Advanced Search

المحرر موضوع: عبد القدير خان  (زيارة 635 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

فبراير 23, 2004, 02:41:58 مساءاً
زيارة 635 مرات

الظهراني1401

  • عضو مبتدى

  • *

  • 93
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
عبد القدير خان
« في: فبراير 23, 2004, 02:41:58 مساءاً »
منقول..

الرابط http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-02-23/writers/writers04.htm

-----------------------------------------------------------

عبدالقدير خان في ميزان التاريخ

سبأ عبدالله با هبري

لا شك أن الباحث بموضوعية عن أعظم عالمين مسلمين في القرن العشرين سيجد نفسه مضطراً للاعتراف بأنهما العالم المصري علي مصطفى مشرفة الذي سبق عصره وبيئته العالمية المحلية عندما أقام في عام 1948م أول معرض علمي عن الطاقة الذرية في القاهرة وكان محل احترام وإجلال أكبر علماء الفيزياء النووية في زمانه "ألبرت آينشتاين" الذي وصفه بأنه الوحيد الذي استوعب نظريته النسبية كما يجب، وكان هذا العالم الذي أقصي عن منصب وكيل الجامعة ومات قهراً وإحساساً بالإهانة في عام 1950م محل احتفاء كبريات الجامعات العالمية عندما كان يزورها محاضراً بينما لم يلق في وطنه التكريم الذي يليق بمكانته. فقد كان بسبب شجاعته الأدبية وصراحته محروماً من المناصب العليا وكان كبرياؤه يمنعه من التظلم إلى أن توفي بهدوء وعمره لا يتجاوز الـ52 عاماً. بعد إن كان أصغر عالم في زمانه يحصل على درجة الدكتوراة من الكلية الملكية في لندن وترك عدداً من الدراسات الرائدة في مجال الفيزياء النووية.

أما الثاني فهو عبدالقدير خان عالم الذرة الباكستاني الذي حقق حلم باكستان في امتلاك الرادع النووي وجعلها أول دولة إسلامية تمتلك القنبلة النووية. محققاً تحذير ذو الفقار علي بوتو... الذي جاء في مرحلة مبكرة إذ قال في عام 1965م عندما كان وزيراً في حكومة أيوب خان "إذا صنعت الهند قنبلة، فإننا سنقتات الأعشاب وأوراق الشجر، وسنصبر على الجوع حتى نحصل على قنبلة من صنع أيدينا، وليس لنا بد من ذلك".

وعندما وصل بوتو إلى سدة الحكم في أعقاب الهزيمة الباكستانية الأليمة أمام الهند في عام 1971م التي انتهت باستقلال باكستان الشرقية وتحولها إلى بنجلاديش وانكشاف باكستان أمام التفوق العددي والكمي للهند قرر بوتو صناعة القنبلة وجمع أفضل عقول باكستان في الفيزياء النووية وكان على رأسهم آنذاك البروفيسور عبدالسلام الذي حاز جائزة نوبل في العلوم الطبيعية لاحقاً، عام 1979م والدكتور إشراط عثمان رئيس هيئة الطاقة الذرية الباكستانية والبروفيسور منير أحمد خان الخبير الدولي عضو وكالة الطاقة الذرية الدولية في فينا. وقد عقد الاجتماع الذي اتخذ فيه ذلك القرار التاريخي في شهر يناير من عام 1972م في مدينة "مولتان" الهادئة القريبة من الحدود الهندية في مقاطعة البنجاب.

كان العلماء الباكستانيون مثل غيرهم يعرفون أسرار صناعة القنبلة لكن معدات الإنتاج والتصنيع وخصوصاً تقنية تخصيب اليورانيوم بالدرجة والكمية المطلوبة هي العقبة الرئيسة أمامهم. إلى أن تمكن الدكتور عبدالقدير خان الذي كان يعمل في شركة "أورينكو" المملوكة بشكل مشترك لكل من هولندا وبريطانيا وألمانيا من ترجمة بعض الكتب الفنية الخاصة وحل تلك المعضلة بهدوء ودهاء شديدين. إذ استطاع أن يكسب ثقة زملائه العاملين في مركز التطوير والتصميم في مدينة (آلميلو) في هولندا وأن يصل كذلك إلى أكثر الوثائق والتصاميم وقوائم الموردين سرية. وعمل بهدوء وجلد على معرفة كل ما تحتاجه الباكستان لكسر الحصار المفروض عليها لإنتاج قنبلتها النووية.
وخصوصاً أسرار فرَّازات الطرد المركزي التي كانت تقنية معروفة ولكن تطبيقاتها عملياً بالغة التعقيد. ولم يتمكن من إتقان صناعتها سوى الاتحاد السوفيتي وشركة "أورينكو" الأوروبية. وبعد أن أدرك أهمية معارفه لبرنامج بلاده بادر بالعودة إلى موطنه ووضعها في خدمة وطنه.

عاد عبدالقدير خان إلى باكستان في عام 1975م بكل المعرفة والعلوم وأساليب الإنتاج وقوائم الشركات الصانعة للمعدات مما أعطى دفعة قوية للبرنامج النووي وجعل طموحات باكستان قريبة المنال وقبل أن تتنبه الولايات المتحدة لجدية الخطوات الباكستانية وتسارع إلى وضع العراقيل أمامها وسد المنافذ كان عبدالقدير خان قد استطاع تأمين احتياجات البرنامج الباكستاني من مصادر متعددة وبسرية وهدوء وخداع استراتيجي ذكي إذ كانت المكونات تشترى بشكل متفرق وبأسماء دول وشركات أخرى ثم تنقل إلى الباكستان. وحيث إن تمويل هذا الطموح الذري مكلف ويتجاوز حدود مقدرة الباكستان فإن تقارير استخباراتية عدة أشارت إلى أن بعض الدول العربية وفي مقدمتها ليبيا أسهمت في تمويل البرنامج الذري الباكستاني وفق صفقة لا يعرف تفاصيلها سوى ذو الفقار بوتو والعقيد معمر القذافي. بل إن تقارير المخابرات البريطانية أشارت إلى عمليات نقل ملايين الدولارات من ليبيا إلى كراتشي في رحلات جوية خاصة لطائرات الخطوط الباكستانية.

وأشير إلى هذا الأمر فقط لأقول إن الشراكة الليبية الباكستانية في المجال النووي تمت على مستوى أعلى بكثير من قدرات عبدالقدير خان أو صلاحياته. لكن عبدالقدير خان كان بلا شك المحرك الرئيس للبرنامج النووي وصاحب الاقتراحات العملية والبناءة للحفاظ على اندفاعاته وسلامته وتأمين الموارد لاستمراره خلال الحكومات المختلفة المتعاقبة على حكم باكستان. وقد توج عبدالقدير خان حياته العملية وخدماته الجليلة لوطنه عندما استطاع أن يرد على تفجير الهند النووي في مايو من عام 1998م بتفجير نووي باكستاني مماثل بعد أربعة أيام فقط مما جعل الهند تدرك أنه لا أساس من الصحة لتعثر الباكستان النووي وأن جارتها المسلمة لديها القدرة على الرد السريع عند الحاجة. هذا الإنجاز جعل من عبدالقدير خان بطلاً وطنياً وعالماً إسلامياً جليلاً وكرس مكانته في نظر دول العالم الثالث الطامحة لكسر القيود المفروضة على تطوير برامجها النووية. وكان ملتقى أنظار الدول الراغبة في تكرار تجربة الباكستان. وبدأت أنظار الولايات المتحدة وآذانها وعملاؤها يركزون جهودهم على باكستان واحتمالات إسهامها في نشر صناعة السلاح الذري، وتأكدت هذه الشكوك بعد أن اعترفت إيران بحصولها على بعض مكونات برنامجها النووي من باكستان وما كشفه الليبيون كذلك من خلال استسلامهم للضغوط الأمريكية وكشف مصادر برنامجهم. وبدأ اسم عبدالقدير خان يظهر في التقارير الأمريكية على أنه أحد أهم العلماء المشاركين في نشر صناعة الأسلحة الممنوعة في الدول التي تعتبرها أمريكا دولاً مارقة. ومع تنامي الضغوط بدأت باكستان أخيراً تتخلى عن دفاعها السابق عن عالمها الفذ وتتراجع عن حمايته. وبدأنا نسمع من المصادر الباكستانية أن خان منذ إقالته من منصبه كرئيس للمشروع النووي كان يكثر من السفر ليجتمع بعلماء من إيران وكوريا الشمالية لكي يزودهم بمعرفته وتجربته في دول أخرى وتحت ستار نشاطات تمويهية. وبعد اعترافه أخيراً من خلال وسائل الإعلام بقيامه بتسريب الأسرار العلمية النووية إلى دول أخرى ظهرت إلى السطح أيضاً تقارير باكستانية المصدر عن علاقة خان برجال السوق السوداء للتقنية النووية وبأن ثروته تقدر بحوالي ملياري دولار. وبأن الحكومة بادرت إلى تجميد حساباته.

لكن المعضلة التي واجهت الحكومة الباكستانية في محاولاتها لمحاكمته ولفلفة الموضوع وإغلاقه جوبهت بجماهيرية عبدالقدير خان في الشارع الباكستاني وهالة الإعجاب والاحترام التي يكنها شعب باكستان لهذا العالم الجليل الذي أعطى باكستان إحساساً بالفخر الوطني بوصفه العالم الذي حمل روحه على راحته وذلل جميع العقبات التي وضعت في طريق البرنامج النووي الباكستاني ووجد حلاً ناجعاً لمشكلة اختلال موازين القوى مع الهند وبالتالي منح شعبه استقراراً وأمنا ورادعاً كان في أمس الحاجة إليه. ولذا فإن عبدالقدير خان في نظر مواطنيه سيظل بطلاً وطنياً في تاريخ الباكستان يصعب أن تنال منه الاتهامات الأمريكية أو محاولات التجريم. وأمام هذه الحصانة الشعبية لم يجد الرئيس مفراً من إعلان العفو عن أبي القنبلة الذرية الإسلامية عبدالقدير خان ومع ذلك خرجت جماهير كراتشي إلى الشارع في تظاهرات تندد بملاحقة الحكومة للعلماء النوويين وتطالب بوقف إذلالهم وتجريح كرامتهم.

وهنا يدور عدد من التساؤلات: ترى هل كان العفو الرئاسي نتيجة الضغوط الشعبية فقط أم إن هناك من رأى أن على عبدالقدير خان أن يقد تضحية أخرى وأن يعترف بتحمل المسؤولية لإنقاذ المشروع النووي الباكستاني وكذلك رؤوس عدد من كبار المسؤولين الباكستانيين؟. فهل كان عبدالقدير خان يستطيع التفاوض على نقل تقنية تخصيب اليورانيوم إلى كوريا الشمالية مقابل الحصول على تقنيات صناعة الصواريخ الباليستية من عائلة "نودونج" (التي نجحت باكستان في نقلها وأنتجتها وقامت بتجربتها في عام 1998م تحت مسمى "جوري") دون علم ومباركة الحكومة الباكستانية ومؤسستها العسكرية، وأي مصلحة شخصية له في فعل ذلك؟ وهل كان يستطيع تأمين استمرار تدفق التمويل المالي للبرنامج النووي لولا صفقة تدريب العلماء والفنيين الإيرانيين في الباكستان وهل كان من الممكن أن يتم ذلك من وراء ظهر السلطات وفي غفلة من الرقابة الحكومية في بلد يسيطر فيه العسكر على مقاليد الأمور وخاصة ما يرتبط منها بالأمن الوطني في أعلى درجاته؟.

وختاماً: هل كان تقديمه كبش فداء لحل هذه الأزمة هو ثمن إنقاذ حكومة بلاده من المساءلة وإنقاذ أبناء وطنه من العقوبات الاقتصادية والتقنية والإجراءات التأديبية؟. وهل كان اعترافه بدافع من الشعور بالذنب أم كان بدافع الخوف على قدرات باكستان النووية من الخضوع للتصفية الإجبارية تحت ذريعة وقف انتشار التقنية النووية أو التصفية الطوعية وتمهيد الطريق وتبرير الذرائع أمام خطوة باكستانية مماثلة للخطوة الليبية؟... التساؤلات كثيرة والموضوع ما يزال في بداياته كما قال محمد البرادعي الذي سيدخل التاريخ أيضاً على أنه المسلم الذي أشرف على تصفية البرامج النووية الإسلامية وخلع أنيابها قبل أن تنبت.

*باحث في الشؤون العسكرية

اهـ



استثمار الإنسان هو الحل

إن التاريخ لا يقدم الضمانات،إنما هو رهن إرادة الشعوب
محمد جابر الأنصاري

فبراير 23, 2004, 07:32:07 مساءاً
رد #1

- كليجا -

  • عضو مبتدى

  • *

  • 2
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
عبد القدير خان
« رد #1 في: فبراير 23, 2004, 07:32:07 مساءاً »
مشكور اخي الظهراني على هذا الموضوع

وجزاك الله خير



وشكرا ...............





kliga_ss@hotmail.com