'> الفرق بين مهم وهام :
المُهِمُّ : الأمرُ الشَّدِيدُ المُفْزِعُ.-: ما يدْعو إلى اليَقظة والتَّدْبِير؛ هذا خَبرٌ مُهِمٌ ج مَهَامٌ
وهام تجدون معناها هنا :
الهامَةُ رأْس كل شيء من الرُّوحانيين; عن الليث; قال الأَزهري : أراد الليث بالرُّوحانيين ذوي الأجسام القائمة بما جعَل اللهُ فيها من الأَرْواح; وقال ابن شميل : الرُّوحانيون هم الملائكة والجنّ التي ليس لها أَجسام تُرى ، قال : وهذا القول هو الصحيح عندنا . الجوهري : الهامَة الرأْس ، والجمع هامٌ وقيل : الهامَة ما بين حَرْفَي الرأْس ، وقيل : هي وسَطُ الرأْس ومُعظمه من كل شيء ، وقيل : من ذوات الأَرواح خاصة . أَبو زيد : الهامَة أَعلى الرأْس وفيه الناصية والقُصَّة ، وهما ما أقَبَل على الجبهة من شعر الرأْس ، وفيه المَفْرَق ، وهو فَرْق الرأْسِ بين الجَبينين إلى الدائرة ، وكانت العرب تزعُم أن رُوح القتيل الذي لم يُدْرَك بثأْره تصيرُ هامَة فتَزْقو عند قبره ، تقول : اسقُوني اسقُوني فإذا أُدْرِك بثأْره طارت; وهذا المعنى أَراد جرير بقوله : ومِنَّا الذي أَبكى صُدَيَّ بن مالكٍ ،
ونَفَّرَ طَيراً عن جُعادةَ وُقَّعا
يقول : فُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطيرُ عن قبره . وأَزْقَيْت هامَة فلان إذا قتلته; قال : فإنْ تَكُ هامة بِهَراةَ تَزْقُو ،
فقد أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ هاما
وكانوا يقولون : إن القتيل تخرُج هامةٌ من هامَته فلا تزالُ تقول اسْقوني اسقُوني حتى يُقتل قاتِلُه; ومنه قول ذي الإصبع : يا عَمْرُو ، إنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي ،
أَضْرِبْك حتى تقولَ الهامةُ : اسقوني
يريد أَقْتُلْك . ويقال : هذا هامةُ اليومِ أو غدٍ ، أي يموت اليومَ أو غدٍ; قال كُثَيِّر : وكلُّ خليلٍ رانيءٍ فهو قائلٌ
مِنَ اجْلِكَ : هذا هامَةُ اليومِ أو غد
وفي الحديث : وتَرَكَت المَطِيَّ هاماً; قيل : هو جمع هامة من عظام الميت التي تصيرُ هامةً ، أَو هو جمع هائمٍ وهو الذاهب على وجهه; يريد أَن الإبل من قلة المَرْعَى ماتت من الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ على وجهها . وفي الحديث : أَن النبي ، قال : لا عَدْوَ ولا هامةَ ولا صَفَرَ الهامَة : الرأْس واسمُ طائر ، وهو المراد في الحديث ، وقيل : هي البومة . أَبو عبيدة : أما الهامَةُ فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتَى ، وقيل أَرواحهم ، تصير هامَةً فتطير ، وقيل : كانوا يسمون ذلك الطائرَ الذي يخرج من هامَة الميت الصَّدَى ، فنَفاه الإسلامُ ونهاهم عنه; ذكره الهرويّ وغيره في الهاء والواو ، وذكره الجوهري في الهاء والياء; وأَنشد أَبو عبيدة : سُلِّطَ الموتُ والمَنونُ عليهمْ ،
فَلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ
وقال لبيد : فليس الناسُ بَعْدَكَ في نَقيرٍ ،
ولا هُمْ غيرُ أَصْداءٍ وهامِ
ابن الأَعرابي : معنى قوله لا هامَةَ ولا صفَر كانوا يتشاءمون بهما ، معناه لا تتشاءموا . ويقال : أصبَحَ فلانٌ هامةً إذا مات . وبناتُ الهامِ مُخُّ الدِّماغ; قال الراعي : يُزِيلُ بَناتِ الهام عن سَكِناتِها ،
وما يَلْقَهُ منْ ساعدٍ فهو طائحُ
والهامَةُ : تميمٌ ، تشبيهاً بذلك; عن ابن الأَعرابي . وهامَةُ القومِ : سيِّدُهم ورئيسُهم; وأَنشد ابن بري للطرماح : ونحن أَجازَت بالأُقَيْصِر هامُنا
طُهَيَّةَ ، يومَ الفارِعَيْنِ ، بلا عَقْدِ
وقال ذو الرمة : لنا الهامَةُ الكُبْرى التي كلُّ هامةٍ ،
وإن عُظَمت ، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ
وفي حديث أبي بكر والنسَّابةِ : أَمِنْ هامِها أمْ مِن لَهازِمِها ؟ أي مِنْ أَشْرافِها أَنت أو من أَوْساطِها ، فشبّه الأَشْرافَ بالهامِ ، وهو جمع هامةِ الرأْس . والهامةُ : جماعةُ الناس ، والجمع من كل ذلك هامٌ قال جُرَيْبة بن أَشْيم : ولَقَلَّ لي ، مما جَعَلْتُ ، مَطِيَّةٌ
في الهامِ أَرْكَبُها ، إذاما رُكِّبُوا
يعني بذلك البَلِيَّةَ ، وهي الناقةُ تُعْقَل عند قبر صاحِبها تَبْلى ، وكان أهلُ الجاهلية يزعمون أَن صاحَبها يركبُها يوم القيامة ولا يمشي إلى المحشر . والهامة مِن طيرِ الليلِ : طائرٌ صغير يأْلَفُ المَقابِرَ ، وقيل : هو الصَّدى ، والجمع هامٌ; قال ذو الرمة : قد أَعْسِفُ النازحَ المجهول مَعْسِفُه
في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ
ابن سيده : والهامةُ طائرٌ يخرج من رأْس الميّت إذا بَلِيَ ، والجمع أَيضاً هامٌ . ويقال : إنما أَنتَ مِن الهامِ ويقال للفرس هامةٌ ، بتخفيف الميم ، وأَنكرها ابن السكيت وقال : إنما هي الهامّة بالتشديد . ابن الأثير في الحديث : اجْتَنِبوا هَوْمَ الأَرض فإنها مأْوَى الهَوامِّ قال : هكذا جاء في رواية والمشهور هَزْم الأَرض ، بالزاي ، وقد تقدم; وقال الخطابي : لسْتُ أَدْري ما هَوْمُ الأَرض ، وقال غيره : هَوْمُ الأَرض بطنٌ منها في بعض اللغات . والهامةُ : موضعٌ مِن دُونِ مِصر ، حماها الله تعالى : قال : مارَسْنَ رَمْلَ الهامةِ الدَّهاسا
وهامةُ : اسمُ حائطٍ بالمدينة; أَنشد أَبو حنيفة : من الغُلْبِ من عِضْدان هامَةَ شرِّبت
لِسَقْيٍ ، وجُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها .