عندما نترجم أفكارنا إلى مشاهد واقعية دون إرادتنا !

[العمانية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(( في مرحلة ٍ من مراحل ِ حياتي مررت ُ بحالة ٍ جد عصيبة .. ولا أدري كيف َ أصابتني .. كنت أعاني وبشدة من طنين الأذن وقد حاولت جاهدة ً أن أقاوم هذه المشكلة دون جدوى ! ولم يكن لي من بال ٍ إلا كي أحل هذا الأمر الذي سرعان ما تطور لحد الهوس والانشغال الكلي بذلك ! ونتيجة ً للأمر حاولت ُ إيجاد علاجات ٍ لتحل مشكلتي التي بت ُ عاجزة ً عن إيقافها !

وتطور الأمر ُ بي إلى إحساس ٍ لا شعوري ٍ بأنني لا أسمع ما حولي وأن صفارات الطنين في أذني هي وحدها من تصلني دون غيرها !

لبثت ُ على هذا الحال قرابة الأشهر وغرقت ُ بين هواجسَ أقضت مضجعي !

انخفض مستواي الدراسي وبات همي أن أجد علاجاً مادياً لمشكلتي وشخص الأطباء أن هذه المشكلة تنتشر بشكل ٍ كبير بين شباب العصر ِ وشاباته فبين َ كل عشرة ِ أشخاص يصاب ُ ستة ٌ منهم بطنين الأذن نظراً لإرهاق الأعصاب من الضجيج اليومي الذي نلاقيه ِ !

وبعد أن انغلقت كل الأبواب في وجهي لم أجد أمامي سوى أن أتأقلم مع المشكلة وأواصل حياتي بشكل ٍ طبيعي ..

كان ذلك منذ حوالي خمس سنين ٍ مضت !

واليوم فإن الحال َ مختلف ٌ تماما ً

أنا أعيش بشكل ٍ طبيعي دون أن ألقي اهتماما ً لتلك الأصوات الصاخبة ..

وربما يبدو غريبا ً لكم أن أعترف أنني أستمتع أحيانا ً بها بل وتلهمني لكتابة الشعر !

ترى لم َ اختلف الأمر ؟؟!

الأمر حسب ما رأيته هو إيحاء ذهني مررت ُ به سابقا ً جعل من حياتي جحيما ً لأنني وضعت في تفكيري أن تلك المشكلة تعيق حياتي وأنني عاجزة ٌ عن الاستمرار بوجودها ..

وكذا أعلم أن أسلوب المبادرة الذي اتخذته جعلني أتخطى هذه المشكلة ..

يقول الكاتب المبدع ( ستيفن كوفي ) في كتابه ِ ( العادات السبع للناس الأكثر فعالية ) أن هنالك َ دائرتان يعيش الانسان بهما ..
هما دائرتا التأثير ودائرة الهموم

وبوسع ِ المرء أن يمد يديه ِ ويغير في دائرة التأثير .. أما عداه ُ فليس له فيه حول ٌ ولا قوة !

لقد أيقنت أن الأمر خارجٌ عن إرادتي وأن ذلك يقع ُ في دائرة ِ الهموم لذا فأفضل حل ٍ لذلك أن ( أبادر َ ) لجعل المسألة غاية ً في البساطة ..

وإنني اليوم أوقن أن حالتي تلك لم تكن تعدو سوى على أوهام ٍ نفسية كان عقلي الباطن يخيل لي أنها ستوقف مسار حياتي وتعيدني إلى نقطة ِ البدء ..

فكيف َ نجعل من عقلنا الباطن مطواعا ً للأفضل في حياتنا ؟؟!!

منذ مدة وأنا أتابع ُ على قناة ِ اقرأ برنامجا ً اجتماعيا ً لأحدِ خبراء البرمجة العصبية العرب ..
وقد ذكر المقدم حديثاً قدسيا ً على لسان الله يقول فيه ( أنا عند ظن عبدي بي )

كنت إلى أمد ٍ قصير أفهم الحديث على أنه ( أنا عند حسن ِ ظني بي )

لكنني اكتشفت ُ لاحقا ً أنني كنت ُ مخطئة !
لأنك عندما تجزم أن الشر مصيبك لا محالة فأنت واقع ٌ فيه فعلاً

وعندما تحسن ُ بربك خيرا ً ولا تتفاءل إلا طيبا ً فأنت كذلك تحصد ما آمنت َ به !

ولعلي أسرد ُ لكم قصة ً قرأتها في كتاب ( سخـِّر عقلك َ لضمان ِ الصحة ِ والسعادة ِ والثراء )
( أن رجلا ً بريطانيا ً كانت له ابنةٌ مصابة بالتهاب ٍ حاد ٍ في المفاصل أدى بها للحبو وأنها كانت تعاني مشاكل َ جلدية لا شفاء منها وعندما رأى الأطباء قد عجزوا في أمرها نذر أن يقطع يده اليمنى إن شفيت ابنته .. وحدث أن تعرض الأب لحادث ٍ مروع أدى به لبتر يده ِ اليمنى .. أما ابنته فقد شفيت بعد ردح ٍ من الزمن من الالتهاب ِ والمرض الجلدي )

وفي كتابه ِ شخـَّص جوزيف مارفي حالته ُ تلك باستجابة العقل الباطن لأفكار ذاك الرجل أما أنا فقد أيقنت ُ أن حال ذلك الرجل هو ( أن الله عند ظن ِ ذلك العبد ِ به ) ..

تخيل نفسك َ وأنت تخرج ُ من القاعة ِ الامتحانية ِ وقد أنهيت َ لتوك َ امتحانا ً تعجيزيا ً .. ترى كيف سيكون ُ شعورك ؟؟!!

(( لقد اجتهدت ُ وبذلت ُ ما بوسعي فماذا بقي َ أن أفعل ! ))

أقول :

إنك َ قد بذلت َ ما عليك َ في دائرة ِ تأثيرك َ فلم نشغل أنفسنا بأمور ٍ لا نستطيع أن نغير َ فيها ونحدث ُ تأثيرات ٍ لمصلحتنا ؟!

إن المرء الذي يجعل من الأمور الخارجة عن إرادته هو انسان ٌ يتولى زمام أموره ِ بشكل ٍ يجعله غير قادراً على التمييز بين نطاق تأثيره ِ وخارجه ..

يقول هنري وادزورث لونجفيلو (( لا تنظر للماضي بعين الأسى لأنه لا يعود ، بل اعمد إلى تحسين الحاضر بطريقة ٍ حكيمة فإنه ما تملك ، ثم اذهب لملاقاة ِ المستقبل المجهول متحرراً من الخوف وبقلب ٍ شجاع ))

فهــــــــل بعد كل ذلك تجد في نفسك ِ داعياً يجعلك تقلق عندما تبلي في الامتحان ؟؟!

إن كل مياه ِ المحيط على كثرتها لا تغرق حتى قارباً صغيراً ما لم تتسرب بداخله ِ المياه ..

وبالمثل  ، فإن كل المشكلات ِ والتحديات والصعوبات في العالم ِ لن تغرقك َ ما لم تسمح لها بالتغلغل داخلك َ !

وتذكر دائما ً وأبداً أن تفكيرك في الأمور السلبية ِ والإيجابية ِ في حياتك َ إنما هو دعاء ٌ وفي واقع ِ الحال فإن ذلك الدعاء يتحقق واقعاً ما دمت َ قد أعطيت َ لعقلك َ اللا واعي الفرصة كي يفسر مخاوفك َ على أنها طلب فالله دائماً معك ً أينما كنت وعليك َ أن تميز َ أن العقل ينفصل عن القلب .. هناك َ حيث ُ يكون الله معك في كل ِ نبضة ٍ ينبضها قلبك .. ))

مـــــــــــــــــــــــــــــــــن أرشيــــــــــــف كتـــــــــــــــــــابـــــــــــــــــاتي ..

مقالة نشرت لي في صحيفة عربية

[المجد الاصيل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

سبحان الله .. بالفعل أختي العزيزة كثيرا ما نتعرض لمثل هذه الحالات  في مواقفنا الحياتية مما يؤدي بنا والعياذ بالله إلى الوصول في بعض الأحيان إلى الاستكثار اللامبالاة   نسأل الله العافية والسداد..

 أشكرك أختي العزيزة (العمانية )   على تقديم كتابتك الرائعة  هذه  نتمنى لك مزيد من التطور والرقي وأن يجعل الله في ميزان حسناتك.


اللهم  يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك اللهم نسألك الهداية والتقوى يارب العالمين.

[ساكن الأفق]

اقتباس

إن كل مياه ِ المحيط على كثرتها لا تغرق حتى قارباً صغيراً ما لم تتسرب بداخله ِ المياه .. وبالمثل  ، فإن كل المشكلات ِ والتحديات والصعوبات في العالم ِ لن تغرقك َ ما لم تسمح لها بالتغلغل داخلك َ !

ما أروع الفكرة وما أحسن الاستشهاد...

شكرا لك أختي العمانية... '>

[معادله من الدرجه الاولى]

كلمات رائعه ومفيده جداً ..

ولأصدقك القول .. لتوي قبل شهر .. عقدنا جلسه بين خالتي .. واخبرتهم بهذا الامر .. اني اسمع طنيناً في اذني

ولكن انا لا اسمعه طوال الوقت .. انما وقت النوم فقط .. لا ادري ربما هو من كثرة التفكير ... '>

الان سأتبع الطريقه التي ذكرتيها فهي تبدو مقنعه ومفيده جداً ..

جزاك الله الف خير .

'>

[أبو عبد العزيز]

شكر الله لك أختي الفاضله العمانية على هذا الموضوع الرائع.

وكم من أشخاص واجهتم بنفسي راحو ضحية المرض بسبب توهمهم بالمرض

لكن من توكل على الله فهو حسبه والله عند حسن ظن عبده به.

[ساكن الأفق]

اقتباس

وكم من أشخاص واجهتم بنفسي راحو ضحية المرض بسبب توهمهم بالمرض

هذا يذكرني بقصة رائعة سأكتبها قريبا....

شكرا... '>

[السفير]

السلام عليكم

كلام جميل جدا

أعجبني هذا القول :

(( لا تنظر للماضي بعين الأسى لأنه لا يعود ، بل اعمد إلى تحسين الحاضر بطريقة ٍ حكيمة فإنه ما تملك ، ثم اذهب لملاقاة ِ المستقبل المجهول متحرراً من الخوف وبقلب ٍ شجاع ))

بارك الله فيك عمانيتنا

[الأحيائي الصغير]

كلمات جميلة و رائعة أختي العزيزة العمانية تستحق أن تكتب بماء الذهب

الله يعطيك العافية أختي

و جزاك الله كل خير


 '>