بسم الله الرحمن الرحيم
مر تاريخ الرياضيات العربي الإسلامي بمرحلتين رئيسيتيين ، الأولى .. وكانت من خلال السنوات الأولى من صدر الإسلام ، عندما كان اهتمام المسلمون نابع من حرصهم على تحديد المواقيت ، والاتجاهات ( اتجاه القبلة ) .
أما المرحلة الثانية .. فكانت عندما بدأ المسلمون بالاهتمام بعلوم الأمم الأخرى ، فقد نشط العلماء والمهتمون بالسفر والاطلاع ، وترجمة كتب ومخطوطات الحضارات المختالفة ، وقد تكون الحضارة الأغريقية اليونانية هي أكثر من اهتم المسلمون بترجمة ونقل تراثها العلمي الانساني .. وبالطبع الرياضي.
تعد المرحلة الذهبية في تاريخ الرياضيات الإسلامي ..هي الفترة الواقعة بين القرن الثالت والرابع الهجري ( التاسع والعاشر الميلادي) فقد نشط العلماء المسلمون في هذه الفترة بأمور الترجمة ، والتأليف والإبداع وظهرت الابتكارات المفيدة والعلوم المطورة والجديدة.
لقد ركز المسلمون في تناولهم لعلم الرياضيات على اتجاهين :
الأتجاه الأول هو استيعاب الموضوع نفسه ، والقيام بالعديد من الابتكارات الجديدة التي لم يسبقهم أحد بها.
الأتجاه الثاني: فهو من الناحية التطبيقية في المجالات المختلفة .. كالفلك والهندسة والضوء وحساب المواريث ... وغير ذلك.
علم الحساب
في غابر الأزمان كان الانسان لايعرف الأعداد الحسابية ، وكل ما يستطيعه هو تقدير الكمية بقليل أو كثير، فقد كان لايفرق بي الثلاثين والثلاثة والأربعين والأربعة والخمسين و.... ، وغايية الأعداد الذي كان يعرفها هي واحد ثم إثنان ثم كثير.ولذلك تعد معرفة الأرقام والتعامل معها خطوة عظيمة على طريق التقدم. وقد عرف أبن خلدون علم الحساب (في مقدمته) : "بأنه صناعة عملية في حساب الأعداد بالضم والتفريق ، فالضم يكون في الأعداد بالافراد وهو الجمع ، وبالتضعيف , تضاعف عددا بآحاد عدد آخر ، وهو الضرب ، والتفريق أيضاً يكون في الأعداد ، إما بالأفراد مثل إزالة عدد من عدد ومعرفة الباقي ، وهو الطرح أو تفصيل عدد بأجزاء متساوية تكون عدتها محصلة وهو القسمة ، سواء كان في هذا الضم والتفريق على التصحيح من العدد أو التكسير"
لقد كانت الأنظمة العددية السابقة ( كالنظام العددي الروماني) معقدة في مضمونها وطرق استخدامها ، إضافة لاستحالة أستخدامها في إجراء بعض العمليات الحسابية .. هذا ما دعى المسلمون الأوائل للبحث عن طريقة أو نظام جديد يسهل عملية العد والتعامل مع العمليات الحسابية.
لقد استطاع المسلمون ابتكار أرقام أطلقوا عليها اسم الأرقام الغبارية .. وربمى لطريقة كتابتها أول مرة هو السبب في استخدام هذا المسمى .. فقد كانوا يكتبون الأرقام على قوالب من الرمل ، فكانت عملية الكتابة تثير الغبار ... ومن هنا جاءت نسميتها بالأرقام الغبارية.
هذه الأعداد كان يستخدمها عرب المغرب ، وعن طريقهم انتقلت لأوربا .. والعالم كله فيما بعد.
النظام العربية للأعداد ( النظام العشري ) أخذ من الهند .. فهو هندي الأصل وكان يتكون من تسعة أرقام فقد ( لايوجد الصفر) ... أضاف العرب لهذه الأعداد الصفر .. وهو كما تقول كتب التاريخ ابتكاراً بابلياً .
على كل حال النظام العشري للأعداد وفي شكله النهائي ( تسعة أرقام إضافة للصفر) يعتبر عربي الابتكار .
أما الصفر فقد ضل فترة طويلة غير مقبول في أوربا وذلك لعدم اقتناعهم بتعريفة ، فقد كان يعرف بأنه الخواء أو اللاشيء.. ولكنهم اقتنعوا أخيرا بأهميته وضروررته ، بل اقتنعوا بعبقرية العقل الذي ابتكره واخترعه... فتخيلوا ( مثلاً) كيف يمكننا تمثيل العدد تسعون دون صفر...
للحديث بقية إن شاء الله
..
المرجع : المدخل إلى تاريخ الرياضيات عند العرب والمسلمين ، د. علي الدفاع
تحياتي