Advanced Search

المحرر موضوع: الثقافة البيئية  (زيارة 3611 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

سبتمبر 20, 2003, 01:28:47 صباحاً
زيارة 3611 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« في: سبتمبر 20, 2003, 01:28:47 صباحاً »
الثقافة البيئية



يعتبر القرن العشرين وبالتالي الانسان المعاصر، من اكثر العصور تطورا من الناحية التكنولوجية.  فقد سعى الأنسان ومنذ بداية هذا القرن وبكافة الوسائل المتاحة الى استغلال أكبر قدر ممكن من الموارد الطبيعية، بإعتباره مخلوقا متميزا عن بقية الكائنات الحية.  ومن خلال هذا السعي للسيطرة على البيئة المحيطة به استطاع أن يسخر الكثير من الطاقات الطبيعية من أجل اشباع رغباته، كونه الوحيد الذي له الحق في تسخير الطبيعة.  فالمجتمعات الانسانية وعلى مر العصور، كان الهدف الأساسي لها هو المحافظة على بقائها واستمرارها على الارض من خلال المحافظة على التراث والثقافة والموارد الطبيعية.  ومن ثم عملت هذا المجتمعات على نقل هذا التراث من جيل الى جيل من خلال ما أطلق عليه بعملية التربية.
ولم تكن البيئة بمفهومها الحالي موضع إهتمامه وحرصه، فقد بدأ كإنسان متجول ثم ما لبث أن استقر فأصبح مزارعا ثم تطور ليصبح إنسانا صناعيا.

الانسان كمتجول

كان الانسان في هذه المرحلة من التاريخ يعتمد على الصيد كمصدر وحيد لغذائه.  فقد كان ينتقل من مكان الى آخر سعيا للحصول على الصيد الذي يوفر له الغذاء والملبس والمواد الخام اللازمة لصيده.  وقد سكن الكهوف واستطاع في هذه المرحلة من تحديد العلاقة الحقيقية بينه وبين الكائنات الاخرى

الانسان كمزارع

توقف الانسان عن التنقل والتجول واستطاع أن يطور غذائه وملبسه ومأواه دون الحاجة الى الانتقال من مكان الى آخر.  واستطاع في هذه المرحلة من تاريخه أن يكيف نفسه على هوى الطبيعة.  وبالتالي بدأت تتطور عنده فكرة أنه مركز الكون، وأن كل شيء حوله مسخر لخدمته.  وهذا أعماه عن ملاحظة ما هو ضروري، فلم يتعمق بدراسة أسرار الطبيعة.

الانسان كصناعي

تتميز هذه الفترة من عمر الانسان، والتي بدأت في أواخر العصور الوسطى، ببدئه بكسر المحرمات المتعلقة بأسرار الطبيعة وبظهور مجموعة من العلماء كأمثال جاليليو ونيوتن الذين استطاعوا إكتشاف خضوع الكون لقوانين معينة، يستطيع الانسان من خلالها أن يسخر الطبيعة لخدمته وبالتالي فقد انتقل الانسان الى عصر الصناعة والاكتشافات والتطور العلمي والتكنولوجي.

وهكذا بدأ الانسان بإستغلاله لموارد الطبيعة دون الاكتراث بتوازن البيئة، واحتياجات الكائنات الاخرى للبقاء.  مما أدى الى بروز بعض الظواهر التي تنذر بأخطار كبيرة، والتي أحالت أجزاء واسعة من الكرة الارضية الى بيئة ملوثة أو بيئة معدمة تكاد لا تصلح لحياة شتى أنواع الكائنات الحية.  وفي كثير من المناطق تردت أحوال البيئة الى درجة أصبحت فيها حياة الانسان نفسه مهددة مما دفعه الى إعادة النظر فيما يصنعه من دمار للكون فبداء بسن القوانين والتشريعات التي تحد من هذا الخطر الذي يهدد بقائه.






سبتمبر 20, 2003, 01:29:45 صباحاً
رد #1

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« رد #1 في: سبتمبر 20, 2003, 01:29:45 صباحاً »
التربية البيئية وأهدافها

هناك عدة تعريفات لمفهوم التربية، تتفق جميعها على أن التربية تعني السلوك الأنساني وتنميته وتطويره وتغييره.  فهي تهدف الى تزويد أفراد الجيل بالمهارات والمعتقدات والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة التي تجعل منهم مواطنين صالحين في مجتمعهم متكيفين مع الجماعة التي يعيشون بينها [21]. وهكذا يظهر أن السلوك الانساني مكتسب وليس موروث وأنه بالامكان احداث تغييرات في سلوكيات الانسان بما يساعده في التكيف للعيش والابقاء على حياته.

أما التربية البيئية فقد جاءت نتيجة للأخطار المتزايدة والمتفاقمة التي واجهها الانسان في عصره الحديث، ونتيجة لممارسات السلوكية الخاطئة ونقص الوعي البيئي.  فقد تم تحديد مفهوم التربية البيئية على أنها عملية بناء المدركات والمهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الانسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي، وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن إستغلالها لصالح الانسان وحفاظا على حياته الكريمة ورفع مستويات المعيشة [22].

ومن هنا أصبحت التربية البيئية هي الوسيلة المستخدمة في أعداد الاجيال للتعامل السوي والسليم مع البيئة.  فالتربية لم تعد مجرد تعليم الانسان كيفية التعامل أو التكيف مع مجتمعه بل تعدى مفهومها الى أن أصبحت تعنى بتكيفه مع بيئته المادية الطبيعية التي من خلالها يستطيع الحفاظ على وجوده.  وهكذا برز مفهوم الوعي البيئي الذي يعنى بزيادة فهم الانسان لمحيطه الدقيق ولعناصر البيئة المختلفة وأهمية ذلك بالنسبة لحياته.

  

ومن هذا المنطلق بدأت المؤتمرات والندوات التي تنادي بضرورة الحفاظ على البيئة، وبدأت البرامج والنشرات والمجلات الداعية الى المحافظة عليها.  فإنعقد مؤتمر استوكهولم عام 1972 الذي اعترف بدور التربية البيئية واعتبرها ركنا من أركان المحافظة على البيئة، ثم الورشة الدولية للتربية البيئية عام 1975 في بلغراد حيث صدر ميثاق شامل حدد اسس العمل في مجال التربية البيئية، مؤكدا على أن هذا المجال يهدف الى تطوير عالم يكون سكانه أكثر وعيا واهتماما بالبيئة ومشكلاتها، ويمتلكون من المعارف والمهارات والاتجاهات والدوافع والالتزام بالعمل على مستوى فردي وجماعي.

وأعطى مؤتمر تبليسي عام 1977 معنى متسع للبيئة، بحيث أصبحت تشمل الجوانب الطبيعية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية، كما خرج بمجموعة من التوصيات والمباديء الداعية الى ضرورة نشر مفهوم التربية البيئية، ومن ضمن هذه التوصيات:

1-   وجوب تدريس البيئة من وجوهها المختلفة: الطبيعة، التقنية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، التاريخية، والاخلاقية، والجمالية.

2-  تكون التربية البيئية عملية مستمرة مدى الحياة، تبدأ قبل السن المدرسية، ثم تستمر خلال مرحلتي التعليم النظامي والتعليم غير النظامي.

3-  ألا تقتصر التربية البيئية على فرع واحد من فروع العلوم، بل تستفيد من المحتوى الخاص لكل علم من العلوم في تكوين نظرة شاملة ومتوازنة.

4-  تبحث التربية البيئية المسائل البيئية الكبرى من النواحي المحلية والقومية والاقليمية والدولية.

5-  تركز التربية البيئية على المواقف الراهنة والمنتظرة مع مراعاة البعد التاريخي.

6-  تؤكد التربية البيئية أهمية التعاون المحلي والقومي والدولي في منع مشاكل البيئة وحلها.  

7-  تراعي التربية البيئية البعد البيئي في خطط التنمية.

8-  تمكن التربية البيئية المتعلمين من أن يكون لهم دور في إستغلال خبراتهم التعليمية، وإتاحة الفرصة لإتخاذ القرارات وقبول نتائجها.

9-  تعلم التربية البيئية الدارسين في كل سن كيفية التعامل مع البيئة، والعلم بها وحل مشاكلها.

10-  تؤكد التربية البيئية على مبدأ التفكير الدقيق والمهارة في حل المشكلات البيئية المعقدة.

11-  تساعد التربية البيئية على إكتشاف المشكلات البيئية وأسبابها الحقيقية.

12-  تستخدم التربية البيئية بيئات تعليمية مختلفة، وعددا كبيرا من الطرق التعليمية لمعرفة البيئة وتعليمها مع العناية بالأنشطة العملية والمشاهدة المباشرة.



سبتمبر 20, 2003, 01:30:23 صباحاً
رد #2

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« رد #2 في: سبتمبر 20, 2003, 01:30:23 صباحاً »
ثم توالت المؤتمرات البيئية حتى إنعقد مؤتمر ريودي جانيرو في البرازيل (1992) حيث مثلت الاجندة (21) الصادرة عن المؤتمر برنامج عمل لمستقبل مستديم للبشرية واعتبر هذا المؤتمر الخطوة الاولى نحو التأكيد بأن العالم سوف يكون موطنا أكثر عدلا وأمنا ورفاها لكل بني البشر وضرورة توجيه التعليم نحو التنمية المستديمة، وتطوير البرامج التدريبية وتنشيطها، وزيادة الوعي العام لمختلف قطاعات الجمهور نحو البيئة وقضاياها.

وحاليا وبعد خمس سنوات من مؤتمر الأرض (مؤتمر ريودي جانيرو) ، ازدادت الانتقادات التي توجه الى سلوك الانسان محلياً وعالميا، وإزدادت أهمية دراسة علوم البيئة حتى تتحقق أهداف التربية البيئية حيث لا بد من تضمين المناهج المدرسية لتلك الاهداف، كما أنه لا بد من إيلاء النواحي المعرفية في التعليم البيئي أهمية خاصة.

وتقوم التربية البيئية على اعداد الانسان للتفاعل الناجح مع بيئته بعناصرها المختلفة، ويتطلب هذا الاعداد إكسابه المعارف البيئية التي تساعد على فهم العلاقات المتبادلة بين الانسان، وهذه العناصر من جهة وبين العناصر المختلفة للبيئة من جهة أخرى.  كما يتطلب تنمية مهارات الانسان التي تمكنه من المساهمة في تطوير هذه البيئة على نحو أفضل، وتستلزم التربية البيئية أيضا تنمية الاتجاهات والقيم التي تحكم سلوك الانسان إزاء بيئته، وإثارة إهتمامه نحو هذه البيئة، وإكسابه أوجه التقدير لأهمية العمل على صيانتها والمحافظة عليها وتنمية مواردها.

من كل ما سبق يتضح أن التربية البيئية هي إتجاه وفكر وفلسفة تهدف الى تنمية الخلق البيئي لدى الانسان بحيث توجه سلوكه في تعامله مع البيئة بمؤثراتها البشرية ممثلة في تباين أنماط استغلال الاراضي، ومؤثراتها الطبيعية ممثلة في الاختلافات في كمية المطر والعواصف الترابية والرملية، وما يصاحب ذلك من ردود أفعال من والى البيئة.

وأما الخلق أو الضمير البيئي الذي تهدف التربية البيئية الى إيجاده، أو تنميته عند كل إنسان في المجتمع العالمي فيعني التكيف من أجل البيئة،  ويستمر في تكييف البيئة من أجله.  وبذلك تسهم التربية البيئية في حماية النظام البيئي بمفهومه الشامل.

وإن التأكيد على الجوانب والمفاهيم البيئية يعد أحد الركائز التي يجب أن يستند إليها القائمون على التخطيط وتطوير المناهج التعليمية، حيث تشهد البيئة تغيرات من صنع الانسان تؤدي الى دمار البيئة في كثير من الاحيان، ومن أمثلة هذه التغيرات المياه العادمة التي يتم التخلص منها دون معالجة سواء في الانهار أو البحار أو على اليابسة ،  كذلك إلقاء النفايات الصلبة المنزلية والصناعية دون الاهتمام بما قد تحدثه هذه النفايات من تلوث للتربة والمياه الجوفية،  كما أن مشكلات نقص الغذاء واستخدام المبيدات كثيرة في العالم،  وإنتشار الأوبئة والأمراض ومشكلة الطاقة واستنزاف الموارد وتلوث الهواء والضوضاء وتغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الارض ما هي إلا أمثلة على ما يحدث من دمار في هذه الكون والسبب الرئيسي في كل هذا هو الانسان.



سبتمبر 20, 2003, 01:30:50 صباحاً
رد #3

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« رد #3 في: سبتمبر 20, 2003, 01:30:50 صباحاً »
وهكذا فإنه يمكن الوصول الى أن التربية البيئية بمفهومها العام تهدف الى:

 1. معرفة الافراد والجماعات لبيئتهم الطبيعية وما بها من أنظمة بيئية وكذلك المعرفة التامة للعلاقة بين مكونات البيئة الحية وغير الحية واعتماد كل منهما على الآخر.

 2. مساعدة الافراد والجماعات على إكتساب وعي بالبيئة الكلية، عن طريق توضيح المفاهيم البيئية وفهم العلاقة المتبادلة بين الانسان وبيئته الطبيعية مع تنمية فهمنا لمكونات البيئة وطرق صيانتها وحسن استغلالها عن طريق اكتساب المهارات في كيفية التعامل مع البيئة بشكل ايجابي.

 3. إبراز الاهمية الكبيرة للمصادر الطبيعية وإعتماد كافة النشاطات البشرية عليها منذ أن وجدالانسان على سطح الارض وحتى الوقت الحاضر لتوفير متطلبات حياته.

 4. إبراز الآثار السيئة لسوء استغلال المصادر الطبيعية وما يترتب على هذه النتائج من آثار اقتصادية واجتماعية تؤخذ بعين الاعتبار للعمل على تفاديها.

 5. تصحيح الاعتقاد السائد بأن المصادر الطبيعية دائمة، لا تنضب علما بأن المصادر الطبيعية منها الدائم والمتجدد والناضب.  واستبعاد فكرة أن العلم وحده يمكن أن يحل المشكلة مع أن المشكلة في حد ذاتها تكمن في الانسان نفسه واستنزافه لهذه المصادر بكل قسوة.

 6. توضيح ضرورة بل حتمية التعاون بين الافراد والمجتمعات عن طريق إيجاد وعي وطني بأهمية البيئة وبناء فلسفة متكاملة عند الافراد تتحكم في تصرفاتهم في مجال علاقتهم بمقومات البيئة والمحافظة عليها بالتعاون مع المجتمع الدولي عن طريق المنظمات العالمية والمؤتمرات الاقليمية والمحلية لحماية البيئة للإهتداء الى حلول دائمة وعملية لمشكلات البيئة الراهنة.

 7. التحليل العلمي الدقيق للتصرفات التي أدت الى الاخلال بالتوازن البيئي من خلال المشاكل البيئية المتعددة التي خلقها الانسان بتصرفاته، والتي تصدر دون وعي كالصيد المفرط للحيوانات البرية مما أدى الى إنقراض بعضها، وتعرية التربة عن طريق قطع الاشجار وحرق الغابات أو إزالتها.

 8. هذا الإخلال بالإتزان البيئي لا بدله من التعاون الدولي ووضع حد سريع له، وإلا استفحل الامر وأصبح من الخطورة بمكان على الحياة فوق سطح الارض.



سبتمبر 20, 2003, 01:33:13 صباحاً
رد #4

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« رد #4 في: سبتمبر 20, 2003, 01:33:13 صباحاً »
مرحبا اخي التواق للمعرفة

موضوع اكثر من رائع

اشكرك على اهتمامك

ومساهمتك الرائعة في مشروع البيئة

سبتمبر 20, 2003, 01:33:56 صباحاً
رد #5

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« رد #5 في: سبتمبر 20, 2003, 01:33:56 صباحاً »
أهمية التربية البيئية والوعي البيئي

لقد مرت علاقة الانسان بالبيئة بمراحل تطور تعكس ظهور المشكلات البيئية وتعقدها، حيث لبت البيئة كل حاجات الانسان بينما أدى النمو السكاني المتزايد وسعي الانسان لإشباع حاجاته الى إحداث ضغطا متزايدا على كل النواحي البيئية بصورة مباشرة وغير مباشرة، من خلال إنتاج كميات هائلة من الملوثات التي فاقت قدرة الطبيعة على التخلص منها.  وقد أكد العديد من علماء البيئة على أن التطور التكنولوجي وسوء توجيهه الى الاستغلال السيء للموارد الطبيعية أدى الى حدوث العديد من المشاكل البيئية.

ومن هنا برزت أهمية التربية البيئية والوعي البيئي لمواجهة الاخطار التي تنتج في الاساس عن الانسان وممارسته الخاطئة، ومن أهم القضايا التي يجب التركيز عليها:

 1. النمو السكاني المتزايد وغير المنظم، وسعيهم لتوفير الغذاء مما شكل ضغطا كبيرا على البيئة فعدد سكان العالم يبلغ حوالي خمس مليارات نسمة وهو في زيادة مستمرة ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في خلال 25-30 سنة القادمة مع بقاء الموارد الغذائية محدودة.  جدول (8-1) يبين تزايد عدد السكان العالم عبر التاريخ.

 2. التصحر وزيادة المساحات الزراعية المتحولة الى أراضي قاحلة.  والامثلة على ذلك كثيرة ففي سوريا والعراق وليبيا ومصر هناك مساحات واسعة من الاراضي الزراعية تتحول سنويا الى أراضي قاحلة.

جدول : تزايد عدد سكان العالم عبر التاريخ

فترة التضاعف (سنة)
 عدد السكان
 التاريخ
 
1500
 5 ملايين
 8000 ق.م
 
200
 500 مليون
 1650 م
 
80
 1000 مليون
 1850 م
 
45
 2000 مليون
 1930
 
35
 4000 مليون
 1975
 
  
 7000 مليون
 2000
 



  3. تجريد الجبال والتلال من الاشجار التي يتم استخدامها في صناعة الورق والصناعات الاخرى، مما أدى الى حدوث الانجرافات في التربة وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء.  أضف الى ذلك الزحف البشري بإتجاه هذه المناطق وفي فلسطين خاصة، حيث يتم تحويل العديد من التلال المزروعة بالأشجار الى مستوطنات وطرق إلتفافية إسرائيلية، وما جبل أبو غنيم القريب من بيت لحم إلا مثال صغير على ذلك.

 4. إنقراض الحيوانات والنباتات البرية نتيجة الصيد والرعي الجائر، ونتيجة الزحف البشري مما أدى الى إختفاء العديد من الكائنات البرية.  وهذا كله يؤدي الى حدوث خلل في التوازن البيئي.  فإختفاء الضباع في استراليا أدى الى زيادة كبيرة في عدد الارانب التي أصبحت تشكل مشكلة على المزروعات.

 5. التلوث الكبير الذي يحدث في الانهار والبحار والمحيطات نتيجة لإستخدام هذه المناطق كأماكن للتخلص من المياه العادمة والصناعية والنووية، ونتيجة لتسرب النفط من الناقلات العملاقة والتي يمكن إعتبارها قنابل بيئية تسير في المحيطات، وفي حالة حدوث خلل فيها فإن النفظ المتسرب يسبب مشكلة بيئية تستمر عدة سنوات إن لم يكن قرون.

 6. الاستخدام الغير منظم للمبيدات الحشرية لمكافحة الأفات.  وهذا أدى الى القضاء على العديد من الكائنات الحية المفيدة في الزراعة والتي تؤدي الى إيجاد توازن بيئي.

 7. الهجرة من الارياف الى المدن مما أدى الى إكتظاط سكاني في هذه المناطق وزيادة المشكلات الاجتماعية والصحية فيها، حيث أصبحت هذه المدن عبارة عن مناطق ملوثة تشكل خطورة على حياة الانسان.

مظاهر الاهتمام بالتربية البيئية محلياً وإقليمياً وعالمي

عندما شعر الأنسان أن الاخطار البيئية بدأت بالتأثير على حياته وبقائه على هذه الارض، سارع الى عقد المؤتمرات والندوات الداعية الى حماية البيئة، فالأخطار البيئية باتت تهدد حياته. ونتيجة لذلك بدأت الدعوة الى ضرورة الاهتمام بالتربية البيئية، والتي أصبحت اليوم تحظى بإهتمام دول وشعوب العالم أجمع بدرجة لم يسبق لها مثيل.

فعلى الصعيد الدولي برز الاهتمام بالبيئة والتربية البيئية من خلال تشكيل منظمة UNEP التابعة للأمم المتحدة، والتي سارعت الى تطوير برامج لدعم التربية البيئية على النطاق الدولي والتي كان من أهم أهدافها تشجيع التعاون والتخطيط المشترك لوضع الاسس العملية لبرنامج دولي للتربية البيئية. كذلك دعم عملية تبادل المعلومات والافكار وتشجيع البحوث ووضع برامج ومناهج وتدريب العاملين وتقديم خدمات استشارية في مواضيع البيئة والتربية البيئية.

 

ثم ما لبث الاعلان العالمي للبيئة عقب مؤتمر البيئة البشرية في استكهولم عام 1972 ثم مؤتمر تبليسي في الاتحاد السوفيتي عام 1977 والذي حضرته 68 دولة كان من بينها 9 دول عربية والذي نادى بضرورة إتخاذ الاجراءات اللازمة لتطوير الجانب التربوي وتوفير التربية البيئية لجميع الاعمار والمستويات وبضرورة تضمين المواد الدراسية للقضايا البيئية.

كذلك تم تأسيس العديد من المنظمات المهتمة بالبيئة والتربية البيئية والتي من أبرزها:

1 - منظمة الصحة العالمية

2- منظمة العمل الدولية

3- المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

4- منظمة الأغذية والزراعة الدولية.

5- المنظمة الاستشارية البحرية بين الحكومات

6-  منظمة اليونسكو

7- منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف)

8- وكالة الطاقة الذرية






سبتمبر 20, 2003, 01:38:15 صباحاً
رد #6

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« رد #6 في: سبتمبر 20, 2003, 01:38:15 صباحاً »
8- وكالة الطاقة الذرية

أما على مستوى العالم العربي، فالتربية البيئية تعتبر موضوع حديث جدا. حيث أن الاهتمام بالبيئة في الوطن العربي لم يكن على مستوى عالي من الاهمية على الرغم من وجود الكثير من الموارد البيئية في العالم العربي التي ممكن أن تؤثر على العالم كله . كذلك كانت المناهج الدراسية تخلو من مفاهيم التربية البيئية والاهتمام بها. فالاهتمام في المدارس كان منصبا على الامور التركيبية والتشريعية والتصنيعة في الكائنات الحية دون التطرق الى تأثير هذه الكائنات على الانسان وتأثرها به، ودون التطرق الى أهمية الكائنات الحية في حفظ التوازن البيئي. ولكن حديثا إزداد الاهتمام بالتربية البيئية والبيئة وتم إعادة صياغة بعض المناهج المدرسية التي تعنى بالتربية البيئية. كما أن بعض الاقطار العربية أصبحت تحتفل كل عام بيوم البيئة العالمي والذي يصادف في الخامس من حزيران.

وقد عقدت في العالم العربي العديد من الندوات المؤتمرات الهادفة الى نشر الوعي البيئي وأسس التربية البيئية، كان من أبرزها: الحلقة الدراسية العربية حول الظروف البيئية وعلاقتها بخطط التنمية، والتي إنعقدت في الخرطوم عام 1972. كذلك ندوة التلوث التي عقدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في القاهرة في نفس العام. ومؤتمر الكويت في عام 1976، والذي اهتم بالتربية البيئية وإبراز تفاعل الانسان ببيئته، وأهمية التربية البيئية في سلوك الافراد والمحافظة على المصادر الطبيعية. ثم جاء مؤتمر الجمعية المصرية للطب والقانون بالقاهرة عام 1978 ليؤكذ على الاخطار البيئية، وضرورة شمول المناهج العلمية لمواضيع البيئة والعناية بها، وبعلاقة الصحة بالبيئة وبضرورة تنظيم مياه الشرب ومنع تلوث الهواء وزيادة الرقعة الزراعية.

أما مؤتمر التشريعات الخاصة بحماية البيئة والذي إنعقد في القاهرة عام 1979، فقد ركز على أهمية إنشاء هيئة عليا مركزية لحماية البيئة، وضرورة معالجة المشاكل البيئية قبل حدوثها وبسن القوانين والتشريعات التي تهتم بشؤون البيئة والملاحقة القضائية لمرتكبي جرائم الاساءة بالبيئة.



أما ثمرة هذه المؤتمرات والحلقات البيئية فقد جاءت بظهور أصوات تنادي بضرورة حماية البيئة والاهتمام بالتربية البيئية حتى على المستوى الفردي، وبضرورة الاهتمام بالتربية البيئية كمادة دراسية قائمة بذاتها وإحترام الطبيعة وتوعية الطلاب بالمشكلات البيئية المتصلة ببيئتهم.



سبتمبر 20, 2003, 01:41:01 صباحاً
رد #7

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الثقافة البيئية
« رد #7 في: سبتمبر 20, 2003, 01:41:01 صباحاً »
مبادئ التربية البيئية

من خلال ما سبق يتبين أهمية التربية البيئية، ودورها لمجابهة هذا الوضع البيئي المتردي في العالم عامة .  ومن هنا لا بد من الحديث عن مباديء التربية البيئية التي تنادي بمبادرة سلام مع البيئة وتبني أخلاقاً بيئية تهدف الى التعاطف مع البيئة وإحترامها وتقدير ما فيها من كائنات حية تعيش في تفاعل مستمر في ضوء قوانين أوجدها الخالق سبحانه وتعالى.

أما المبادىء الاساسية للتربية البيئية فهي:

1-  الناحية الاقتصادية

حيث أنه من حق كل إنسان أن يستغل الموارد البيئية من أجل الوصول الى تنمية إقتصادية ورفاهية في العيش لكل بني البشر آخذين بعين الاعتبار الجانب البيئي ومراعاة النواحي البيئية.  بمعنى أن حماية البيئة يجب أن تسير جنبا الى جنب مع التنمية.  فالعقلانية وإيجابية العمل وحسن التصرف والتعامل السليم مع الموارد البيئية يجب أن تُراعى، لأن حدوث أي خلل سوف يؤدي الى حدوث خلل بالتوازن البيئي ، والذي يؤدي الى حدوث خلل في استمرار الحياة على سطح الارض.  فحماية البيئة والاهتمام بها لم تكن ولن تكون حاجزا بين الانسان وتقدمه التكنولوجي وإنما الحافز له على رعايتها وعدم إحداث خلل فيها.  فبقاء البيئة سليمة معناها استمرار الحياة واستمرار التقدم العلمي والتكنولوجي.

2-  الناحية العلمية

إن إعتماد الجانب العلمي في التعامل مع البيئة سواء بالتخطيط العلمي المبني على أسس علمية وتوقعات حالية ومستقبلية، أو بالارشادات والتوصيات سوف يؤدي الى تقليل المخاطر البيئية بحيث لا يكون هناك تأثيرا ضارا بعملية التفاعل لعناصر البيئة التي تسير وفق حركة ذاتية مستمرة تهدف الى المحافظة على توازن بيئي من أجل استمرار الحياة.  بينما الاستغلال العشوائي وعدم انتهاج الاسلوب العلمي مع الطبيعة فإنه بالتأكيد سيؤدي الى إحداث خلل في التوازن البيئي مما يهدد بقاء الانسان.  وهذا ما حدث مع بداية الثورة الصناعية، فالانسان كان همه هو الكسب المادي ولم يتبنى الاسلوب العلمي الصحيح في هذا الاستغلال، مما أدى الى حدوث الكوارث البيئية وأستنزاف طبقة الاوزون وإرتفاع درجة حرارة الارض وغيرها الكثير.

3- الناحية الخلقية

وهذا الجانب يعود للإنسان نفسه ومدى استعداده أن يكون عضوا نافعا في مجتمعه، حريصا على مصلحته، مدركا لما يحيط به من أخطار وأضرار به وبمجتمعه وبالمحيط الذي يعيش فيه وبالعالم من حوله.  وحتى تتم الناحية الخلقية عند الانسان,فلا بد من إعتبار موضوع حماية البيئة كواجب وطني .  كذلك من الضروري أن يسارع النظام التعليمي بتحقيق مباديء التربية البيئية.