الحوار
اسلوب التفاهم الإنساني الذي هيئ الله الإنسان به للوصول إلى
حياة راقية مختلفة عن الحياة في المجتمعات الحيوانية التي تعتمد
في حياتها على القوة الجسدية وأدواتها من أنياب وبراثن وقرون وحوافر
ولهذا الأسلوب صفات وضوابط وغايات سامية راقية لو افلت منها ولم يتزين بها
لابتعد عن تلك الغايات السامية الراقية وتحول إلى أداة خداع ومراوغة غايتها
التراجع بالمجتمع الإنساني المسؤول أمام الخالق سبحانه إلى المجتمع الحيواني
والذين يتردون إلى هذه الهاوية هم الذين لم يدركوا ولم يعقلوا حقيقة البعث بعد موت
الإنسان والحساب ظنا منهم بان الحياة الدنيا هي نهاية المطاف هذا من ناحية ومن ناحية أخرى
لو فهموا ووعوا الغاية من تنبيه الله سبحانه وتعالى إلى انه من المال والبنون عدوا للإنسان
ومن جعل منهما ومن النساء والخيل المسومة والشهوات وغيرها من متاع الدنيا الغاية الاساسيه
وليس وسيله للوصول إلى الغايات السامية (رضي الله وحسن ألعباده) فان هذا الإنسان خسر الدنيا
لأنها لن تدوم له وخسر الآخرة
وقد أورد الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قصص أقوام سابقين وقعوا في هذا الفخ وتردوا خاسرين
والصدق يا إخوتي هو الترياق الإلهي المطهر للحوار ومحوله إلى أداة ناجعة للارتقا ء بالمجتمع الإنساني
إلى المستوى الذي أراده الله
والكذب هو المرض العضال الذي إذا أصاب المجتمع الإنساني أصبح الحوار في هذا المجتمع وسيلة مكر سيء
ووسيلة مماطلة لا طائل من ورائها ووسيلة مبارزة في التلاعب با لألفاظ للإيقاع بالآخرين وسلب حقوقهم بعد تخديرهم
وتنويمهم مغناطيسيا مما يدفع بضحايا هذه الحوارات العقيمة إلى الاستغناء عن وسيلة التفاهم هذه واللجوء إلى أساليب
عنيفة رادعه قد تذهب بالجميع إلى مهاوي الردى
وفي هذه الأيام يستخدم أعداء الله والانسانيه الصدق كجزرة إغراء وعند تحقيق المآرب الخسيسة يعودون إلى الكذب
وتزين وجوههم ابتسامات المكر الخبيث بعد أن تكون قد فاتت الفرصة على ضحاياهم المخدوعون
والله سبحانه وتعالى يراقب الجميع ويحاسب هؤلاء الخادعون بحرمانهم من الخير والبركة بما نالوه بخداعهم للآخرين
ولكنه سبحانه لا ينصر المخدوعين لأنهم لم يأخذوا حذرهم من المنافقين الماكرين مكر السوء بعد أن حذرهم الله منهم
وعلى العكس اتخذوهم أولياء من دون المؤمنين الصادقين الذين يخافون الله لأن الله ينصر من ينصره ويخذي من
لم ينشر نور الله .
ولكن نور الله لايمكن إطفاءه لأنه الحق والعلم والمنطق والصواب ولا يستطيع احد خداع أو هزيمة من سار ومشى
بهذا النور المبين العصي على الماكرين العميان عن رؤية نور الله سبحانه
والدليل القاطع على هذا انتصارات أجدادنا رغم قلة وضعف العدد والعدة مقارنة مع إمكانيات أعدائهم المادية ولكنهم
تفوقوا عليهم بما حملوه من نور الله ونشروه على البشرية رغم انف أعدائهم وأعداء الله والانسانيه
فأين نحن الآن من نور الله
وأكثرنا مفتون بالتقدم العلمي عند غيرنا ونستهلك نحن ثمرات هذا التقدم بكل ما يحتويه من خير وشر وندفع ثمنا له
من بقايا نور الله فينا ومما ورثنا من أجدادنا الكرام الذين رضي الله عليهم ورضيت البشرية عليهم
لأنهم عاشوا وماتو بنور الله وفازوا بحسن المآب وورثوا من الدنيا في آخر تهم رحمات المترحمين عليهم وصلوات من الله
هي أثواب نور رباني جزاءا من الله لما قدموه من خير في دنياهم
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
ونعوذ بك من جهلنا وقلت حيلتنا وظلمنا لأنفسنا ولعبادك الضالين
ونسألك ربنا أن تردنا إلى ديننا ردا جميلا
وأن تخرجنا برحمة منك من دهاليز ظلمات الجهل والضلال إلى فضا آت أنوارك المباركة
وان تكشف الغشاوات عن أعين أولياء امورنا ليعيدوا السفينة إلى صراطك المستقيم المظلل بأنوار رضاك وبركاتك
يا نور السماوات والأرض ونور العرش العظيم
اللهم نسألك من لدنك نورا كالذي تفضلت به سبحانك على عبدك ورسولك النبي الأمي نبي الرحمة محمد(ص)وآله الأطهار
وصحبه الأخيار(ض)
بجاه اسمك العلي الأعز الأجل الأكرم الذي إذا سئلت به أجبت يا من تملي ولايملى عليك سبحانك
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
![فرح '<img](http://olom.f2web.net/ib3/iB_html/non-cgi/emoticons/biggrin.gif)
'>
![فرح '<img](http://olom.f2web.net/ib3/iB_html/non-cgi/emoticons/biggrin.gif)
'>
![يغمز ':<img](http://olom.f2web.net/ib3/iB_html/non-cgi/emoticons/wink.gif)
:'>