أخى الكريم . يبدو أن معظم الأعضاء مشغولون هذه الأيام وحتى أخر العيد واعذرهم لذلك .
أخى الكريم . منذ زمن بعيد والأمة العربية مشغولة إما بصراعات داخلية طائفية أو صراعات على السلطة أو بحروب واستعمار غربى أحد أهدافة أو لنقل أحد أولوياته هو تدمير الهوية العربية الإسلامية وفرض ثقافته وهيمنته على العالم العربى الإسلامى.
وحتى الأن يظل هذا الصراع العربى مع إستعمار ثقافى فى أغلبه فاسد وموجه إلينا.
ووسط هذا الصراع وقف الكثير من الشباب تتجاذبهم إغواءات متعددة ومستقبل غير مخطط وحياه غير منظمة مما نتج عنه ضعف عام فى الشخصية العربية .
والضعف قد تلاحظه فى جميع المؤسسات والهيئات مثل المؤسسات التعليمية المشتته بين التعليم الأجنبى بلغاته المختلفة ومؤسسات الإعلام المنجذبة بانقياد ناحية الهوس الغربى وغير ذلك الكثير.
وانظر بنفسك فى الشارع العربى ستجد
شخصا يظل طول يومه يكدح فى عمل يدوى لكسب لقمة العيش
وشخص غارق فى شهواته وأمواله التى لا تعلم من أين أتت
وشباب غارق فى ثقافة أجنبية لا يفهم منها شيئا
وحتى من مالت نفسه ناحية إكتساب العلم وجد نفسه ضعيفا محطما أمام حاجز اللغة أو حاجز التخلف المحيط.
وحتى من مالت نفسه للتدين فإما تائه بين أفكار متشدده أو محارب من الأخرين.
والباقى يجاهد لتحرير أرضه
--------------------------
وأقول لك أن الكمبيوتر دخل المنزل العربى أولا على سبيل تقليد الغرب وانبهارا به.
وظل الحال هكذا كثيرا
وظل الكمبيوتر نستخدمه كوسيلة للتسلية وتضييع الوقت بمواد غربية بحته
ومن حين لأخر كان هناك من يحاول أن يتعلم ويعرف
ولكن ظلت أساسيات التكنولوجيا حبيسة الغرب حتى ظهر الإنترنت حيث ظهر جيلا صاعدا فى تعلم لغات البرمجة وبدأ الشباب فى الإحساس بأهميتها ولكن :
1- من يحاول تعلم البرمجه فاليتعلمها وحده (هذا هو القانون) أما الجامعات والمؤسسات التعليمية فهى إضاعة للعمر فى مناهج بحتة لا علاقة لها بالتطبيق.
2- لا يوجد تشجيع للمبرمجين بتسويق برامجهم والدعاية عنها مما يجعل الكثيرون يتركونها لإنشغالهم بكسب ما يتعيشون منه من عمل أخر.
3- إفتقاد الشخصية العربية حتى الأن لروح العمل الجماعى المنظم (والمقولة إذا إجتمعنا إختلفنا صحيحة فى عصرنا الحالى إلى حد كبير)
ولعلك تجد علماء مشهورين عرب برزوا فى الغرب وذلك لأنهم وجدوا التشجيع وروح العمل الجماعى المناسب.
4- هجرة المتميزين إلى الخارج وذلك للأسباب السابقة.
وذلك بالنسبة لصناعة البرمجيات . أما صناعة المعدات Hardware فحدث ولا حرج . فصناعة معدات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات لا تحتاج لأشخاص أذكياء وعلى أعلى درجة من العلم فقط ولكنها تحتاج لدعم من الدولة وإنفاق الأموال بصورة مدروسة على المعامل والتجارب والأبحاث و قيادة حكيمة خبيرة تعرف كيفية إستغلال الوقت والجهد وإعلام واعى يستطيع تسويق ورفع قيمة هذه المنتجات ...
والأمل قد أزداد كثيرا فى تنمية تكنولوجية فى الوطن العربى بعد ظهور الشبكة العالمية (الإنترنت) والتى أصبحت فيها المعلومة متاحة للجميع فإن فرصة التنافس أصبحت متعادلة بصورة ما فى بعض جوانبها ويجب أن يستغل العقل العربى هذه الفرصة لإثبات ذاته قبل فوات الأوان.
وأنا أرى أنه كما ظهرت حضارة الغرب من ترجمة علوم حضارتنا العربية فإنه جاء علينا الدور لترجمة علومهم ودراستها حتى نستطيع بما ميزنا به أن نتقدم مرة أخرى.
وربما كانت ولا تزال هناك سلبيات كثيرة من الإنفتاح الحادث وذلك لوجود فارق كبير بين عاداتنا وعقيدتنا وعاداتهم وعقيدتهم ولكن يجب ألا نتراجع وراء تلك السلبيات بل نحاربها بجرأة ونمنع إنتشارها بقدر الإمكان إما بالتوعية وزيادة الوعى الدينى أو بالتوجيه ناحية الأفضل أو بمنع بعض ما قد ينتج عنه ضرارا أخلاقيا فى مجتمعنا.
وذلك لن يحدث حتى تنشأ أجيالا منذ صغرها على التدين والتمسك بالقيم وفى نفس الوقت إتقان التعامل مع تقنيات العصر.
وهذا يأخذنا إلى الإستنتاج بأننا (أبناء الجيل الحالى) مسؤلين عن الجيل القادم (الأمل).