حلم أينشتاين الأخير
النظرية الموحدة الكبرى
قضى ألبرت أينشتاين معظم حياته جاهداً في سبيل نظرية نهائية للكون توحد الكهرطيسية و الثقالة .فقد عمل في هذا الموضوع بلا كلل ولا ملل من عشرينيات القرن العشرين حتى وافته المنية عام 1955.لكن جهوده باءت بالفشل لأنه كان يجهل القوى النووية .
قدمت النظرية النسبية العامة لأينشتاين عام 1915 وصفًا جديدا للثقالة حل محل نظرية نيوتن القديمة. فوفقا لأينشتاين ليست الثقالة قوة بالمعنى التقليدي ولكنها خاصة هندسية للمكان ناشئة عن المادة التي تشغله , ينحني المكان قرب الأجسام الثقيلة . ولقد تنبأ أن الأشعة الضوئية القادمة من نجم يقع خلف الشمس سوف تنحني بفعل ثقالة الشمس , وعندما تأكدت هذه النبؤة بتجربة أثناء الكسوف الذي حصل عام 1919 , طبقت شهرة أينشتاين الآفاق بين عشية وضحاها .
كانت النسبية العامة ذروة إبداع أينشتاين العلمي .إذ أرست قواعد علم الكون الحديث ووسعت نظرية النسبية الخاصة الأولى المذهلة مفاهيمنا إلى الأبد عن المكان والزمان والحركة . إضافة إلى ذلك فقد أسهم أينشتاين في الثورة الكمومية . وقدم للعالم مفتاح الحقبة النووية بفضل معادلته الشهيرة فماذا يأمل عالم أن يحقق أكثر من ذلك ما خلا النظرية الأساسية التي تلف الكون بوصف موحد واحد؟
في عام 1921 ادعى عالم الرياضيات الألماني تيودور كالواز أنه يمكن توحيد الثقالة و الكهرطيسية إذا كتبت معدلات أينشتاين بأبعاد خمسة وليس بأبعاد أربعة . وأضاف عالم الفيزياء السويدي أوسكار كلاين في عام 1926 أن هذا البعد الإضافي ملتف على نفسه بإحكام بحيث لا يمكن أن يرى .
قبل أينشتاين بادئ ذي بدء ما اقترحه كالوزا و كلاين , ولكنه غير رأيه بعد ذلك وسلك بعناد منهجه الرياضي فيما يتعلق بمشكلة التوحيد . كان واثقًا في البداية أنه على المسار الصحيح وأوردت الصحف عام 1929 أنه على وشك اكتشاف أحجية الكون . وكان عليه في هذا الجو المثير أن يختفي عن وسائل الإعلام .
لقد كان ذلك إنذارًا كاذباً, وكان على أينشتاين أن يعترف بأنه مخطئ . إذا قال عام 1931 لباولي الذي انتقد نظريته "تقد كنت على حق في آخر المطاف " ومع ذلك تابع أينشتاين تصديه للمشكلة بعناد حتى النهاية . توفي في 18 نيسان من عام 1955 , وكان قد طلب , قبل يوم واحد فقط , أحدث صفحات أجرى عليها حساباته المتعلقة بالتوحيد , وكان يعد لمحاولة أخيرة .
يتبع ،،،