مبادئ التربية البيئية
من خلال ما سبق يتبين أهمية التربية البيئية، ودورها لمجابهة هذا الوضع البيئي المتردي في العالم عامة . ومن هنا لا بد من الحديث عن مباديء التربية البيئية التي تنادي بمبادرة سلام مع البيئة وتبني أخلاقاً بيئية تهدف الى التعاطف مع البيئة وإحترامها وتقدير ما فيها من كائنات حية تعيش في تفاعل مستمر في ضوء قوانين أوجدها الخالق سبحانه وتعالى.
أما المبادىء الاساسية للتربية البيئية فهي:
1- الناحية الاقتصادية
حيث أنه من حق كل إنسان أن يستغل الموارد البيئية من أجل الوصول الى تنمية إقتصادية ورفاهية في العيش لكل بني البشر آخذين بعين الاعتبار الجانب البيئي ومراعاة النواحي البيئية. بمعنى أن حماية البيئة يجب أن تسير جنبا الى جنب مع التنمية. فالعقلانية وإيجابية العمل وحسن التصرف والتعامل السليم مع الموارد البيئية يجب أن تُراعى، لأن حدوث أي خلل سوف يؤدي الى حدوث خلل بالتوازن البيئي ، والذي يؤدي الى حدوث خلل في استمرار الحياة على سطح الارض. فحماية البيئة والاهتمام بها لم تكن ولن تكون حاجزا بين الانسان وتقدمه التكنولوجي وإنما الحافز له على رعايتها وعدم إحداث خلل فيها. فبقاء البيئة سليمة معناها استمرار الحياة واستمرار التقدم العلمي والتكنولوجي.
2- الناحية العلمية
إن إعتماد الجانب العلمي في التعامل مع البيئة سواء بالتخطيط العلمي المبني على أسس علمية وتوقعات حالية ومستقبلية، أو بالارشادات والتوصيات سوف يؤدي الى تقليل المخاطر البيئية بحيث لا يكون هناك تأثيرا ضارا بعملية التفاعل لعناصر البيئة التي تسير وفق حركة ذاتية مستمرة تهدف الى المحافظة على توازن بيئي من أجل استمرار الحياة. بينما الاستغلال العشوائي وعدم انتهاج الاسلوب العلمي مع الطبيعة فإنه بالتأكيد سيؤدي الى إحداث خلل في التوازن البيئي مما يهدد بقاء الانسان. وهذا ما حدث مع بداية الثورة الصناعية، فالانسان كان همه هو الكسب المادي ولم يتبنى الاسلوب العلمي الصحيح في هذا الاستغلال، مما أدى الى حدوث الكوارث البيئية وأستنزاف طبقة الاوزون وإرتفاع درجة حرارة الارض وغيرها الكثير.
3- الناحية الخلقية
وهذا الجانب يعود للإنسان نفسه ومدى استعداده أن يكون عضوا نافعا في مجتمعه، حريصا على مصلحته، مدركا لما يحيط به من أخطار وأضرار به وبمجتمعه وبالمحيط الذي يعيش فيه وبالعالم من حوله. وحتى تتم الناحية الخلقية عند الانسان,فلا بد من إعتبار موضوع حماية البيئة كواجب وطني . كذلك من الضروري أن يسارع النظام التعليمي بتحقيق مباديء التربية البيئية.