن مواد خام إلى القمر لبناء هذه المحطات؛ لأن هذه المواد متاحة بالفعل في القشرة العليا للقمر lunar regolith.

ويمكن البدء في هذا المشروع عن طريق إرسال عدد محدود من رواد الفضاء إلى القمر مع سيارة قمرية معدلة من نوع "روفر" التي تعرف بـ"المتجول القمري المستقل ذاتي الحركة عبر سطح القمر" والتي ابتكرت أثناء الرحلات الشهيرة إلى القمر خلال الفترة من 1969-1972. ويفكر العلماء بإجراء بعض التعديلات عليها مثل تزويد السيارة بعجلات عريضة بها محركات خاصة تحيل تربة القمر إلى حالة قريبة من الانصهار، يستفاد منها في الحصول على السليكون وعلى الكثير من المواد الأخرى اللازمة لتصنيع الخلايا الشمسية.

ولن يكون هناك أي مشكلة في البناء؛ فيكفي عدد قليل جدا من الرواد، مع مجموعة مبرمجة من الروبوتات؛ ليتم إنشاء محطة ضخمة على القمر -كمحول طاقة شمسي عملاق- كفيلة باستقبال أكبر قدر من أشعة الشمس وتحويله إلى كهرباء، وستكفي نسبة 1% فقط من أشعة الشمس على القمر لإمداد ضعف عدد السكان في العالم بكل احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية أو الحرارية. وبعد تشغيل هذه المحطة يعود الرواد إلى الأرض؛ لتقوم الروبوتات المبرمجة والمتصلة بمركز المتابعة على الأرض بمهام الإشراف الكامل عليها.

أما عملية توصيل الكهرباء من القمر للأرض فمن المتوقع أن تكون أكثر سهولة، وستتم عن طريق تحويل الطاقة الكهربية المجمعة من القمر إلى أشعة المايكروويف التي تنطلق بسرعة نحو الأرض ليتم استقبالها عن طريق أجهزة متطورة تعيدها إلى كهرباء. ويمكن أن يتم توزيع الكهرباء بالطرق التقليدية إلى جميع مناطق العالم، عبر مراكز مزودة بوسائل تضمن تلبية احتياجات البشر من الطاقة.

ويتوقع المؤيدون لإنشاء محطات الطاقة الشمسية القمرية أن هذه التقنية ستوفر طاقة كهربائية مستمرة ورخيصة إلى أهل الأرض، وأن الاستثمار الرأسمالي للقمر سيؤسس مستعمرات إنسانية كبيرة وقدرة تصنيعية عالية تستطيع خلق ثروة هائلة جديدة. كما يتوقعون أن هذه الثروة ستمكن الإنسان من الاستكشاف المربح للقمر والنظام الشمسي الداخلي، وستزيد من قدرات سكان الأرض والقمر في الدفاع عن أنفسهم ضد هجوم المذنبات والكويكبات الشاردة في الكون الفسيح
 
المصدر : موقع اسلام أون لاين

أغسطس 28, 2004, 05:29:58 مساءاً
رد #69

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #69 في: أغسطس 28, 2004, 05:29:58 مساءاً »
البطاريات البشرية .. طاقة متجددة
قد لا يكون في وسعك في المستقبل القريب أن تعيد تزويد سيارتك بوقود عصير القصب، وقد لا يكون بإمكانك شحن بطارية هاتفك المحمول بمجرد وصله بعلبة كولا، لكن في المقابل يكفي أن تغرس وصلة سلك في ذراعك لشحن هاتفك المحمول وغيره من الأجهزة الإلكترونية الشخصية! فالعلماء ينظرون لجسمك كبطارية كهربية لا تنفد، ومن الممكن استغلالها لمد الأجهزة الإلكترونية بالطاقة!.. فكرة مجنونة وغريبة للغاية، ينظر لها بعض العلماء بعين الشك، ولكن ينظر آخرون لها كفكرة عبقرية ستغير مستقبل البشرية في القريب العاجل!.

فمن المعروف أن حجم الدوائر الإلكترونية والآلات الميكانيكية يتضاءل باستمرار، ومع ذلك فإن البطاريات التي تزود هذه العناصر بالطاقة لا تحذو الحذو نفسه، كما أن عمرها ليس طويلا وتنفد بسرعة. ولهذا فكر العلماء في اللجوء إلى مصدر طاقة متجدد يستطيع أن يوفر الطاقة اللازمة للأجهزة الشخصية بطريقة مستمرة، وأخيرا قدم الجسم البشري الحل النهائي لهذه المشكلة.

فنظريا يمكن أن تسمح طاقة جسم إنسان بإخراج 100 وات/ساعة، وهي طاقة كافية لإنارة مصباح كهربي، لكن ذلك يستلزم تحويل كل ما يأكله الشخص العادي من غذاء إلى كهرباء. وعمليا فإن تحويل جزء يسير من هذه الطاقة الزائدة عن حاجة الجسم إلى قوة كهربائية هو أمر قابل للتطبيق، وهو أعظم حلم للعلماء.

وطبقا لمركز طاقة الفضاء والإلكترونيات المتقدمة التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، يحتوي الجسم البشري على 15% من وزنه دهنا في المتوسط، وهذه الدهون قادرة على إنتاج طاقة تقدر بـ11 ألف وات/ساعة، في حين يستهلك الجسم طاقة كهربية تقدر بـ3.300 وات/ساعة في المتوسط، وبحسبة بسيطة يمكن استنتاج أنه يمكن استغلال جزء من هذه الطاقة لتزويد الأجهزة الإلكترونية بالكهرباء إذا استُحدثت طريقة مناسبة لتحويل جزء صغير من تلك الطاقة إلى كهرباء.

الجسم البشرى.. بطارية لا تنضب

وقد حاول الكثير من العلماء في السابق تحويل الطاقة الفائضة عن حاجة الجسد إلى طاقة كهربية يمكن استغلالها، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل. ومنذ سنوات يحاول علماء وزارة الدفاع الأمريكية تطوير هذه الفكرة لاستغلالها في المهمات الفضائية والعمليات العسكرية السرية، وأخيرا اهتدت مجموعة من الباحثين في مختبرات "سانديا" الوطنية الأمريكية لتقنية جديدة تحول سكر الجلوكوز الفائض عن حاجة الجسم إلى طاقة لتشغيل الأجهزة الكهربية.

ويبدو الجلوكوز، وهو أحد أشكال السكر الأساسية، كوقود أو "نفط" مثالي من نوع جديد في رأي "ستانلي كرافيتز" ومجموعة من زملائه الباحثين لدى "مختبرات سانديا الوطنية" الأمريكية. وحصل "كرافيتز" وزملاؤه الباحثون على براءات اختراع لتحويل الجلوكوز إلى طاقة، ويقومون بتطوير مجموعة من الإبر الزجاجية الدقيقة التي تعادل في حدتها ودقتها إبرة البعوضة، حتى يسهل "غرسها" في ذراع إنسان دون أن يشعر بوخزها لتقوم بتحويل جلوكوز جسمه إلى طاقة كهربائية. ويقول الدكتور "كرافيتز": "تخيل أنك تمكنت من صنع رقعة توضع على الذراع ولها إبر دقيقة جدا لا تسبب الألم لدى غرسها.. عندئذ لا يحتاج الجندي إلا إلى أكل كعكة صغيرة لكي يبقى جهاز اللاسلكي في حالة عمل".

وتوفر هذه الوسيلة مصدرا غنيا بالطاقة يتميز برخصه وبوفرته مقارنة بالعديد من المصادر الأخرى المتاحة. وفى رأي بعض العلماء أن هذه التقنية يمكنها أن تضرب عصفورين بحجر واحد لأنها ستقدم خدمة مزدوجة لمستعمليها، فبالإضافة إلى أنها ستساعد على حل مشكلة الطاقة لديهم فإنها يمكن أن تقدم وسيلة فاعلة للوقاية والعلاج لم تكن في الحسبان، ويتوقع "كرافيتز" أنه من الممكن تصنيع جهاز يقوم بسحب الجلوكوز الزائد من دم المصاب بداء السكري، وقد يساعد الأصحاء على احتفاظهم بجسم مثالي ويكافح السمنة والبدانة!.

رقصة فائقة التنسيق

قد يتساءل البعض: أين الجديد في استخدام السكر كمصدر للطاقة؟ فكلنا نعلم أن السكر يمد أجسام الكائنات الحية بالطاقة؟!.. الحقيقة أن السكريات مصدر غني بالطاقة، ولكن الآلة الوحيدة التي تستطيع استخلاص هذه الطاقة بسهولة ويسر هي الخلية الحية نظرا لوجود الأنزيمات التي خلقها الله فيها والتي قامت بتحويل خلايا الكائنات الثديية إلى ماكينات تحرق سكر الجلوكوز!. والجسم البشري على سبيل المثال يقوم بالتمثيل الغذائي (الأيض) ويقوم بمعالجة سكر الجلوكوز في عمليات دقيقة أشبه برقصة فائقة التنسيق يشترك فيها 12 أنزيما مختلفا ليزودوا الجسم بالوقود. وتمكن الباحثون في مختبرات "سانديا" الوطنية من تصميم وإنتاج إنزيمات تحاكي إنزيمات الجسم البشري باستخدام وسائل الهندسة الوراثية.

كما تمكنوا من استخدام معادن محفزة مثل البلاتين من أجل تحرير الإلكترونات من مداراتها حول الذرات. وأظهرت التطبيقات الأولية على خلايا الوقود الجلوكوزي أنها تستخدم كميات قليلة من الطاقة، ولذلك يحاول الباحثون الآخرون استخدام الجلوكوز لتغذية خلايا الوقود بدلا من الهيدروجين، وتحويله إلى طاقة لغرض توليد الكهرباء.

"روبوتات" تتغذى بالسكر

جذبت التطبيقات المحتملة لطريقة استخدام الجلوكوز كوقود انتباه الكثير من الجهات البحثية والهيئات العلمية والعسكرية، مثل شركة "ثيراسينس" التي تصنع أجهزة مراقبة مستوى الجلوكوز في الدم، وقد نالت الشركة براءة اختراع لصنع خلية وقود الجلوكوز، بعد أن نشر البروفيسور "آدم هيللر" الأستاذ في جامعة تكساس مؤسس الشركة ورقة بحثية في السنة الماضية 2003 في "دورية الجمعية الكيميائية الأمريكية"، وفيها قدم "هيللر" وزملاؤه وصفا دقيقا لأصغر خلية وقود تزرع داخل حبة عنب واحدة وتتغذى على السكر الموجود بها!.

وأشار البروفيسور "هيللر" إلى أنه يقوم حاليا بتطوير خلية وقود مماثلة من أجل تشغيل جهاز يستخدم للمراقبة الدائمة لمستوى الجلوكوز في الدم. ويقوم الجهاز المذكور بتخليص مريض السكري من مشكلة وخز الإبرة اليومي وبتوليد طاقة كهربائية تكفي لعمله، وذلك اعتمادا على الجلوكوز الموجود في دم المريض.

وبخلاف الفكرة السابقة، قال الدكتور "كرافيتز": "إن الباحثين في مختبرات سانديا الوطنية يولدون الكهرباء من أجل الحصول على الكهرباء فقط -أي باعتبارها مصدرا من مصادر الطاقة"، وأشار إلى أن الباحثين في مختبرات "سانديا" قادرون على إنتاج الطاقة ضمن مقياس الملي وات، وهذا القدر كاف لمنح وهجة ضوء صغيرة جدا. وأضاف "كرافيتز": "نحن رفعنا من مستوى الكفاءة بمعامل الألف خلال فترة ثلاثة أعوام. لكننا نحتاج إلى الارتفاع بمعامل يساوي المليون".

وامتد الصراع على استغلال طاقة الجسم البشرى لتشغيل الأجهزة والآلات الكهربية إلى الجانب الآخر من المحيط؛ حيث تحاول مجموعة من العلماء اليابانيين تحويل البشر إلى بطاريات حيوية لا تنفد، وأطلقوا على هذه الفكرة "البطاريات البشرية" "human batteries". ويحاول اليابانيون محاكاة طريقة استخلاص الجسم للطاقة من الغذاء، وهم في طريقهم لإنتاج نوع جديد من المولدات الكهربية يعرف بالـ"المولّد النانوي الحيوي" "bio-nano generator"، لتغذية جيش من الأجهزة الإلكترونية والروبوتات المجهرية (الميكروروبوت) التي تتغذى على السكر لتعمل داخل الجسم!.

ونجح فريق من علماء شركة "باناسونيك"، عملاق الإلكترونيات الياباني، بالفعل في تطوير بطارية دقيقة تسمح بإنتاج مستويات كهربائية منخفضة باستغلال السكر الموجود في دم الإنسان. وتعتمد هذه البطارية على إنزيم قادر على تحرير الإلكترونات من سكر الجلوكوز، ويعتقد الدكتور "كازوو إدا" الذي ترأس فريق البحث أن "المولّدات النانوية الحيوية" هي الخطوة الثورية القادمة في مجال البحوث العلمية بعد تطوير محركات تعمل بالهيدروجين والغاز الطبيعي والكحول. ويبدو أن الجلوكوز هو المصدر الكامن للوقود فهو على العكس من الهيدروجين مثلا قابل للتجدد، ورخيص الثمن، ومتوفر بكثرة.

فهل من الممكن أن تقدم مثل هذه البحوث حلا مشتركا لمشكلة الطاقة التي يواجهها العالم والمشاكل الصحية المزمنة التي يعاني منها الإنسان كالسكري والبدانة؟. يجيب الدكتور "كرافيتز" على هذا السؤال بقوله: "تلك فكرة غريبة ومجنونة إلى حد ما.. لكنني مرة أخرى أقول إنها قد لا تكون كذلك".

أغسطس 28, 2004, 05:43:17 مساءاً
رد #70

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #70 في: أغسطس 28, 2004, 05:43:17 مساءاً »
درع مغناطيسي حول الأرض

الشمس هي أقرب نجم للأرض، وهي كرة هائلة من الغاز يفوق حجمها وكتلتها حجم وكتلة الأرض مئات المرات، وكثافتها حوالي ربع كثافة الأرض، ويتكون الغلاف الجوي للشمس من ثلاث طبقات رئيسية هي الطبقة المرئية (الفوتوسفير) والطبقة الملونة (الكرموسفير) والإكليل (الكورونا) وفي الأحوال العادية عند رصد الشمس أثناء الشروق أو الغروب بالعين المجردة أو بالتلسكوبات؛ فإننا نرى فقط طبقة الفوتوسفير، أما الطبقتان الكرموسفير والإكليل فلا يمكن رؤيتها إلا أثناء الكسوف الكلي للشمس؛ حيث تبدو طبقة الكرموسفير كحلقة حمراء تحيط بقرص الشمس المظلم نتيجة لاحتجابه وراء قرص القمر. ويبدو الإكليل كهالة بيضاء لؤلؤية قد تكون صغيرة إذا كان الكسوف في سنوات هدوء النشاط الشمسي، وتبدو كبيرة في سنوات النشاط العالي وطبقة الإكليل رغم بعدها عن سطح الشمس إلا أن درجة حرارتها تزيد عن المليون درجة، بينما درجة حرارة سطح الشمس لا تتجاوز ستة آلاف درجة، وهذا الارتفاع الشاذ في الحرارة نتيجة لتكسر الموجات الصوتية المنبعثة نتيجة للغليان عند سطح الشمس على طبقة الإكليل وتحول الطاقة الحركية للموجات الصوتية إلى طاقة حرارية، وهذه الحرارة العالية للإكليل تجعل المواد المكونة للإكليل في حالة بلازما ويتحول الهيدروجين والهليون، وهما المكونان الأساسيان للشمس إلى أيونات موجبة وبروتونات وإلكترونات ذات سرعات حرارية عالية، مما يمكنها من الهروب من الإكليل إلى الفضاء الخارجي رغم جاذبية الشمس العالية جدًّا.

هذه الدقائق المشحونة الهاربة من إكليل الشمس تسبح في الفضاء الخارجي لمسافات طويلة؛ حتى تتجاوز أبعد كواكب المجموعة الشمسية (بلوتو) ثم إلى فضاء ما خارج المجموعة الشمسية، وهي ما تسمى بالرياح الشمسية، وتتوقف سرعة هذه الرياح ومكوناتها وكثافتها على حالة الشمس؛ فهي في حالة هدوء النشاط الشمسي تكون لها سرعة حوالي من ثلاثمائة إلى ستمائة كيلومتر في الثانية، وكثافة تتراوح ما بين 1 إلى 10 جسيمات لكل سم3 وفي حالة هدوء النشاط الشمسي، ونتيجة لحدوث الانفجارات الشمسية في الغلاف الجوي للشمس فإن سرعة هذه الرياح تزداد إلى ألف كيلومتر في الثانية، كما تتضاعف كثافتها، وتتغير نسب مكوناتها.

هذه الرياح الشمسية بدقائقها المشحونة، وهي تشابه أشعة ألفا وبيتا الناتجة من الانفجارات الذرية والنووية على سطح الأرض... أي أنها أشعة مهلكة لكل صور الحياة على الأرض.. ولولا رعاية الله ورحمته لهذا المخلوق الضعيف الذي خلقه وهو الإنسان... لكان الجنس البشري وما يحيط به من بيئة حية في خبر كان... وتتجلى عظمة الله ورحمته بأن خلق حول الأرض درعا مغناطيسيًّا، لا يمكن لهذه الدقائق المشحونة أن تخترقه، بل تدور حوله إلى أن تذهب بعيدًا عن الأرض... هذا الدرع هو طبقة الماجنتوسفير أو ما يسمى بحزام "فان ألن".

وقد قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإرسال عدة مركبات فضائية تحمل اسم بايونير إلى الفضاء الخارجي لدراسة الرياح الشمسية وتسجيل سرعتها وكثافتها ودرجة حرارتها وتحليل مكوناتها فتم  إطلاق بايونير 6 عام 1965 وبايونير 7 عام 1966 وبايونير 8 عام 1967 وبايونير 9 عام 1968 وبايونير 12 عام 1978.

وفي حالة حدوث انفجار عنيف في الشمس فإن سحابة من الدقائق المشحونة تتحرك إلى الفضاء الخارجي هاربة من جاذبية الشمس، وإذا كانت الأرض في مسار هذه السحابة فإنها تصلحها بعد يومين أو ثلاثة ثم تنكسر هذه السحابة على طبقة الماجنتوسفير للأرض ولا يصلح إلى سطح الأرض منها شيء اللهم إلا قليل جدًا الذي يصل إلى طبقات الجو العليا بالمناطق القطبية ويؤدي إلى إضاءة السماء في هذه المناطق لعدة أيام وهو ما يسمى بالشفق أو الفجر القطبي (الأورورا).

ونتيجة للرياح الشمسية أو سحابات الدقائق المشحونة القادمة من الشمس فإنه يحدث عند اصطدامها بطبقة الماجنتوسفير للأرض تغير فجائي لمركبات المغناطيسية الأرضية وخاصة المركبات الأفقية؛ حيث يحدث بها اضطراب قد يستمر لعدة أيام وهو ما يسمى بالعواصف المغناطيسية والذي تسجله محطات قياس المغناطيسية الأرضية كمحطة المسلات الموجودة بمحافظة الفيوم التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان.

ومن المعلوم أن الأرض الخاصة للانفجارات الشمسية والرياح الشمسية وتأثيرها على الأرض والتي ترصدها محطات وكالة الفضاء الأمريكية NASA والهيئة الأمريكية لبحوث الغلاف الجوي والمحيطات NOAA تصل إلى د. مسلم شلتوت منذ ثلاثة وعشرين عامًا، وقام بالحصول على درجة الماجستير والدكتوراة في موضوع الانفجارات الشمسية وعلاقتها بالرياح الشمسية وتأثيرها على الأرض، وله أكثر من عشرين بحثًا في هذا الموضوع منشورة محليًا ودوليًا بعد الدكتوراة.

موقع اسلام أون لاين

سبتمبر 02, 2004, 11:07:43 صباحاً
رد #71

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #71 في: سبتمبر 02, 2004, 11:07:43 صباحاً »
الصباح .. أديسون الشرق الذي أضاء بلاد الغرب

مِن "حسن كامل الصباح" إلى "أحمد زويل" مسار قافلة طويلة كُتِبَ فيها على أرحام الشرق أن تقذف؛ لتُقطف الثمار هناك في الغرب، ونكتفي نحن هنا بالفخر والاحتفاء!!

وإذا كنا جميعًا نعرف من هو "أحمد زويل"، فالكثيرون منا لا يعرفون العالم اللبناني "حسن كامل الصباح" (1894-1935) الذي قدم للبشرية حوالي 176 اختراعاً رغم عمره القصير 41 عامًا، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية حتى أطلقت عليه الصحف الأمريكية لقب خليفة أديسون أو "أديسون الشرق"، وكان العربي الوحيد الذي منحه معهد المهندسين الكهربائيين الأمريكيين لقب فتى العلم الكهربائي.

بيت علم

ولد الصبّاح في 16 أغسطس عام 1894 في بلدة النبطية بجنوب لبنان، ونشأ في بيت علم وفكر، فتوجهت اهتماماته نحو الاطلاع والثقافة والتعرف على ما في الطبيعة من قوى، وشجعه على ذلك خاله الشيخ أحمد رضا الذي كان شغوفًا بالبحث والتعرف على الحقائق الطبيعية والاجتماعية والروحية.

وقد ظهرت علامات الذكاء والنبوغ على "حسن كامل الصباح" وهو في السابعة من عمره عندما ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية فنال إعجاب معلميه، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت سنة 1908 فظهر نبوغه في الرياضيات والطبيعيات، وفى نهاية السنة الأولى له فيها أدرك الصباح عدم صلاحية الكتب الدراسية المقررة عليه مع طموحاته العلمية؛ فبدأ في دراسة اللغة الفرنسية للاطلاع على العلوم التي لم يكن يجدها في الكتب العربية آنذاك.

ثم التحق الصبّاح بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأتقن اللغة الإنجليزية في مدة قصيرة، واستطاع حل مسائل رياضية وفيزيائية معقدة ببراعة وهو في السنة الجامعية الأولى، وشهد له أساتذته بقدراته، وتردد اسمه بين طلاب الجامعات اللبنانية، ووصفه الدكتور فؤاد صروف - أحد أساتذته - في مجلة المقتطف بأنه شيطان من شياطين الرياضيات.

مدرس للرياضيات

والتحق الصباح بقسم الهندسة في الجامعة الأمريكية، وأبدى اهتمامًا خاصًّا نحو الهندسة الكهربائية ونتيجة لما ظهر عليه من نبوغ في استيعاب نظرياتها وتطبيقاتها تبرع له أحد الأساتذة الأمريكيين البارزين بتسديد أقساط المصروفات الجامعية تقديراً منه لهذا التفوق حين عرف أن ظروف أسرة الصباح المادية لا تسمح له بمواصلة الدراسة الجامعية.

وعندما بلغ سن تأدية الخدمة العسكرية اضطر "حسن كامل الصباح" إلى التوقف عن الدراسة عام 1916 والتحق بسرية التلغراف اللاسلكي وفى عام 1918 توجه إلى العاصمة السورية دمشق؛ حيث عمل مدرساً للرياضيات بالإضافة إلى متابعته دراسة الهندسة الكهربائية والميكانيكا والرياضيات، كما وجه اهتمامًا للاطلاع على نظريات العلماء في مجال الذرة والنسبية، وكان من القلائل الذين استوعبوا هذه النظرية الشديدة التعقيد، وكتب حولها المقالات فشرح موضوع الزمان النسبي والمكان النسبي والأبعاد الزمانية والمكانية والكتلة والطاقة وقال عنه العالم إستون فيما بعد: كان الوحيد الذي تجرأ على مناقشة أراء أينشتاين الرياضية وانتقادها والتحدث عن النسبية كأينشتاين نفسه.

وفى 1921 غادر دمشق وعاد إلى الجامعة الأمريكية مرة أخرى؛ لتدريس الرياضيات، وكان حريصاً على شراء المؤلفات الألمانية الحديثة في هذا المجال، ولكن في  الوقت نفسه كان الصباح تواقاً إلى التخصص في مجال الهندسة الكهربائية.

إلى أمريكا

وفى عام 1927 توجه "حسن كامل الصباح" إلى أمريكا، والتحق بمدرسة الهندسة الكبرى المسماة مؤسسة ماسانشوستش الفنية، لكنه لم يتواءم مع التعليم الميكانيكي في هذه المؤسسة، كما عجز عن دفع رسومها فتركها بعد عام، وانتقل إلى جامعة إلينوي ولمع نبوغ الصباح قبل نهاية العام الدراسي الأول في هذه الجامعة، فقدم أستاذ الفلسفة الطبيعية بها اقتراحًا للعميد بمنح الصباح شهادة معلم علوم (M.A) إلا أن العميد لم يوافق على الاقتراح؛ حيث كان يجب على الطالب أن يقضي عامين على الأقل في الجامعة قبل منحه أي شهادة.

وفكر الصباح في بدء حياته العملية؛ فالتحق بشركة الكهرباء العامة في ولاية نيويورك، وكانت تعتبر أعظم شركات الكهرباء في العالم، وفيها ظهرت عبقريته وتفوقه على المئات من المهندسين العاملين بالشركة، ولم تمضِ سنة واحدة على عمله بها حتى بدأت سلسلة اختراعاته التي نالت إعجاب رؤسائه؛ فخصصوا له مختبراً ومكتبًا وعينوا عددًا من المهندسين الذين يعملون تحت إدارته.

ووضع الصباح نظريات وأصولا جديدة لهندسة الكهرباء؛ فشهد له العلماء بالعبقرية ومن بينهم العالم الفرنسي الشهير موريس لوبلان، وبعث إليه الرئيس الأمريكي آنذاك بخطاب يؤكد فيه إعجابه بنبوغه واختراعاته، وأرسلت إليه شركات الكهرباء الكبرى شهادات تعترف بصحة اختراعاته، ومنها شركة وستنجهاوس في شيكاغو وثلاث شركات ألمانية أخرى.

وفى عام 1932 منحه مجمع مؤسسة الكهرباء الأمريكي لقب "فتى مؤسسة مهندسي الكهرباء الأمريكية"، وهو لقب علمي لا يُعطى إلا إلى من اخترع وابتكر في الكهرباء، ولم ينل هذا اللقب إلا عشرة مهندسين في الشركة.

"فتى العلم الكهربائي"

وفي مطلع عام 1933 تمت ترقيته في الشركة، ومنح لقب "فتى العلم الكهربائي" وذلك بعد انتخابه من جمعية المهندسين الكهربائيين الأمريكيين في نيويورك. واستطاع الصباح اكتشاف طرائق الانشطار والدمج النووي المستخدمة في صنع القنابل الهيدروجينية والنووية والنيترونية.

وقد شملت علوم الصباح نواحي معرفية عديدة في مجالات الرياضيات البحتة والإحصائيات والمنطق والفيزياء وهندسة الطيران والكهرباء والإلكترونيات والتلفزة، وتحدث عن مادة "الهيدرولية" وما ينتج عنها من مصادر للطاقة، واستشهد بشلالات نبع الصفا في جنوب لبنان ونهر الليطاني، كما كانت له آراؤه في المجالات السياسة والاقتصادية والاجتماعية والحرية والاستعمار والمرأة والوطنية والقومية العربية، وكان ذواقًا للأدب ويجيد أربع لغات هي: التركية والفرنسية والإنجليزية والألمانية.

اختراعات الصباح

ويصل عدد ما اخترعه حسن كامل الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 76 اختراعًا سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وأسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية. وبدأ اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط الذي يعين مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي الواقع عليها.

وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.

كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، وخاصة السينما سكوب بالإضافة إلى التليفزيون.

وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وهو عبارة عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد تعرضها لأشعة الشمس، وإذا وُضع عدد منها يغطي مساحة ميل مربع في الصحراء؛ فإن القوة الكهربائية التي يمكن استصدارها من الشمس عندئذ تكون 200 مليون كيلو وات، وقد عرض الصباح اختراعه هذا على الملك فيصل الأول ملك العراق ليتبناه، ولكنه مات ثم عرضه على الملك عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع الخالي، ولكن الصباح مات بعد فترة وجيزة.

وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو، وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.

الموت المفاجئ

وقد حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق  الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته لوالديه.

وحمل جثمان العالم اللبناني والمخترع البارع حسن كامل الصباح في باخرة من نيويورك إلى لبنان، وشيع في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه ببلدة النبطية بجنوب لبنان، ورثاه رئيس شركة جنرال إلكتريك قائلا: إنه أعظم المفكرين الرياضيين في البلاد الأمريكية، وإن وفاته تعد خسارة لعالم الاختراع

سبتمبر 02, 2004, 11:09:19 صباحاً
رد #72

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #72 في: سبتمبر 02, 2004, 11:09:19 صباحاً »
عبدالقدير خان .. أبوالقنبلة الباكستانية

ليس حل مشكلات العالم الإسلامي قنبلة نووية ، ولكن ماداموا يفعلون فعلينا أن نمتلك مصادر القوة ، هذه وجهة النظر الباكستانية في مشروعها النووى ، قد يوافق عليها البعض وقد يرفضها آخرون ، لكن هذا ما صار فعلاً وتطور علي يد العالم الباكستاني عبد القدير خان .

ولد الدكتور عبد القدير خان في ولاية بوبال الهندية عام 1936 لا يصغره سوى أخت واحدة من بين خمسة من الإخوة واثنتين من الأخوات. كان والده عبد الغفور خان مدرسًا تقاعد عام 1935، أي قبل ولادة ابنه عبد القدير بعام واحد؛ ولذا نشأ الابن عبد القدير تحت جناح أبيه المتفرغ لتربيته ورعايته.

كان لوالد عبد القدير خان تأثير كبير في حياة ابنه؛ حيث كان الوالد إنسانًا عطوفًا ورقيقًا؛ فعلّم ابنه تقدير الحياة وحب الحيوانات، حتى إن القردة القاطنة بتلال مارجالا التي تحيط بمنزل الدكتور عبد القدير قد علمت عنه ذلك، فتأتي إليه في كل مساء بعد رجوع الدكتور عبد القدير من يوم عمل شاق لتأكل من يديه!!

كانت زليخة بيجوم والدة الدكتور عبد القدير خان سيدة تقية تلتزم بالصلوات الخمس ومتقنة للغة الأوردية والفارسية؛ ولذلك نشأ الدكتور عبد القدير خان متدينًا ملتزمًا بصلواته.

تخرج عبد القدير خان من مدرسة الحامدية الثانوية ببوبال؛ ليستجيب لنداء إخوته بالهجرة إلى الباكستان أملاً في حياة أفضل وفرص أكبر؛ حيث كان يرى أن الفرص المتاحة له ببوبال محدودة، وربما لم يكن لينجز أكثر من كونه مدرسًا مثل أبيه وعيشه حياة خالية تمامًا من الأحداث المثيرة.

لم يكن عبد القدير خان طالبًا متميزًا؛ حيث أراد أبواه له أن يحيا طفولة عادية، فلم يمارسا عليه أية ضغوط من حيث درجاته؛ ولذا كانت حياته الأكاديمية في المدرسة والكلية خالية تماما من الضغوط النفسية.

توفي والد الدكتور عبد القدير خان رحمه الله، والذي لم يهاجر مع أبنائه إلى الباكستان في بوبال عام 1957.

تخرج عبد القدير في كلية العلوم بجامعة كاراتشي عام 1960، وتقدم لوظيفة مفتش للأوزان والقياسات، وهي وظيفة حكومية من الدرجة الثانية. كان عبد القدير أحد اثنين من بين 200 متقدم قُبِلوا بالوظيفة، وكان راتبه 200 روبية في الشهر.  ربما لو استمر الدكتور عبد القدير خان في هذه الوظيفة لتدرج في مناصبها؛ لولا رئيسه المباشر في العمل؛ والذي كان يفرض على عملائه أن يدعوه على الغداء لإتمام أوراقهم، فلم يتقبل عبد القدير الشاب هذه التصرفات التي اعتبرها نوعًا من الرشاوى؛ فاستقال من وظيفته.

قرر عبد القدير خان السفر إلى الخارج لاستكمال دراسته وتقدم لعدة جامعات أوروبية؛ حيث انتهى به الأمر في جامعة برلين التقنية؛ حيث أتم دورة تدريبية لمدة عامين في علوم المعادن. كما نال الماجستير عام 1967 من جامعة دلفت التكنولوجية بهولندا ودرجة الدكتوراة من جامعة لوفين البلجيكية عام 1972.

لم يكن ترك الدكتور عبد القدير خان لألمانيا وسفره إلى هولندا سعيًا وراء العلم.. بل كان ليتزوج من الآنسة هني الهولندية التي قابلها بمحض الصدفة في ألمانيا. فتمت مراسم الزواج في أوائل الستينيات بالسفارة الباكستانية بهولندا.

حاول الدكتور عبد القدير مرارًا الرجوع إلى الباكستان ولكن دون جدوى.  حيث تقدم لوظيفة لمصانع الحديد بكراتشي بعد نيله لدرجة الماجستير؛ ولكن رفض طلبه بسبب قلة خبرته العملية، وبسبب ذلك الرفض أكمل دراسة الدكتوراة في بلجيكا؛ ليتقدم مرة أخرى لعدة وظائف بالباكستان، ولكن دون تسلم أية ردود لطلباته. في حين تقدمت إليه شركة FDO  الهندسية الهولندية ليشغل لديهم وظيفة كبير خبراء المعادن فوافق على عرضهم.  

كانت شركة FDO  الهندسية أيامها على صلة وثيقة بمنظمة اليورنكو- أكبر منظمة بحثية أوروبية والمدعمة من أمريكا وألمانيا وهولندا. كانت المنظمة مهتمة أيامها بتخصيب اليورانيوم من خلال نظام آلات النابذة Centrifuge system. تعرض البرنامج لعدة مشاكل تتصل بسلوك المعدن استطاع الدكتور عبد القدير خان بجهده وعلمه التغلب عليها. ومنحته هذه التجربة مع نظام آلات النابذة خبرة قيمة كانت هي الأساس الذي بنى عليه برنامج الباكستان النووي فيما بعد.

حين فجرت الهند القنبلة النووية عام 1974 كتب الدكتور عبد القدير خان رسالة إلى رئيس وزراء الباكستان في حينها "ذو الفقار علي بوتو" قائلا فيها: إنه حتى يتسنى للباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نوويّ".  لم يستغرق الرد على هذه الرسالة سوى عشرة أيام، والذي تضمن دعوة للدكتور عبد القدير خان لزيارة رئيس الوزراء بالباكستان، والتي تمت بالفعل في ديسمبر عام 1974.  قام رئيس الوزراء بعدها بالتأكد من أوراق اعتماده عن طريق السفارة الباكستانية بهولندا، وفي لقائهما الثاني عام 1975 طلب منه رئيس الوزراء عدم الرجوع إلى هولندا ليرأس برنامج الباكستان النووي.  

حين أبلغ الدكتور عبد القدير خان زوجته بالعرض -والذي كان سيعني تركها لهولندا إلى الأبد- مساء نفس اليوم سألته إن كان يعتقد أنه يستطيع إنجاز شيء لبلده.. فحين رد بالإيجاب ردت على الفور: ابق هنا إذن حتى ألمّ أغراضنا في هولندا وأرجع إليك. ومنذ ذلك الحين وآل خان في الباكستان.

توصل الدكتور عبد القدير خان بعد فترة قصيرة من رجوعه إلى الباكستان إلى أنه لن يستطيع إنجاز شيء من خلال مفوضية الطاقة الذرية الباكستانية، والتي كانت مثقلة ببيروقراطية مملة. فطلب من بوتو إعطاءه حرية كاملة للتصرف من خلال هيئة مستقلة خاصة ببرنامجه النووي. وافق بوتو على طلبه في خلال يوم واحد وتم إنشاء المعامل الهندسية للبحوث في مدينة كاهوتا القريبة من مدينة روالبندي عام 1976 ليبدأ العمل في البرنامج. وفي عام 1981 وتقديرًا لجهوده في مجال الأمن القومي الباكستاني غيّر الرئيس الأسبق ضياء الحق اسم المعامل إلى معامل الدكتور عبد القدير خان للبحوث.

بدأ الدكتور عبد القدير خان بشراء كل ما يستطيع من إمكانات من الأسواق العالمية، وفي خلال ثلاث سنوات تمكن من بناء آلات النابذة وتشغيلها بفضل صِلاته بشركات الإنتاج الغربية المختلفة وسنوات خبرته الطويلة.

يقول الدكتور عبد القدير خان في إحدى مقالاته: أحد أهم عوامل نجاح البرنامج في زمن قياسي كان درجة السرية العالية التي تم الحفاظ عليها، وكان لاختيار موقع المشروع في مكان ناءٍ كمدينة كاهوتا أثر بالغ في ذلك. كان الحفاظ على أمن الموقع سهلا بسبب انعدام جاذبية المكان للزوار من العالم الخارجي، كما أن موقعه القريب نسبيًا من العاصمة يسّر لنا اتخاذ القرارات السريعة، وتنفيذها دون عطلة. وما كان المشروع ليختفي عن عيون العالم الغربي لولا عناية الله تعالى، ثم إصرار الدولة كلها على إتقان هذه التقنية المتقدمة التي لا يتقنها سوى أربع أو خمس دول في العالم. ما كان لأحد أن يصدق أن دولة غير قادرة على صناعة إبر الخياطة ستتقن هذه التقنية المتقدمة".  

حين علم العالم بعدها بتمكن الباكستان من صناعة القنبلة النووية هاج وماج؛ إذ بدأت الضغوط على الحكومة الباكستانية من جميع الجهات ما بين عقوبات اقتصادية وحظر على التعامل التجاري وهجوم وسائل الإعلام الشرس على الشخصيات الباكستانية. كما تم رفع قضية ظالمة على الدكتور عبد القدير خان في هولندا تتهمه بسرقة وثائق نووية سرية. ولكن تم تقديم وثائق من قبل ستة أساتذة عالميين أثبتوا فيها أن المعلومات التي كانت مع الدكتور عبد القدير خان من النوع العادي، وأنها منشورة في المجلات العلمية منذ سنين. تم بعدها إسقاط التهمة من قبل محكمة أمستردام العليا. يقول الدكتور عبد القدير خان: إنه حصل على تلك المعلومات بشكل عادي من أحد أصدقائه؛ إذ لم يكن لديهم بعد مكتبة علمية مناسبة أو المادة العلمية المطلوبة.

يتلخص إنجاز الدكتور عبد القدير خان العظيم في تمكنه من إنشاء مفاعل كاهوتا النووي (والذي يستغرق عادة عقدين من الزمان في أكثر دول العالم تقدمًا- في ستة أعوام) وكان ذلك بعمل ثورة إدارية على الأسلوب المتبع عادة من فكرة ثم قرار ثم دراسة جدوى ثم بحوث أساسية ثم بحوث تطبيقية ثم عمل نموذج مصغر ثم إنشاء المفاعل الأولي، والذي يليه هندسة المفاعل الحقيقي، وبناؤه وافتتاحه. قام فريق الدكتور خان بعمل كل هذه الخطوات دفعة واحدة.

استخدم فريق الدكتور خان تقنية تخصيب اليورانيوم لصناعة أسلحتهم النووية. هناك نوعان من اليورانيوم يوليهما العالم الاهتمام: يورانيوم-235 ويورانيوم 238.  ويعتبر اليورانيوم235 أهمهما؛ حيث هو القادر على الانشطار النووي وبالتالي إنشاء الطاقة. يستخدم هذا النوع من اليورانيوم في المفاعلات الذرية لتصنيع القنبلة الذرية.

ولكن نسب اليورانيوم 235 في اليورانيوم الخام المستخرج من الأرض ضئيلة جدا تصل إلى 0.7 % وبالتالي لا بد من تخصيب اليورانيوم لزيادة نسبة اليورانيوم 235؛ إذ لا بد من وجود نسبة يورانيوم 235 بنسبة 3-4% لتشغيل مفاعل ذري وبنسبة 90 % لصناعة قنبلة ذرية. يتم تخصيب اليورانيوم باستخدام أساليب غاية في الدقة والتعقيد وتمكنت معامل كاهوتا من ابتكار تقنية باستخدام آلات النابذة، والتي تستهلك عُشْر الطاقة المستخدمة في الأساليب القديمة.  تدور نابذات كاهوتا بسرعات تصل إلى 100ألف دورة في الدقيقة الواحدة.  يقول الدكتور خان: في حين كان العالم المتقدم يهاجم برنامج الباكستان النووي بشراسة كان أيضًا يغض الطرف عن محاولات شركاته المستميتة لبيع الأجهزة المختلفة لنا! بل كانت هذه الشركات تترجّانا لشراء أجهزتها. كان لديهم الاستعداد لعمل أي شيء من أجل المال ما دام المال وفيرًا!

قام الفريق الباكستاني بتصميم النابذات وتنظيم خطوط الأنابيب الرئيسية وحساب الضغوط وتصميم البرامج والأجهزة اللازمة للتشغيل. وحين اشتد الهجوم الغربي على البرنامج وطبق الحظر والعقوبات الاقتصادية بحيث لم يتمكن الفريق من شراء ما يلزمهم من مواد.. بدأ المشروع في إنتاج جميع حاجياته بحيث أصبح مستقلا تماما عن العالم الخارجي في صناعة جميع ما يلزم المفاعل النووي.

امتدت أنشطة معامل خان البحثية لتشمل بعد ذلك برامج دفاعية مختلفة؛ حيث تصنع صواريخ وأجهزة عسكرية أخرى كثيرة وأنشطة صناعية وبرامج وبحوث تنمية، وأنشأت معهدا للعلوم الهندسية والتكنولوجية ومصنعًا للحديد والصلب، كما أنها تدعم المؤسسات العلمية والتعليمية.

نال الدكتور خان 13 ميدالية ذهبية من معاهد ومؤسسات قومية مختلفة ونشر حوالي 150 بحثًا علميًا في مجلات علمية عالمية. كما مُنح وسام هلال الامتياز عام 1989 وبعده في عام 1996 نال أعلى وسام مدني تمنحه دولة الباكستان تقديرًا لإسهاماته الهامة في العلوم والهندسة: نيشان الامتياز.

أكتوبر 17, 2004, 07:11:26 مساءاً
رد #73

نجيه

  • عضو مبتدى

  • *

  • 2
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #73 في: أكتوبر 17, 2004, 07:11:26 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا محتاسه في بحث عن العلماء بويل و ماريوت و فاندر فال ،عايزه تواريخ ميلادهم و جنسياتهم واعمالهم
وياريت يكون قبل الثلاثاء
ضرووووووووووووووووووري
وجزاكم الله خيرا:blush:

أكتوبر 17, 2004, 07:18:58 مساءاً
رد #74

ضياء الإسلام

  • عضو مبتدى

  • *

  • 5
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #74 في: أكتوبر 17, 2004, 07:18:58 مساءاً »
جزاكم اله خيرا