السلام عليكم ......قرات معلومات ممتــــــــــــــــــعة عن البقر اقراو معي :
يقٌسم العلماء جميع الموجودات علي الأرض الى ثلاث فئات هي الجماد و النبات وعالم الحيوان الذي يشمل كافة الكائنات الحية بما فيها الانسان .. ولكن هذا الأخير بدأ يتصرف منذ القدم على انه سيد كوكب الأرض، فأصبح يؤثر بشكل مباشر على وجود المخلوقات الأخرى مما يهدد الكثير منها بالاختفاء والانقراض ، .. من خلال هذه الزاوية نلقي الضوء على بعض المخلوقات في عالم الحيوان لنتعرف على صفاتها المميزة، كما نتعرف على تأثير الانسان وتأثره بهذه المخلوقات .. وهل وجودها بالقرب منه كان نعمة أم نقمة عليها ؟!
كثير من الناس يحبون البقر لأنهم يعلمون أنواعها وجمالها وهناك من يعرف روعة كل جزء فيها وأي لون هو الأجمل وأكثر نفعا.. وربما كان ذلك سببا في ابتداع القول الشعبي الشهير الخير في البقر!
ولعل أفضل أنواع البقر تلك التي ذكرت في القرآن الكريم وهو نوع جميل يسر الناظرين وينفع المحتاجين ويطعم الجائعين ويروي الظمآى. وأشهر بقرة في التاريخ تمتلك هذه المواصفات هي بقرة بني اسرائيل لأنها من نوع خاص جدا ولها مزايا عديدة مؤكدة في كتاب الله حيث يقول تعالى: انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك أي بقرة ولدت مرة أو مرتين وعن لونها قال تعالى: «انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين» فالبقرة عندما يكون لونها أصفر فاقعا فهي تلمع كالذهب ولها حركة جميلة وكلما تحركت لمع أمام الأعين جزء من جسمها.
ويدرك الكثير من الناس أن للبقرة صفات جميلة تأتي في مقدمتها العينان الواسعتان كأنهما عينا حورية فائقة الجمال كما ان لها تبخترا جميلا في المشية وفي ذلك قال أحد الشعراء:
يتمشين كما تمشي القطا
أو كما تمشي جلال البقرات
ولكن ما لا يدركه عدد أكبر من الناس أن البقرة حيوان متعقل ومتبصر وفي هذا الموضوع تحديدا أجريت دراسة علمية شملت 66 بقرة دنماركية خلصت هذه الدراسة الى تأكيد هاتين الصفتين في البقروثبت ان البقرة تثق بمن يعاملها جيدا كما أنها قادرة وبسرعة على تجنب أي شخص يسيء معاملتها والبقرة لها حالات نفسية متغيرة حسب الشخص المتعامل معها فهي تدر حليبا أقل عندما تخاف ممن يقوم بحلبها اذا لم يكن لطيفا معها. كما أنها عاطفية لأبعد الحدود لدرجة أن بقرة في احدى مدن الجزائر رفضت الوقوف وظلت جالسة بمعزل عن مثيلاتها حزينة تعطي الانطباع بأنها غارقة في هم لا متناه. يقدم لها الطعام فتأكل وهي جالسة ولا تقف الا حين ينهرها راعيها بقصد الشراب من أحد الغدران ومع ذلك فهي لا تشرب واقفة وبمجرد وصولها الى الغدير تجلس كعادتها ولما تروى تنتظر صاحبها ليأمرها بالعودة. الناس هناك يجمعون على أن تصرفها ناتج عن موت صغيرها بعد ولادته مباشرة وكأنها وعدت نفسها بألا يتناول غيره حليبها فهي بجلوسها الدائم لم يعد بالامكان حلبها.
ومن الأمور التي أكدتها الدراسة السابقة أيضا أن الأبقار تتعرف على الألوان وترتاح للون الأزرق الذي يرتديه العمال والرعاة الذين يهتمون بها واقترح الباحثون على المزارعين تغيير لون ملابسهم عندما يكونون مضطرين لتسبيب آلام للبقرة كما هو الحال عند حف حوافرها لأنها ستفقد الثقة بهم!
الكثيرون منا يستلقون على ظهورهم من الضحك كلما أذيع ذلك الاعلان التلفزيوني الشهير الذي «يفرط في تدليل البقرة » لدرجة نقلها في سيارة رولز رويس فارهة وارتدائها أفخم أنواع النظارات الشمسية وعزف أحلى المقطوعات على البيانو لها وهي تتبختر في القصر الواسع المليء بالخضرة والأعشاب ..وفي حقيقة الأمر علينا أن نصدق هذا الأعلان بكل ما فيه من مبالغات بدلا من الضحك على شكل البقرة بالنظارة الشمسية لأن الحقيقة تقول أن الأبقار تعشق الرفاهية وهذا أيضا خلاصة تجربة علمية أجريت في مراعي شمالي ألمانيا حيث كشفت عن حب الأبقار للنوم على سريرمائي والابتعاد عن النوم على كومة قش كما أنها تعشق المساج والتمشيط بجهاز خاص شبيه بجهاز غسل السيارات وهو مزود بفرش عمودية وأفقية تعمل على تدليك وتمشيط البقرة وكل ما عليها فعله هو أن تمشي وسط الفرش الدواره والاله تتكفل بالباقي.
كما أن العزف على البيانو للبقرة في الاعلان هو حقيقية علميه اكتشفها خبراء في علم النفس بجامعة ليستر والذين أكدوا أن الأبقارتنتج حليبا أكثر عندما تستمع للموسيقى الهادئة هذه الزيادة في الانتاج تقدر بأكثر من نصف لتر اضافي من الحليب!
وقام الباحثون بتشغيل موسيقى من ايقاعات مختلفة داخل حظائر قطعان مختلفة من الأبقار نتج عن ذلك تحقيق سيمفونية بيتهوفن (باستورال) والبوم الثنائي سيمون وجريفنكل نجاحا ساحقا في التأثير على زيادة كمية الحليب الذي أنتجته الأبقار بينما لم تتأثر الأبقار بالموسيقى الأخرى وخصوصا ما يعرف بموسيقى رعاة البقر الأمريكيين مما يخيب آمال الكثيرين منهم !!
وكانت التجربة قد شملت ألفا من الأبقار تم تعريضها لموسيقى سريعة وبطيئة لمدة 12 ساعة يوميا على مدار تسعة أسابيع ونتج عن ذلك زيادة وصلت الى ثلاثة أرباع اللتر يوميا!
ليس هذا كل شي فان الأبقار لها مستقبل باهر في الاكتشافات العلمية المستقبليه واهمها أن معدة البقرة قد تحمل المفتاح الأساسي لدعم الحياة البشرية على المريخ. وقد تمكن بعض العلماء بالفعل من ايجاد بيئة مشابهة للمريخ على الأرض حيث استطاعت البكتريا المولدة لغاز الميثان العيش فيها وتمتاز هذه البكتريا الموجوده على الأرض بكرهها للأوكسجين ويعتقد العلماء أنها ستتكاثر في البيئة المتجمدة على المريخ وتنتج البكتريا البدائية التي توجد عادة في أمعاء الأبقار غاز الميثان ومع مرور الوقت فان ذلك سيساعد على زيادة درجة الحرارة على سطح المريخ من خلال امتصاص الأشعة من الشمس ويعتقد العلماء أن هذه البكتريا ربما كان لها دور معين في تطور الجو على الأرض.
وبعد هذا كله نجد هناك من البشر من يتطاول عليه ولا أحد يعلم لماذا يصر البعض منهم على اطلاق اسم البقرة على الشخصيات الأنسانية بغرض التحقير ووصفهم بالغباء مع أن البقر بعيد تماما عن هذه الصفة بل العكس هو الصحيح حيث تؤكد الحقيقة العلمية أن البقرة ربما تكون أكثر ذكاء من الكلب.
ومن المؤكد أن البقرة الحلوة الحلوب يحبها صاحبها ويفضلها أحيانا على بعض أولاده وتكون حياته متعلقة بها ويعيش على ما تدره عليه كل يوم لبنا خالصا سائغا للشاربين ويستخرج منه الزبد والسمن والجبن. أضيفوا الى ذلك سببا آخر حديث وهو ما تم اعلانه في الولايات المتحدة عن ولادة أربعة عجول مستنسخة تنتج أجساما مضادة بشرية في دمائها وتضم العجول الأربعة حامض «دي ان ايه» اضافيا يحتوي على موروثات للجزء من جهاز المناعة البشري الذي ينتج الأجسام المضادة التي تكافح المرض. ويعني ذلك استنساخ الأبقار بحامض بشري!
اذن لا يحق لبني البشر أبدا التطاول على البقر خاصة بعد ما عرفنا من الصفات السابقة أهمية هذا الحيوان ودوره الحيوي في الحياة وتأثيره المباشر على حياة الانسان. في الوقت الذي لا يمكن أن نعرف فيه الى اليوم أهمية عدد كبير من البشر في هذا الكون الواسع؟