Advanced Search

المحرر موضوع: الموسوعة  (زيارة 39746 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 01, 2006, 11:01:22 مساءاً
رد #90

aman

  • عضو خبير

  • *****

  • 1244
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.maktoobblog.com/wildrose_2001
الموسوعة
« رد #90 في: يناير 01, 2006, 11:01:22 مساءاً »
أهلا بك أخ يافعي عضرا جديدا معنا

ونرحب بمشاركاتك وآرائك

'<img'>
أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ..
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ


يناير 05, 2006, 08:30:02 صباحاً
رد #91

ضياء

  • عضو مساعد

  • **

  • 199
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #91 في: يناير 05, 2006, 08:30:02 صباحاً »
الدكتورشارل العشي
 




 
  ولد د. شارل العشي  في 18 نيسان 1947 في لبنان.

  مدير مختبر الدفع النفاث Jet Propulsion laboratory

  التابع لوكالة الفضاء الأميركية الناسا-NASA

حصل على:

- شهادة البكاليوريوس في الفيزياء من جامعة غرينوبل في

فرنسا.

- دبلوم هندسة من معهد البوليتكنيك في غرينوبل عام 1968.
 

- شهادة الماجيستيروالدكتوراه في العلوم الكهربائية من معهد كاليفورنيا

 للتكنولوجيا CALTECH في باسادنيا- كاليفورنيا في العام 1969 و 1971.

     - شهادة الماجيستير في الأعمال من USC عام 1978.

 - شهادة الماجيستير في الجيولوجيا من جامعة U C L A عام 1983.
 

- يعمل مدير مختبر الدفع النفاث Jet Propulsion laboratory التابع لوكالة الفضاء الأميركية الناسا-NASA، و نائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا California Institute of Technology، حيث يحاضر أيضاً في الهندسة الكهربائية وعلوم الكواكب.

ويعتبر من اللامعين في وكالة الفضاء الأميركية حيث قام بتطوير العديد من التقنيات المتقدمة لاستخدامها في مهمات إستكشاف النظام الشمسي ودراسة أسباب نشوئه، مراقبة الأرض ، والفيزياء الفلكية.

نال الدكتورالعشي العشرات من الجوائز العلمية العالمية، وكرّم باطلاق اسمه على أحد الكويكبات "4116 Elachi" تقديراً له على مساهماته في استكشاف النظام الشمسي.

شارك العشي في العديد من البعثات الأركيولوجية العلمية في الصحراء المصرية، و شبه الجزيرة العربية و الصحراء الغربية الصينية للبحث عن طرق التجارة القديمة و المدن المدفونة تحت الأرض، و ذلك بعد الاستعانة بتقنيات التصوير الراداري بالأقمار الاصطناعية، التي ساهم العشي نفسه في تطويرها.

قالت عنه الناسا عند تسلمّه ادارة معهد الدفع النفاث JPL التابع لها : "إن شارل وضع الاستراتيجيات الكفيلة باستكشاف الفضاء لعقود ستأتي، وهو قائد و صاحب رؤية".

يشرف د.شارل العشي حالياً على استكشاف كوكب المريخ بعد هبوط مركبتي سبيريت  Spirit و أوبورتشونيتي Opportunity على سطحه،وعلى استكشاف كوكب زحل وأقماره بعد وصول مركبة كاسيني الى مداره

يناير 17, 2006, 07:33:29 صباحاً
رد #92

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #92 في: يناير 17, 2006, 07:33:29 صباحاً »
الحدث: امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدانمرك..

السؤال: كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر"جهاز
قياس الضغط الجوي"؟!

الإجابة المعتادة والمنتظرة: بقياس الفرق بين الضغط الجوي على
سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب.

أما إجابة الطالب (نيلز بور) فجاءت مختلفة لدرجة استفزت أستاذ
الفيزياء وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة باقي
إجاباته على الأسئلة الأخرى، فقد أجاب نيلز في الورقة: "أربط
الباروميتر بحبل طويل، وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى
يمس الباروميتر الأرض، ثم أقيس طول الخيط"!

غضب أستاذ المادة؛ لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب
بدائي، ليس له علاقة بالباروميتر أو بالفيزياء، فتظلم الطالب
مؤكدا أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة تم تعيين أحد
الأستاذة الخبراء في المادة للبت في القضية.

أفاد تقرير المحكم بأن إجابة الطالب صحيحة، لكنها لا تدل على
معرفته بمادة الفيزياء، فتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات
معرفته العلمية،
فطرح المحكم نفس السؤال شفهيا على
الطالب: "كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام جهاز قياس
الضغط الجوي أو الباروميتر؟!"
فكر الطالب قليلاً وقال: "لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع
الناطحة، ولا أدري أيهم أختار"،
فقال الحكم: "هات كل ما عندك".

فأجاب الطالب قائلاً: الإجابة الأولى: "يمكن إلقاء الباروميتر من
أعلى ناطحة السحاب على الأرض، ويقاس الزمن الذي يستغرقه
الباروميتر حتى يصل إلى الأرض، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع
الناطحة باستخدام قانون الجاذبية الأرضية".

الإجابة الثانية: "إذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل
الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من
قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين".

ثم أضاف الطالب بخبث: "أما إذا أردنا حلا سريعا يريح عقولنا،
فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر، هي
أن نقول لحارس الناطحة: "سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية،
إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة؟!".

وأكمل بخبث أكبر: "أما إذا أردنا تعقيد الأمور، فسنحسب ارتفاع
الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى
ناطحة السحاب.. باستخدام الباروميتر"!!!

كان الحكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب
لمادة الفيزياء، بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي
أسوء الإجابات؛ لأنها صعبة وأكثر تعقيدا.

ثم ماذا حدث لهذا الطالب؟!
الطالب (نيلز بور) الذي لم ينجح في مادة الفيزياء، أصبح
الدانمركي الوحيد الذي نال جائزة نوبل في الفيزياء.. ونجح في
تأسيس علم فيزياء ونظريات ميكانيكا الكم..!
تصوروا.. رسب في الفيزياء وفاز بنوبل!!
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:37:36 صباحاً
رد #93

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #93 في: يناير 17, 2006, 07:37:36 صباحاً »
نوبل الفيزياء لعام 2005 إلى ألمانيا والولايات المتحدة  
  
 
  تيودور هينش
  
  
 الألماني هينش والأمريكيان غلاوبر وجون هول يحصلون على نوبل الفيزياء لهذا العام. تطوير تقنيتي الطيف ومقياس الزمن وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية من أهم إنجازات الفائزين بجائزة هذا العام

 

أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية أمس الثلاثاء فوز الألماني تيودور هينش والاميركيين روي غلاوبر وجون هول بجائزة نوبل للفيزياء تقديرا لإعمالهم في مجال البصريات. ومنح غلاوبر (80 سنة) نصف الجائزة تقديرا لعمله في "التعريف النظري لسلوك جزيئات الضوء" كما أوضحت الأكاديمية. وتقاسم العالمان الآخران جون هول (71 عاما) وتيودور هينش (63 سنة) النصف الأخر لمساهمتهما في "تطوير التحليل الطيفي باستخدام دقة الليزر من خلال تحديد ضوء الذرات والجزيئات بأقصى دقة".

 

إنجازات للعلماء الثلاثة


وقد وضع روي غلاوبر أسس البصريات الكمية. وأوضحت الأكاديمية "انه استطاع تفسير الاختلافات الأساسية بين المصادر الحارة للضوء مثل المصابيح مع مزيج من الموجات والمراحل والليزر". وقام جون هول وتيودور هينش بقياس الموجات بدقة لا متناهية. واتاحت تقنيتهما في القياس ابتكار الساعات الشديدة الدقة وتطوير تكنولوجيا التحكم بواسطة الأقمار الاصطناعية. وكان معلوما منذ القرن التاسع عشر أن الضوء هو إشعاع كهرومغناطيسي على غرار الموجات الإذاعية لكن الأبحاث الأخيرة أظهرت أن للضوء طبيعتين فهو يتكون من موجات وجزيئات.

من هو تيودور هينش؟
 
ولد هينش في هايدلبرغ عام 1941 وحصل على الدكتوراه من جامعتها عام 1969 ويدير معهد ماكس بلانك للبصريات الكمية وهو أستاذ للفيزياء في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ. وكان هينش قد اشتعل في مجال البحث العلمي في جامعة شتانفورد الأمريكية لمدة ستة عشر عاما عاد بعدها إلى ألمانيا. ويشر هينش إلى انه غير نادم على عودته إلى ألمانيا "لدينا هنا شروط نجاح جيدة جدا"، حسب تعبيره. ويأمل هنش الذي يملك شركة مينلو سيستم تحقيق نجاحا سريعا في سوق تكنولوجيا الاتصالات " اختراعاتنا هذه سوف يكون لها تأثيرها قبل شيء في مجال الاتصالات"، يضيف هينش. ولا يعرف عالم الفيزياء الألماني بعد ماذا سيفعل بنصيبه من الجائزة التي يبلغ قيمتها الإجمالية عشرة ملايين كورون سويدي (1,1 مليون يورو).

 
وجائزة نوبل للفيزياء هي الثانية التي تمنح هذا الأسبوع بعد نوبل الطب التي منحت أمس على أن تمنح اللجنة غدا نوبل الكيمياء ثم نوبل الآداب الخميس المقبل، أما جائزة السلام فستمنح الجمعة المقبلة في اوسلو تليها نوبل الاقتصاد الاثنين 10 تشرين الأول/أكتوبر. وكانت نوبل الفيزياء لعام 2004 قد منحت للأمريكيين ديفيد غروس وديفيد بوليتزر وفرانك ويلتشيك لأبحاثهم حول حياة الكوارك أي الجزء الأساسي في قلب الذرة. وتعود آخر مرة حصل فيها عالم فيزياء ألماني على جائزة نوبل للفيزياء إلى أربعة أعوام سابقة حينما فاز فولفجانج كيتيله عام 2001 بالجائزة مناصفة مع عالمين أمريكيين.
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:38:36 صباحاً
رد #94

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #94 في: يناير 17, 2006, 07:38:36 صباحاً »
الألماني هينش ينال نوبل الفيزياء بعد 16 عاما على منحه جائزة الملك فيصل
أبها في 6 أكتوبر / لم يكن إعلان فوز العالم الألماني ثيودور هينش بحائزة نوبل في الفيزياء أول من أمس مفاجأة للمهتمين والمراقبين، لأنه أحد روّاد علم الفيزياء الذرية المعدودين على مستوى العالم، ولعل ذلك كان سببا لفوزه من قبل بجائزة الملك فيصل العالمية عام 1989.
ويقول أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين إن هينش قد منح جائزة الملك فيصل العالمية في الفيزياء بالمشاركة مع الدكتور أحمد زويل سنة 1989 وتسلم الجائزة في الرياض، وقد نال زويل لاحقا جائزة نوبل في الفيزياء عام 1999 فيما نالها هينش هذا العام.
ويضيف العثيمين مبينا أنه بفوز هينش بجائزة نوبل هذا العام يكون عدد الذين نالوا جائزة نوبل ثم نالوا جائزة الملك فيصل العالمية ـ بعد ذلك ـ 11 فائزا.
يذكر أن الدكتور ثيودور هينش ولد عام 1941 في ألمانيا وتعلم حتى نال درجة الدكتوراة في الفيزياء من جامعة هايدلبرج عام 1969م، وقد عمل بالتدريس والبحث العلمي في جامعة هايدلبرج ثم في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة حيث بدأ اهتمامه بفيزياء الليزر. وهو يعمل حالياً أستاذا للفيزياء في جامعة لودفيج ماكسيملان في ميونخ، ومديراً لمعهد ماكس بلانك للبصريات الكمية في ألمانيا، وأستاذاً زائراً في عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية والآسيوية.
وقد تولى الدكتور هينش خلال مسيرته العلمية الحافلة رئاسة العديد من المراكز البحثية والمؤتمرات والأعمال العلمية كما شارك في تحرير كثير من الدوريات المتخصصة في الفيزياء التطبيقية. وقد نال جوائز تقديرية وميداليات وزمالات فخرية عديدة، منها زمالة الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة والجمعية الأمريكية للفيزياء وجمعية البصريات الأمريكية وأكاديمة العلوم في إيطاليا وبافاريا وجائزة إينشتاين لبحوث الليزر وجائزة الفرد كروب للعلوم وميدالية أكاديمية العلوم بإيطاليا. ويعد الدكتور هينش واحداً من رواد علم الفيزياء الذرية وتطبيقيات الليزر في التحليل الطبقي للجزئيات والذراري ومما قام به تطوير تقانات متناهية الدقة تعتمد على إزاحة تأثير دوبلر الناتج عن الحركة الجزئية. وقد نشر له عدد كبير من البحوث في مجال تخصصه مما أكسبه شهرة عالمية.
من جهة أخرى أعلنت أمس الأكاديمية السويدية فوز الفرنسي ايف شوفان و الأمريكيان روبرت جرابز وريتشارد شروك جائزة نوبل للكيمياء لعام 2005 لتطويرهم طريقة التفاعل الكيميائي المزدوج التبادل في التركيبات العضوية، حسب ما أفادت لجنة نوبل.
وأوضحت اللجنة في حيثيات قرارها أن "الفائزين بجائزة نوبل للكيمياء هذه السنة جعلوا من التفاعل الكيميائي المزدوج التبادل أحد أهم التفاعلات في التركيبات العضوية ووفر ذلك فرصا رائعة لإنتاج الكثير من الجزيئات في مجال صناعة الأدوية على سبيل المثال".
وأضافت أن "الخيال سيكون قريبا الحدود الوحيدة" حول نوع الجزيئات التي يمكن تركيبها في المستقبل.
والتفاعل الكيميائي المزدوج التبادل وفق التحديد الأنيق الذي أعطته إياه أكاديمية العلوم السويدية التي تمنح هذه الجائزة هو "رقصة يتخللها تغيير الشريك". ويستخدم بشكل واسع في الصناعات الكيمائية وخصوصا في إنتاج الأدوية والمواد البلاستيكية.
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:40:11 صباحاً
رد #95

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #95 في: يناير 17, 2006, 07:40:11 صباحاً »
اعلنت الاكاديمية السويدية للعلوم، عن منح العلماء الأميركيين ديفيد غروس وديفيد بوليتزر وفرانك ويلتشيك، جائزة نوبل للفيزياء لعام 2004، لدورهم في الابحاث على بنية المادة وعلى الجسيمات الاساسية الدقيقة«الكوارك» التي تتشكل منها نواة الذرات، والقوى التي تجعلها متماسكة بعضها مع الآخر. وقالت الاكاديمية السويدية للعلوم في حيثيات منح الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة (1.36 مليون دولار)، ان اعمال هؤلاء العلماء في مجال جسيمات الكوارك، وهي اصغر وحدات بناء الطبيعة، قد قربت العلم من حلمه في صياغة «نظرية لكل شيء» التي تهدف.......



 لوضع اطار نظري شامل يفسر كل القوى المؤثرة في الطبيعة. واضافت ان ابحاثهم لها اهمية حاسمة في «فهم نظرية حول احدى قوى الطبيعة الاساسية، وهي القوة التي تربط اصغر اجزاء المادة اي (الكوارك) في ما بينها». وكان العلماء الثلاثة قد قدموا في السبعينات من القرن الماضي نظرية لوصف القوة التي تجمع الكواركات مع بعضها البعض. وتشكل الكواركات بنية النيوترونات والبروتونات التي توجد في نواة الذرة. ووصف العلماء بشكل «شاعري وفني» تقريبا الكواركات بالألوان، وقالوا ان جسيم الكوارك يمكن أن يكون احمر او اخضر او ازرق، بدلا من ان يكون مشحونا بشحنة موجبة او سالبة. وكما تتجاذب الجسيمات المتضادة الشحنات الكهربائية، أي الشحنة السالبة مع الشحنة الموجبة، فان خلط الالوان المتناقضة يمكن ان يقود الى اجتماع عدد من الكواركات سوية! ونجحت هذه النظرية في تفسير مسألتين الاولى وجود الكواركات في مجموعة من ثلاثة جسيمات، والثانية عدم وجود كوارك واحد بمفرده. كما نجحت في تفسير القوة الشديدة التي تمنع انفصال الكواركات عن بعضها. ونشر العلماء نظريتهم عام 1973 وبذلك ظهرت نظرية «الكرومديناميك الكمي» التي لها علاقة بالالوان والصبغات!
*جائزة نوبل للفيزياء: الفائزون في السنوات العشر الأخيرة
*ستوكهولم ـ ا.ف.ب: في ما يلي لائحة باسماء الفائزين في السنوات العشر الاخيرة بجائزة نوبل للفيزياء :
2004: ديفيد كروس وديفيد بوليتزر وفرانك فيلتشيك (الولايات المتحدة) 2003: اليكسي ابريكوسوف (روسيا ـ الولايات المتحدة) وفيتالي غينزبرغ (روسيا) وانطوني ليغيت (بريطانيا ـ الولايات المتحدة) 2002: ريموند ديفيس وريكاردو جاكوني (الولايات المتحدة) ومازاتوشي كوشيبا (اليابان) 2001: اريك كورنيل (الولايات المتحدة) وولفانغ كيتيرل (ألمانيا) وكارل ويمان (الولايات المتحدة) 2000: زوريس الفيروف (بيلاروس) هيربرت كرومير (المانيا) وجاك كيلبي (الولايات المتحدة).
1999: خيراردوس هوفت (هولندا) ومارتينوس فيلتمان (هولندا) 1998: روبرت لوفلين (الولايات المتحدة) ودانيال تسوي (الولايات المتحدة) وهورست شترومر (المانيا).
1997: كلود كوهين ـ تنوجي (فرنسا) وستيفن شو ووليام فيليبس (الولايات المتحدة).
1996: ديفيد لي ودوغلاس اوشيرهوف وروبرت ريتشاردسون (الولايات المتحدة).
1995: مارتين بيرل وفريدريك راينز (الولايات المتحدة).
 
المصدر :لندن ـ ستوكهولم: «الشرق الأوسط» والوكالات__الاربعاء6/اكتوبر2004
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:41:20 صباحاً
رد #96

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #96 في: يناير 17, 2006, 07:41:20 صباحاً »
عندما فزت بجائزة نوبل أخبروني وقالوا...«هذه هي آخر عشرين دقيقة سوف تنعم فيها بالهدوء فى حياتك
كان والدي مقيمًا بالإسكندرية وبعد الحرب العالمية الثانية عمت البلاد حالة من الكساد والتدهور الاقتصادي وهذه الحالة هي التي دفعت والدي إلى مغادرة الإسكندرية إلى دسوق، وهناك أقام مشروعًا تجاريًا وتزوج والدتي التي نشأت في دمنهور وظلت عائلتي تحيا بين دمنهور والإسكندرية. ولدت عام 1946م في مدينة دمنهور التي تقع على الطريق الزراعي بين .........




القاهرة والإسكندرية، وهي عاصمة محافظة البحيرة. ودمنهور مدينة فرعونية قديمة يعتقد أنها كانت تضم معبدًا لإله الشمس «حورس»، وكانت تسمى مدينة حورس أي «دمى-ن-حر» بالفرعونية ثم حرف الاسم إلى دمنهور فيما بعد. أرض موطني تجود بأطيب أنواع الفاكهة، وأهلها يتمتعون بروح تشع بالضياء الداخلى، وقد أخذت لنفسي نصيبًا من شمس حورس التي صافحتني أشعتها منذ ميلادي. أما محطة الميلاد في دمنهور نفسها - وقد كانت عائلتي تقطن دسوق - فقد كانت مصادفة بحتة. فوالدي حسن زويل، ووالدتي روحية ربيع دار، المقيمان في دسوق التي تبعد عن دمنهور 20 كيلو مترًا كانا في زيارة لجدتي - أم والدتي - وفجأة شعرت بآلام المخاض في شتاء 26 فبراير 1946م، وشهد منزل جدتي أول محطة لي في هذا العالم.
ظللت في هذه المحطة 40 يومًا ثم عادت بي والدتي إلى دسوق حاملاً كنية «شوقى» ربما لأني جئت للعالم بعد زواج والدي بخمس سنوات،ربما كان تعبيرًا منهما عن شوق لهذا الطفل، ربما، وظلت هذه الكنية معي حتى دخلت الجامعة فعرفني الجميع باسمي الأصلي في شهادة الميلاد، أحمد.
* محطة الطفولة تحددت معالمها بإطار مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي، كانت محطة تقترب إلى الروحانية، دون أن نعي جيدًا مفهوم الروحانية، كنا نجد أنفسنا منجذبين إلى المسجد إما للصلاة أو الاستذكار، وقد شكل المسجد نواة للدراسة الجدية في ذلك الوقت لدينا ولدى من هم أكبر سنًا، كان محورًا لحياة أهل مدينتي في عمومهم، وكان بمنزلة قوة جاذبة للعمل والحياة معًا.
* شهدت محطة الطفولة منغصات تبدو لي الآن ضئيلة وإن كانت في وقتها مثيرة للحنق، في مدرستي الابتدائية «النهضة» فرغم أن صوت العلم وقيمته كان يعلو على أي شيء إلا أن أسوأ ما في العلم كان «الحفظ» في بعض المواد الدراسية عن ظهر قلب، دون الالتفات إلى الفهم أو البحث عن أجوبة لتساؤلات الطلاب، والعقاب البدني كان منغصًا آخر لي في هذه الفترة، فرغم أنه لم يكن قاسيًا أو مؤذيًا فإن الفكرة بحد ذاتها كانت مهينة.
* عام 1956م شهد محطة مهمة في حياتي، وكنت وقتها في العاشرة من عمري، كنت متحفزًا لأبعد الحدود لرؤية الرئيس جمال عبد الناصر أول رئيس جمهورية مصري، كتبت له خطابًا قلت فيه «ربنا يوفقك ويوفق مصر» كانت لدي رغبة في الكتابة له ولم أكن أدري ماذا أقول، كنت في داخلي أتمنى له التوفيق وأتمنى أن تتقدم بلادي فكتبت ماشعرت به ولم أزد، وأرسلته، وفي العام نفسه وصلني منه الرد، تسلمت خطابًا من الرئيس جمال عبد الناصر ردًا على خطابي - مازلت أحتفظ به لليوم - وأتذكر الرجفة التي سرت في بدني وهزت مشاعري لدى رؤية اسمي في خطاب خطه الرئيس بيده ووقعه قال فيه «ولدي العزيز أحمد، تحية أبوية وبعد، تلقيت رسالتك المعبرة عن شعورك النبيل فكان لها أكبر الأثر في نفسي وأدعو الله أن يحفظكم لتكونوا عدة الوطن في مستقبله الزاهر وأوصيكم بالمثابرة على تحصيل العلم مسلحين بالأخلاق الكريمة لتساهموا في بناء مصر الخالدة في الحرية والمجد، والله أكبر والعزة لمصر».
* محطة بداية العلاقة بصوت أم كلثوم بدأت وعمري وقتها 13 عامًا عندما بدأت أستمع لأغانيها. وظللت معي 40 عامًا كاملة. هذه المحطة كانت بواسطة خالي رزق دار تعلمت منه أشياء كثيرة، كيف أقرأ وأحب الاطلاع، كان يقطن في المبنى نفسه الذي نعيش فيه، علمني منهج القراءة الانتقادية للصحف، كيف أقرأ بعين فاحصة. كنت أقضي وقتًا طويلاً معه، وصار فيما بعد رجل أعمال ناجحًا في التصدير والاستيراد وامتلك ورشة كبيرة للسيارات، وفي بيته تعلمت لعبة «الكاول» النرد وكانت أول رحلة صحبني معه فيها للقاهرة لحضور حفل لأم كلثوم وكانت بدايتي مع صوت هذه السيدة الرائعة وظللت أسمعها منذ ذلك الحين وحتى الآن. ومكانة هذه السيدة لدى المصريين تشبه مكانة موتسارت وبيتهوفن لدى الغربيين، هذه السيدة أسهمت في التأثير على وجداني طوال هذه الفترة صورتها في مكتبي إلى جوار زوجتي وأولادي، ومكتبتي عامرة بكل أغانيها.
* محطة المرحلة الثانوية بمدرسة دسوق كانت محطة صعبة شهدت توترات مختلفة عن التي يعيشها الشباب في مثل سني، كان رهاني هو الحصول على درجات عالية بغض النظر عن المواد المختارة، كنت مولعًا بمسائل الكيمياء والميكانيكا والفيزياء، وفي هذه المرحلة بدأ السؤال، كيف تعمل الأشياء؟ وماهية كل شيء؟ وفي هذه المواد حصلت على أعلى الدرجات وأقل الدرجات في اللغة العربية والتاريخ!
* محطة الجامعة كانت بدايتها شجنًا بالنسبة لي كانت فكرة الانتقال من دسوق إلى الإسكندرية - رغم عشقي للإسكندرية - فكرة صعبة على النفس، والأصعب البعد عن الأهل الذين يشكل الارتباط بهم عماد حياتي، ففي الريف تأخذ العلاقات الإنسانية معاني أعمق وأقوى بكثير من تلك في المدينة. كانت صعوبة المحطة أيضًا في الانتقال من بيئة اجتماعية وثقافية إلى بيئة أخرى مغايرة لها تمامًا، والحياة وحيدًا كانت صعوبة أخرى.. أتذكر يوم دخولي الجامعة للمرة الأولى والدموع التي انهمرت على وجنتي فقد كان للجامعي رهبة ومكانة عالية في نفسي، كان أول احتكاك بالجنس الآخر وكان محكًا ليس سهلاً! المجتمع الجامعي وقتها كان نموذجيًا كنا نتلقى محاضراتنا في مكاتب أساتذتنا كان عددنا ليس كبيرًا وكانت العلاقة بالأساتذة مثالية يحيطها الاحترام والتفاهم والمحبة، وفي الجامعة كنت أحصل على مكافأة شهرية لتفوقي. كان مناخًا رائعًا. وتخرجت وعينت معيدًا بمرتب 17 جنيهًا، إضافة إلى جنيهات أربعة للتميز.
* 1967م كان عامًا عصيبًا بالنسبة لي كنت أجري أبحاثي للدراسات العليا وقتها وسط جو من الانكسار النفسي الرهيب، أما الأكثر ألمًا فكان الإحساس بالخديعة. كانت وسائل الإعلام تزف البشري بالنصر ونحن مهزومون، في هذه الفترة ونتيجة حالة الإحباط المرير التي عاشها المصريون هاجر عدد كبير منهم إلى الخارج، وبعد ثمانية أشهر من بداية العمل على الأبحاث حصلت على درجة الماجستير. في هذا الوقت حصلت على منحة لتحضير درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا ، ولكن إدارة الجامعة لم توافق على سفري، لأن اللائحة المعمول بها تنص على عدم الموافقة على السفر إلا بعد مرور عامين من حصولي على درجة الماجستير، ومررت بفترة عصيبة جدًا أحاول الخروج من هذا المأزق، حيث إن فرصة السفر والدراسة في أمريكا كانت فرصة مهمة بالنسبة لباحث في مقتبل عمره، وجامعة بنسلفانيا جامعة مرموقة لا توافق على منحة لأي شخص إلا إذا كان متميزًا، وظللت أفكر في وسيلة لحل هذه المعضلة، ونظرًا للجو العلمي الرائع سواء بين الأساتذة والطلاب، أو بين الطلاب وبعضهم بعضًا فقد كان الخروج من المأزق عن طريق توقيع زملائي من المعيدين على طلب بعدم رغبتهم في السفر في الفترة الحالية حتى أتمكن أنا من السفر، وقد كان وبدأت الإعداد للسفر.
* في هذا التوقيت بدأت أفكر في الزواج وهي محطة أخرى تسبب فيها التفكير في سفري، وكرجل ريفي تربى في بيئة محافظة صارت الرغبة ملحة لدي في الزواج وبدأت التفكير في محيطي والقريبين مني عن زوجة مناسبة، وكان اختياري لميرفت، كانت طالبة أقوم بالتدريس لها في الفرقة الثالثة بكلية العلوم، كانت وقورة، جادة، أعجبت بتصرفاتها وأسلوبها، وسريعًا تقدمت لأهلها طالبا الزواج بها، وفي شهور قليلة كنا نركض سويًا لإتمام شيئين في ذات الوقت: الزواج، وإتمام الأوراق اللازمة لسفرنا معًا، لم ننتبه في زحام الانشغال بهذه الإجراءات إلى أننا لم نحصل على فرصة كافية كي يعرف كل منا الآخر قبل الزواج. كان المشهد رومانسيًا في مخيلتي أن أطير بصحبة عروس جديدة، إلى مكان جديد، في تجربة جديدة.
* محطة الخروج من مصر كانت محطة مؤلمة بالنسبة لي، كان الوقت أغسطس 1969م وكان المشهد مؤثرًا جدًا اختلطت فيه الدموع بالخوف من المستقبل بالقلق من الرحلة الطويلة، فقد توقفنا ترانزيت في روما، وباريس، ولندن قبل الوصول إلى أمريكا، ألمي عند الخروج من مصر لم أشعر به من قبل حتى عندما غادرت قريتي إلى الإسكندرية في أول خروج لي من حضن عائلتي، هذه المرة كان شعوري مختلفًا، كأن انقباضًا حادًا اعتصر قلبي، وللآن لم أستطع نسيان شعوري الأول، هذا رغم تعدد الأسفار - فيما بعد- ومازلت غير قادر على وصفه.
* أولى المفاجآت في محطة الوصول إلى أمريكا كانت في مطار فيلادلفيا، حيث هبطنا متصورين أننا سنخرج لنلقى جنات عدن، عبرنا الوجوه الباسمة المرحبة بكل قادم في المطار وغادرنا بوابة الخروج لنفاجأ بأول مشهد وقعت عليه عيوننا في الأرض الأمريكية، مقبرة للسيارات القديمة والمحطمة جراء حوادث طرق أو المباعة كقطع للخردة، هذا المشهد شكل صدمة للهابطين الجدد على الأرض الأمريكية. كان في انتظارنا اثنان من طلاب الدراسات العليا أحدهما أردني والآخر فلسطيني اصطحبانا إلى جامعة بنسلفانيا وهي جامعة خاصة أنشئت عام 1779م وقامت على مبادئ مؤسسها الأول بنجامين فرانكلين بمفهوم ثوري جديد تفتح الباب أمام الطلاب لتعلم العلوم الحديثة على أسس ومبادئ دون النظر لطوائفهم.
* أما ليلتي الأولى فقد كانت غريبة قضيناها أنا وزوجتي في مبنى يشبه الكنيسة ملحق بالجامعة يستخدم كمكتب لرعاية الطلاب الجدد، بطبيعة الحال كان غريبًا على شخص مثلي قضى طفولته في مدينة سيدي إبراهيم الدسوقي، حيث المسجد محور الحياة أن يبيت ليلته في بناية تشبه الكنيسة، المسألة لا علاقة لها بأي شىء سوى العامل النفسي فقط، وربما فكرة الاغتراب في بلد بعيد هي التي فاقمت إحساسي بالمكان وربما المكان استدعى إلى الذاكرة فكرة الغربة، فالمكان بتفاصيله وهيكله وتنظيمه كان غريبًا على إدراكي واعتيادي.
* أن يكون لك مكان مستقل شيء في غاية الروعة لا سيما عندما تكون مغتربًا، وقد شكلت محطة البحث عن مكان يجمعنا معًا أنا وزوجتي محطة مهمة جدًا، ظللنا نبحث عن مكان ملائم بسعر ملائم حتى حصلنا على ما نريد في النهاية واستأجرنا شقة صغيرة من غرفة واحدة في مبنى قديم تملكه سيدة اسمها مسز هيرلي، هذه السيدة كانت تقترب في طباعها من الأمهات المصريات العتيقات اللائي يقدمن اهتمامًا واضحًا للجميع، لم يكن معنا سيولة مالية لتأثيث الشقة ولكن في أمريكا تستطيع بسهولة أن تحصل على ما تريد بالقروض بلا أي شروط صعبة، حصلنا على قرض من الجامعة وأصبح لنا مكان مستقل، وبدأت التركيز على العلم، وكانت أولى الإحباطات التي واجهتها هي الفرق بين المستوى العلمي للخريج الجامعي في أمريكا ونظيره في مصر فرغم تخرجي في مصر بدرجة امتياز إلا أن المستوى العلمي للطلاب في أمريكا كان جديدًا علي، ورغم إحباطي في البداية فقد حاولت اجتياز هذا الإحباط ومحاولة فهم الفروق في الحالتين، وقتها كان المشرف على رسالتي للدكتوراه البروفيسور روبن هوكشتراسر الذي اقترح عليّ أن أعمل على موضوع «ظاهرة ستارك على الجزيئات البيولوجية الكبيرة» وهي باختصار تأثير المجال الكهربي على طيف المادة، ولكنني طلبت منه أن أعمل في موضوع علمي أكثر عمقًا وتحليلاً، وكان لدي شعور دفين بأن الجزيئات البيولوجية كبيرة ومعقدة، وظاهرة ستارك هي ظاهرة للقياس إضافة إلى أن الموضوع برمته لم يكن واضح المعالم في ذهني، ورغم دهشته فقد منحني البروفيسور موضوعًا بحثيا عن «نظام مكونات أكثر دقة» أثارني هذا الموضوع بشدة وخلال شهور قليلة أجريت عددًا من التجارب المعملية وفي 1970م قدمنا ورقة بحثية عن ظاهرة زيمان لنترات الصوديوم، وفي 1971م قدمنا الورقة الثانية عن مشتقات البنزين ونشرت في المجلات العلمية وورقة عن الترايازين، وهكذا بدأت محطة العمل الفعلي الجاد.

الحاجز العلمي بيني وبين الطلاب في أمريكا شكل محطة إحباط لي في البداية وقد حاولت اجتيازه بالقدرة - بمرور الوقت - على التعامل بكفاءة مع الأجهزة العلمية بالغة التعقيد، بعد الاعتياد على التعامل مع إمكانات معملية متواضعة في السابق - في الإسكندرية - كذلك أسلوب ونمط كتابة المقالات العلمية. ففي مصر اعتدنا النمط الإنجليزي في الكتابة سواء في المقالات أو التقارير العلمية أو حتى المقررات الدراسية وأسئلة الاختبارات وفي هذا النظام يكون السؤال: «اكتب ما تعرفه عن فيتامين ب12» وفي هذه الحالة يكون بوسعي كتابة مقال من 6 صفحات عن الطرق المعملية لتحضير فيتامين ب12 ثم خواصه الكيميائية وتأثيره على الأجسام البشرية. أما النظام الأمريكي فالأمر مختلف تمامًا، وكان أول اختبار لي بنظام الأجوبة المتعددة والاختيار من بينها كان للوهلة الأولى امتحانًا طويلاً بالنسبة لي (100)سؤال يحتاج إلى وقت أطول لقراءة كل هذه الأسئلة لم أعتد هذا النمط فكانت درجاتي لا تناظر مرتبة الشرف التي حصلت عليها من كلية العلوم!
* وقررت تخطي هذا الحاجز الذي يحد من انطلاقي وحضرت دروسًا في الفيزياء والكيمياء كمستمع وترددت على مكتبة الجامعة أقرأ وأقرأ الكثير من المراجع العلمية. كان هذا لكي أصبح جاهزًا للدراسة لدرجة الدكتوراه ورغم صعوبة متابعة المحاضر لسرعته الشديدة - وهذا إحباط آخر - في أثناء الشرح ولعدم إتقاني للغة الإنجليزية إلا أنني استطعت في شهور قليلة تخطي هذا الحاجز.
* أما محطة الإحباط التالية فقد كانت الحاجز السياسي الذي تمثل في أنه رغم جو الألفة والوئام اللذين خيما على طبيعة العلاقة بين الجميع، وكان أحد طلاب الدكتوراه من المعادين للعرب وكثيرًا ما كان يخلط بين السياسة والمسائل العلمية، ورغم أنه كان يقدم العون لي أحيانًا في دراساتي فإنه كان لا يتوقع لمصري مثلي أن يتفوق أبدًا، وقد اتخذ من هزيمة 1967م مبررًا لاعتقاده بأن المصريين غير مؤهلين للتعامل مع الأبحاث العلمية، وكان تحامله هذا يجرح شعوري ويؤلمنى. كان يعتقد دائمًا أنني أقل من الطلاب الأوروبيين والأمريكيين، كنت أقول لنفسي: سوف ترى ما أنا فاعل في يوم من الأيام، وبالفعل فذات يوم تقابلنا في أحد المؤتمرات العلمية وتسلمت خلاله جائزة بيترديباي ذات المقام الرفيع وقد جلس هذا الشخص في الصف الأول ضمن المشاركين في الاحتفاء بالمصري في جامعة بنسلفانيا.
* وقد ظلت الحواجز الحياتية والثقافية الأمريكية تشكل محطة يصعب تذليلها أو تجاوزها. في البداية كنت أقول لنفسي «عليك أن تتدبر أمورك دون انتظار معونة من أحد» فالمجتمع الأمريكي لا يقدم لك العون إلا إذا طلبت، وحتى إذا طلبت ليس بالضرورة أن تتلقى المعونة في كل الحالات، نظام الملابس والأزياء نفسه كان مختلفًا وكمعيد في جامعة الإسكندرية اعتدت ارتداء البدلة وربطة العنق. أما في بنسلفانيا فالوضع مختلف الطلبة يذهبون للجامعة بالملابس الجينز البدلة وربطة العنق للمناسبات أو الزيارات الرسمية فقط، والعادات والسلوك المصري عادة مايفهم بطريقة خاطئة، فذات مرة قلت مازحًا لزميل أمريكي ونحن نحتسي القهوة «سوف أقتلك» فتبدل وجه الرجل ولابد أنه قال في داخله هذا الفتى قادم من الشرق الأوسط ولابد أنه سيفعلها، وبدأت أتحسس كلماتي وتصرفاتي مع زملائي من الطلبة الأوروبيين والأمريكيين، والطلبة يتعاملون مع أساتذتهم كمربين فهم يدفعون مبلغًا ضخمًا ليتعلموا فهم يتصورون أن الأساتذة يعملون عندهم فهم يتقاضون رواتبهم مما يدفعه الطلاب من رسوم دراسية.
* سنة 1972م شهدت قدوم أول بناتي ومع أنها محطة سعادة بالغة بالنسبة لي إلا أن الظروف التي أحاطت بميلادها كانت محبطة ومدهشة في الوقت نفسه بالنسبة لي، أما الإحباط فكان لأني لم أستعد سلفًا لمصروفات الولادة فأثناء التسجيل بجامعة بنسلفانيا لم أتبين جيدًا بنودًا خاصة بالتأمين الصحي والحصول على الرعاية الطبية بند ميلاد الأبناء بأجور زهيدة فلم أوقع علىه وكانت تكاليف الولادة وقتها من ألف إلى ألفي دولار ووقتها كان راتبي الشهري 300 دولار ومثلها راتب زوجتي وكانت بالكاد تكفي احتياجاتنا الضرورية، ولكن نظرًا لتفوقي ودرجاتي العلمية العالية وافقت الجامعة على مخاطبة المستشفى التي قامت بكل التدابير اللازمة على أن أسدد ذلك الدين في أقساط شهرية فيما بعد.
* أكتوبر 1973م محطة انتشاء كبيرة بالنسبة لي ففي هذا العام أتممت رسالتي للدكتوراه وكان مشرفًا عليها البروفيسور هوكشتراسر ثم حصلت على علاوة على راتبي ثم منحة ما بعد الدكتوراه وكانت في جامعة بيركلي في الغرب الأمريكي وبعدها بشهرين وفي يوم السادس من أكتوبر على أخبار عبور القوات المصرية لقناة السويس، بالنسبة لمصري مقيم في أمريكا كان النصر مدعاة للفخر والسعادة والشعور بالكرامة، وبالنسبة لي بالذات كان الأمر أكثر من ذلك فليست هناك أي حجة لادعاء أن المصريين أقل من غيرهم في أي شيء، فقد لمست في الفترة السابقة على 1973م عدم تقدير للإضافات العلمية للعلماء العرب بالخارج رغم أهميتها من جانب العلماء والمثقفين.
* انتقلت إلى كاليفورنيا أنا وزوجتي وابنتي في أوائل عام 1974م ولدهشتي وبعد مضي 4 أعوام على حياتي في أمريكا فقد اصطدمت بالحواجز نفسها مرة أخرى: الثقافة والسياسة وكانت جامعة بيركلي جامعة حكومية أنشئت عام 1868م تقابلت مع طلاب ذوي آراء واتجاهات متطرفة وبخاصة تجاه الشرق الأوسط، في البداية كان الأمر أزمة حقيقية داخلي: كيف أتعامل معهم؟ كيف أغير نظرتهم عن الشرق الأوسط؟ وفي النهاية وجدت أفضل الحلول أن نتوقف جميعًا عن الخوض في المناظرات الحارة التي يتشبث فيها كل طرف بمعتقداته دون إعطاء أذن صاغية للآخر، وبمرور الوقت أصبحت أكثر دراية في التعامل مع أمور كهذه، في هذه الفترة تلاشى الحاجز العلمي الذي كان يفصلني عن الباحثين الأمريكيين والأوروبيين.
* 1975م يوم 4 فبراير قطعت الإذاعة المصرية برامجها المعتادة وأخذت تبث تسجيلات لآيات من القرآن الكريم، إذًا قد مات شخص مهم، وبالفعل ماتت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وشيعها أكثر من 4 ملايين مواطن مصري، وكان حزني عليها لا يوصف، كان عميقًا كبيرًا، وفي هذا اليوم ظللت أستمع لأغنية الأطلال مرارًا وتكرارًا.
* ثم عملت بعدها بجامعة كالتك وهي جامعة أمريكية عريقة. في 1976م ضمت الكثيرين ممن حصلوا على جائزة نوبل وقد خصصت لي الجامعة أكثر من 50 ألف دولار كميزانية لإجراء أبحاثي.
* 1979م شهد أحداثًا متضاربة ففيه ولدت ابنتي الثانية أماني، وفيه بدأت رحلة الابتعاد بيني وبين زوجتي وبدأت، أو ربما لنقل أنها ظهرت بشكل جلي الفترة العصيبة بيننا تعرضنا كلانا لضغوط عصيبة، لخلافنا في الطباع والشخصيات، ميرفت إنسانة ممتازة وصادقة لكننا كنا شخصين مختلفين في ثقافتنا وأدائنا وقررنا الانفصال، ثم تم الطلاق في العام نفسه، ولم يكن هذا أمرًا هينًا علي لأنه ببساطة تعارض مع خلفيتي تمامًا فقد وعيت على أبي وأمي متحابين مترابطين طوال 50 عامًا، أما الشيء الذي جرح قلبي بالفعل فكان ابتعادي عن ابنتي رغم أني كنت أقضي معهما عطلات نهاية الأسبوع والأعياد،وفي هذا الوقت كان قراري بتكريس كل وقتي وجهدي لأبحاثي ولعلمي، متجاوزًا تمامًا فكرة الزواج للمرة الثانية.
* 1980م شهد محطة شجن بالنسبة لي فقد ذهبت لزيارة مصر بعد 11 عامًا من الاغتراب عن الوطن ذهبت إلى الإسكندرية ودمنهور ودسوق على التوالي واهتزت مشاعري لرؤية آثار الشيخوخة على أبي وأمي وشعرت بالذنب لعدم زيارتي لهما من قبل، وكمحاولة للتعويض ظللت معهما طوال فترة وجودي في مصر مقتطعًا من الوقت الذي كنت سأقوم فيه بأشياء أخرى، عدت مرة أخرى إلى مصر لعقد مؤتمر بجامعة الإسكندرية عام 1982م وكانت ممتعة للغاية حيث زرت الأقصر وأسوان أيضًا.
* 1987م أول زلزال عاصرته، كانت الساعة الثامنة إلا الثلث صباح أول أكتوبر وخرجت من بيتي مهرولاً بملابس النوم وكان مقياسه 6 درجات كان مرعبًا وكان يجاورني في السكن أستاذ وخبير في الزلازل بنفس الجامعة - كالتك - الذي قال لي: هذا زلزال صغير يمكنك أن تعود إلى شقتك!! وفي هذا العام نفسه توصلت إلى الاكتشاف الذي قادني فيما بعد إلى جائزة نوبل.
* 1988م بدأت الرؤية تصبح أوضح بالنسبة لموضوع الفيمتو ثانية وهو رصد الظواهر الجزئية بمقياس الفيمتو ثانية، وبدأت أحصد الجوائز وتقام حفلات التكريم لي في بقاع شتي من العالم كرائد لهذا العلم الجديد. وفي عام 1989م سافرت في رحلة لتسلم جائزة مؤسسة الملك فيصل في السعودية وكانت هذه الرحلة منعطفًا جديدًا في حياتي، وجائزة الملك فيصل عالمية تمنح لأشخاص من كل دول العالم يحصدها العرب والمسلمون في الأدب والدراسات الإسلامية، بينما تمنح في الطب والعلوم للأمريكيين والأوروبيين واليابانيين وكنت أول عربي يحصل على هذه الجائزة في العلوم. والشهرة التي حققتها هذه الجائزة جاءت من التقيد الصارم والدقيق في اختيار المرشحين والإجراءات التي تضمن أن الفائزين قد تم اختيارهم على أسس سليمة، وكان القدر قد رتب لي لقاء آخر بخلاف الجائزة، فقد كان د.شاكر الفحام قد حصل على الجائزة نفسها في الأدب وكان وزيرًا للتعليم في سوريا وشغل عدة مناصب دبلوماسية بارزة وقد جاء د.الفحام إلى الممكلة بصحبة زوجته وابنته ديمة، والتقيتها ولم أكن أفكر في إعادة تجربة الزواج مرة أخرى منذ انفصالي عن زوجتي الأولى منذ 10 سنوات، كانت ديمة مطلقة بعد زواج دام شهورًا قليلة ولم يكن لديها أطفال، كان ذلك في مارس وبعد عودتها إلى سوريا وعودتي إلى أمريكا ظللنا على اتصال هاتفى حتى تجاوزت فواتير المكالمات التليفونية حجم ميزانيتنا معًا فقررت الذهاب إلى سوريا لزيارة صديقي د.شاكر الفحام (!!) في شهر مايو من العام نفسه، وهناك طلبت الزواج بها وتم الاتفاق والخطوبة في شهر يوليو من نفس العام في ولاية ميتشجان، وتم الزواج في سبتمبر من العام نفسه.. لتبدأ مرحلة جديدة من حياتي، كانت ديمة تحمل درجة الدكتوراه في الطب من جامعة دمشق لكنها قررت ألا تعمل.
* وفي إبريل 1993م ولد ابننا الأول نبيل، كانت المرة الأولى التي يتاح لي أن أكون إلى جوار زوجتي وهي تستقبل مولودها، عندما جاءت مها وأماني لم تكن الفرصة سانحة لكي أكون إلى جوار زوجتي، أما هذه المرة فقد دخلت غرفة العمليات، في البداية كانت التجربة غريبة لم أدر كيفية التصرف في مثل هذا الأمر ماذا أفعل وماذا أقدم، على كل حال لقد جاء نبيل وكنت أول من حمله بعد الطبيب، وبعدها بعام واحد جاء ابننا الثاني هاني، وفي الحقيقة فقد استطعت بمرور الوقت تغيير بعض عاداتي المتعلقة بالعمل والجلوس مع الطفلين بقدر استطاعتي فأتوقف تمامًا عن العمل يوم الأحد.
* 1998م حصلت على جائزة بنجامين فرانكلين التي كان قد حصلت عليها من قبل ماري كوري والأخوان رايت وألبرت أينشتين. في هذا العام زرت مصر وكان استقبالي فيها شيئًا مذهلاً في دمنهور ودسوق والقاهرة. وفي أثناء هذه الرحلة أصدرت مصر طابعًا بريديًا تذكاريًا تكريمًا لي، كما أطلقت اسمي على شارع كبير في مدينة دمنهور وعلى مدرسة ثانوية فيها.
* 1999م في الخامسة والنصف صباح الثاني عشر من أكتوبر رن الهاتف بمنزلي وكان المتحدث السكرتير العام للأكاديمية السويدية د.إيرلنج نوربي يبلغني بفوزي بجائزة نوبل قائلاً: « هذه هي آخر عشرون دقيقة سوف تنعم فيها بالهدوء في حياتك » وبالفعل كان كلام الرجل صحيحًا، وجلسنا أنا وزوجتي وأبنائي نتابع عبر الإنترنت أخبار وتفاصيل منحي الجائزة.
* وفي 2000م جرت مراسم تسليم الجائزة بحضور ملك السويد كارل جوستاف والملكة سلفيا وقد طلبت أن يقدمني السفير المصري، وتعلن باسم زويل العالم المصري بعد أن كانت قد صدرت باسمي كعالم أمريكى.
* أما محطة ما بعد نوبل فقد قررت فيها التركيز على 3 أشياء: أن أظل عالمًا استمر في مشواري العلمي لي وللعالم ولمصر على أن تدخل مصر القرن الـ21 بالعلم والتكنولوجيا وهذا حافظ على جزء كبير من طاقتي، وأن أتمتع بإلقاء المحاضرات العامة وأشعر أن هذا هو الأمل القادم العمل في كل أنحاء العالم شيء رائع، وألا أنسى - تطبيقًا لمقولة والدي - أن أستمتع بحياتي وبالعلاقات الإنسانية مع جميع البشر.
* محطة مهمة شغلتني طويلاً هي مفهوم النهضة وقد وجدت لذلك تعبيرًا هو ثلاثية النهضة راقني كثيرًا وهذه الثلاثية تتلخص في: تقدم سياسي، واقتصادي، وثقافي، كما شغلني مفهوم الديمقراطية واستهلاك الاسم بحيث أصبح لا يعني شيئًا بالنسبة للكثيرين. بالنسبة لي أهم تعريفات الديمقراطية: حرية الفكر والرأي والإبداع وهي ركائز وشروط المجتمع المنتج التي تعطيه النشاط.
* محطة البحث العلمي تبدأ عندي من خروج المجتمعات من عصور الظلمات ورؤية أهمية العلم في الرقي بالمجتمع، ومن ثم هو الذي يقوم بتمويل البحث العلمي بعد ذلك. البداية أن تكون لدى الشعوب إرادة قوية ووعي للدور الأساسي للتطور العلمي. في الصين مثلاً كمية الأبحاث والدراسات العلمية والتكنولوجية طوال السنوات الخمس الماضية مذهلة، أصبح لديهم قناعة بأن التطور العلمي والتكنولوجيا هما محطة الانطلاق إلى العالمية.
* عام 2005م شهد تدشين مؤسسة زويل للعلوم والمعرفة، إضافة إلى الجائزة السنوية التي تقدمها الجامعة الأمريكية باسمي في العلوم، وجائزة الإبداع السنوية في دار الأوبرا.
* محطتي العلمية القادمة هي بحث عن مرض الزهايمر مرض العصر.

المصدر : مجلة المعرفة العدد119
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:42:22 صباحاً
رد #97

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #97 في: يناير 17, 2006, 07:42:22 صباحاً »
./ حازم فلاح هاشم سكيك
استاذ مشارك في الفيزياء

جامعة الأزهر-غزة

 
 
 
    

المعلومات الشخصية

    
الاسم حازم فلاح هاشم سكيك
تاريخ الميلاد 18 سبتمبر 1965
مكان الميلاد غـــــزة
الحالة الإجتماعية متزوج  (3 أولاد + بنت)
العنوان جامعة الأزهر - غزة
ص ب 1277
تلفون:2824020-08
فاكس:2823180-08
البريد الإلكتروني skhazem@hally.net
    

المراحل الدراسية

    
مرحلة البكلوريس بكالوريس علوم تخصص فيزياء رياضيات من جامعة الإمارات العربية المتحدة  في عام 1987
مرحلة الماجستير ماجستير في الإلكترومات الضوئية وأنظمة المعلومات الضوئية من جامعة كوين في بلفاست - إيرلندا الشمالية - بريطانيا في عام 1988
مرحلة الدكتوراة دكتوراة في الفيزياء  من جامعة كوين في بلفاست - إيرلندا الشمالية - بريطانيا في عام 1991
    

الخبرات العملية

    
1989 العمل في مركز أبحاث الشركة البريطانية للكهرباء في مشروع تخرج رسالة الماجستير تحت عنوان استخدام الليزر في المسح الضوئي
1990/1989 معيداً في مختبر الفيزياء لطلبة مرحة الـمستوي O-level
1991/1990 معيداً في مختبرات الفيزياء لطلبة مرحلة الماجستير
1992/1991 باحثاً في قسم الفيزياء بجامعة كوين للاشراف على مشاريع المتعلقة بموضوع برسالة الدكتوراة
1993 محاضراً في قسم الفيزياء بجامعة الأزهر-غزة وحتى الآن
1994 مدرباً لبرامج ميكروسوفت للكمبيوتر وحتى الآن
    

مهام مناصب إدارية

    
1998-1993 رئيساً لقسم الفيزياء عملت خلال تلك الفترة على افتتاح تخصص الفيزياء حاسوب والحصول على منحتين لتطوير مختبرات قسم الفيزياء
 
1998-1994 مدير مركز الحاسوب بالجامعة بعد الحصول على منحة لإنشاء أول مختبر للحاسوب بالجامعة
1995 رئيس تحرير مجلة العلوم والمعرفة والتي صدر منها 4 اعداد
1996 تأسيس برامج الدبلوم المسائية بالجامعة
2000-1998 عميداً للقبول ولتسجيل بالجامعة عملت خلالها على حوسبة كافة الأعمال المتعلقة بلقبول والتسجيل مما رفع من مستوى الخدمات للطالب والجامعة
 
2001 حتى الأن عميداً لكلية الدراسات المتوسطة (برامج الدبلوم)
2001 حتى الأن رئيس وحدة تكنولوجيا المعلومات
2002 حتى الأن رئيس جمعية الإنترنت الفلسطينية
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:44:53 صباحاً
رد #98

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #98 في: يناير 17, 2006, 07:44:53 صباحاً »
محمد النشائي .. عالم عربي

في الطريق لجائزة نوبل في الفيزياء

  

 
حياته .. رحلة طويلة مليئة بالنجاحات والإنجازات ، والعقبات أيضاً . فمن مصر حيث نشأ إلى قمة مؤسسة سولفاى للطبيعة ببلجيكا ، اجتاز آلاف الأميال . ارتبطت حياته بتاريخ بلده .. مصر ، فبعد قيام ثورة يوليو تبدلت أحوال عائلته ، حيث تقاعد والده من عمله كضابط بالجيش ، وقررت أمه أن تصطحب أخيه الأكبر في سفره لدولة الكويت ، وهنا ارتأى والده ضرورة سفر أبنه ذو الخمسة عشر عاماً لألمانيا كي يستكمل تعليمه هناك. وكان قرار والده المفاجئ على غير رغبة منه ، ولم يكن هذا هو الشيء الوحيد الذي فعله عالمنا الشهير الدكتور محمد النشائي ، على غير رغبته ، فقد أصر والده أيضاً على أن يلتحق أبنه بكلية الهندسة ، في وقت كان هو نفسه يرى مستقبله مستقبل فنان.




مهندس رغم أنفه

 

وفى لمحة تبرز مدى ما يتمتع به عالمنا الجليل من تواضع جم ، يتذكر هذه الأحداث وهو يقول إن والده كان لا يمل أن يردد عليه عبارة : " إما أن تصبح مهندساً أو أن تصبح حماراً ، وبخفة دمه الملحوظة يقول ولأني لا أريد أن أكون حماراً ، التحقت بكلية الهندسة ، فقد كان أبى على قناعة كاملة بأن الفن والأدب ليسا إلا هواية ، ولا ينبغي لهما أن يكونا أكثر من ذلك.

ومرة أخرى يجبره والده على التخلي عن دراسة الهندسة المعمارية التي رأى فيها عوضاً عما فاته في دراسة الفن والأدب ، طالباً منه أن يدرس الهندسة المدنية .

 

درس النشائى الهندسة المدنية دون حماس ، وبعد تخرجه من جامعة هانوفر الألمانية في عام 1968 ، عمل قرابة ثلاث سنوات في بعض الشركات العاملة في مجال تصميم الشوارع والكباري إلى أن جاء يوم تحدث إليه أستاذه ناصحاً باستكماله لدراسته الأكاديمية ، على أن يكون ذلك في أمريكا، واستجاب النشائى ، إلا أنه قرر الذهاب لإنجلترا بدلاً من أمريكا ، وهناك حول مساره من دراسة الهندسة الإنشائية لدراسة الميكانيكا التطبيقية. وقد غاص في هذا العلم باحثاً عن الأسس التي قام عليها ، لينال درجة الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص من جامعة لندن .

  

الفوضى تقوده إلى جائزة نوبل

 

عمل النشائي محاضراً في جامعة لندن بعد حصوله منها على درجة الدكتوراه لمدة سنتين ، سافر بعدها للمملكة العربية السعودية ليعمل مدرساً في جامعة الرياض ، ومديراً عاماً للمشاريع بالمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا لمدة أربع سنوات، تمكن خلالها من الحصول علي درجة الأستاذية ، ومن هناك سافر إلي أمريكا ليلتحق بالعمل في معامل لاس آلاموس، وكانت هذه بداية الخروج من محيط الهندسة ، حيث بدأ في الاهتمام بالعلوم النووية... وفى هذه الأثناء ، ظهر علم جديد يطلق عليه "الشواش" أو الفوضى ، وهو علم يدرس في القواعد الرياضية والتطبيقات الفيزيائية للنماذج العشوائية  .  

 

 وجد النشائي نفسه مشدوداً إلى العلم الجديد ، وقرر أن يدرسه قبل أن يلتحق بجامعة نيومكسيكو للعمل كأستاذ فوق العادة لمدة عامين ، عمل بعدها بجامعة كورنيل كأستاذ بقسم علوم الفضاء والطيران .تخصص النشائى في دراسة علم " الفوضى المحددة " ، وفى هذه الفترة تقابل مع العالم البريطانى السير هيرمان الذي قدم له الفرصة ليلتحق بجامعة كمبريدج البريطانية العريقة . ولم يكن تعيينه في كمبريدج أمر سهل ، حيث قابل صعوبات عديدة خاصة وأن تخصصه الأساسي كان الهندسة  ،، وأكثر من 99 % من المشتغلين معه في القسم من علماء الطبيعة مما جعله يشعر بالغربة .

 

ولكن تحت إصراره ورغبته في ألا يخذل الرجل الذي عينه بالقسم على الرغم من أنه مسلم ومصري وأسمه محمد ، بدأ في الإطلاع على ما يتم من حوله ، حيث كان أكثر من 100 عالم يشتغلون علي ما يسمي نظرية ( الأوتار الفائقة) وهى نظرية تهدف إلى توحيد نظرية النسبية مع نظرية الكم على مستوى علم الميكانيكا والذرة. وكانت المفاجأة أن دراسته للهندسة وعلم الفوضى قد أفادوه كثيرا في هذا المجال المعروف الآن بفيزياء الجسيمات عالية الطاقة .

 

وهناك نجح النشائى في أن يحفر لاسمه بأحرف من ذهب ، حيث استطاع بعد قيامه بالعديد من التجارب والأبحاث تصحيح بعض الأخطاء والمفاهيم العلمية التي حوتها نظرية النسبية العامة لآينشتاين ، ودمج نظريته الشهيرة مع نظرية الكم في نظرية واحدة ، أطلق عليها نظرية " القوى الأساسية الموحدة " .

 

وظل النشائى يعمل كأستاذ بقسم الرياضيات والطبيعة النظرية بجامعة كمبريدج ببريطانيا لمدة 11 عاماً ، نجح خلالها في تأسيس أول مجلة علمية في العلوم غير الخطية وتطبيقات العلوم النووية ، وتصدر هذه المجلة في ثلاث دول هي أمريكا وإنجلترا وهولندا.

  

علم الفوضى ( الشواش ) فى سطور

 

ظهرت كلمة " الشواش" Chaos فى عام 700 ق م ، وكان الشاعر الإغريقي هسيود أول من أطلقها في قوله: "في البدء كان الشواش، لا شيء سوى الخلاء والهيولى والفراغ غير المحدود ، حيث أضحى استخدام الكلمة للتعبير عن خاصية للفوضى غير المرغوبة. ويعرَّف "الشواش" فى المعاجم اللغوية على أنه الاضطراب أو الاهتياج . أما المراجع العلمية فتعرف الشواشُ على أنه مرادف للعشوائية randomness غير المرغوبة. وقد عبَّر المؤرخ والكاتب الأمريكي هنري أدامز (1918-1858) عن المعنى العلمي للشواش بشكل بليغ في قوله: "الشواش غالبًا ما يولِّد الحياة، بينما النظام order يولِّد العادة."

 

وكان العلماء قد رصدوا ظواهر علمية كثيرة تُحدِث نتائج كبيرة غير متوقعة ، وذلك على الرغم من صغرها مثلاُ ، بحيث إن التوقُّع (أو التنبؤ) بحدِّ ذاته بنتائج سلوكها يصبح بلا فائدة. مثال ذلك كرات البلياردو التى لا نستطيع التنبؤ الدقيق باتجاهاتها عندما تصطدم ثلاث منها.

وفى الطبيعة كثير من الأمثلة ، وعلى سبيل المثال ، في العام 1889 أنشأ ملك النروِج جائزة للإجابة على تساؤل هام ، وهو: هل المنظومة الشمسية مستقرة أم لا ؟      


وقدَّم بوانكاريه الحل وفاز بالجائزة. لكن زميلاً له اكتشف بعض الخطأ فى الحسابات؛ وهو ما دفع القائمون على الجائزة منح بوانكاريه مهلة ستة أشهر كي يعالج المسألة حتى يصبح من حقه الاحتفاظ بالجائزة. ولكنه لم يوفق للحل، وإنما توصل لنتائج قلبت النظرة المقبولة عن الكون الحتمي الخالص الذى تقود إليه نظريات نيوتن الرياضية . وأفاد بوانكاريه في بحثه أن قوانين نيوتن لا تقدِّم أيَّ حلٍّ للتنبؤ بحركات الشمس والأرض والقمر، ووجد أن اختلافات طفيفة فى حركة هذه الأجرام فى مساراتها تُحدِثُ تباينات هائلة بالظواهر النهائية وتتحدى اية تنبؤات.

 

استفاد إدوارد لورنتس Edward Lorenz من رياضيات بوانكاريه فى تقديم نموذج رياضيّ مبسط لمنظومة الطقس، تمكن من خلاله الكشف عن نِسَب التغير في درجة الحرارة وسرعة الرياح. وقد أظهرت هذه النتائج سلوكًا معقدًا ناجمًا عن المعادلات البسيطة ؛ وهو ما يشير إليه المضمون النهائى لنظرية الشواش ، وهو أن المقدمات البسيطة قد تقود إلى سلوك معقد. . كما أجرى إيليا بريغوجين بحوثًا إضافية ، وقادته بحوثُه لطرح مفهومي "التوازن" equilibrium والـ"بُعد عن التوازن" far-from-equilibrium كي يصف حالة النظام ، كاشفاً عن شروط البعد عن التوازن التي تقود لسلوك معاكس للسلوك الذي يتوقعه التفسير العلمى المألوف ، وقد وجد أن ظواهر التشعب والتنظيم الذاتي تنشأ عن المنظومات المتوازنة عندما تخضع للاضطراب . وقد كانت هذه الدراسات الخطوة التي قادته لنظرية التعقيد/الشواش ، والتى تظهر كيف يولد النظام من الفوضى (الشواش) في المنظومات الحرارية والكيميائية، وكذلك في المنظومات الحية.

 

وقد نال إيليا بريجوجين Ilya Prigogin على جائزة نوبل في الكيمياء فى عام 1977 . ويعد بريجوجين رائد علم الإنتروبيا entropy التى تدرس فى المنظومات المفتوحة، والتى تعنى بتبادل المادة والطاقة والمعلومات بين هذه المنظومات وبيئتها. وقد استخدم بريجوجين مفهوم "البُنى المبدِّدة" dissipative structures لكي يبيِّن احتمالية نشأة البني المعقدة عن البني الأبسط وأن النظام ينبثق عن الشواش ( الفوضى ) .

 

وأخيراً ، نستطيع أن نقول إنه لم تكن نظرية " الشواش " قانونًا، كما هي الحال في علوم الديناميكا الحرارية أو الفيزياء الكمومية، لكنها مكَّنتْ الباحثين من تحليل الأفعال والأنظمة المتداخلة .

  

ثورة جديدة في علم الطبيعة

 

للنشائي عدد ضخم من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية دولية لها تطبيقات هامة في مجالات الفيزياء النووية وفيزياء الجسميات ، وقد أوردت الجمعية الأميركية للرياضيات أكثر من مائة بحث من أبحاثه في حين أن متوسط عدد الأبحاث التي أوردتها نفس المجلة لأي من العلماء المتخصصين لا يزيد على العشرين بحثاً ، وهو ما دفع علماء نالوا جائزة نوبل في الفيزياء لترشيحه أكثر من مرة لنيل نفس الجائزة.

 

وقد أحدثت أبحاث النشائى ثورة في مجالات العلوم بما فيها العلوم الذرية وعلوم النانوتكنولوجي التي تدرس في المنطقة المحصورة ما بين العلوم الذرية والعلوم الكيميائية، كما استخدمت وكالة الفضاء الأميركية " ناسا " أبحاثه في بعض تطبيقاتها.ومؤخراً ، قام مركز الفيزياء النظرية التابع لجامعة فرانكفورت الألمانية والذي يعد أكبر وأشهر مراكز الأبحاث الطبيعية في أوربا بتكريمه كأستاذ متميز لدوره في تطوير نظرية يطلق عليها اصطلاحيا " الزمكان كسر كانتورى " نسبة إلى العالم الألماني جورج كانتورى .

 

 وقد أتاحت هذه النظرية للنشائي تحديد قيم الثوابت الطبيعية في الكون مثل ثابت الجذب العام ، وكذلك ثابت الكهرومغناطيسة . وتأتى نظرية النشائى في محاولة لتوحيد قوى الطبيعة جميعها في قانون واحد ، وهو ما يعد تعميماً لنظرية النسبية لآلبرت آينشتاين.

 

وتكشف نظرية النشائى النقاب عن أن هناك قوة واحدة تشمل القوى الأربع الأساسية المعروفة في الطبيعة ، وهى قوى الجاذبية والقوى الكهربية والقوى المغناطيسية بالإضافة إلى القوى النووية.

وقد استغرق عمل النشائى في هذه النظرية 15 عاماً ، ولكنه لم ينته منها ويقوم بنشرها إلا من 4 سنوات فقط .

 

كما تم تكريمه في جامعة حيدر أباد بالهند، ورشحه أستاذه الراحل الدكتور آليان بوكوجيه لجائزة نوبل مرتين ، كما كرمته مصر بمنحه جائزة الدولة التقديرية .

 

ويعمل العالم الشهير محمد صلاح النشائى الآن أستاذاً بمؤسسة سولفاى للطبيعة والكيمياء بجامعة بروكسل الحرة ببلجيكا ، وأستاذاً زائراً في ست من جامعات العالم ، بينهما جامعتا القاهرة والمنصورة في مصر .

  

عالم بأحاسيس فنان

 

يصف النشائي نفسه بأنه يمتلك روحين يسكنان جسداً واحداً ، روح أدبية فلسفية وروح هندسية علمية ، فعلى الرغم من حبه لعلم الطبيعة منذ الصغر ، فقد نشأ أيضاً محباً للفن والأدب بجميع أشكالهما ، حيث دأب على قراءة كتب الفلسفة ، والرسم بالزيت ، والاستماع إلى الموسيقى .

 

يتحدث النشائى العربية بطلاقة ، ويكتب الشعر ، ويهوى القراءة ، ومن كتابه المفضلين المعرى والعقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ، كما أنه يعشق مسرح العبث ورواده يونسكو وبيكت. كانت أمنيته أن يصبح مخرجاً سينمائياً أو كاتباً مسرحياً . وربما هذا ما دفعه إلى الإعلان عن قراره ورغبته الشديدة التفرغ للكتابة في المستقبل القريب ... وكما يقول الكتابة فقط وبالعربية .                  

 

وللنشائي عدد من المؤلفات العلمية في مجالات تخصصه جميعها مكتوبة بالإنجليزية.  . وبالإضافة إلى ما سبق ، يعشق الدكتور النشائى الرياضة ، وبالتحديد هواية التزحلق على الجليد ، لذا فهو يحرص على الذهاب لألمانيا في كل عام لممارستها .

  

عائلة .. علمية جداً

 

الدكتور النشائى متزوج ، ولديه ابنتان ، الأولى شيرين وتدرس العمارة بجامعة ليدز البريطانية ، أما الثانية فهي سونيا ، وقد تخصصت في دراسة الطب البيطري . ، كما أن له أخوين في الحقل العلمي هما الدكتور عمر النشائى مدير معهد الزلازل بالولايات المتحدة الأمريكية ، وسعيد النشائى العالم الشهير في الهندسة الكيميائية بجامعة آلاباما الأمريكية .

 

وعلى الرغم من طيلة الغربة ، مازال عالمنا الجليل متمسكاً بتقاليد الإسلام وانتمائه لوطنه الذي نشأ فيه ، فهو صاحب نظرة صوفية في الحياة ، ويعتبر التقدم الحقيقي هو تقدم الإنسان وليس التقدم التكنولوجي.

ومن أراءه : " العلم بدون حكمة مثل عضلات بدون مخ ، فهو يحط من شأن الإنسانية " .

 

والعلاج في تقديره هو أن يسير الأدب والدين بجوار العلم جنبا إلي جنب . وكثيراً ما كان يخشى أن يكبر أولاده في بيئة تعترف بالإباحية . وفى هذا الإطار يعترف بأن انتقاله من الولايات المتحدة الأمريكية لأوربا بعد أن قضى عدة سنوات بأكبر جامعاتها جاء رغبة منه . وكما يقول : "على الرغم من تميز الشعب الأمريكي بالطيبة ، وبأنهم أقل عنجهية من شعوب أوروبا التي تفتخر بعراقتها ، وبأنهم يتقبلون الأجانب بروح مفتوحة عن أوروبا ... فإنهم يختلفون عنهم في نفس الوقت بالتربية الإباحية لأولادهم . ولقد كان قرار العودة إلي أوروبا علي أن تكون محطة لعودتنا مرة أخري إلي مصر" . فهو كما يقول عن نفسه يشعر بأنه بلا معني في أوروبا ، فقد غرس فيه أباه الحس الوطني منذ أن كان صبياً  .

                        

 

بتصرف عن : شبكة المعلومات العربية - محيط
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:48:13 صباحاً
رد #99

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #99 في: يناير 17, 2006, 07:48:13 صباحاً »
تكريم عالمي في الصين للدكتور محمد النشائي
رئيس جامعة شانغهاي:
نيوتن، أينشتين، النشائي.. غيروا مسار الإنسانية
رسالة الصين: جمال الغيطاني
 
د. النشائي يتسلم شهادة تقدير
من رئيس جامعة شانغهاي
 
خلال يومي 20 و 21 ديسمبر الماضي، عقد في جامعة دونجاهاو بشانغهاي مؤتمر عالمي، لتكريم العالم المصري محمد النشائي، اشترك الاتحاد الاوروبي في تنظيم المؤتمر الذي حضره اكثر من خمسمائة عالم ينتمون إلي جنسيات مختلفة، وألقي فيه اكثر من الف بحث علمي.
الجلسة الافتتاحية عقدت بفندق جالاكسي الضخم، وفي مدخل الفندق والشوارع المؤدية علقت لافتات ضخمة كتب عليها ما نصه:


 
 
 
مؤتمر الديناميكا اللا خطية تكريما للعالم المصري الجليل الاستاذ الدكتور محمد النشائي لبلوغه الستين عاما.
العبارة كتبت بثلاث لغات، الصينية والانجليزية والعربية، وحملت اللافتات صورة محمد النشائي، ولوحة للفنان الالماني ايشر الذي يستشهد النشائي به في التدليل علي صحة نظرياته الخاصة بوحدة القوي في الكون، البروفيسور زهانج منج جاو، منسق عام الاحتفال كتب تصورا شعريا للاحتفال قال فيه:


 
 
 
أحداث عظيمة مرت في المائة عام الماضية مرتين.
الهزة العنيفة لنظرية نيوتن والتي رويت لي.
استبدال نظرة الانسان بنظرة الله، أصابت البعض بالفزع منحنا البرت (اينشتين) عالما ذا أربعة أبعاد دون سقوط تفاحة.
فقط انحناء الزمان الفضائي.
اختلاف الوقت، باختلاف المجال المحيط، وقبض الجاذبية
المكان عند النشائي أصبح مشهدا مجزأ.
اختلاف كبير واضح حول الزمن الفضائي
الآن يسبر اغوار العالم بميزان الكم، ويكتشف تسع وستين ذرة جديدة برهان اختباري، وفاعلية ديناميكية لا حدود لها ونشائي غير قابل للمقارنة
ربما تبدو تلك الاشعار غامضة، غير اننا نجد تفسيرها في المقدمة التي كتبها البروفيسور جاو للاحتفالية.
وفيما يلي نصها:


ما وراء الزمان والمكان



يقول الدكتور جاو

عام 2005 ليس عاما مميزا فحسب بل أنه فريد من نوعه، فهو العام العالمي للفيزياء ويتزامن مع العيد ميلاد ال 60 لواحد من أعظم علماء العالم بأسره.
ان عظمة الاكتشافات العلمية تقاس بقدر ما تسهم به من جديد للمعرفة الانسانية وخاصة تلك التي تغير من نظرة الانسان للكون. فقد استطاع ألبرت اينشتين دمج الزمان والمكان في نظرية النسبية ذات أبعاد أربعة مماثلة وتعرف 'بالزمكان' أو 'زمان مكان'. وأثبتت نظريته أن تفسير الظواهر الطبيعية تحتم دمج الزمانا والمكانا وبعده بقرن اكتشف العالم محمد النشائي زمان مكان لا نهائيين في نظريته 'الأبعاد اللا نهائية'، والتي يمكن تسميتها بنظريةالزمان اللانهائي الكانتوري وهي ذات أبعاد لانهائية.
وقد قام نيوتن منذ ما يقرب من ثلاثة قرون باكتشاف قانون الجاذبية العام ذي أبعاد ثلاثة متماثلة وحول تصور الانسان إلي أن العالم مكون من نوعين من الأبعاد وهي ثلاثة أبعاد للمكان وبعد الزمان المنفصل عنهم. وهذا عكس ما قام به اينشتين حيث الزمان والمكان ملتصقان.
وبعد ثلاثة قرون قام محمد صلاح الدين النشائي باكتشاف جديد، وهو أن الزمان مختلف عما هو عليه في نظرية اينشتين، فقد اعتبر ان المسار في الزمان مكان ممكن تقسيمه إلي أجزاء متساوية وصغيرة ثم كل جزء يقسم إلي أجزاء أصغر حتي يصل إلي نقطة متجاورة ثم تقسم النقطة إلي ما لانهاية من النقاط الأصغر، وبذلك اكتشف زمان المكان الفركتالي المتصل بنظرية الشوشرة والفوضي.
فعالم نيوتن ذو الأبعاد الثلاثة موجود من مائتين عاما وعالم اينشتين ذو الأبعاد الأربع موجود منذ مائة عام، أما نور القرن الجديد فقد سطع بنظرية محمد النشائي ذات الأبعاد اللا نهائية لزمان المكان وبذلك تكون تعميما شاملا وساحقا لما اكتشفه اينشتين في نظرية النسبية فقد حقق النشائي حلم اينشتين 'المسمي بنظرية المجال الموحد'.
فعالم نيوتن عالم تحكمه نظرية إلهية، فالكون يبدو مماثل لكل مراقب اينما كان وعالم اينشتاين تحكمه نظرة الانسان للعالم فلذا نجده نسبيا وفقا لما تراه وأنا أراه.
أما عالم النشائي فهو يختلف كثيرا عن المكان الذي ندركه بحواسنا ففي كون النشائي نجد أن الزمان مكان متصل لو نظرت إليه من بعد كبير، أما اذا نظرت إليه عن قرب تجده متقطعا ومتفقا مع نظرية الكم، وبذلك وحد نظرية النسبية ونظرية الكم النووية.
علي الرغم من النجاح العظيم لنظرية الأوتار الفائقة في القرن الماضي إلا انه يمكن أن نقول أنها غير كاملة وسنجد أن نظرية النشائي مستخدما فيها الديناميكا اللاخطية ونظرية المتعقدات قد غيرت من مفهوم الانسان للكون بصورة جذرية ونجح النشائي في بناء جسر بين فيزياء الطاقات العليا والديناميكا غير الخطية وعلم الشوشرة ونظرية المتعقدات من ناحية أخري وهندسة الشوشرة هي التي تسمي الهندسة الفركتالية.
وسيرا علي نهج النشائي نجتمع في شنغهاي بالصين في 21­ 25 ديسمبر 2005 لتكريم أعظم عالم للقرن الواحد وعشرين بعد نيوتن واينشتين لنشارك في إنجازه العظيم، وما يجدر بنا الإشارة إليه أنه أول مرة يقام مؤتمر لتكريم عالم عربي في الصين، فعلماء الصين يكنون لهذا العالم حبا وإعجابا لانهائيين لنفسه ولعلمه. ونأمل أن يتوطد التعاون بين كل من الصين والشرق الأوسط لتحقيق آمال أمتين عظيمتين.
والآن نتكاتف حول العالم العربي محمد صلاح الدين النشائي العظيم لنسمع قصة حياته الخاصة والعامة وليعرفنا علي زمانه الجميل ولنعرف ما هو الزمان والمكان. فالنشائي يتوقع وجود 69 جسيما نوويا بدلا من 60، وبذلك يكون هناك 9 جسيمات أولية نووية مفقودة تنتظر الاكتشاف في المعمل. ولنعرف المزيد عن هذه الجسيمات دعونا نجتمع في ديسمبر 2005 في مؤتمره.
وكما توقعت من قبل فإن التجربة المعملية ستؤكد صحة نظريته مما سيؤدي إلي أن ينال جائزة نوبل وبذلك يكون قد تحقق نصر عظيم للعلوم غير الخطية ونظرية المتعقدات والشوشرة بالإضافة إلي النجاح الشخصي لهذا العالم العربي المصري الوطني الجليل.

* * *

بين العرب الذين شاركوا في الاحتفالية د. فتحي صالح رئيس مركز توثيق التراث التابع لمكتبة اسكندرية، والدكتورة هالة بركات الباحثة بالمركز، والدكتور كمال قنديل عميد كلية العلوم بالاسكندرية، والدكتور أدهم مدرس الفيزياء بجامعة المنصورة. قنصل عام مصر خالد عبد الرحمن في شانغهاي كان حاضرا طوال الاحتفالية وأقام مأدبة عشاء تكريما للنشائي.
من السعودية جاء صالح بن عبدالرحمن العذل وزير البحث العلمي بالمملكة العربية السعودية، والدكتور محمد السجئيل وزير الاتصالات السابق بالمملكة العربية السعودية، والدكتور دهمان (سوري) ويعمل باحثا في مدينة الملك عبدالعزيز العلمية بالرياض والتي أسهم الدكتور محمد النشائي في تأسيسها، العلماء المشاركون والذين تجاوز عددهم خمسمائة ينتمون إلي اثنتين وعشرين جنسية.
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:48:57 صباحاً
رد #100

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #100 في: يناير 17, 2006, 07:48:57 صباحاً »
وهب نفسه للرياضيات والفيزياء
ستيفن هوكينج راوي قصة الزمن  

بيد أن رغبة هذا الشباب الجامحة، كانت تدور في فلك آخر، فعقله لا يفكر جدياً إلا بما يدور في الفضاء، إذ لم تزل تلك الرغبة المكبوتة متغلغلة في كيانه منذ الطفولة، وفي خضم هذه الأحوال لم يكن جسد هوكينج ليعينه على المضي قدماً في تحقيق حلمه القديم، ففي العام ،1963 أطلعه الأطباء على حقيقة مريرة مفادها أنه مصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري أو مرض (شاركوت) وهو مرض تصاب فيه الأعصاب المتحكمة بالعضلات بالتلف، والضمور، وأن فرص الحياة أمامه ليست كثيرة، بل لا تكاد تزيد على السنتين، ويبدو أن الشلل الذي أصاب أعضاءه لم يؤثر في عقله المستنير، ولذا فقط شعر بأنه لا بد أن يحقق حلمه الذي طالما راوده منذ نعومة أظفاره.


عكف هوكينج على دراسة الرياضيات والفيزياء وبدأ بتحضير أطروحة في علم الكونيات في جامعة كامبريدج، ليثبت بحق أن عقله لم يزل يتوقد شرارة وعبقرية وحياة، كيف لا وهو صاحب اشهر كتاب في القرن العشرين “تاريخ موجز للزمن”.

ومن الواضح ان هوكينج لم يتغلب على مرضه، لكن المرض ذاته لم يفت عضده ولم يهزم عزمه، ولذا فقد وضع في رأسه فكرة ثابتة تتمثل في أنه طالما كان قلبه ينبض بالحياة وعقله يتوقد بالذكاء، فلا بد أن يعيش لأنَّ ذلك يستحق الحياة، وبالفعل ها هو ستيفن هوكينج ما زال على قيد الحياة وجاوز الستين ولديه من الأولاد ثلاثة وحفيد واحد.

وفي تلك الفترة قابل هوكينج زوجته الأولى جان وايلد التي أنجب منها أولاده الثلاثة، والتي استطاع بفضل مساعدتها الحصول على درجة الدكتوراه والعمل كباحث في جامعة كامبريدج، إلا أن هذا الزواج الطويل لم يستمر، بل اضطر هوكينج إلى تطليق زوجته وايلد والتزوج بإيلايان مازوف إحدى ممرضاته.

وعلى الرغم من أن المرض أقعده عن الحركة وحبس لسانه عن الكلام وتركه في صمت مطبق، إلا أنه استطاع الخروج من هذه القوقعة باللجوء إلى حلمه الطفولي الذي شجعه ودفعه نحو تحقيق ذاته، وبالفعل خرج من هذه المرحلة بكتاب عنوانه “الكون في قوقعة جوز” حيث غاص في أعماق الفضاء وعاد فيه إلى “هاملت” في مسرحية شكسبير وبَيّن كيف كان ذلك الشاب الثائر يصرخ بأعلى صوته قائلاً: “إن كنت محصوراً في قوقعة صغيرة، فأنا أنظر إلى نفسي وكأنني سيد عالم لا حدود له”. وانطلاقاً من هذه الرحلة الذاتية في أعماق النفس والكون، استطاع هوكينج أن يصل إلى بعض الحقائق: كتلك التي تقول إن نسبية اينشتاين تولِّد بالضرورة مفردات (أجساماً لا أبعاد لها وذات كثافة غير محدودة) كالثقوب السود حيث نجد أن الجاذبية فيها تعمل على تشويه أو تغيير معالم حيز (المكان  الزمن) إلى درجة يصعب معها التعرف إليه، أو كالحقيقة الأخرى التي تقول إن الثقوب السود ليست سوداء على الإطلاق، بل إنها تبث اشعاعات ضعيفة تسمى “إشعاعات هوكينج” وهكذا نجد أن الرجل عثر في خضم معركته الشرسة ضد المرض، على قوة خارقة جعلته يكمل مسيرة حياته ويتناول قضية خطيرة ومعقدة، كقضية الكون وذلك بمنطق لا يخلو من الغرابة والإبداع. وفي ذلك يقول عنه تيبدو دامور المتخصص في الفيزياء النظرية ونظريات أينشتاين في المعهد العلمي للدراسات العليا في جامعة كامبريدج، وهو المعروف بصرامة أحكامه الخاصة بالعلماء: “كل من يقترب من ستيفن يشعر بأنه مأخوذ نحو شخصيته الجذابة التي لا تدع للشخص فرصة للفرار من كاريزميتها”.

 

فلسفته العلمية

 

أصبح ستيفن هوكينج يحمل لقب استاذ الكرسي اللوكاسي لمادة الرياضيات في جامعة كامبريدج منذ العام ،1979 والمعروف أن هذا اللقب يعود إلى هنري لوكاسي الذي أسس هذه الدرجة في العام 1663. وكان نيوتن قد شغل هذا المنصب قبل 3 قرون أيضاً. ومثل كل الفيزيائيين، يسعى ستيفن هوكينج إلى العثور على نظرية مُوّحدة لكل شيء (لكل القوى في الطبيعة) أي أنها تجمع بشكل خاص بين جاذبية أينشتاين وفيزياء الكم وهو ما سعى إليه أينشتاين نفسه طوال حياته.

وأكثر ما يحاول هوكينج أن يثبته، هو أن الكون قد نشأ من العدم، بل ظهر بشكل طبيعي (تلقائي) ودون وجود أية ظروف أولية محددة.

وعلى الرغم من أن الفيزيائيين يرون ان المعادلات الرياضية التي يستند عليها ستيفن في نموذجه عن الكون ليست متينة لإثبات مهمة فرضيته، إلا أن الرجل يحاول أن يصل الى معادلات تكفي لتكون بمثابة السند القوي الذي يرتكز عليه الباحثون في تجاربهم، ولذا لا يتردد الكثيرون من معجبيه في أن يشبهوه بأينشتاين ويرى تلميذه دامور أن أينشتاين كان عبقرياً أما ستيفن فليس أينشتاين، بل هو أحد رجالات العلوم الكبار الذي استطاع بنجاح، أن يؤلف رابطاً بين الجاذبية وميكانيكا الكم من ناحية والديناميكا الحرارية من ناحية أخرى. وينظر دامور الى اكتشاف هوكينج المتعلق بالثقوب السود في العام 1974 الاشعاع والقصور الحراري (أنتروبي) من الاكتشافات الكبرى في تاريخ الفيزياء.

وينظر البعض الى هوكينج على أنه انسان يحب الشهرة، لكن تلميذه دامور، يرى بأنه من حسن الطالع أن يكون للعلوم وجه إنساني يتجسد في شخص ستيفن هوكينج، لأن هذا الرجل يعطي كل ما لديه للعلم فما تكاد تبرز فكرة في رأسه حتى يسارع الى احتضانها والبحث في أمرها حتى النهاية.

ويقول ستيفن بخصوص كتابه الجديد “لمحة مختصرة جداً عن الزمن”: انه أراد في هذا الكتاب سرد تاريخ الكون بطريقة أكثر وضوحاً وبساطة مما فعله في كتابه السابق “لمحة مختصرة عن الزمن” ويضيف ستيفن أن الكثير من القراء يطرحون دائماً التساؤلين الآتيين: “ماذا يوجد خارج الكون وما الذي وجد قبل الانفجار العظيم”. وعندما لا يجدون إجابة شافية فإنهم يشعرون بخيبة الأمل لأن الإجابة في العادة تكون “لا شيء” ويعتقد هوكينج بأنه لا بد من قراءة بعض النظريات الحديثة التي تصف الكون وكأنه يطفو فوق ما يسمى بال (brane) وهي كلمة تستخدم للإشارة الى أجسام مشابهة لكون ذي أربعة أبعاد. والمعروف في نظرية الأوتار الفائقة أن ال (brane) يمثل وتراً واحداً في حين انها تمثل سطحاً منبسطاً.

ويرى هوكينج أن التساؤل عما كان قبل الانفجار العظيم شبيه تماماً بمن يسأل عما يحدث في شمال القطب الشمالي أي أن الأمر بكل بساطة ليس محدوداً.

وفي ذلك يقول هوكينج: “عندما وقع الانفجار العظيم، كان الكون صغيراً جداً وله من الكثافة والحرارة ما يجعلنا عاجزين عن أن نتخيل إن كانت هناك ظروف أولية تنطبق على تلك الحالة، ولذا أرى أن مواجهة هذه المشكلة تعني أن نذهب نحو الزمن الخيالي الذي يمكن اعتباره نوعاً من البعد الفضائي الخاص، وعندها سننظر الى الكون على أنه لا نهائي، ولو فعلنا ذلك لاستطعنا الالتفاف على مسألة وجود شروط أولية لأننا لو عدنا الى الزمن الطبيعي لشاهدنا كوناً وُلد بشكل تلقائي من العدم.

ولكن هل يمكن التثبت من نموذج ستيفن بطريقة عملية؟

الواقع أن عدم توفر حدود معينة يعني وجود كون يمر في مرحلة تضخم تتفق مع الخطوط العريضة للمشاهدات المرئية، أما عن احتمالية وجود حياة في مكان آخر في الكون، فيرى ستيفن، أنها إن وجدت فلا بد أن تكون بعيدة، وإلا لكانت قد زارت الأرض منذ أمد طويل، ولكان سكان الأرض قد عرفوا بوجودها وذلك على غرار فيلم “أندبندنس داي” أو “حرب العوالم”.
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:51:17 صباحاً
رد #101

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #101 في: يناير 17, 2006, 07:51:17 صباحاً »
د/ محمد عبد السلام " العالم والإنسان "
 
24/02/2001
 نهى سلامة
 
" د / محمد عبد السلام " اسم تردد بين جنبات الأبنية الفخمة الشاهقة لمؤسسة نوبل، حينما أذيع أسماء العلماء الفائزين بجائزة "نوبل" للفيزياء عام 1979.

فمن هو محمد عبد السلام؟ وكيف استطاع بلد فقير كباكستان أن يخرج مثل هذا العالم الفيزيائي الكبير؟.

النشأة المتواضعة

ولد عبد السلام في قرية "جهانج" بمقاطعة "لاهور" بالبنجاب عام 1956 والتي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الهند، والده كان رجلاً بسيطاً يعمل كاتباً في مكتب مفتش المدارس إلا أنه كان حريصا كل الحرص على تعليم أبنائه منذ الصغر، فتنقل "محمد " في مراحل التعليم حتى وصل إلى سن الرابعة عشرة حيث التحق بالجامعة الحكومية في "لاهور"، وظهر نبوغه المبكر في الرياضيات محطماً كل الأرقام القياسية في امتحانات القبول، وحاصدا لجوائز التفوق في جميع مراحل التعليم، تخرج في الجامعة عام 1944، وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة "لاهور" بالبنجاب بعد سنتين في عام 1946

وفي صيف هذا العام بالتحديد، تدخل القدر لمنح عبد السلام منحة إلى جامعة "كامبريدج " بإنجلترا، فلقد اختير قبله طالب هندي آخر يدرس مادة الأدب الإنجليزي، ولكنه اعتذر قبل سفره بفترة قليلة؛ فرشحت" الهيئة الهندية العليا " الطالب/ عبد السلام؛ ليسافر بدلا منه.

في الطريق إلى نوبل

في "كامبريدج" وبالتحديد في كلية "سانت جون" لفت عبد السلام الأنظار إليه حينما حصل في سنتين على دبلومتين في الرياضة المتقدمة والفيزياء، وكان في مركزه الأول المعهود.

ثم بدأ أبحاثه في عام 1946 في معامل كافيندش Cavendish وتعلم على يد واحد من الأوائل في مجال الفيزياء النظرية وخاصة في الجسيمات الأولية ألا وهو د/ كيمر Dr. Nicholas Kemmer أستاذ الفيزياء الرياضية بجامعة كامبريدج، كان كيمر أول مشرف رسمي على عبد السلام وهو الذي عرفه على العالم الكبير د/ ماثويث Paul Matthews الذي قدمه إلى النظرية الكميةQuantum theory وأدخله في محاولات لإيجاد الإجابات المفقودة في هذه النظرية.

سافر عبد السلام إلى معهد الدراسات المتقدمة في برنسيتون Princeton في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في صحبه ماثويث، وهناك في 2 مايو 1951م عمل على انتخابه زميلاً للأبحاث العلمية في كلية سانت جون. ومن هنا بدأ يلمع نجمه دولياً، وأخذت أبحاثه تحتل مكاناً بين أبحاث العلماء المتميزين.

التأثير الأكبر على عبد السلام في بداية حياته كان من المعلم المخلص د / بول ديراك Paul Diarc والذي عاش البطل الأكبر في حياة عبد السلام الذي رآه أعظم علماء القرن في الفيزياء، وأن أبحاثه هي التي أعطت الشهرة الكبيرة لأبحاث النشانين في الرياضيات.

كان عبد السلام يخطط دائماً للعودة إلى وطنه "باكستان" والتي استقلت عن الهند في عام 1948 لينقل ما حمل من علم ويضعه في خدمة شعبه وحكومته. فقرر عام 1952 العودة بعد حصوله على درجة الدكتوراه، وعين هناك رئيساً لقسم الرياضيات بجامعة البنجاب بلاهور.

مرت السنوات عصيبة على عكس ما كان يتوقع، واكتشف صعوبة الاستمرار في أبحاثه لقلة الإمكانات الموجودة، فسرعان ما قبل دعوة أخرى من جامعة كامبريدج عام 1954 وعاد كأستاذ جامعي في الرياضيات وزميلا لكلية سانت جون.

سنوات العمر في المراكز والميداليات

بقى د / عبد السلام في جامعة كامبردج حتى عام 1957، ثم انتقل إلى الكلية الملكية بلندن كأستاذ في الفيزياء.. وقد حصل في العام نفسه على الدكتوراه الفخرية من جامعة البنجاب، ثم انتخب مبعوثاً للكلية الملكية عندما بلغ من العمر 33 سنة عام 1959.

تنقل د. عبد السلام بين مراكز عديدة، ومنح أوسمة عالية... نذكر منها:

- أرفع وسام لدولة باكستان من رئيس الجمهورية وعين مستشاراً علمياً للرئيس.. كما منح وسام الجمعية الفيزيائية البريطانية عام 1960 وعين عضواً في لجنة العلوم والتكنولوجيا.

- وتقديراً لجهوده كرئيس للجنة الفرعية التي أنشأتها الأمم المتحدة لدراسة إمكانية تقديم العون من الدول الصناعية للبلدان النامية .. حصل د / عبد السلام على جائزة "هيوج" من الجمعية الملكية للعلوم عام 1964.

- هذا فضلاً عن جائزة وميدالية بنهايمر (1971) ، وميدالية أيشتين من اليونسكو (1979) وميدالية السلام (1981) وجائزة الفروسية تقديراً لجهوده في العلوم البريطانية (1989) ونيشان الامتياز الباكستاني (1979).

- كما يحمل د / عبد السلام المراكز الفخرية في أكثر من أربعين جامعة على مستوى العالم، وتم اختياره عضواً في معهد الدراسات العليا في "برنستيو"ن، والذي لا يحظى بعضويته إلا كبار العلماء.

جائزة نوبل لأبحاث "عبد السلام"

في عام 1979، حصل د / عبد السلام على جائزة نوبل في الفيزياء مشاركة مع العالمين ستيف واينبرج Weinberg وجلاشو Glashow حينما قام بتقديم نظريته التي تقضي بتوحد قوتين من القوى الرئيسية في الكون إلى قوة واحدة.

فمن المعروف فيزيائيا أن القوى الأساسية في الكون أربعة: ألا وهي: قوى الجاذبية المادية التي تتسبب في سقوط الأجسام نحو سطح الأرض أو في استقرار حركة الكواكب.. ثم القوى الكهرومغناطيسية، التي ينتج عنها تجاذب أو تنافر الشحنات الكهربائية، فالقوى النووية الضعيفة التي تظهر في انحلال الأنوية عن طريق إشعاع جسيمات مثل الإلكترونات وغيرها وأخيراً القوى النووية القوية وهي المسئولة عن تماسك النواة، وفي حالة انشطارها تتولد طاقة كبيرة يمكن استغلالها سلمياً أو تدميرياً. وقام عبد السلام بتطوير نظرية لتوحيد القوى النووية الضعيفة والكهرومغناطيسية، بل وجزم بإمكانية توحيد القوى النووية القوية مع القوى الثلاث الأخرى.

واهتم أيضا بالنظرية الكمية، التي تصف سلوك المادة بجسيماتها الأولية والطاقة في الكون. وقام بدراسات عديدة على الجسيمات الأولية مثل الإلكترون (ذو الشحنة السالبة) والبروتون (ذو الشحنة الموجبة) والنيوترون (المتعادل) والتي تتواجد في الذرة. واهتم بجزيء "نيوترنيو" الذي لم يسجل له العلماء شحنه أو كتله (أو ربما تكون ضعيفة جداً) وثبت تأثره بالقوى النووية الضعيفة التى تستطيع التغيير من شكله.. فكان عبد السلام أول من وصل الى أن هذا الجزيء يدور في اتجاه عكس عقارب الساعة، مما أوضح نقاطاً كانت غائبة في فهم نظرية القوى النووية الضعيفة وتأثيراتها.

وكان يرى أن ديراك كما ذكرنا من قبل أعظم علماء القرن؛ حيث قام بتطوير علم ميكانيكا الكم النسبية ليصف به حركة الجسيمات الدقيقة ذات السرعات العالية.. وتوصل إلى معادلة سميت باسمه، وعند تطبيقها على جسيم الإلكترون تنبأ بوجود جسيم آخر له نفس كتلة الإلكترون، ولكن ذو شحنة موجبة وهو البوزتيرون الذي اكتشفه كارل أندرسون بعد ذلك في عام 1932.

عبد السلام.. الفكر والإنسان

عاش عبد السلام حياته مشغولاً بالعوائق التى تقف أمام تقدم العالم الثالث في العلم والتعليم .. وكان يرى أن الفجوة الكبيرة بين الدول الصناعية الكبرى والنامية لن تضيق إلا إذا استطاعت الدول النامية أن تحكم نفسها في مستقبلها العلمي والتكنولوجي، وأن ذلك لن يتحقق من خلال استيراد التكنولوجيا من الخارج، بل من خلال تدريب نخبة من العلماء المتميزين والزج بهم في مجالات العلم المختلفة، وقد سجل رؤيته عن الحاجة الملحة للعلوم والتكنولوجيا في العالم الثالث في كتابة "المثاليات والحقائق ". ولم يتأخر في مد يد العون لشباب العلماء من العالم الثالث، وصرف جزءا من أمواله لمساعدتهم.

وقد كان إنشاؤه للمركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا Trieste بإيطاليا في عام 1964 انعاكساً لفكره ومبدئه؛ حيث كان هدف المركز الأول هو إيجاد مكان للفيزيائيين الشبان من العالم الثالث؛ لاستكمال أبحاثهم، وقد استمر مديره حتى عام 1994 حيث كان منارة للعمل الدءوب والطموح العالي.

وقد دعا د.عبد السلام إلى توظيف علوم الفيزياء لخدمة السلام والتعاون الدولي، ووضعه هدفًا من أهدافه، حتى إن البعض كان يعتقد باستحقاقه لجائزة نوبل للسلام فضلا عن جائز نوبل للفيزياء.

كان عبد السلام رجلاً متواضعاً، مرحاً يحب الاستمتاع بالحياة كما يراه تلامذته، ولا يأنف أن يستمع إلى كل الأفكار الجديدة حتى ولو لم تكن جديرة بالثقة، ورغم خوضه الشديد في مجال الفيزياء فإنه كان يرفض تعقيد المادة، ويرد على من يحاول ذلك بقوله: "أنا إنسان متواضع".

وقد صنف شباب العلماء هؤلاء العلماء الكبار الى صنفين: صنف واضح تستطيع أن تفهمه، يفتح لك مجال الاختيار، وصنف ثانٍ وهم "الساحرون" المبهمون ذوو الشخصية المحيرة، وكان " محمد عبد السلام " واحدا من هؤلاء، تردد عن عبد السلام اعتناقه للمذهب القادياني وكان يحتفظ دائما بالنزعة الشرقية فى شخصيته، وقد ظهر هذا جلياً حينما حرص على حضور حفل توزيع جوائز نوبل بالزي الرسمي الباكستاني، بل كان متزوجا باثنتين، وحرص على حضورهما معا فى الحفل، حتى كاد الأمر يتحول إلى كارثة دبلوماسية.

ويسدل الستار على هذه الشخصية في 21 نوفمبر 1996 حينما توفي عبد السلام بعد صراع طويل مع المرض.. ودفن في قريته التى ولد فيها وهي قرية "جهانج" مسقط رأسه بمقاطعة لاهور.
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 17, 2006, 07:56:18 صباحاً
رد #102

باسم صالح

  • عضو مساعد

  • **

  • 145
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #102 في: يناير 17, 2006, 07:56:18 صباحاً »
القدير خان...أبو القنبلة الباكستانية



ليس حل مشكلات العالم الإسلامي قنبلة نووية ، ولكن ماداموا يفعلون فعلينا أن نمتلك مصادر القوة ، هذه وجهة النظر الباكستانية في مشروعها النووى ، قد يوافق عليها البعض وقد يرفضها آخرون ، لكن هذا ما صار فعلاً وتطور علي يد العالم الباكستاني عبد القدير خان .

ولد الدكتور عبد القدير خان في ولاية بوبال الهندية عام 1936 لا يصغره سوى أخت واحدة من بين خمسة من الإخوة واثنتين من الأخوات. كان والده عبد الغفور خان مدرسًا تقاعد عام 1935، أي قبل ولادة ابنه عبد القدير بعام واحد؛ ولذا نشأ الابن عبد القدير تحت جناح أبيه المتفرغ لتربيته ورعايته.

كان لوالد عبد القدير خان تأثير كبير في حياة ابنه؛ حيث كان الوالد إنسانًا عطوفًا ورقيقًا؛ فعلّم ابنه تقدير الحياة وحب الحيوانات، حتى إن القردة القاطنة بتلال مارجالا التي تحيط بمنزل الدكتور عبد القدير قد علمت عنه ذلك، فتأتي إليه في كل مساء بعد رجوع الدكتور عبد القدير من يوم عمل شاق لتأكل من يديه!!

كانت زليخة بيجوم والدة الدكتور عبد القدير خان سيدة تقية تلتزم بالصلوات الخمس ومتقنة للغة الأوردية والفارسية؛ ولذلك نشأ الدكتور عبد القدير خان متدينًا ملتزمًا بصلواته.

تخرج عبد القدير خان من مدرسة الحامدية الثانوية ببوبال؛ ليستجيب لنداء إخوته بالهجرة إلى الباكستان أملاً في حياة أفضل وفرص أكبر؛ حيث كان يرى أن الفرص المتاحة له ببوبال محدودة، وربما لم يكن لينجز أكثر من كونه مدرسًا مثل أبيه وعيشه حياة خالية تمامًا من الأحداث المثيرة.

لم يكن عبد القدير خان طالبًا متميزًا؛ حيث أراد أبواه له أن يحيا طفولة عادية، فلم يمارسا عليه أية ضغوط من حيث درجاته؛ ولذا كانت حياته الأكاديمية في المدرسة والكلية خالية تماما من الضغوط النفسية.

توفي والد الدكتور عبد القدير خان رحمه الله، والذي لم يهاجر مع أبنائه إلى الباكستان في بوبال عام 1957.

تخرج عبد القدير في كلية العلوم بجامعة كاراتشي عام 1960، وتقدم لوظيفة مفتش للأوزان والقياسات، وهي وظيفة حكومية من الدرجة الثانية. كان عبد القدير أحد اثنين من بين 200 متقدم قُبِلوا بالوظيفة، وكان راتبه 200 روبية في الشهر.  ربما لو استمر الدكتور عبد القدير خان في هذه الوظيفة لتدرج في مناصبها؛ لولا رئيسه المباشر في العمل؛ والذي كان يفرض على عملائه أن يدعوه على الغداء لإتمام أوراقهم، فلم يتقبل عبد القدير الشاب هذه التصرفات التي اعتبرها نوعًا من الرشاوى؛ فاستقال من وظيفته.

قرر عبد القدير خان السفر إلى الخارج لاستكمال دراسته وتقدم لعدة جامعات أوروبية؛ حيث انتهى به الأمر في جامعة برلين التقنية؛ حيث أتم دورة تدريبية لمدة عامين في علوم المعادن. كما نال الماجستير عام 1967 من جامعة دلفت التكنولوجية بهولندا ودرجة الدكتوراة من جامعة لوفين البلجيكية عام 1972.

لم يكن ترك الدكتور عبد القدير خان لألمانيا وسفره إلى هولندا سعيًا وراء العلم.. بل كان ليتزوج من الآنسة هني الهولندية التي قابلها بمحض الصدفة في ألمانيا. فتمت مراسم الزواج في أوائل الستينيات بالسفارة الباكستانية بهولندا.

حاول الدكتور عبد القدير مرارًا الرجوع إلى الباكستان ولكن دون جدوى.  حيث تقدم لوظيفة لمصانع الحديد بكراتشي بعد نيله لدرجة الماجستير؛ ولكن رفض طلبه بسبب قلة خبرته العملية، وبسبب ذلك الرفض أكمل دراسة الدكتوراة في بلجيكا؛ ليتقدم مرة أخرى لعدة وظائف بالباكستان، ولكن دون تسلم أية ردود لطلباته. في حين تقدمت إليه شركة FDO  الهندسية الهولندية ليشغل لديهم وظيفة كبير خبراء المعادن فوافق على عرضهم.  

كانت شركة FDO  الهندسية أيامها على صلة وثيقة بمنظمة اليورنكو- أكبر منظمة بحثية أوروبية والمدعمة من أمريكا وألمانيا وهولندا. كانت المنظمة مهتمة أيامها بتخصيب اليورانيوم من خلال نظام آلات النابذة Centrifuge system. تعرض البرنامج لعدة مشاكل تتصل بسلوك المعدن استطاع الدكتور عبد القدير خان بجهده وعلمه التغلب عليها. ومنحته هذه التجربة مع نظام آلات النابذة خبرة قيمة كانت هي الأساس الذي بنى عليه برنامج الباكستان النووي فيما بعد.

حين فجرت الهند القنبلة النووية عام 1974 كتب الدكتور عبد القدير خان رسالة إلى رئيس وزراء الباكستان في حينها "ذو الفقار علي بوتو" قائلا فيها: إنه حتى يتسنى للباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نوويّ".  لم يستغرق الرد على هذه الرسالة سوى عشرة أيام، والذي تضمن دعوة للدكتور عبد القدير خان لزيارة رئيس الوزراء بالباكستان، والتي تمت بالفعل في ديسمبر عام 1974.  قام رئيس الوزراء بعدها بالتأكد من أوراق اعتماده عن طريق السفارة الباكستانية بهولندا، وفي لقائهما الثاني عام 1975 طلب منه رئيس الوزراء عدم الرجوع إلى هولندا ليرأس برنامج الباكستان النووي.  

حين أبلغ الدكتور عبد القدير خان زوجته بالعرض -والذي كان سيعني تركها لهولندا إلى الأبد- مساء نفس اليوم سألته إن كان يعتقد أنه يستطيع إنجاز شيء لبلده.. فحين رد بالإيجاب ردت على الفور: ابق هنا إذن حتى ألمّ أغراضنا في هولندا وأرجع إليك. ومنذ ذلك الحين وآل خان في الباكستان.

توصل الدكتور عبد القدير خان بعد فترة قصيرة من رجوعه إلى الباكستان إلى أنه لن يستطيع إنجاز شيء من خلال مفوضية الطاقة الذرية الباكستانية، والتي كانت مثقلة ببيروقراطية مملة. فطلب من بوتو إعطاءه حرية كاملة للتصرف من خلال هيئة مستقلة خاصة ببرنامجه النووي. وافق بوتو على طلبه في خلال يوم واحد وتم إنشاء المعامل الهندسية للبحوث في مدينة كاهوتا القريبة من مدينة روالبندي عام 1976 ليبدأ العمل في البرنامج. وفي عام 1981 وتقديرًا لجهوده في مجال الأمن القومي الباكستاني غيّر الرئيس الأسبق ضياء الحق اسم المعامل إلى معامل الدكتور عبد القدير خان للبحوث.

بدأ الدكتور عبد القدير خان بشراء كل ما يستطيع من إمكانات من الأسواق العالمية، وفي خلال ثلاث سنوات تمكن من بناء آلات النابذة وتشغيلها بفضل صِلاته بشركات الإنتاج الغربية المختلفة وسنوات خبرته الطويلة.

يقول الدكتور عبد القدير خان في إحدى مقالاته: أحد أهم عوامل نجاح البرنامج في زمن قياسي كان درجة السرية العالية التي تم الحفاظ عليها، وكان لاختيار موقع المشروع في مكان ناءٍ كمدينة كاهوتا أثر بالغ في ذلك. كان الحفاظ على أمن الموقع سهلا بسبب انعدام جاذبية المكان للزوار من العالم الخارجي، كما أن موقعه القريب نسبيًا من العاصمة يسّر لنا اتخاذ القرارات السريعة، وتنفيذها دون عطلة. وما كان المشروع ليختفي عن عيون العالم الغربي لولا عناية الله تعالى، ثم إصرار الدولة كلها على إتقان هذه التقنية المتقدمة التي لا يتقنها سوى أربع أو خمس دول في العالم. ما كان لأحد أن يصدق أن دولة غير قادرة على صناعة إبر الخياطة ستتقن هذه التقنية المتقدمة".  

حين علم العالم بعدها بتمكن الباكستان من صناعة القنبلة النووية هاج وماج؛ إذ بدأت الضغوط على الحكومة الباكستانية من جميع الجهات ما بين عقوبات اقتصادية وحظر على التعامل التجاري وهجوم وسائل الإعلام الشرس على الشخصيات الباكستانية. كما تم رفع قضية ظالمة على الدكتور عبد القدير خان في هولندا تتهمه بسرقة وثائق نووية سرية. ولكن تم تقديم وثائق من قبل ستة أساتذة عالميين أثبتوا فيها أن المعلومات التي كانت مع الدكتور عبد القدير خان من النوع العادي، وأنها منشورة في المجلات العلمية منذ سنين. تم بعدها إسقاط التهمة من قبل محكمة أمستردام العليا. يقول الدكتور عبد القدير خان: إنه حصل على تلك المعلومات بشكل عادي من أحد أصدقائه؛ إذ لم يكن لديهم بعد مكتبة علمية مناسبة أو المادة العلمية المطلوبة.

يتلخص إنجاز الدكتور عبد القدير خان العظيم في تمكنه من إنشاء مفاعل كاهوتا النووي (والذي يستغرق عادة عقدين من الزمان في أكثر دول العالم تقدمًا- في ستة أعوام) وكان ذلك بعمل ثورة إدارية على الأسلوب المتبع عادة من فكرة ثم قرار ثم دراسة جدوى ثم بحوث أساسية ثم بحوث تطبيقية ثم عمل نموذج مصغر ثم إنشاء المفاعل الأولي، والذي يليه هندسة المفاعل الحقيقي، وبناؤه وافتتاحه. قام فريق الدكتور خان بعمل كل هذه الخطوات دفعة واحدة.

استخدم فريق الدكتور خان تقنية تخصيب اليورانيوم لصناعة أسلحتهم النووية. هناك نوعان من اليورانيوم يوليهما العالم الاهتمام: يورانيوم-235 ويورانيوم 238.  ويعتبر اليورانيوم235 أهمهما؛ حيث هو القادر على الانشطار النووي وبالتالي إنشاء الطاقة. يستخدم هذا النوع من اليورانيوم في المفاعلات الذرية لتصنيع القنبلة الذرية.

ولكن نسب اليورانيوم 235 في اليورانيوم الخام المستخرج من الأرض ضئيلة جدا تصل إلى 0.7 % وبالتالي لا بد من تخصيب اليورانيوم لزيادة نسبة اليورانيوم 235؛ إذ لا بد من وجود نسبة يورانيوم 235 بنسبة 3-4% لتشغيل مفاعل ذري وبنسبة 90 % لصناعة قنبلة ذرية. يتم تخصيب اليورانيوم باستخدام أساليب غاية في الدقة والتعقيد وتمكنت معامل كاهوتا من ابتكار تقنية باستخدام آلات النابذة، والتي تستهلك عُشْر الطاقة المستخدمة في الأساليب القديمة.  تدور نابذات كاهوتا بسرعات تصل إلى 100ألف دورة في الدقيقة الواحدة.  يقول الدكتور خان: في حين كان العالم المتقدم يهاجم برنامج الباكستان النووي بشراسة كان أيضًا يغض الطرف عن محاولات شركاته المستميتة لبيع الأجهزة المختلفة لنا! بل كانت هذه الشركات تترجّانا لشراء أجهزتها. كان لديهم الاستعداد لعمل أي شيء من أجل المال ما دام المال وفيرًا!

قام الفريق الباكستاني بتصميم النابذات وتنظيم خطوط الأنابيب الرئيسية وحساب الضغوط وتصميم البرامج والأجهزة اللازمة للتشغيل. وحين اشتد الهجوم الغربي على البرنامج وطبق الحظر والعقوبات الاقتصادية بحيث لم يتمكن الفريق من شراء ما يلزمهم من مواد.. بدأ المشروع في إنتاج جميع حاجياته بحيث أصبح مستقلا تماما عن العالم الخارجي في صناعة جميع ما يلزم المفاعل النووي.

امتدت أنشطة معامل خان البحثية لتشمل بعد ذلك برامج دفاعية مختلفة؛ حيث تصنع صواريخ وأجهزة عسكرية أخرى كثيرة وأنشطة صناعية وبرامج وبحوث تنمية، وأنشأت معهدا للعلوم الهندسية والتكنولوجية ومصنعًا للحديد والصلب، كما أنها تدعم المؤسسات العلمية والتعليمية.

نال الدكتور خان 13 ميدالية ذهبية من معاهد ومؤسسات قومية مختلفة ونشر حوالي 150 بحثًا علميًا في مجلات علمية عالمية. كما مُنح وسام هلال الامتياز عام 1989 وبعده في عام 1996 نال أعلى وسام مدني تمنحه دولة الباكستان تقديرًا لإسهاماته الهامة في العلوم والهندسة: نيشان الامتياز.
يَا رَفِيقَ الرُّوح ِ غَيرَانٌ أنا غيرُ مدَارِي
قَلبِيَ الهَائِم ُ في يأس ٍ  و  فِكرِي في انتِظَارِ
وَأَنا  َكالتَائِه ِ  الشَّارِدِ  في  لَيل ِ القِفَارِ
أنَا  مَأسُور ٌ حَنانِيك  َ فَأطْلِقْ   من   إسَارِي
وَا ضَيَاعِي إِنْ تَكُنْ تأبَى ابتِعَادِي أَو اقتِرَابِي
عِشْتُ في الحَالَينِ أَحْسُو مِن شَقَاءٍ وعَذَابِ
لَيسَ لِي في القُرب  ِ إلاَّ رَشَفَات  ٌ من سَرَابِ
وَأنَا في البُعْد ِ مَشْدُود ٌ لمأسَاة  ِ اكْتِئَابِي

يناير 18, 2006, 10:27:11 مساءاً
رد #103

aman

  • عضو خبير

  • *****

  • 1244
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.maktoobblog.com/wildrose_2001
الموسوعة
« رد #103 في: يناير 18, 2006, 10:27:11 مساءاً »
جزاك الله خيرا أخي باسم على هذه الإضافات ..

لم استطع إنهاء المقالات بالكامل ... ولكنها كما يتبين من بدايتها ذات فائدة كبيرة   فشكرا لك  '<img'>
أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ..
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ


يناير 19, 2006, 11:19:31 مساءاً
رد #104

soumia

  • عضو خبير

  • *****

  • 1123
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الموسوعة
« رد #104 في: يناير 19, 2006, 11:19:31 مساءاً »
نحن مرحبون بهذا المنتدى و ساشارك به