Advanced Search

المحرر موضوع: العلاج الجيني لأورام الكلى  (زيارة 758 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

سبتمبر 28, 2003, 11:18:15 مساءاً
زيارة 758 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
العلاج الجيني لأورام الكلى
« في: سبتمبر 28, 2003, 11:18:15 مساءاً »
العلاج الجيني لأورام الكلى




أمل جديد بدأت مواقع الأبحاث الطبية العالمية تكشف عنه لمواجهة أورام الكلى والمسالك البولية، وخاصة أورام المثانة، مرض الإنسان الذي ابتلاه الزمان بالبلهارسيا وعوامل التلوث البيئي في الهواء والطعام والشراب، الأمل الجديد هو استخدام الجينات الوراثية في مواجهة هذه الأمراض.

طرق تشخيص الأورام

      ظل الأطباء -لسنوات طويلة- يعتمدون في التشخيص المبكر للأورام على ظهور أي أعراض يشتبه فيها، مثل حدوث نزيف بولي، سواء كان شديدًا أم حتى ميكروسكوبيًا (أي أن يكون ظاهرًا تحت الميكروسكوب فقط) أو أن يلاحظ ظهور أو تضخم مثلما يحدث في سرطان الكليتين، وخصوصًا في الأطفال أو في حالات سرطان الخصية في كل الأعمار، ثم حدث اكتشاف بعض دلالات الأورام، التي ساعدت إلى حد كبير في تشخيص بعض هذه الأورام.

الاضطراب الوراثي وتكوين الأورام

ولكن الأسباب الثابتة والأكيدة وراء حدوث وظهور الأورام ظلت لغزًا كبيرًا، ولذلك عكف العلماء والباحثون لسنوات طويلة في جهود مضنية لمحاولة اكتشاف أي طرف خيط قد يفسِّر ظهور الخلايا السرطانية بالجسم، وبالفعل أكدت الدراسات والأبحاث البالغة الدقة والعالية التقنية وجود علاقة مباشرة بين نمو الخلايا السرطانية ووجود خلل في تكوين الكروموسومات التي تحتويها النواة بهذه الخلايا، وخلل أيضًا في عدد وتوزيع الجينات الوراثية الموجودة على هذه الكروموسومات، كان أول خيط في هذا الاكتشاف هو الجين المسمى “P53” وهو الجين المسئول عن تنظيم انشطار الخلية السليمة، حيث إن الخلية الطبيعية لها معدل معين من الانشطار أو التكاثر، وهذا الجين الـ “P53” هو الذي يحد ويوقف حدوث أي نشاط زائد في هذا الانشطار، فقد ثبت أنه إذا حدث خلل لهذا الجين فإن الخلية التي تحتويه تستمر في عملية التكاثر والانشطار أكثر وبدون منظم يكبح هذا النمو؛ فينتج عنه ظهور الورم الخبيث، الذي قد يستمر في التكاثر حتى يجد طريقه من خلال الأوعية الدموية والغدد الليمفاوية، فيحدث الانتشار لأجزاء وأعضاء أخرى بالجسم، وقد يحدث الاضطراب في الجينات على صورة اختفاء جزء من أحد الكروموسومات التي تحتوي على الجينات المائعة أو المحيطة لتكاثر الورم عن طريق معادلة أو مقاومة المواد والصفات الوراثية المحفزة والدافعة لنمو الأورام، ولذلك عند اختفاء هذه الجينات تنطلق الخلايا السرطانية في التكاثر والنمو ويبدأ الورم في الظهور.

إصلاح الخلل الوراثي

وبالنسبة للجهاز البولي (الكُلى والمسالك البولية) فقد تم تحديد الجينات المسئولة عن بداية حدوث الأورام الخبيثة بكل جزء منها، كان الغرض من وراء كل هذه الأبحاث هو الوصول إلى شيء بدهي ألا وهو "العلاج" والعلاج هنا يعني تغيير أو عكس مسار المرض عن طريق إصلاح الخلل الأصلي الذي حدث بنواة الخلايا، والذي تسبب في ظهور الورم، والعلاج الجيني (أي باستخدام الجينات) ما هو إلا إدخال كود جين سليم وطبيعي أو حتى معدل -عن طريق الهندسة الوراثية- بداخل الخلايا المصابة، مما يحدث إصلاحًا لمسار انقسام هذه الخلايا، أو يتمّ العلاج بإدخال هذه الجينات المعدلة في صورة أمصال محضرة ومجهزة من نفس الخلايا السرطانية، وذلك بأخذ عينة من الورم ذاته وتغيير الكود الخاص بالأحماض والبروتينات النووية بالخلايا، ثم إعادة حقنها في المريض مرة أخرى لتعمل على مقاومة المرض وتحفيز أو إثارة الجهاز المناعي للجسم ليقاوم المرض بكل قوة ممكنة، وفي تطور آخر تم تحميل هذه الأمصال بمواد استشعار دقيقة تمكنها من تتبع الخلايا السرطانية بالعضو المصاب والمنتشر بالجسم فقط بدون التأثير على الخلايا الطبيعية المجاورة.

هل يغني العلاج بالجينات والهندسة الوراثية للخلايا عن العلاج الجراحي أو الإشعاعي أو الكيماوي؟

الإجابة ما زالت بالنفي؛ وذلك لأن العلاج بالجينات قد يكون مستقبلاً هو الفيصل في الأورام التي يمكن توقع حدوثها أو ظهورها؛ ولذلك يتم البدء في العلاج عند ظهور بعض التحورات في الخلايا الطبيعية، والتي تشير إلى بداية نمو الورم، أو يمكن استخدام هذا العلاج في بعض الأورام التي قد تتوارث؛ ولذلك يتم عمل التحاليل المناسبة لاكتشاف أي خلل في الكروموسومات، الذي قد تكون إشارة أكيدة لبدء حدوث نمو الورم السرطاني.

أما بالنسبة للأورام التي نمت وكبرت بالفعل وأثرت على العضو المصاب سواء كان الكلية، أم الحالب، أم المثانة، أم البروستاتا أم الخصية فإن العلاج الجراحي ما زال هو الاختيار المفضَّل لاستئصال الورم والتخلّص منه وتحليله لتحديد المرحلة التي وصل إليها، وقد يكون العلاج جذريًا بالفعل آنذاك إذا كان الورم في مراحله الأولى، والجراحة أيضًا لها فوائد أخرى غير استئصال الورم مثل الحصول على الغدد الليمفاوية المتصلة بالعضو المصاب، وذلك لتحليله، واستنباط درجة انتشار الورم وخطورته، أيضاً يقوم الجراح بعمل جراحات تعويضية مثل تحويل مجرى البول بعد استئصال المثانة الجذري، وذلك إما عن طريق البطن أو القولون أو تخليق مثانة جديدة من الأمعاء وإعادة توصيلها بالجزء المتبقي من مجرى البول؛ لكي يستطيع المريض التبول عن طريق مجرى البول الطبيعي مرة أخرى.

كما تطورت جراحات أورام المسالك البولية الآن لتكون أكثر حفاظاً على الأعضاء المصابة بالورم، وذلك بمعنى أن كل محاولة تبذل للحفاظ إما على أي جزء سليم بالعضو المصاب وإما تجنب المضاعفات المعتادة مع مثل هذه العمليات، ومن هذه الأمثلة الاستئصال الجذري للكلية في حالة وجود ورم خبيث بها، والآن يتم عمل استئصال للجزء المصاب من الكلية مع حدود آمنة، وبذلك يتبقى للمريض جزء من الكلية تقوم بعملها، خصوصًا إذا كانت الكلية الأخرى مصابة بمرض آخر، وبالنسبة لاستئصال المثانة والبروستاتا فإن كل محاولة يجب عملها للحفاظ على الأعصاب المجاورة للبروستاتا؛ لتجنب مضاعفات هذه العملية من ناحية التأثير على الحالة الجنسية للرجال. وأيضًا هناك أبحاث جديدة لدراسة الحفاظ على المثانة في حالة وجود أورام صغيرة بها إما باستئصال الجزء المصاب فقط أو تعرض المريض لاستئصال الورم بالمنظار مع إعطاء المريض علاجاً كيماوياً أو إشعاعياً للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.



سبتمبر 29, 2003, 03:48:22 مساءاً
رد #1

e.m.f

  • عضو خبير

  • *****

  • 3054
    مشاركة

  • عضو مجلس الفيزياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
العلاج الجيني لأورام الكلى
« رد #1 في: سبتمبر 29, 2003, 03:48:22 مساءاً »
بارك الله فيك اخي الكريم التواق للمعرفة

شكرا لك على هذا الموضوع الرائع

'<img'>


فما كل من تهواه يهواك قلبــه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةٌ ... فلا خير في ودٍ يجيــــئ تكلفـا