Advanced Search

المحرر موضوع: الإسلام والصحة النفسية  (زيارة 3947 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أكتوبر 01, 2003, 02:21:21 مساءاً
رد #15

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #15 في: أكتوبر 01, 2003, 02:21:21 مساءاً »
2- الأساس الوظيفي :

 وبعض لباحثين يسقطون الجانب التركيبي للنفس نظرا للاختلاف البين في مجاله حيث أنه يضيف تركيبا مجردا لا جسم له.. ويلجأون إلى تعريف النفس باعتبارها التركيب الذي يؤدي الوظائف النفسية الأساسية وهي:

أ- الوظيفة المعرفية بدءا من الإحساس والانتباه والإدراك والتفكير والتصور والتذكر.
ب- الوظيفة الوجدانية بمكوناتها من المشاعر والانفعالات والعواطف.
ج- الوظيفة النزوعية بمكوناتها من الحركة والكلام والإرادة والقدرات العامة والخاصة والدوافع.

أكتوبر 01, 2003, 02:21:51 مساءاً
رد #16

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #16 في: أكتوبر 01, 2003, 02:21:51 مساءاً »
ب- النفس في المفهوم الإسلامي:

إن النفس في القرآن وردت بمفهوم الذات.

(وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ). سورة البقرة/ 54.

وقد ورد في القرآن صنوف النفس أتصور أنها جزء من مكونات النفس. وهي:
النفس الأمارة (إن النفس لأمارة بالسوء). سورة يوسف/ 53.
النفس اللوامة: وقد أقسم بها الله (ولا أقسم بالنفس اللوامة). سورة القيامة/ 2.

وفي تصوري أن وجود هذين التكوينين في النفس الإنسانية يتوازى مع مفهوم "اللهو" في التحليل النفسي وتعني الجزء من النفس الذي يشمل الغرائز والرغبات وغيرها "والأنا الأعلى" وهو ما يمثل الضمير الذي يشمل نتاج التربية والتعليم من الوالد للأبناء. ونتاج الاختلاف بين التركيبين النفسيين هو ما تواضع الباحثون على تسميته بالصراع النفسي الذي ينتهي باتخاذ السلوك موقفا إلى جانب أي من الطرفين وهو ما أشار إليه القرآن (وهديناه النجدين ) سورة البلد/ 10. (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) سورة الإنسان / 3.

وبينما أخذت نظرية التحليل النفسي بحتمية السلوك الإنساني، أخذ الإسلام، بمنهج اختيارية السلوك كما "قدمنا ( وهديناه النجدين ) سورة البلد / 10 ، ومن هنا كانت مسئولية الاختيار تقع على عاتق الإنسان الفرد.

أكتوبر 01, 2003, 02:22:25 مساءاً
رد #17

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #17 في: أكتوبر 01, 2003, 02:22:25 مساءاً »
وبينما أخذت نظرية التحليل النفسي بحتمية السلوك الإنساني، أخذ الإسلام، بمنهج اختيارية السلوك كما "قدمنا ( وهديناه النجدين ) سورة البلد / 10 ، ومن هنا كانت مسئولية الاختيار تقع على عاتق الإنسان الفرد.

وقد ذهب المفهوم الإسلامي خطوة أوسع فاعتبر أن السلوك هو محل الحكم (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون ) سورة الواقعة/ 8 . وفي تقويمنا لسلوك الآخرين فإن الإسلام اتجه إلى التقدير على ظاهر السلوك "أمرت أن آخذ الناس بالظواهر وعلى الله البواطن " بينما اتجه التحليل النفسي إلى البحث عن الدوافع وتقويمها في اللاوعي الأمر الذي يوقع الإنسان في كثير من الأخطاء لان ما بالداخل  ما هو إلا دليل قطعي عليه وما هو إلا رأي الباحث وظنه .

وفي صراع الإنسان النفسي بين النفس الأمارة واللوامة فإنه يصل في النهاية إلى تغليب جانب الخير في نفسه وهنا يصل إلى درجة من الاطمئنان النفسي يؤكدها إيمانه بالله وغيبه وقضائه وقدره واليوم الآخر والملائكة والنبيين.

أكتوبر 01, 2003, 02:23:01 مساءاً
رد #18

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #18 في: أكتوبر 01, 2003, 02:23:01 مساءاً »
وهنا تصبح ذاته مطمئنة تستحق أن توصف بلفظ "النفس المطمئنة" فإن النفس المطمئنة هدف يقصده كل إنسان خروجا من الصراع النفسي الذي يعيشه .

وتقويم القرآن للنفس على أساسها أنها الذاتي قد يلزمنا أن نذكر بعض الشيء عن سيكولوجية الذات كمنهج دراسي .

سيكولوجية الذات Ego psychology

تعتمد مدارس سيكولوجية الذات على القواعد الآتية:
ا- الاهتمام بالشعور وشبه الشعور- بدلا من العمق في اللا شعور.
2- إعطاء الاهتمام الأكثر للذات الشعورية - فهي محور التعامل.
3- الإنسان طاقة وقدرة يمكن أن يواجه المواقف.
4- الجانب البيئي له أهمية كبيرة في الدراسة- فإن المشكلة الفردية ما هي إلا نتاج تفاعل الجانب الذاتي والبيئي معا.
5- الاهتمام بالحاضر في المقام الأول على أساس أنه هو المؤثر الأصيل في المستقبل.
وظيفة الذات تنحصر في العمليات الآتية :

أكتوبر 01, 2003, 02:23:50 مساءاً
رد #19

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #19 في: أكتوبر 01, 2003, 02:23:50 مساءاً »
ا- المواءمة بين نزعات الذات العليا والذات الدنيا.
2- المواءمة بين الشخصية ككل وبين المجتمع الذي نعيش فيه.

بعض تعريفات  سيكولوجية الذات :
الذات: هي الجهاز المنظم للشخصية كما أنها الجزء الواعي منها والذي يمكن أن يوجه إليه الجهد لتستعيد الشخصية قوتها وحيوتها .

تقوية الذات: يعتمد على الممارسة لنصل إلى الإدراك ولنحس بالمشاعر ونقوم بالتصرف بكفاءة عالية.

تقويم الذات: يستند على نموذج لقياس الذات السوية (النموذج المحدد في الإسلام هو شخصية الرسول ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) . سورة الأحزاب/ 21.

أكتوبر 01, 2003, 02:24:16 مساءاً
رد #20

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #20 في: أكتوبر 01, 2003, 02:24:16 مساءاً »
المشكلة الإنسانية في سيكولوجية الذات؟

ترجع المشكلة الإنسان في مدارس سيكولوجية الذات إلى الاحتمالات الآتية:

1- عدم إشباع الحاجات الأساسية للفرد وقد عمل الإسلام على تخفيفها بالقواعد العديدة ومنها:
أ- إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه.
ب- الزكاة والطقوس الإسلامية وإشباع الحاجات الأساسية.
ب- مسئولية الحاكم تجاه المحكوم: لو عثرت بغلة بالعراق لوجدتني مسئولا عنها يوم القيامة لمَ لمْ أسو الطريق.

2- الضغوط الخارجية : وعلاجها تخفيف الضغوط التي تؤدي إلى الإحباط وقد اعتمد الإسلام على منطلق وحدة المسلمين وتعاونهم لتخفيف الضغوط الواقعة على الفرد المسلم والجماعة المسلمة .

3- الصراع النفسي بين الرغبات والدوافع: وقد عالج الإسلام هذا العامل بالتوحيد فكل عمل ينبغي أن يتجه إلى الله ويراعى فيه وجهه

أكتوبر 01, 2003, 02:24:49 مساءاً
رد #21

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #21 في: أكتوبر 01, 2003, 02:24:49 مساءاً »
مناهج الإسلام والصحة النفسية  

الإسلام يقوم على ركيزتين أساسيتين (1) العبادات والعقائد، (2) المعاملات. وفي التطبيق الحياتي كان لابد من وجود الحدود لضبط المجتمع.

وفي هذه العجالة سنتصدى لشرح العبادات والمعاملات والحدود وآثارها على الصحة النفسية للفرد والجماعة.

العبادات وتأثيرها على الناحية النفسية؟

بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان.. وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.

ا- الشهادتين : شهادة أن لا إله إلا الله  

إنها الإقرار بالوحدانية لله وعلى هذا اعتباره هو القوة الوحيدة الحاكمة ويؤدي هذا الإقرار إلى ما يلي :

أ- الإحساس بالتجانس في الكون واتساق القوانين المنظمة لهذا الكون لأن مصدرها واحد وبالتالي سيؤدي هذا  الإحساس بعدم التناقض بين القوى الدنيا في تفاعلها مما يجعل الإنسان يحس بالاستقرار ثم الاطمئنان... وذلك من خلال الاطمئنان إلى حكم الله الواحد والرضى بقضائه "من لم يرض بقضائي فليخرج من تحت سمائي.

2- الإحساس بقدرة الله الواحد في خلق هذا الكون الأمر الذي يؤدي إلى الاطمئنان إلى هذه القدرة والرضى بقضاء الله خيره وشره... مما يؤكد على مزيد من الاطمئنان النفسي..

3- الإحساس بحاكمية الله وما كان الله ليحكم من غير حكمه وعلى هذا نستقبل الإنسان وحياته وقدره مضمون ومحكوم بالحكمة الإلهية... مما يزيد الإنسان ثقة في نفسه وحاضره ومستقبله... مما يقلل من قلقه ويدفع إلى مزيد من الاطمئنان.

أكتوبر 01, 2003, 02:25:22 مساءاً
رد #22

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #22 في: أكتوبر 01, 2003, 02:25:22 مساءاً »
شهادة أن محمدا رسول الله  

كما سبق أن ذكرنا فإن الإنسان في حاجة دائمة لتقويم ذاته في علاقته المعقدة مع غيره ومع نفسه ومع الله .

ومن هنا كان الإقرار بنبوة محمد هو اختيار للنموذج الذي نقيس إليه أنفسنا.. هذا النموذج الذي اتصف بأنه الرحمة المهداة.. والأسوة الحسنة.. ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) سورة الأنبياء/ 107. ومحاولة الوصول إلى صفات هذا النموذج من خلال الممارسة كان للارتفاع بالأداء الإنساني إلى:

ا- أسمى درجات الكفاءة في العمل.
2- أفضل المناهج الأخلاقية في التعامل مع البشر في التسامح... والإيثار.. والعدل.
3-) أفضل المناهج في تقويم الذات.. بالاعتراف بالخطأ وتربية الذات بالتحكم في رغباتها غير المشروعة.
4- أفضل المناهج في التعامل مع الحياة.. فالتفاؤل هو القاعدة استنادا إلى التوكل على القادر (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتهـا الأنهار). سورة البقرة / 25.

ومن هنا تكون حياة المسلم أكثر كفاءة وتفاؤلا وعلى أكبر اتساق مع القيم.

2- الصلاة ( إن الصلاة كانت عل المؤمنين كتابا موقوتا ) سورة النساء / 103.
الصلاة مخ العبادة وهي بهذا المفهوم تربية سلوكية على جملة خصال :

ا- الانتظام واحترام الزمن.. والتعامل في الحياة عل أساس زمان مقرر فلكل صلاة وقتها .
2- تعود النظافة  من خلال عمليات الطهارة والوضوء .
3- تعود الارتباط بالجماعة من خلال صلاة الجماعة .
4- تعود الطاعة في غير المعمية من خلال متابعة الإمام.
5- تعود الاستماع من خلال الاستماع إلى تلاوة القرآن .
6- تعود النظام من خلال الوقوف والركوع والسجود .
7- تعود الخشوع والاتجاه إلى الله الأمر الذي يرفع قدرة الفرد على التسامي .
8- تعود الإحسان في العمل من خلال الأداء المنضبط للصلاة ثم من خلال النوافل تأكيدا للعمل. وازديادا في القرب من الله وهكذا فإن الصلاة تدريب سلوكي يصحح كثيرا من أخطاء البشر في التعامل ويمهد الإنسان لصحة نفسية أسلم .

أكتوبر 01, 2003, 02:25:59 مساءاً
رد #23

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #23 في: أكتوبر 01, 2003, 02:25:59 مساءاً »
3- الزكاة :

الزكاة هي تدريب على عادات سلوكية إيجابية محددة ومع تكرارية التدريب تصبح هذه العادات جزءا لا يتجزأ من سلوك الإنسان... هذا السلوك الذي يتصف بجملة من المفاهيم والصفات أهمها : ـ

ا- قيمة المال: قيمة المال ليست قيمة مادية نهائية متناهية وإنما قيمته فيما يؤديه من وظائف وأعمال دنيوية ودينية فالزكاة طهارة للمال بالمعنى الديني .
2- قيمة التكافل الاجتماعي من أفراد المجتمع غنيهم وفقيرهم في مقابل القيمة السلبية للفردية على إطلاقها .
3 - قيمة الإيثار في مقابل قيمة الأثرة.
4- التعود عل الأخذ والعطاء. في حركة ديناميكية إيجابية تمتد لتشمل كل إمكانات الحياة وليس المال فقط .

ومن المفيد أن نقرر أنه رغم تقرير الإسلام لمبدأ الزكاة إلا أنه دفع القيمة السلبية الناتجة عنه وهي الاعتماد على الآخرين من جانب غير القادر. ولذلك قرر الرسول أن اليد العليا خير من اليد السفلى.. كما قرر "لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
فحق الفقير في الزكاة نظمه شجب المسألة وتفضيل العمل ( فالمسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف . سواء كانت هذه القوة بدنية أو نفسية أو اتحادية أو إيجابية أو غير ذلك .

أكتوبر 01, 2003, 02:26:26 مساءاً
رد #24

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #24 في: أكتوبر 01, 2003, 02:26:26 مساءاً »
4- الصوم :

"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي "
والصوم عبادة حقيقية إذ من العسير على الرائي أن يحدد صدق الفرد في صومه.. ولكن الفرد يعرف حقيقة صومه. ومن هنا كانت قيمة الصوم في أنه يناسب بين المشاعر الداخلية والنية الحقيقية من ناحية والسلوك الخارجي العام. هذا الاتساق يفتقده البشر... وانعدامه هو أساس النفاق في المجتمع. فكانت إحدى القيم الحقيقة للصوم  هي البعد عن النفاق كسلوك ونحن نعلم أن النفاق من الناحية النفسية يترك الإنسان في حالة من التفسخ بين ما يراه صحيحا وما ينطق عنه بلسانه الأمر الذي يجعله يحس بعدم التجانس النفسي وعدم الوفاق الداخلي تحقيقا لمنفعة . وانعدام التجانس الداخلي يزيد من توتر الإنسان وقلقه خاصة في انتظاره لثمرات قد لا تأتي من خلال سلوكه الثقافي .

والصوم من الناحية النفسية يضيف سلوكيات جديدة للإنسان مثل:-

ا- الصبر على احتياجات الجسد وإمكانية تأجيلها ونحن نعلم أن تأجيل إشباع الاحتياجات العضوية والنفسية والاجتماعية أحد الميكانيكيات الدفاعية الإيجابية لحل التوتر وتحقيق الاطمئنان النفسي .

2- الإحساس بالانتماء لأفراد الجماعة. وهذا الإحساس بالانتماء تغذيه كل العبادات في الإسلام. فالكل يمارس كل العبادات.

أكتوبر 01, 2003, 02:26:54 مساءاً
رد #25

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #25 في: أكتوبر 01, 2003, 02:26:54 مساءاً »
5- الحج :
الحج عبادة. منفردة في أن تركيزها الأصيل على :  

أ- تأكيد الإيمان بالله وحده.  
ب- التأكيد على وحدة الأمة.

في تعاملها وتحقيقها لمنافعها الدينية والدنيوية على حد سواء.

وتتبين هذه الوحدة في المظاهرة الآتية :

1 - الإجرام...
2 - توحيد الطقوس في الزمان والمكان والمناسك بالنسبة للجميع.
3- توحد زمن انتهاء الحج .
4- تعرف الناس على بعضهم البعض وتعارفهم جماعات وأفرادا.

وكأن الحاج يقول الله واحد وأمته واحدة.. وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وإذا كان الإيمان بالله الواحد يبدأ مع الشهادة . إلا أن وحدة الأمة تعني من الناحية النفسية:

أ- إشباع دوافع انتماء الفرد للجماعة وأنه فرد واحد في هذه الأمة الكبيرة .
2- إشباع دافع إحساس الفرد بتقدير الجماعة.
3- إشباع دافع العمل الجمعي لتحقيق الأهداف الكلية.

وهكذا فإنه مع إشباع هذه الاحتياجات الاجتماعية يزداد الاطمئنان النفسي والثقة بالنفس في المسلم وفي جماعته.

أكتوبر 01, 2003, 02:27:49 مساءاً
رد #26

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #26 في: أكتوبر 01, 2003, 02:27:49 مساءاً »
المعاملات في الإسلام والصحة. النفسية

ا- علاقة الإنسان بالمال في الإسلام:
الإنسان مستخلف من الله على ما يملك في نظر الإسلام .
- إني جاعل في الأرض خليفة.....
- مال الله الذي آتاكم.

والاستخلاف أو التوكيل بالمعنى المتداول لا يلغي ملكية الأصل أو حقه في التصرف. ومن هنا كان التصرف في المال في الإسلام نابعا من أوامر الله ونواهيه.

وفكرة الاستخلاف تضعف بالتالي من العلاقة بين الإنسان والمال الأمر الذي يسهل عليه تقبل تعاليم الله فيه. والإسلام يقر بمبدأ الملكية الفردية ويحدها بالزكاة وهي حق المجتمع.
فالمال وظيفة اجتماعية قبل أن يكون ملكية .
وهذه الفطرة المتوازنة تؤدي إلى جملة مظاهر :

أ- المال للمسلم. ليس رِباً بعد وإنما هو وظيفة يشاركه فيها المجتمع.. الأمر الذي يزيد. من الاتجاه إلى التكافل الاجتماعي .

ب- نظرة الأبناء (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) سورة الحشر/ 9. يؤكد معنى التكافل .  

والتكافل الاجتماعي يؤدي إلى وحدة الأمة وجدانيا وبالتالي إلى استقرارها وأمنها... ومن هنا نصل إلى كثير من الطمأنينة النفسية للقادر وغير القادر.

أكتوبر 01, 2003, 02:28:23 مساءاً
رد #27

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #27 في: أكتوبر 01, 2003, 02:28:23 مساءاً »
2- التعامل في المال :

حرص الإسلام على تأكيد حرمة المال أي حق الإنسان فيما استخلفه الله فيه ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) . سورة البقرة / 188 .

كم نهى عن غش الناس في التعامل "من غشنا فليس منا " ويل للمطففين ). سورة المطففين/ا

كما أمر بأداء الأمانات ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) سورة النساء / 58. كما أمر بكتابة التعاملات ( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ) سورة البقرة / 282. كما حرص على احترام التعاقدات ( وأوفوا بالعقود ) ، سورة المائدة / 1. كما حرص على الشهادة لتأكيد الحقوق .

( ولا يـأب الشهداء إذا ما دعوا) سورة البقرة / 282.
( ولا تكتموا الشهادة ) ، سور البقرة /283 .

كما أكد على وجوب التنمية ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) سورة الملك/ 15، وهكذا يأمن المجتمع فيأمن الفرد وكل هذه التعاليم تساعد على التداول السليم للأموال وبالتالي إلى استقرار المجتمع والفرد .

أكتوبر 01, 2003, 02:28:51 مساءاً
رد #28

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #28 في: أكتوبر 01, 2003, 02:28:51 مساءاً »
3 - المواريث :  

إن نظرة الإنسان الى المواريث هي امتداد لنظرة الاستخلاف في المال وتوزيع الميراث على الورثة طبقا للقواعد الإسلامية المعروفة يؤكد .

ا- معنى العدل.. في التقسيم على المستحقين .
2- مراعاة الاحتياجات في منح الذكر مثل حظ الأنثيين .

وهكذا يرسي الإسلام مزيدا من القواعد لاستقرار المجتمع الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاطمئنان النفسي .

4- قواعد السلوك في المجتمع :

والقواعد التي وضعها الإسلام للسلوك الاجتماعي  يطول شرحها إلا أننا من الممكن أن نوجز بعضا منها فيما يلي : ـ

1 - قاعدة العلو والوصول إلى حقيقة المعلومة ويدخل في ذلك المعلومة الاجتماعية التي تؤثر على العلاقات ( إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) . سورة الحجرات /6 .

2- قاعدة التعاون .. ( كمثل الجسد ) ..

3- قاعدة الإيثار والمساحة ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) سورة الحشر / 9 . " رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى " .  
4-. قاعدة القدوة الحسنة "مثل الجليس الصالح "... الخ.( ولكم في رسول الله أسوة حسنة)  
5-- قاعدة العدالة: ( اعدلوا هو أقرب للتقوى". سورة المائدة / 8.
6-- قاعدة التناصح  لتصحيح السلوك .




أكتوبر 01, 2003, 02:29:22 مساءاً
رد #29

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام والصحة النفسية
« رد #29 في: أكتوبر 01, 2003, 02:29:22 مساءاً »
وهذه القواعد السلوكية وغيرها التي تستمد تأثيرها على الفرد من إيمانه بالعقيدة كفيلة بإيجاد المجتمع الفاضل الذي ينتج الإنسان الفاضل.. وهكذا تتحقق سعادة المجتمع فسعادة الفرد.

الحدود والصحة النفسية:

الحدود هي العقوبات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على مرتكبي الجرائم في المجتمع الإسلامي. ويلاحظ أن العقوبات في المجتمع الإنساني مرت بفترة كانت فلسفتها هي فلسفة الانتقام للمعتدي عليه. ولذلك كانت تقع أحكام غريبة مثل الحكم بتفتيت الحجر الذي تسبب سقوطه في إصابة شخص... وهكذا ثم مرت فترة  كانت فلسفة العقوبات هي إصلاح حال المجرم. وفي هذه الفترة اتجه المشرع إلى تخفيف العقوبات وحتى إلى إلغاء الإعدام على جريمة القتل وتحسين أوضاع المجرمين في السجون وتعليمهم ما ينفعهم، غير أن الإسلام لم يأخذ بأي من الاتجاهين في موضوع الحدود إذ أن الفلسفة التي تحكم الحدود جميعا هي إصلاح المجتمع من خلال ما يلي:

ا- علانية تنفيذ الحد ليتعظ الأفراد. وهكذا يبتعدون عن الجريمة.
2- التشدد في العقوبات البدنية كالرجم والقطع والقص بالسيف وذلك حتى لا يترك لذوي النفوس الضعيفة الذين يطمعون في سماحة المجتمع أي فرصة للتفكير في ارتكاب أي من الجرائم.
3- الربط بين الحدود وإرادة الله (تلك حدود الله فلا تعتدوها ) سورة البقرة/ 229. ونظرا لشدة العقوبات في الإسلام فإن القاعدة الشرعية تنص على درء الحدود بالشبهات. وهكذا لابد من اليقين لتوقيع الحدود. وطبيعي أن التوازن الاجتماعي في الإسلام يقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد وقد كان التطبيق لهذه الحدود صوناً للأمن في المجتمعات الإسلامية وهكذا يتحقق ما يلي :