الذكاء و نظريّات التّنظيم العقلي

[psy02]

يُعتبر الذّكاء من أهمّ موضوعات علم النّفس الّذي نال اهتماما كبيرا من طرف المختصّين، و هذا لأهميّته كقُدرة عامّمة تساعد على التّحصيل الدّراسي و النّجاخ المهني و الإبتكار و حلّ المشطلات و التكيّف مع متغيّرات المحيط. و قد
 كان موضوع بحث و دراسة منذ بداية القرن، و أُنشئت عدّة مقاييس لقياسه و تحديد مستوياته و مجالاته و لهذا نجم هناك اختلاف كبير في مفهو الذّكاء، فماذا يُقصد بالذّكاء؟
قد يعني الذّكاء عدّة أشياء لدى العامّة فهو النّجاح في الدّراسة أو القدرة على التكلّم بفصاحة و طلاقة، و قد يعني السّرعة و الوضوح في التّفكير أو التّعامل مع الرّموز المجرّدة، أو ابتكار أعمال أو أشياء جديدة أو الفوز في لعبة الشّطرنج و غير ذلك، و قد تعدّدت تعاريف الذّكاء بتعدّد المختصّين فيه، و من بين هذه التّعاريف نجد تعريف شترن الّذي قول أنّ الذّكاء هو القدرة على التكيّف ؤالعقلي مع مشكلات الحياة و ظروفها الجديدة، و بينيه يوضّح بأنّ الذّكاء هو القدرة على الفهم و الإبتكار و التوجّه الهادف للسّلوك و النّقد الذّاتي،أمّا ويكسلر فيُعرّف الذّكاء بالقدرة الكليّة لدى الفرد على التصرّف الهادف و التّفكير المنطقي و التّعامل المجدي مع البيئة، و يقول ستانفورد بأنّ الذّكاء هو خاصيّة لسلوك الفرد، و هي خاصيّة ثابتة نسبيا مرتبطة بقدرة الفرد على الإستجابة بنجاح كبير في المشكلات الإدراكية و المعرفية و اللفظية. و اخيرا يرى جولفين بأنّ الذّكاء هو القدرة على تعلّم التكيّف مع البيئة.
إنّ هذه التّعاريف تعتبر عددا قليلا من عدد كبير من التّعاريف التّتي اقتُرِحت و يمكن أن نلاحظ أنّ التّعاريف السّابقة تؤكّد اتّجاهات معيّنة في تعريفها للذّكاء.
فالتّعريف الأوّل يؤكّد اتّجاه التّوافق مع البيئة، و الثّاني يؤكّد اتّجاه القدرة على التّفكير و الثّالث يؤكّد اتّجاه الوظائف السّلوكية، أمّا الرّابع فيؤكّد الإتّجاه الإجرائي القياسي و أخيرا الخامس الّذي يؤكّد اتّجاه القدرة على التعلّم. و تجدر بنا الإشارة إلى أنّه ليس بالضرّورة أن يكون أي واحد منها صحيحا أو خاطئا وة إنّما يمثّل كلّ منها اتّجاها معيّنا.
      و لم يتوقّف اختلاف علماء النّفس عند تعريف الذّكاء فقط و إنّما اختلفوا أيضا حول مفهوم الذّكاء، فعندما نتحدّث عن الذّكاء هل يُقصد به قدرة عقلية واحدة أم يُقصد به أنواع مختفلة من القدرات؟ هل هو قدرة عامّة تظهر نفسها في أشكال و مواقف مختلفة؟ أم هو قدرة خاصّة؟ و من الملاحظ أنّ هناك بعض الأفراد خطباء ماهرون، لكن يعجزون عن إجراء أبسط العمليّات الحسابية و أنّ هناك بعضا آخر بارع في الرّياضيات لكن يعجز حتّى عن ربط خيوط حذائه.
   لقد أدّى هذا الإختلاف إلى إجراء عدّة دراسات و تحاليل عاملية حول كيفيّة تنظيم القدرات العقلية، و توصّل العلماء إلى صياغة عدّة نظريّات منها: 1)نظريّة العاملين 2)نظريّة العوامل المتعدّدة 3)نظريّة التّنظيم الهرمي 4)نموذج التّنظيم العقلي.
   و قد وضع السيكولوجيون المعاصرون عدّة اختبارت أو روائز لقياس ذكاء الأطفال في مختلف العمار، و كذلك قياس ذكاء الراشدين أو الأكبار، و ذلك لعدّة أغراض من أهمّها معرفة نسب توزيع الذّكاء في المجتع  و اكتشاف حالات الضعف العقلي و التفوّق العقلي أيضا لدى الأطفال، و نجد من بين اختبارات الذّكاء اختبار بينيه و هو أوّل اختبار للذّكاء شاع استعماله والّذي وضعه سنة 1905 و تضمّنت الصّورة الأصلية منه 30 سؤالا لقياس ذكاء الأطفال، و تدور هذه الأسئلة حول مواضيع مثل التّمييز بين قطعة خشب و قطعة شكولاته، تكرار ثلاثة أرقام، تكرار جملة، رسم أشكال من الذّاكرة ، بيان أوجه التّشابه...إلخو قد عدّل هذا الإختبار سنة 1908 حيث أعاد بينيه ترتيب الأسئلة حسب مستويات الأعمار، و أضاف أسئلة جديدة رأى أنّها أكثر دلالة في قياس الذّكاء و بدأ يحسب نتائج الإختبار حسبما سمّاه بالعمر العقلي و الّي يُعبّر عن مستوى الذّكاء. و في سنة 1911 أجرى تعديلا آخر على الإختبار حيث أعاد ترتيب الأسئلة و وحّد عددها في كلّ مستوى عمري. كما أضاف 5أسئلة لمستوى 15سنة و 5أسئلة لمستوى الرشد و هكذا أصبح الإختبار يتكوّن من 54 سؤالا.
و نجد كذا اختبار ويكسلر و الّذي وضعه سنة 1939، و هو ينقسم إلى جزئين: جزء لفظي و آخر أدائي، و يعتبر تطبيق هذا الإختبار سهلا حيث يحصل المفحوص على درجة منفصلة في كلّ اختبار جزئي يتمّ تحويلها إلى درجة معيارية، يمكن الحصول على ثلاث نسب للذّكاء من جدول المعايير و هي: 1) نسبة ذكاء لفظية 2)نسة ذكاء أدائية 3) نسة ذكاء كليّة.



    و أخيرا أتمنّى أنّ أكون قد أفدتكم فليلا  




              المراجع المستعملة:
                        1)مقدم عبد الحفيظ/ الإحصاء و القياس النّفسي و التّربوي، مع نماذج من المقاييس و الإختبارات/ ديوان المطبوعات الجامعيّة/ الطّبعة2، الجزائ2003
                        2) مصطفى عشوي/ مدخل إلى علم النّفس المعاصر/ ديوان المطبوعات الجامعية/ الجزائر

[Le didacticien]

أشكرك أختي الكريمة psy02 على هذه المساهمة القيمة والجامعة المانعة لتعريف الذكاء، ولا أدري إن كان ثمة مجال تقييم جديد لـ "صرعة" مايسمى بالذكاء العاطفي خاصة بعد شيوعه أعقاب نشر غولمان لكتابه الشهير (Emotional Intelligence (1995
والذي أصبح حديث الصالونات المخملية وبعض المنتديات العلمية على الرغم من أنه مازال يُنظر إلى نظرية غولمان على أنها شعبية أكثر من كونها علمية.

عاطر تحياتي

ملاحظة: حبذا لو تعدلي الخطأ المطبعي 1905 بدل 1950

أخوك أبو عمر

[عاشقة الأقصى]

سَلِمت ِعزيزتِـــي عَلَى هَذا الموضوع وقد وعدتنــي ونفذتِ وعدكـ فبــاركـ اللهُ فِيكـ


[ سأعودُ قريبــًا بإذن الله ]

رابِطـ ذُو فائِدَة


 '>

[psy02]

أشكرك أخي أبو عمر على الملاحظة، و قد قمتُ بالتّعديل، أمّا فيما يتعلّق بالذّكاء العاطفي فسأحاول أن أجمّع بعض المعلومات حول نظريّة غولمان، لنطرحها للمناقشة.

[Le didacticien]

فكرة ممتازة وسأحاول متابعة طرحكِ إن شاء الله.
أشكرك أختي عاشقة الأقصى على الرابط حول الذكاء العاطفي.

دمتما بخير

أخوكم أبو عمر

[عاشقة الأقصى]

سيدي القدير
هُنالكـ مواضيع قُمنــا بوضعها هُنا حول الذكاء العاطِفي

وقد وضعتُ كِتــاب [ الذكــاء العــاطِفي ]


أمــا بِشأن التقبييمـ فسننتظر أختنــا الكريمــة لِتدلي بدلوها ... وسنكُون بالقرب



دُمت َبِنقــــاء

[Le didacticien]

نعم أختي الكريمة عاشقة الأقصى، لم تفتني مشاركتك ولامشاركة الأخت الكريمة جنين، وجزاكما الله خيراً على عرض هذا الموضوع القيم بجوانبه المتعددة. ولقد تحيّنت مناسبة طرح أختنا الكريمة   psy02 موضوع الذكاء ليكون الموضوع أعمّ وكذلك من أجل مناقشته مناقشة تفاعلية نأخذ فيها آراء الأخوة والأخوات، خاصة المختصين منهم، ونكون بذلك قد طرحنا موضوعاً لم تعد تخلو منه أحاديث الصالونات الإجتماعية...! وسأضع رابط مواضيعكم السابقة لكي يتثى للجميع المشاركة. وأرجو أن لا أكون متطفلاً في هذا الشأن.
 http://olom.info/ib3/ikonboard.cgi?act=ST;f=10;t=25964

دمتم جميعاً بخير  

أخوكم أبو عمر

[psy02]

معذرة على التّأخير، و لكنّي كنت في صدد لالبحث عن مرهجع علمية عن الذّكاء العاطفي، و اقصد بالمراجع الكتب، فمواقع النترانت لا تُشبع فضولي، و لكن هذا ما وجدته لحدّ اآن في موقع ويكيبيديا، و سأحاول أنّ البحث مجدّدا

الذكاء العاطفي هو القدرة على فرز العواطف الذاتية، و حسن استعمالها. و يعرف كولمان Goleman الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين

ويتم تصنيف الذكاءات العاطفية ، بحسب مجموعات ، لكنها تختلف من مصنف إلى آخر مع وحود نزعة إلى البحث عن وجود عواطف أساسية ، تكون قاعدة لتصنيف موحد ، عواطف
أساسية على شاكلة الظاهرة الفزيائية للضوء : أخضر أحمر أزرق و تصبح في هذا الإطار باقي العواطف المتنوعة عبارة عن تأليفات من العواطف الأساسية. فالذكاء العاطفي يشمل الذكاء الاجتماعي و ذكاءات أخرى و يختلف مستوى كل ذكاء من شخص إلى آخر . و يقولون انه يوجد العامل الوراثي للذكاء العاطفي و هو ما يسمونه = le temperament المزاجية لكن ، عكس الذكاء العقلاني الذي لا يتزحزح و يلاصق الشخص طوال عمره ( قياسه هو le quotient intellectuel = QI) ، فهو (الذكاء العاطفي) يمكن أن يتحسن و يتطور بحسب كل شخص و بحسب كل بيئة...
منقول

http://ar.wikipedia.org/wiki....1%D9%8A
و بهذا يمكننا أن نقول بأنّ هناك علاقة جدّ وطيدة بين الذّكاء العاطفي و انفعالات الفرد،بالإضافة إلى أنّه و كما يبدو الذّكاء العاطفى متداخل و الذّكاء الإجتماعي.

تحيّاتي......

[أبو عبد العزيز]

موضوع جميل ورائع

شكر الله لك أختي الكريمةpsy02
على هذه المشاركة القيمة '>

[psy02]

و شكرا لك على مرورك الطيّب أخي أبو عبد العزيز

[Le didacticien]

أشكرك أختي  psy02 على هذه المحاولة والشكر موصول للأخت عاشقة الأقصى، لكن هذا الموضوع مازال لم يشفِ بعد غليلي...! فكثير ممن تعاطى مع موضوع الذكاء العاطفي ذهب بعيداً في تحليلاته...! واعتبره الحلقة المفقودة التي يبحث عنها بعض الكسالى من الذين أخفقوا في ميدان الدراسة، وبالتالي قد يكون هذا النوع من الذكاء بديلاً عن الذكاء "التقليدي" إذا جاز التعبير أو منافساً له بحيث يمكن لصاحبه أن يتربع على عرش النجاح ويصل إلى مرتبة إجتماعية مرموقة دون حاجته إلى تلك الشهادات التي، وكما يقولون: أصبحت أكثر من الهم على القلب !
لذلك أرجو أن تتكرمن لوسمح وقتكن وغيركم أيضاً ممن له إطلاع على الموضوع في نقاش هذه الحيثية من موضوع الذكاء العاطفي.  

مع جزيل الشكر والامتنان

أخوكم أبو عمر

[MONAD]

السلام عليكم ...
شكر جزيل لكي ..
حقيقة اغلب تعاريف الذكاء _لا بل جميعها _لا تقنع ولا تشفي الغليل ..فمثلا الذكاء هو (القدرة )
على حل المشكلات( والتكيف ) و(التوجيه) (الهادف)للسلوك ..بالنبسة لي فقد عرف الماء بالماء!!؟؟فهو اولا قد ابدل كلمة قدرة بدل ذكاء ..فلم نستفد شيء..ووضع ايظا بدل الذكاء التكيف والتوجيه والهادف ..فكأنه لم يقل لنا شيء..فقط قام بتبديل الكلمات ..
وتعريف شترن ايظا ..الذكاء هو (القدرة )على (التكيف العقلي) ..فقط وضع (القدرة ) (والتكيف العقلي) مكان الذكاء فهو لم يعرف لنا شيءا اصلا ...
وباقي التعاريف تتبع نفس النغمة ..
تحياتي ...
MONAD