Advanced Search

المحرر موضوع: الباندا.. بين شقي الاستنساخ والفياجرا  (زيارة 554 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

سبتمبر 13, 2003, 03:21:16 صباحاً
زيارة 554 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الباندا.. بين شقي الاستنساخ والفياجرا
« في: سبتمبر 13, 2003, 03:21:16 صباحاً »
الباندا.. بين شقي الاستنساخ والفياجرا

 
لو تركوه لحاله منذ البداية لسلم.. لا يمكن القول بغير ذلك عن هذا الحيوان المسكين الذي يقف الآن رمزًا واضحًا لكارثة الانقراض التي تعاني منها كائنات عديدة على سطح الكرة الأرضية.

العلماء منزعجون يبحثون عن كل السبل التي قد تنقذ الباندا، بدءًا من استخدام الفياجرا والاستنساخ.. مروراً بدروس الفيديو وبرامج الكمبيوتر إلى طرق التغذية المستحدثة. وقد كان آخر تلك الطرق ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية في 23 ديسمبر عن بسكويت على شكل البامبو المحبب للباندا مليء بالفيتامينات والمعادن والألياف؛ في محاولة لحمايته من سوء التغذية وضعف الشهية، وقد وجده حيوان الباندا بالفعل لذيذًا وشهيًا على غير العادة.

والحقيقة تؤكد أنه بالرغم من وجه الباندا الطفولي والمسالم فإنه لا يتفاعل بسلام مع هذه الجهود المضنية والمتواصلة؛ وهو ما يصيب العلماء بالإحباط كثيرًا.. وكأن لسان حاله يقول لهم: دعوني أعش على طريقتي.



لكن العلماء يحاولون كل يوم الخروج بالباندا من مأزقه ويجربون معه تجارب معتادة أحيانًا وغير معتادة أحياناً أخرى، وكلتاهما لا تجديان نفعًا كبيرًا في كثير من الأوقات.

إحدى هذه المحاولات الشهيرة -كما ذكرت جريدة بكين ستار الصينية في نوفمبر 2002- كانت إعطاء ذكر الباندا دواء الفياجرا لمساعدته في إقامة علاقة زوجية سوية مع قرينته؛ فمن المعروف علميًا أن معدل خصوبة الباندا الطبيعي منخفض.. وتلد الأنثى في البرية "باندا" صغيرًا كل سنتين أو ثلاث، وتتضاعف المشكلة في الأسْر؛ حيث يعزف 60% من الباندا عن هذا الأمر. وقد بدأت هذه المحاولات من عام 2001 في محمية ولونج الطبيعية في جنوب غرب مقاطعة سيشان على ذكر الباندا (ذونج – ذونج) الذي أصاب العلماء بخيبة أمل شديدة، حيث باءت النتائج بالفشل، لكن العلماء الصينيين رفضوا فكرة الإخفاق وقرروا أن اختيار ذونج للتجربة كان خاطئًا منذ البداية.

ومن قبل حاول العلماء استخدام الأعشاب التقليدية لتقوية الباندا جنسيًا، إلا أن ذلك أيضًا لم ينجح كثيرًا. وأقحم الكمبيوتر أيضًا في البحث عن الشريك المثالي للزواج في برنامج يحلل الحالة الصحية لذكور وإناث الباندا، ثم يكيف أفضل ذكر وأنثى للتزاوج.. هذا فضلاً عن الباندا "ديبي" الذي يأخذ دروسًا عبر الفيديو كما ذكرت وكالة ينهو الصينية للأخبار في يونيو 2002.

أما التلقيح الصناعي فقد كان أعلى نجاحًا من غيره، وولد عن طريقه 210 من حيوان الباندا في الصين و20 خارجها.. عاش منها نصف العدد منذ أول استخدام له في عام 1963.

كلب وأرنب = باندا

 

 
وبالتأكيد لم يسلم الباندا من الاستنساخ الذي اتجه إليه العلماء ظنًا منهم أنه الحل الأمثل للمشكلة، ووجدوه نظريًّا بديلاً فعالاً للتلقيح الصناعي الذي تحيط به كثير من الصعوبات، كما أن الباندا عدده قليل، ولا يمكن أن يُستخدم في تجارب المعامل.

وعلى هذا نقل علماء صينيون النقاط الرئيسية التي تم بها نسخ النعجة دوللي في بريطانيا عام 1996 إلى معاملهم، وحقنوا مادة جينية من أنثى باندا ميتة في خلايا البييضات لأرنب أبيض وتم تربية الجنين لمدة 10 أشهر، ويحاولون حاليًا زرعه في رحم حيوان -غالبًا ما سيكون الكلب- ليكمل فترة حمله؛ لأنه يأخذ وقتًا مماثلاً في الحمل مثله مثل الباندا، إلا أن الأمر لم يتعد حتى الآن جنينًا مستنسخًا. ورغم أن قضية الاستنساخ أثارت جدلاً واسعًا حول العالم فإن استنساخ الباندا لم يثر مثل هذا الجدل؛ فالعالم يحتاج لإكثار الباندا أكثر من حاجته لإكثار البشر.

إلا أن هناك بالتأكيد أصواتًا معارضة ترى أن الاتجاه إلى إصلاح بيئة الباندا هو الحل الأمثل للقضية بدلاً من مضيعة الوقت والجهد في التلاعب بالجينات الذي يضر ولا ينفع.



 
الباندا ضحية الإنسان
 
اسمه العلمي هو Ailuropoda melanoleuca، أي الحيوان الأبيض والأسود بأرجله التي تشبه القطط، وهو يعيش الآن في غابات الخيزران Bamboo الثلجية في جنوب وغرب الصين فقط بعدما كان يعيش في أماكن عديدة حول العالم في الخمسين سنة الماضية، ومن أشهر الأماكن التي تؤوي الباندا مقاطعة "سيشان" الصينية.

يتراوح طوله بين 2 إلى 3 أقدام وقد يصل إلى 6 أقدام، والذكور أكبر حجماً من الإناث وتزن ما يقرب من 110 كيلوجرامات، بينما تزن الإناث ما يقرب من 95 كيلوجراما. 99% من طعامه هو البامبو، فضلاً عن الحشائش والقوارض الصغيرة والسمك والزهور أحيانًا، أما في أسْر حدائق الحيوان فيزيد على البامبو قصب السكر والجزر والتفاح والبطاطس.

وحيوان الباندا "العملاق" Giant Panda كما اشتهر عنه دببة لها فرو سميك يحميها من البرد، ذو لون أبيض وأسود، وربما كان ذلك لمساعدته في الاختفاء من أعدائه في المنطقة الجليدية الصخرية التي يعيش فيها.

ويعتبر الإنسان هو المتهم الأول والسبب الرئيسي في انقراض الباندا؛ فقد تخلص من مساحات شاسعة من الغابات خلال القرن الماضي، سواء لاستخدام أخشابها أو لاستغلالها كأراض زراعية، وقد أدى هذا الاضطراب البيئي في الغابات إلى مخاطر أصعب وأشد؛ حيث جلب معه الفيضانات والعواصف العاتية التي تهدد يوميًا الملايين من البشر والحيوانات وعلى رأسها الباندا.. فرغم أن حيوان الباندا عاش في الأماكن المنخفضة قديماً فإنه بفعل تلك الاضطرابات وبفعل زحف الإنسان إلى بيئته اضطر إلى الفرار للغابات الجبلية الباردة عند ارتفاعات تقدر بـ5 آلاف إلى 10 ألف قدم.

وقد ذكرت مجلة people’s daily في عدد مايو 2002 أنه على أفضل تقدير للعلماء فإن هناك ما يقرب من حوالي ألف باندا فقط في غابات الصين، زيادة على مائة أخرى في حدائق حيوان الصين وشمال كوريا، فضلاً عما يقرب من 15 أخرى حول العالم؛ حيث نقص عدده إلى ما يقارب النصف في العشرين سنة الماضية. بل ويحذر العلماء من فنائه عن آخره خلال الـ 25 عامًا القادمة.

العودة إلى الطبيعة

وبينما يرى كثير من العلماء التجارب المعملية أسهل من إصلاح البيئة من حولهم، فإن علماء آخرين يبذلون جهوداً فعالة في العودة إلى الطبيعة، كان آخرها ما نشر في هيئة الإذاعة البريطانية على لسان "لي" مدير وكالة الغابات الصينية من أن مساحة شاسعة من الأراضي سيتم تشجيرها خلال الـ 10 سنوات المقبلة بتكلفة تقدر بـ12 بليون دولار. هذه المساحة تعد أكبر من مساحة ألمانيا، وتقدر بنصف مليون كم2. وقد قررت هذه المساحة بعد محاولات عديدة فاشلة لزرع ملايين الأشجار منذ الثمانينيات.

ويطمع العلماء في إعادة تشجير التلال والهضاب للباندا والظباء.. فهل يتحقق هذا الحلم قبل أن تختفي تلك الحيوانات، أم أن المستقبل لن يعطي للإنسان فرصة إصلاح ما أفسد؟