السلام عليكم
عبور الزهرة عبر التاريخ
لقد رصد عبور الزهرة عبر التاريخ عددا قليلا من المرات
بل ان ذكر ذلك العبور لم يتعد عدد اصابع اليدين
ولم يكن ذلك العبور مجرد حدث نادر فقط بل كان بالاضافة الى ذلك هاما بالنسبة للعلماء والباحثين
لدرجة انهم امضوا الكثير من الوقت وتحملوا العناء الكبير لرصد هذا العبور
كانت البداية على يد العالم المسلم الفارابي والذي أغمط حقه المؤرخون والعلماء الاجانب
ثم تبعه في ذلك يوهانس كبلر العالم المشهور الذي تمكن من صياغة القوانين المعروفة باسمه في القرن السابع عشر
حيث تنبأ بحدوث عبور الزهرة مرة كل 130 عاما وادعى ان العبور القادم سيكون عام 1631
ولم يتمكن كبلر من رؤية الحدث وذلك لأن الوقت المحدد كان ليلا
لم يمض وقت طويل حين وجد هوروكس اخطاء عديدة في معادلات كبلر حيث توصل الى ان العبور يأتي بأزواج وان العبور القادم سيكون عام 1639
وقد تمكن هوروكس من رصد الحدث الساعة الثالثة والربع ظهرا كما جاء في حساباته.
من خلاله رصده ذلك تمكن هوروكس من قياس بعد الارض عن الشمس وامور اخرى
وفي عام 1716 تمكن هالي من نشر المعادلات الخاصة بإيجاد بعد الارض عن الشمس بمساعدة عبور كوكب الزهرة رغم ان الحدث لم يحدث في حياته
وحينما حدث العبور التالي لكوكب الزهرة عام 1761 كان العالم مستعدا للحدث من البداية
حيث كانت الظروف افضل مما كانت عليه من قبل سواء من حيث التقدم التقني في المراصد او من حيث الفكر العلمي البعيد عن اراء وسلطة الكنيسة
في ذلك العام حاول العالم الروسي لومونسوف تفسير عامل "النقطة السوداء" والتي كانت تظهر في بداية العبور ونهايته وكأن الزهرة تجر وراءها نقطة سوداء
حيث ادعى لومونسوف ان النقطة السوداء تدل على وجود غلاف جوي لكوكب الزهرة, وقد كان ذلك اول حديث عن وجود غلاف جوي للكواكب السيارة
ولم يثبت عدم صحة هذا الادعاء الا في العصر الحديث حيث وجد ان سبب تلك النقطة السوداء هو غلاف الارض والذي يؤدي الى عدم وضوح الرؤية
وفي عام 1769 سافر كوك الى تاهيتي لرصد الحدث. تلك الرحلة التي خالطتها امور اخرى مثل الاكتشاف لصالح الامبراطورية البريطانية المستعمرة وكذلك وضع خرائط لاماكن لم يتم اكتشافها بعد
لقد كان عبورا 1761 و 1769 غنيين بالمقالات العلمية والارصاد الهامة والقياسات والحسابات المتعلقة ببعد الارض عن الشمس.
وقد كان ادق تلك القياسات تلك التي قام بها توماس هورنسبي الفلكي البريطاني حيث توصل الى ان البعد 151 مليون كيلومتر تقريبا (البعد المعروف الان 149.5 مليون)
اما عبورا عامي 1874 و 1882 فقد شهدا قياسا ادق لبعد الارض عن الشمس
كما ان الكاميرا كان لها دور هذه المرة بخلاف المرات السابقة مما مكن اهتماما لغير العلماء بهذه الحادثة
اما اليوم فيتوقع ان يتم قياس البعد بين الارض والشمس بخطأ يصل الى 30 مترا فقط