السلام عليكم :
الأخ الكريم الشيخ الرئيس :
لا أحسب أن في كلامك المتقدم ما يدل على وجود تجربة تؤكد على حدوث التناقض , بمعنى أنه قد تم رصد جسيم له وصفان متناقضتان في وقت واحد , وإنما الأمر لا يعدو عن كونه احتمالات وافتراضات , وما ذلك إلا عدم تمكننا من ابتكار وصنع مقاييس دقيقة بالغة الحساسية نستطيع من خلالها تتبع حركة وتبدلات ومسار الجسيمات الدقيقة جداً ذات السرعات العالية جداً , مثل : الفوتونات والإلكترونات والبروتونات و...
وأما تعليق المترجم إياه فهو تعبير من فهمه الخاص لوصف هذه الصورة , ويكفيك ما جاء في النص الأصلي على أنه ادعاء المنطق الكمومي : " ففي ما يدعى المنطق الكمومي تسقط القاعدة التي تقول عن شيء انه في الوقت نفسه يمكن ان يكون او لا يكون ... "
وتعليله له : " والسبب في ذلك ان المعنى " ان يكون " في الفيزياء الكمومية مرهف ( غير يقيني يصعب ادراكه ) اكثر مما هو معهود لدينا في تجربتنا اليومية اذ يمكن للمنظومات الفيزيائية ان توجد في اوضاع تراكمية من الحالات التناوبية " "
لاحظ قوله : مرهف ( غير يقيني يصعب إدراكه ) فإذا كان المعنى أو المفهوم غير يقيني ويصعب إدراكه .. فهل يجوز أن نبطل به ما هو يقيني ومحقق إدراكه .. ؟
فمثلاً : الإنسان الذي يغطّ في سبات لشهور , هل يكون حياً ؟ أم يكون ميتاً ؟
مَن ينظر مِن بعيد إلى رقوده وثباته – طول هذه الفترة - يدعي أنه ميت , ولكنه محاط بأجواء أو أجهزة تمنع تفكك وتفتت جسده .. !!
ومن يتفحص أجهزة جسده وأنسجته وخلاياه ويسجل دبيب الحياة فيها ونموها , يدعي أنه حيّ .. !!
وأما أن يكون حياً و ميتاً بحسب المنطق الكمومي , فما هو إلا دليل عجز عن الوصول إلى الجسد وفحص أجهزته وخلاياه .. !!
<< ولعله من قبيل هذا العجز جيء بالاحتمالات الكمومية , التي تدفعنا إلى : إذا قلنا إنه ميت ومحاط بأجهزة ... فهناك احتمال , مهما كان ضئيلاً , على أنه قد يكون غاطّا في سبات .. وإذا قلنا إنه حيّ ... فهناك احتمال , مهما كان ضئيلاً , على أنه قد يكون ميتاً ولكنه محاط بأجهزة ... أي : علينا دائماً - في كل أمر - أن نجد تعليلاً لإمكانية تحقق الاحتمالين >>
أعود فأقول : هذا ما أرحت به فضولي ..
ولكم تحياتي