تعتبر التنمية إحدى الوسائل للارتقاء بالإنسان . ولكن ما حدث هو العكس تماما ً حيث أصبحت التنمية هي إحدى الوسائل التي ساهمت في استنفاذ موارد البيئة وإيقاع الضرر بها ، بل وإحداث التلوث فيها .
فمثل هذه التنمية يمكننا وصفها بأنها تنمية تفيـد الاقتصاد أكثـر منها البيئـة أو الإنســان فهي " تنمية اقتصادية " وليست " تنمية بيئية " تستفيد من موارد البيئة وتسخرها لخدمة الاقتصاد مما أدي إلي بروز مشكلات كثيرة .
ونتيجة لما تحدثه هذه التنمية السريعة من تلوث لموارد البيئة وإهدار لها ، فإن تكاليف حماية البيئة تضاعفت في الآونة الأخيرة حيث تتراوح التكلفة الاقتصادية لعملية الإصلاح في البلدان المتقدمة ما بين 3 % و 5 % من الناتج القومي الإجمالي ، علي الرغم من هذه الدول تستخدم هذا الإنفاق علي أنه استثمار ضروري يحقق عوائد ضخمة ؟ فما بالك الدول النامية ؟
ويمكننا تحديد المجالات الأكثر شيوعا ً في عمليات التنمية والتي ذكرناها من قبل ،وإن لم تكن بشكل مباشر ( أنواع التلوث ) ، و التى تؤثر علي البيئة .
1- الزراعة والبيئة :-
الزراعة هي من المحاور الرئيسية في أي عملية تنمية لكن هناك عوامل كثيرة ما زالت تتحكم في هذا القطاع الهام وتسبب قصورا ً في مجال تنميتها إلي جانب الإضرار بالبيئة :-
قلة مساحة الأراضي الزراعية نتيجة لـ:- التوسع العمراني - التجريف والتبوير - التصحر - ملوحة الأرض .
قلة موارد المياه مما يؤدي إلي إحداث التدهور في إنتاجية الأرض .
التزايد المستمر في عدد السكان ، وزيادة الاستهلاك .
الإكثار من استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والتي أدت إلي إلحاق الضرر بالخضراوات والأطعمة - إصابة الإنسان بكثير من الاضطرابات وخاصة الأمراض المعوية.
2- الصناعة والبيئة :-
ونجد الصناعة هي الدعامة الرئيسية في عمليات التنمية ويمكننا تصنيف أنواع الصناعات علي النحو التالي :-
1- صناعات غذائية .
2- صناعات كيميائية .
3- صناعات هندسية .
4- صناعات معدنية وحرارية .
وهي في نفس الوقت تعتبر من أهم مصادر التلوث علي الإطلاق سواء للهواء أو للماء أو حتى التلوث السمعي بل والبصري " أي أن الصناعة مصدر رباعي الأبعاد في إحداث التلوث :-
فألادخنة التي تتصاعد منها تلوث الهواء .
المخلفات السائلة تلوث الماء .
أصوات الآلات تلوث السمع .
المخلفات الصلبة تلوث البصر .
3- الطاقة والبيئة :-
توجد مصادر متعددة لإنتاج الطاقة والتي تلعب أيضا ً دورا ً كبيرا ً فى عملية التنمية ومنها النفط - الغاز الطبيعي - المخلفات الزراعية والحيوانية - الكهرباء . وقد كثر استخدام الطاقة في السنوات الأخيرة لمواكبة التقدم التكنولوجي الهائل ، لكن زاد التلوث البيئي معها وخاصة بالنسبة لتلوث الهواء أو الماء مثل انبعاث الغازات الضارة من : ثاني أكسيد الكبريت ، أكاسيد النيتروجين ، والجسيمات العالقة .