كيف نحقق توازن بين احتياجات التنمية و حماية الامتيازات البيئية و التراث في مصر ، كان هذه هي النقطة الرئيسية لورشة عمل الحماية البيئية للمنجروف بسواحل البحر الأحمر و التي عقدت مدينة الغردقة الواقعة على سواحل البحر الأحمر المصرية في الفترة من 4 إلى 6 أغسطس و تحت رعاية صاحب السعادة الدكتور ممدوح رياض وزير الدولة للشئون البيئية .
و ممثلاً للفاو ألقى الدكتور ذهني القائم بأعمال الفاو في المكتب الإقليمي كلمته للجمع و أثنى على الوزارة لاهتمامها المستنير بتحقيق التوازن بين احتياجات اليوم و آمال الغد. كما أضاف أن المكتب الإقليمي للفاو عازم على المزيد من دعم التعاون لهذا الهدف لمصلحة مصر و المنطقة.
تنشأ نباتات المنجروف عند ملتقى البحار و الأنهار و هي غالباً ما توجد بالمناطق الاستوائية. و الحد الشمالي الأعلى للمنجروف في الساحل الشرقي لأفريقيا يقع جنوب سيناء في مصر عند خط عرض 28ْ 09 ’ و هو في حد ذاته ظاهرة لها أهمية وراثية خاصة. و لهذا تعتبر هذه النباتات عامل مهم في التنوع البيولوجي ليس فقط في مص بل في الأرض كلها.
و بالإضافة إلى قيمتها الجوهرية فإن غابات المنجروف تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على تماسك النظام البيئي:
1. يتفق العلماء أن غابات المنجروف المصرية بفضل وضعها الجغرافي الفريد على أحد المسارات الثلاثة الرئيسية لهجرة الطيور بين أفريقيا و أوروبا ، تشكل مأوى لعدد لا يقل عن 30 نوع من الطيور ، و كثير منها من الطيور المعرضة للانقراض.و يقدر عدد الطيور التي تمر بهذا القطر خلال هجرتها السنوية بحوالي 20 مليون تنتمي ل470 نوع منها 150 من الأنواع المقيمة.
2- تعتمد الشعاب المرجانية على وجود المنجروف لالتقاط الطمي و الترسبات التي تتداخل مع غذائها و نموها. فمن المعروف أن الشعاب المرجانية تتعرض للموت اختناقا بالطمي. و المرجان و هو كائن حي يتطلب ألاف السنين لينمو و يصل للحجم الذي نراه اليوم، و هو كائن حساس جداً لأي من التغيرات البيئية.
3- من المعروف أيضاً أن هناك أنواع كثيرة من الأسماك و القشريات للأفراخ و إيجاد المأوى.
4- الغزلان البرية و كثير من الحيوانات المستأنسة تتغذى على أوراق و براعم شجيرات المنجروف . و من أجل حماية البيئة عينت الحكومة المصرية 23 محمية طبيعية تغطي 10 من مجمل مساحة القطر و ذلك للحفاظ على مواضع تراثها الطبيعي.