Advanced Search

المحرر موضوع: البيئة ..... قضية الجميع  (زيارة 1413 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

نوفمبر 07, 2003, 12:02:11 صباحاً
زيارة 1413 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
البيئة ..... قضية الجميع
« في: نوفمبر 07, 2003, 12:02:11 صباحاً »
تعتبر مناهج التعليم البيئي اكثر العناصر التعليمية تأثيرا في بناء سلوك الفرد تجاه تعامله مع البيئة ، لذلك فقد اهتمت دول كثيرة بهذه المناهج من خلال التركيز على حسن اختيار المفاهيم البيئية المناسبة لأعمار الطلبة ومستوياتهم العقلية ، وتنوع النشاطات البيئية ، والإستفادة الكاملة من موارد المدرسة في التعليم البيئي وغيرها ، كما أن العناية بالتربية البيئية انصبت على المراحل الأولى من التعليم العام ، وبخاصة في المرحلة الإبتدائية حيث سهولة تشكيل سلوك الطفل في هذه المرحلة ، وبناء الإتجاهات الإيجابية نحو زيادة فهمه وتعامله مع بيئته .

 

إن إدخال المفاهيم البيئية في المناهج لا يحدث بشكل ارتجالي او عشوائي كما هو حادث في الكثير من المناهج التقليدية حيث تدرس بعض المفاهيم البيئية من خلال تدريس المواد العلمية كالعلوم والدين والإجتماعيات وغيرها ، إن المطلوب هو بناء مناهج علمية وبيئية في إطار استراتيجية متكاملة لا تتوقف فقط على ماذا يجب ان يدرس للطلاب ، وإنما المطلوب أيضا التركيز على كيف يتم تدريس التربية البيئية على النحو الذي يعزز السلوك الأمثل في نفوس الناشئة ، ومن الطبيعي فإن بناء الإتجاهات البيئية يعني اعداد المعلمين ليكونوا قادرين وملمين على كيفية تدريس العلوم أو الإجتماعيات أو اللغات او التربية الوطنية او غيرها من خلال تلوين مفاهيم هذه المجالات الدراسية بالمفاهيم البيئية ، فمدرس العلوم لا يستطيع ان يدرس المفاهيم البيئية إذا لم يُعد لذلك ، كذلك الحال بالنسبة لمدرس المواد الأخرى.

 

إن الحاجة ماسة إلى أن تتبنى الهيئة العامة للبيئة استراتيجية للتنسيق مع التربية لوضع اطار يتفق عليه لإدخال المفاهيم البيئية في مجال تطوير المناهج والتي تضع لها الوزارة حاليا نظاما متكاملا في استراتيجيتها حتى عام 2025 حيث تهدف من بين ما تهدف إليه تنمية الإتجاهات البيئية الصحيحة لدى الطلبة ، وتقويم سلوكهم ، خصوصا وإننا نشاهد تعديات الشباب على البيئة من خلال تدمير الممتلكات العامة ، وإنتشار المخدرات والتدخين ، وتخريب الحدائق العامة ، وحوادث المرور المرعبة ، وغيرها من قضايا لا شك أن للتربية دورا أساسيا في معالجتها ، إن استراتيجية الهيئة العامة للبيئة من الطبيعي ان تتضمن أبعاد التربية البيئية فيها .

 

وتعد من الأركان المهمة لهذه الإستراتيجية ، وبالتنسيق مع القطاع التربوي العام والجامعي فإن ترجمة هذه الإستراتيجية ميدانيا ستحقق نتائج إيجابية على المدى البعيد ، وهذه النتائج المستهدفة ينبغي أن يعد لها من الآن حتى لا تضطرب كثيرا أوضاع البيئة من خلال الإستمرار في توجهاتنا الفردية والمنعزلة أحيانا عن حاجة البيئة للعمل الجماعي .