Advanced Search

المحرر موضوع: التنوع الأحيائي  (زيارة 665 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يوليو 28, 2003, 04:42:50 مساءاً
زيارة 665 مرات

عاشقة الأقصى

  • عضو خبير

  • *****

  • 11810
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • وَطنٌ  مُفعَمـ بِهِمـ .!
التنوع الأحيائي
« في: يوليو 28, 2003, 04:42:50 مساءاً »
الســـــــــــــــــــــــــــلام علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيكم
منذ سنوات قليلة, أعلن نفر من علماء البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية موت آخر طائر فرد من نوع عصفور السوادية الساحلي المغرد, في أحد مختبرات البيئة بولاية فلوريدا, بعد فشل محاولات إكثاره لإعادته إلى خريطة الحياة.
فكم من سكان العالم سمع بهذا الخبر, ولا نقول كم استوقفه خبر انقراض عصافير السوادية الساحلية المغردة? إنه ليس أكثر من مجرد نوع واحد, بين ثلاثين مليون نوع, أو يزيد, من الكائنات الحية, نباتية وحيوانية, ترسم صورة الحياة على سطح كوكبنا.. وهذا رقم تقديري, لم يتمكن العلماء من تحديده بعد, وقد توقفت حدود قدراتهم عند 1,4 مليون نوع, أتيح لعلماء التصنيف التعرف عليها وتسجيلها, بصفاتها المميزة وأسمائها العلمية.. فإن نقص هذا العدد الضخم واحداً, فلعله أمر لا يستحق الالتفات إليه. وهذا حقيقي إن اقتصرت المسألة على عصفور السوادية الساحلي وحده.. فالمبيدات الحشرية, التي كانت السبب المباشر في إنهاء وجود ذلك العصفور, هددت ـ وتهدد ـ وجود آلاف من أنواع الكائنات الحية. ويعتقد بعض خبراء الشئون البيئية أن التدهور المتسارع في بعض الأنظمة البيئية, والاستوائية منها على وجه الخصوص, ينذر بأن ربع التنوع الأحيائي الذي تغنى به الأرض معرض للانقراض في السنوات العشرين القادمة, بل إن هؤلاء الخبراء يرون أن عدداً كبيراً من أنواع الكائنات الحية, في مختلف الأنظمة البيئية, قد انقرض فعلاً, نتيجة ضغط الأنشطة البشرية وجورها عليه, قبل أن يعرفه البشر ويسجله علماء التصنيف!
والحقيقة أن ما يعاني الجور الآن ليس نوعاً أو عدة أنواع من الكائنات الحية, بل أنظمة بيئية كاملة, وقد ساعد على إبراز وتجسيد الاستغلال الجائر للأنظمة البيئية, وأيضا على إحاطته بدرجات متفاوتة من الحساسية, اختلاف مستويات الغنى بالموارد الطبيعية الحية بين الشمال والجنوب, فالشمال المتقدم تكنولوجيا, المتعطش لتلك الموارد, أقل غنى من الجنوب الذي يمتلك معظم الأنظمة البيئية بالموارد الطبيعية الحية, والذي يسعى إلى تنفيذ خطط طموحة للتنمية واللحاق بركب التقدم. وهكذا, التقى الشمال والجنوب عند الحاجة الملحة للموارد الطبيعية الحية, فارتفع صوت علماء البيئة, داعياً إلى توخي الحذر, فنحن أمام أنظمة بيئية حساسة, استغرقت ملايين السنين لتنشأ وتتطور وتغنى بصور الحياة المتنوعة, وأصبحت قيمتها كقيمة اللغة والثقافة, كميراث قومي.
          ولم يلبث مصطلح (التنوع الأحيائي) أن شاع في خطاب كل من علماء البيئة وأنصارها, والسياسيين, ورجال المال والاقتصاد, بل والتربويين وعلماء الأخلاق, إذ إن لقضية صون التنوع الحيوي أو الأحيائي شقاً أخلاقيا, فعلى الذين يبيحون لأنفسهم تخريب الأنظمة البيئية, حين لا يتبعون سياسة رشيدة لاستغلالها, أن يقولوا لنا: من أعطاهم الحق في تهديد وجود ملايين الكائنات الحية التي تشاركنا الحياة على الأرض? ألا يعلمون أن التكالب على الموارد الطبيعية الحية يهدد ـ ضمن ما يهدد ـ مصالحهم, هم أنفسهم.. فإذا نضب ما يتكالبون عليه ونفد, فكيف تسير أعمالهم?.. وماذا يتركون لأبنائهم وخلفائهم? إن استمرار وجودنا, نحن البشر في الحياة رهن بوجود التنوع الأحيائي صحيحا معافى, وهذا هو الشق الثاني لقضية صون هذا التنوع, شق نفعي صرف, فالتنوع الأحيائي لا يقتصر مفهومه على التباين في أنواع الكائنات الحية, بل يتعدى إلى التنوع في الأنظمة البيئية, وفي الصفات الوراثية التي تحملها الأنواع المتباينة, وعلى ذلك فإن العالم الحي, هو ـ في حقيقته ـ بنك ضخم لمجموع الصفات الوراثية, لكل الكائنات الحية, التي تعيش فوق الأرض, وفي التربة, وفي الهواء, وفي الماء.
          إنه بنك يعطينا كل الصفات التي يعتمد عليها وجودنا, والتي نلمسها في أنفسنا أولاً, وفي كل ما نأكل ونشرب ونلبس ونتداوى به.
          إن عدد الأنواع النباتية المعروفة لنا يصل إلى 265 ألف نوع, استزرع الإنسان منها, منذ فجر تاريخه, خمسة آلاف نوع فقط, واستخلص دواءه من ثلث عدد الأنواع البرية المسجلة. إن الدعوة لصون التنوع الأحيائي النباتي تضع في اعتبارها كل الأنواع المعروفة وغير المعروفة, مستخدمة وغير مستخدمة, فنحن أمام بنك هائل من الصفات الوراثية, متاح لتقنيات الهندسة الوراثية المستحدثة لخدمة ودعم مستقبل الحياة البشرية بتحسين صفات المستخدم حاليا من النباتات, لسد احتياجات الأعداد المتزايدة من سكان العالم, من الغذاء والدواء. لقد لخص لنا أحد دعاة صون التنوع الأحيائي هذه القضية في كلمات بسيطة, إذ قال: ثمة احتمال لأن يكون علاج مرض الإيدز موجوداً في أحد نباتات الغابة الاستوائية المطيرة التي لا نعرفها, فهل نستمر في الأنشطة المدمرة لهذا الموئل الغني, لينقرض ذلك النبات المنقذ, قبل أن نضع أيدينا عليه
                                                                                                                           رجب سعد السيد
المصدر:مجلة  العربي






"وما كان الله ليعذبهمـ وأنت فيهمـ وما كان الله معذبهمـ وهمـ يستغفرون"



يوليو 30, 2003, 11:58:29 صباحاً
رد #1

صديق الطبيعة

  • عضو متقدم

  • ****

  • 631
    مشاركة

  • عضو المجلس الشوري

    • مشاهدة الملف الشخصي
التنوع الأحيائي
« رد #1 في: يوليو 30, 2003, 11:58:29 صباحاً »
'<img'> السلام عليكم و رحمة الله و بركاته '<img'>

ألف شكر عاشقة الأقصى على هذه المعلومة المفيدة..

شيء جميل ان تجد من يهتم بالبيئة و له نظر بعيد إلى عواقب إساءة التعامل مع أرضنا و كوكبنا..

تحياتي إليك..
يقول المولى عز و جل:
(( وَ لاْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين ))

يوليو 31, 2003, 08:58:21 مساءاً
رد #2

Butterfly

  • عضو متقدم

  • ****

  • 994
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التنوع الأحيائي
« رد #2 في: يوليو 31, 2003, 08:58:21 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكرا اختي الكريمة عاشقة الاقصى على الموضوع الحلو

الانسان على الانسان   ظالم من اجل مصالحه المادية هل تتوقعون ان يهتموا للبيئة !!



وبالنسبه للمبيدات انا من اشد المعارضين لها لان ضررها : تراكمي - بالاضافة لانتقالها للسلسة الغذائية .......

ويعطيكم الف عافية