يؤدي تزايد تركيز المواد سطحيا في مياة المجاري المنزلية ، والمياه الصادرة عن النشاط الصناعي ، الى صعوبات جمة في محطات تكرير مياة المجاري ، وخاصة في اقسام الفصل واحواض الترسيب ،ب حيث تغطي الرغوة في كثير من الحالات 100% من سطوح الاحواض والاقسام المختلفة الاخرى ، لدرجة تتعذر فيها متابعة العمل قبل التخلص منها وتعالج هذه الصعوبة اما بالرش بالماء او بمحاليل مانعة لتشكل الرغوة (تعقيداضافي وتكلفة اضافية فى محطات معالجة المياه )
ولم تكن هذه المصاعب قائمة عندما كان الصابون العادي هو المنطف الاساسي السائد ، لان العسر العادي للمياه المرتبط بوجود املاح الكالسيوم والمغنيزيوم كان كافيا لترسيب جميع كميات الصابون الداخلة الى المجاري . وعادة تكفى كمية من الصابون في حدود40 جزءا في المليون .
ونجد ان من منظف انيوني مصنع ، يسبب مشكلة الارغاء الكبيرة لمحطة معالجة ، او حتى لمجرى مائي في الوسط البيئى وقدحدث مثل ذلك في كثيرمن المدن الاوروبية والاميركية منذ الخمسينات من القرن الحالي ، حيث غطيت غالبية المجاري برغوة وفيرة مسببة صعوبات جمة ولم تحل الشكلة الا حين تم تحديد نهاية المواد الكيماوية الداخلة فى صناعة المنظفات التي لا تتحلل بيولوجيا , والتي تصل الى احواض المعالجة بعد ذلك وتناقصت كميات المواد النشطة فيما بعد ، واستبدلت بالمشتقات الالكيلية البنزينبة المسلفنة الخطية ويرمزلها اختصارا (L A S) وتدعى بالمنظفات اللينة تميزا لها عن القاسية المتشبعة وذلك بفعل البكتيريا والاحياء الدقيقة الاخرى الموجودة طبيعيا في مياة المجاري وتتشابة خطوات التحلل (البيولوجي) في جميع هذه المركبات ، ففى المرحلة الاولى والاساسية ، تحدث ازالة سلفنة الحلقة العطرية ، وفي المرحلة الثانية ، تتاكسد السلسلة الالكييسة الخطية بالفعل الانزيمي الحيوي ، ثم تتحطم الحلقة العطرية ذاتها . وتصعب اكسدة الالكيلية في المركبات القاسية الذلك يبقى النشاط السطحي في المادة زمنا طويلا ويبق اثرها الملوث لنفس الوقت في البيئة المائية خاصة
تساعد الرغوة على تشكيل المحاليل المستحلبة الثابتة فاذا كان المستحلب غير ثابت ترسب وزالت المشكلة في محطات المعالجة ولكن الشكلة تبقى في حالة المستحلبات الثابتة المحتوية على الزيوت معلقة في المجاري
وقد بينت الدراسات ان وجود ما قيمته من المنظفات المصنعة قد منع تماما فصل المواد الصلبة من المستحلبات في كامل مجال الحمضي والقلوي وكذلك لم يكن ممكنا فصل الزيوت في احواض الترسيب الامر الذي ادى الى صعوبات فى كبيرة فى قسم التحلل الحيوي وبقيت المواد مبعثرة في الطور المائي وبذلك كانت الصعوبات مضاعفة وخاصة عندما كانت المياه المعالجة تستخدم كمصدر للشراب او الري في اماكن تلي نقاط التصريف على نهر او اي مجرى مائي
وبالاضافة الى ذلك فإن للعديد من المنظفات فعلا مبيدا للميكروبات والبكتيريا النافعة اللازمة لعمليات التنقية والتحلل الحيوي في الحقول المعالجة لذلك كان لابد من التخلص من الرغوة التي اضرت كثيرا بالتوازن الحيوي للعديد من الاوساط البيئية الطبيعية وما يلحق بذلك من اضرار
وتبين الابحاث ان المنظفات الكاتيونية تخرب وتقضي على اعداد كبيرة من البكتيريا اللا هوائية بينما لا تؤثر المنظفات غير الايونية على هذه الكائنات الحية ولذلك فإن المركبات الاخيرة تعتبر افضل من وجهة النظر البيئية.