اكتشف الباحثون السويسريون أن نمل الخشب الأوروبي يجمع صمغ الأشجار الصنوبرية لتعقيم أعشاشه والوقاية من الأمراض, وهي أول أنواع الحشرات التي بينت الدراسات أنها تجمع النباتات لأغراض طبية.
وأوضح الباحثون في جامعة لوزان بسويسرا, أن النمل من نوع (فورميكا بارالوجوبريس) يجمع حبوب النسغ الصلب، وهو السائل الذي يجري في أوعية النبات حاملا الماء والغذاء, من الأشجار الصنوبرية التي تحيط بأعشاشه, حيث يحتوي العش الكبير على حوالي 20 كيلو غراما من هذا الصمغ.
وفسّر هؤلاء في مجلة (الطبيعة), أن الصمغ الصنوبري يحتوي على مواد كيميائية مضادة للميكروبات، ويحمي الأشجار من الإصابات والانتانات الجرثومية.
ووجد الباحثون بعد أن قاموا بإعداد أعشاش تحتوي على الصمغ المذكور أو لا تحتوي عليه, أن الأعشاش الخالية من الصمغ تعرضت لنمو الفطريات بنسبة أكبر بثلاث مرات, واحتوت على عدد أعلى من البكتيريا المسببة للأمراض.
وقال الخبراء أن هذا النمل الذي يستخدم النباتات لحماية مجتمعه وأفراده, يتشابه مع النحل الذي يجمع الصمغ أيضا، ليس لإصلاح خلاياه فقط، بل لأهداف طبية أيضا, مشيرين إلى أن الكثير من الحيوانات تقبل على ابتلاع نباتات علاجية، فقرود الشمبانزي مثلا تأكل نباتات طبية, وتضع بعض الطيور أعشابا معينة في أعشاشها, وهكذا فإن تتبع السلوك الحيواني قد يساعد في التوصل إلى مواد طبيعية طبية يمكن للإنسان استخدامها.
ويخطط فريق لوزان لإجراء عدد من الأبحاث حول آثار الصمغ على حياة النمل, وإذا ما كانت الحشرات الموجودة في أعشاش مصابة تجمع كميات أكبر من الصمغ المعقم, والكشف عما إذا كان هذا السلوك وقائيا أو علاجيا, لافتين إلى أن أعشاش النمل الدافئة والمزدحمة تعتبر وسطا ملائما لظهور الأمراض، لذلك طورت هذه الحشرات أنظمة صحية عامة ووسائل خاصة للوقاية والقضاء على الجراثيم المؤذية.
وعلى الصعيد ذاته, فقد تبين للباحثين أن نوعا من نمل المزارع يحمل في جسمه بكتيريا تعمل كمضاد حيوي، لقتل الفطريات المؤذية والقضاء على العفون الضارة.